والله لأطلبنّ دمك ، فكان جواب القاضي : أما أنا فلست أقتله إلا بقلمي فزاد غبطة عند الحكم.
وكان بقيّ بن مخلد يثني عليه ، ويقول : له في قضائه حقائق لا يقارن فيها إلا بمن تقدّم من صدر هذه الأمة واستحقّت (١) أم ولد عند الحكم ، فألزمه ابن بشير أداء ثمنها إلى مستحقّها. وتوفي سنة ثمان وتسعين ومائة.
٧٧ ـ أبو القاسم الفرج بن كنانة (٢)
ذكر ابن عبد البر : أن الحكم استقضاه بعد وفاة ابن بشير. وكان خيّرا ، فاضلا ، ذا وقار وسمت يعظم بهما في العيون والقلوب ، واستعفى الحكم ، فعزله.
٧٨ ـ أبو مروان عبيد الله بن موسى (٣)
من كتاب ابن عبد البر : أن الحكم ولّاه أول سنة إحدى ومائتين إلى أن مات سنة أربع ومائتين ، وطلب الاستعفاء فلم يعفه ، وقال له : إذا كان الأمير يجور والقاضي يجور فأين يجد الناس الراحة؟. توفي سنة أربع ومائتين.
٧٩ ـ أبو محمد حامد بن يحيى (٤)
من الكتاب المذكور : أن الحكم ولّاه بعد عبيد الله إلى أن توفي الحكم. وتوفّي في أول مدة عبد الرحمن بن الحكم سنة سبع ومائتين. وكانت فتيا قضاة الحكم تدور على زياد بن عبد الرحمن وعيسى بن دينار ويحيى بن حصن.
٨٠ ـ أبو نجيح مسرور بن محمد (٥)
من الكتاب المذكور : استقضاه عبد الرحمن سنة سبع ومائتين ، وتوفّي سنة ثمان وثلاثين
__________________
(١) ذكر المقري أن ابن سعيد أخذ ترجمة القاضي محمد بن بشير من المدارك للقاضي عيّاض. نفح الطيب (ج ٢ / ص ٣٦٢).
(٢) انظر ترجمته في الجذوة للحميدي (ص ٣٠٩) وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي (ج ١ / ص ٣٨٤). توفي سنة ٢١٣ ه.
(٣) انظر ترجمته في تاريخ علماء الأندلس (ج ١ / ص ٢٠٩). توفي سنة ٢٠٤ ه.
(٤) انظر ترجمته في تاريخ علماء الأندلس (ج ١ / ص ٩٢). توفي سنة ٢٠٧ ه.
(٥) من القضاة الصالحين المشهورين ، توفي سنة ٢٣٨. ترجمته في تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي (ج ٢ / ص ٩٢).