أقتله إلا لحبّه أباك الفاسق ، والسلام (١).
« كان زياد جمع الناس بالكوفة بباب قصر يحرّضهم على لعن عليّ أو البراءة منه ، فملأ منهم المسجد والرحبة ، فمن أبى ذلك عرضه على السيف » (٢) ، وفي المنتظم لابن الجوزي : إنّ زياداً لمّا حصبه أهل الكوفة وهو يخطب على المنبر قطع أيدي ثمانين منهم ، وهمّ أن يخرب دورهم ويحرق نخلهم ، فجمعهم حتى ملأ بهم المسجد والرحبة يعرضهم على البراءة من علي ، وعلم أنّهم سيمتنعون ، فيحتج بذلك على استئصالهم وإخراب بلدهم (٣).
بيان معاوية إلى عماله :
روى أبو الحسن علي بن محمّد بن أبي سيف المدايني في كتاب « الأحداث » قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة : أن برئت الذمة ممّن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته ، فقام الخطباء ، وفي كل كورة ، وعلى كل منبر ، يلعنون عليّاً ويبرأون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته ، كان أشدّ الناس بلاءً حينئذ أهل الكوفة ، لكثرة من بها من شيعة علي عليهالسلام فاستعمل عليها زياد ابن سميّة ، وضمّ إليه البرة ، فكان يتبع الشيعة وهو بهم عارف ، لأنّه كان منهم أيّام علي عليهالسلام فقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وأخافهم ، وقطع الأيدي والأرجل ، وسمل العيون ، وصلبهم على جذوع النخل ، وطردهم وشرّدهم عن العراق ، فلم يبق بها معروف منهم ، وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق :
__________________
١ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٦ / ١٩٤.
٢ ـ مروج الذهب ٣ / ٢٦.
٣ ـ المنتطم ٥ / ٢٦٣ طبع بيروت.