شأن بعض ما رأيته من التواريخ المتقدمة ، لأن في البسط تتجلى الحوادث وتظهر أسبابها وتستبين نتائجها خصوصا لمن كان ثاقب الفكر واسع المدارك.
وفي آخر ولاية كل ملك أو وال ذكرت ترجمته مع ماله من الآثار في هذه الديار ، ولم يشذ عني من هذه التراجم إلا القليل ، وقد تناول الكلام على هذا القسم ذكر حوادث البلاد التي كانت معدودة من معاملات حلب على عهد الدولة العثمانية.
والقسم الثاني
وهو في أربعة مجلدات ذكرت فيه تراجم أعيان الشهباء ما بين وزير وأمير كبير ومحدث وفقيه وشريف ووجيه وخطيب وطبيب وشاعر وأديب وتاجر وزعيم وغيرهم من ذوي المزايا وأرباب المناقب.
وقد ابتدأت فيه من أوائل القرن الثالث للهجرة لأني لم أقف على تراجم لأحد من أعيان الشهباء قبل ذلك ، ولعلك تجد لهم ذكرا في تاريخ ابن العديم ، وهذا القسم نقف فيه عند السنة التي ينتهي فيها الطبع إن شاء الله تعالى.
خطتي في هذا القسم :
توخيت في هذا القسم خطة البسط أيضا ، فما رأيته من التراجم في كتابين أخذت أوسعهما وأضفت إليه ما وجدته من الزوائد المفيدة في الثانية ، وانتهجت منهج الاستقصاء بقدر الإمكان ، فلم يقع نظري على ترجمة لحلبي في كتاب من الكتب التي اطلعت عليها إلا ونظمتها في عقد هذا التاريخ ، لأن في هذا الاستقصاء يتسنى لبعيدي النظر استجلاء سير العلم والاجتماع في العصور السالفة فيقايسون بينها وبين هذا العصر أو بين كل عصر وعصر ، وسيظهر لنا الزمان في المستقبل أن الكثير من هؤلاء المترجمين لهم آثار علمية وأوقاف خيرية لم تذكر في تراجمهم إلى غير ذلك من الفوائد.