متكلّم ، فيلسوف كان يجتمع إليه جماعة من النقلة لكتب الفلسفة ، مثل أبي عثمان الدمشقي ، وإسحاق وثابت وغيرهم وكانت المعتزلة تدّعيه ، والشيعة تدّعيه ولكنّه إلى حيّز الشيعة ما هو ( كذا ) لأنّ آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده عليهمالسلام في الظاهر ، فلذلك ذكرناه في هذا الموضع ... وله مصنفات وتأليفات في الكلام والفلسفة وغيرها ثمّ ذكر فهرس كتبه ولم يذكر إلاّ القليل من الكثير (١).
إنّ بيت نوبخت من أرفع البيوتات الشيعية خرج منه فلاسفة كبار ، متكلّمون عظام ، وقد آثرنا الاقتصار ومن أراد التفصيل فليرجع إلى الكتب المؤلّفة حول هذا البيت.
هؤلاء أعلام الشيعة ومتكلّموهم في القرون الأربعة فهم الذين ذادوا عن حياض الإسلام والتشيّع ببيانهم وبنانهم أتينا بأسمائهم في المقام ليكونوا كنموذج لما لم نذكره أو لم يحتفل بذكرهم التاريخ فإنّ الإستقصاء يخرجنا إلى تأليف منفرد.
ونختم هذا الفصل بمتكلّم فحل وبارع لا يسمع الدهر بمثله إلاّ في فترات يسيرة أعني اُستاذ الشيعة وشيخ الاُمة الشيخ المفيد ( ٣٣٦ ـ ٤١٤ ) الذي أنطق علمه وفضله وورعه وتقاه ، لسان كل موافق ومخالف وإليك نموذج ممّا ذكره أصحاب التذكرة وعلماء الرجال في كتبهم على وجه الإيجاز ونركّز على كلمات أهل السنّة ونذكر القليل من كلمات الشيعة في حقه.
١ ـ هذا هو ابن النديم ( ت ٣٨٨ ) معاصره ويعرّفه في الفهرست بقوله :
« ابن المعلم ، أبو عبداللّه ، في عصرنا انتهت رياسة متكلّمي الشيعة إليه ، مقدم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه ، دقيق الفطنة ، ماضي الخاطرة ، شاهدته
__________________
١ ـ ابن النديم : الفهرست ٢٦٥ ـ ٢٦٦ الفن الثاني من المقالة الخامسة.