قال ابن الأثير : ولما استبد بكجور بأمر حلب كتب من بها من أصحاب قرعويه إلى أبي المعالي بن سيف الدولة ليقصد حلب ويملكها ، فسار إليها وحصرها أربعة أشهر وملكها وبقيت القلعة بيد بكجور ، فترددت الرسل بينهما ، فأجاب إلى التسليم على أن يؤمنه في نفسه وأهله وماله ويوليه حمص ، وطلب بكجور أن يحضر هذا الأمان والعهد وجوه بني كلاب ، ففعل أبو المعالي ذلك وأحضرهم الأمان والعهد وسلم قلعة حلب إلى أبي المعالي ، وسار بكجور إلى حمص فتولاها لأبي المعالي وصرف همته إلى عمارتها وحفظ الطرق ، فازدادات عمارتها وكثر الخير بها ، ثم انتقل منها إلى ولاية دمشق على ما نذكره سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة.
سنة ٣٦٨ استيلاء أبي المعالي على ديار مضر
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٦٨ : كان متولي ديار مضر لأبي تغلب بن حمدان سلامة البرقعيدي ، فأنفذ إليه سعد الدولة بن سيف الدولة من حلب جيشا ، فجرت بينهم حروب ، وكان سعد الدولة قد كاتب عضد الدولة [ ملك بغداد ] وعرض نفسه عليه ، فأنفذ عضد الدولة النقيب أبا أحمد والد الشريف الرضي إلى البلاد التي بيد سلامة فتسلمها بعد حرب شديد ، ودخل أهلها في الطاعة ، فأخذ عضد الدولة لنفسه الرقة حسب ، ورد باقيها إلى سعد الدولة فصارت له.
سنة ٣٧٣
قال في الزبد والضرب : في هذه السنة نزل فردوس الدمستق على باب حلب في خمسمائة ألف ما بين فارس وراجل وسعد الدولة بحلب غير محتفل به ، ثم التقى العسكران في الميدان ، فرجع عسكر فردوس أقبح رجوع ، وسير سعد الدولة جيشه خلفه غازيا حتى بلغت عساكره أنطاكية اه.
وانظر ترجمة الشيخ عبد الرزاق أبي نمير المتوفي سنة ٤٢٥ ، ويغلب على الظن أن هذا العدد مبالغ فيه جدا.