قال في المصباح : ويعتبر التاريخ بالليالي لأن الليل عند العرب سابق على النهار لأنهم كانوا أميين لا يحسنون الكتابة ولم يعرفوا حساب غيرهم من الأمم فتمسكوا بظهور الهلال وإنما يظهر بالليل فجعلوه ابتداء التاريخ. اه.
ذكر فتح الديار الحلبية
قال ابن الأثير في حوادث سنة ١٥ خمس عشرة : لما فرغ أبو عبيدة من فتح دمشق وحمص وبعلبك وحماة مضى نحو شيزر فخرجوا إليه يسألون الصلح على ما صالح عليه أهل حماة ، وسار أبو عبيدة إلى معرة حمص وهي معرة النعمان نسبت بعد إلى النعمان بن بشير الأنصاري فأذعنوا له بالصلح على ما صالح عليه أهل حمص ، ثم أتى اللاذقية فقاتله أهلها وكان لها باب عظيم يفتحه جمع من الناس فعسكر المسلمون على بعد منها ، ثم أمر فحفر حفائر عظيمة تستر الحفرة منها الفارس راكبا ، ثم أظهروا أنهم عائدون عنها ورحلوا ، فلما جنهم الليل عادوا واستتروا في تلك الحفائر وأصبح أهل اللاذقية وهم يرون أن المسلمين قد انصرفوا عنه فأخرجوا سرحهم وانتشروا بظاهر البلد ، فلم يرعهم إلا والمسلمون يصيحون بهم ودخلوا معهم المدينة وملكت عنوة وهرب قوم من النصارى ، ثم طلبوا الأمان على أن يرجعوا إلى أرضهم فقوطعوا على خراج يؤدونه قلوا أو كثروا ، وتركت لهم كنيستهم وبنى المسلمون بها مسجدا جامعا بناه عبادة بن الصامت ثم وسع فيه بعد ، ولما فتح المسلمون اللاذقية جلا أهل جبلة من الروم عنها.
ثم أرسل أبو عبيدة خالد بن الوليد إلى قنسرين ، فلما نزل الحاضر زحف إليهم الروم وعليهم ميناس وكان من أعظم الروم بعد هرقل فاقتتلوا فقتل ميناس ومن معه مقتلة عظيمة لم يقتلوا مثلها فماتوا على دم واحد.
وفي تاريخ الإمام ابن جرير الطبري أن أهل الحاضر أرسلوا إلى خالد أنهم عرب وأنهم إنما حشروا ولم يكن من رأيهم حربه فقبل منهم وتركهم.
وقال البلاذري في فتوح البلدان : سار أبو عبيدة بن الجراح بعد فراغه من أرض اليرموك إلى حمص فاستقراها ثم أتى قنسرين وعلى مقدمته خالد بن الوليد فقاتله أهل مدينة