وبينه وبين إدريس (١) بن اليمان وابن الأبار مراسلات. وجدّهم أبان بن عبيد مولى معاوية بن أبي سفيان ، أهدي إليه من سبي البربر.
٣٢ ـ أبو الحسين بن مسلمة القرطبي (٢)
ذكر لي والدي : أنه من سراة هذا البيت ، صحبه في مواطن كثيرة أيام الصّبا ، ووصفه بالمشاركة في العلوم القديمة والحديثة.
قال : وكنا نقول واضيعة خزائن الكتب بحضوره ، وكانت له همّة فائقة ، وكان يوفّي إخوانه حقوقهم في المغيب والمشهد ، إلا أنه قليل الإخوان هربا من العجز عن القيام بحق كثيرهم. وذكر والدي : أنه صحبه في سفر ، فمرا على مالقة ، فوجدا صاحبها أبا علي بن حسّون في فرجة. فاتفقا على أن يخاطباه ، فقال ابن مسلمة :
مررنا بريّة قصدا كما |
|
يمرّ النسيم بروض الزّهر |
فقال ابن سعيد :
فجلنا بروض نأى زهره |
|
وأقلع عنه انسكاب المطر |
فقال ابن مسلمة :
فلم نر رحلتنا دون أن |
|
نسير ببشر وسقيا درر |
فقال ابن سعيد :
ولم نقض من كعبة الجود ما |
|
يقضّي الذي حجّها واعتمر |
فقال ابن مسلمة :
ولم نر إلا خطاب العلا |
|
بطوع الإقامة أو بالسّفر |
فقال ابن سعيد :
وترك التكلّف تأميلنا |
|
متى كنت بالبدو أو بالحضر |
فقال ابن مسلمة :
وليس لنا رغبة في السحاب |
|
ولكن لنبصر وجه القمر |
__________________
(١) سيترجم له ابن سعيد في هذا الجزء (ص ٤٠٠).
(٢) ترجمته في التحفة (رقم : ٤٥) توفي سنة ٥٨٥ ه.