هذا هو الدكتور محمّد حسين الذهبي ، جعل عليّاً ـ وهو الوصي وباب علم النبي ـ في الطبقة الثالثة من حيث نقل الرواية عنه ، وجعل تلميذه ابن عباس في الدرجة الاُولى (١) ولم يذكر عن بقية الأئمّة شيئاً مع ما نقل عنهم في مجال التفسير من الروايات الوافرة.
ارتحل النبيّ الأكرم وعكف المسلمون على دراسة القرآن وأوّل ما فوجئوا به ، هو قصور باع لفيف منهم عن فهم بعض ألفاظ القران. والقرآن وإن نزل بلغة الحجاز ، لكن يوجد فيه ألفاظ غير رائجة فيها وربّما كانت رائجة بين القبائل الاُخرى ، وهذا النوع من الألفاظ ما سمّوه « غريب القرآن » وقد سأل ابن الأزرق ـ رأس الخوارج ـ ابن عباس عن شيء كثير من غريب القرآن وأجاب عنه مستشهداً بشعر العرب الأقحاح وقد جمعها السيوطي في اتقانه (٢).
وبما أنّ تفسير غريب القرآن كان الخطوة الاُولى لتفسيره ، ألّف أصحابنا في أبان التدوين كتباً في ذلك المضمار ، نذكر قليلا من كثير.
١ ـ غريب القرآن : لأبان بن تغلب بن رباح البكري ( ت ١٤١ ) (٣).
٢ ـ غريب القرآن : لمحمّد بن السائب الكلبي من أصحاب الامام الصادق عليهالسلام (٤).
٣ ـ غريب القرآن : لأبي روق ، عطية بن الحارث الهمداني الكوفي التابعي ، قال ابن عقدة : كان ممّن يقول بولاية أهل البيت (٥).
__________________
١ ـ الذهبي : التفسير والمفسّرون ١ / ٨٩ ـ ٩٠.
٢ ـ السيوطي : الاتقان ٤ / ٥٥ ـ ٨٨.
٣ ـ النجاشي : الرجال ١ / ٧٣ برقم ٦.
٤ ـ النجاشي : الرجال ١ / ٧٨ برقم ٦.
٥ ـ ابن النديم : الفهرست ٥٧ ، النجاشي : الرجال ١ / ٧٨.