إلى العراق يشكّل خطراً كبيراً على حياة الامام عليهالسلام وأهل بيته ولأجل ذلك أخلصوا له النصيحة ، وأصروا عليه عدم الخروج ويتمثّل ذلك في كلام أخيه محمّد ابن الحنفية ، وابن عمّه ابن عباس ، ونساء بني عبدالمطلب ومع ذلك اعتذر لهم الامام وأفصح عن عزمه على الخروج (١).
٣ ـ لمّا عزم الإمام المسير إلى العراق خطب وقال : الحمدللّه وماشاء اللّه ولا قوّة إلاّ باللّه خطّ الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي ، اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخيِّر لي مصرع أنا اُلاقيه ، كأنّي بأوصالي يتقطّعها عسلان الفلوات ، بين النواويس وكربلاء فيملأن منّي أكراشاً جُوَّفاً وأجربة سغبا ، لا محيص عن يوم خطّ بالقلم. رضى اللّه رضانا أهل البيت نصبر على بلائه. ويوفينا اُجور الصابرين لن تشذ عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لحمته ، بل هي مجموعة له في حظيرة القدس تَقرّ بهم عينه ، وينجز لهم وعده ألا ومن كان فينا باذلا مهجته ، موطناً على لقاء اللّه نفسه فليرحل معنا فإنّي راحل مصبحاً إن شاء اللّه (٢).
٤ ـ لمّا بلغ عبدالله بن عمر ما عزم عليه الحسين عليهالسلام دخل عليه فلامه في المسير ولمّا رآه مصرّاً عليه قبّل ما بين عينيه وبكى وقال : أستودعك اللّه من قتيل (٣).
٥ ـ لمّا خرج الحسين عليهالسلام في مكة لقيه الفرزدق الشاعر فقال له : إلى أين يابن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ما أعجلك عن الموسم قال : لو لم أعجل لاًخذْتُ أخذاً فأخبرني يا فرزدق عمّا وراء فقال : تركت الناس بالعراق ،
__________________
١ ـ لاحظ المحاورات التي جرت بين الامام وهولاء في الارشاد ٢٠١ ـ ٢٠٢ طبع النجف ومقاتل الطالبيين ١٠٩ ، اللهوف ٢٠ طبع بغداد.
٢ ـ اللهوف ٤١ طبع بغداد.
٣ ـ تذكرة الخواص ٢١٧ ـ ٢١٨.