أبيه الرشيد. فلمّا رأى المأمون إقبال الناس على العلويّين وعلى رأسهم الإمام الرضا ، ألقى عليه القبض بحيلة الدعوة إلى بلاطه ، ثمّ دسّ السمّ للإمام الرضا ، وسيوافيك تفصيله.
٨ ـ مات المأمون سنة (٢١٨) وجاء إلى الحكم النه المعتصم فسجن محمّد ابن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب فتغلّب عليه وسجنه ثمّ فرّ من السجن.
٩ ـ ولى الحكم بعده الواثق وقد سجن الإمام الجواد بن الإمام الرضا عليهالسلام ، ودسّ له السم بيد زوجته الأثيمة اُمّ الفضل بنت المأمون.
١٠ ـ وولى الحكم بعد الواثق ، المتوكّل وإليك نموذجاً من حقده علي آل البيت وهو ما ذكره أبو الفرج قال : كان المتوكّل شديد الوطأة على آل أبي طالب غليظاً في جماعتهم ، شديد الغيظ والحقد عليهم ، وسوء الظن والتهمة لهم ، واتّفق له أنّ عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان وزيره يسيئ الرأي فيهم ، فحسن له القبيح في معاملتهم ، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله ، وكان من ذلك أن كرب (١) قبر الحسين وعفّى آثاره ، ووضع على سائر الطرق ، مسالح له لا يجدرون أحداً زاره إلا أتوه به وقتله أو أنهكه عقوبة.
وقال : : بعث برجل من أصحابه ( يقال له « الديزج » وكان يهودياً فأسلم ) إلى قبر الحسين وأمره بكرب قبره ومحوه وإخراب ما حوله ، فمضى ذلك ، فخرّب ما حوله وهدم البناء وكرب ما حوله نحو مأتي جريب ، فلمّا بلغ إلى قبره لم يتقدّم إليه أحد فأحضر قوماً من اليهود فكربوه ، وأجرى الماء حوله ، ووكل به مسالح ، بين كل مسلحتين ميل ، لا يزوره زائر إلا أخذوه ووجّهوا به إليه.
وقال : حدثني محمّد بن الحسين الأشناني : بعد عهدي بالزيارة في تلك
__________________
١ ـ الكرب : إثارة الأرض للزرع.