والظرف ما لم أزل أحدّث به. وأنشدني من شعره قوله في المدينة التي يعملها أهل المغرب من العجين بأصناف الألوان في النّوروز المعروف عندهم بينّير (١) : [مجزوء الرجز]
مدينة (٢) مصوّره |
|
تحار فيها السّحره |
لم تبنها إلا يدا |
|
عذراء أو مخدّره |
بدت عروسا تجتلي |
|
من درمك مزعفره |
وما لها مفاتح |
|
إلا البنان العشره |
وقوله (٣) :
شكوت لها الغرام عسى رضاها |
|
يريني بعد شقوتي النجاحا |
فقالت لي : إذا ما الليل أرخى |
|
ستائره فسل عني البطاحا |
فيمّمت البطاح ولا دليل |
|
سوى عرف تضمّنه الرياحا |
فقالت : نم ، فقلت : أمثل طرفي |
|
ينام وقد رأى ذاك السّماحا؟ |
فقالت : بل (٤) تناوم إنّ وجهي |
|
إذا استيقظت يذكرك الصباحا |
فتمسي طول ليلك في عذاب |
|
تراع وما صباح الرّوع لاحا |
وتركته في قيد الحياة.
__________________
(١) الأبيات في اختصار القدح (ج ١ / ص ٢٩٤) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١٠).
(٢) في النفح واختصار القدح : مسوّرة.
(٣) الأبيات في اختصار القدح : (ج ١ / ص ٢٩٤).
(٤) في اختصار القدح : لي.