لبّى الامام دعوة ربّه في ليلة الحادي والعشرين من رمضان على يد أشقى الأوّلين والآخرين ، شقيق عاقر ناقة ثمود ، وهو يصلّي في محراب عبادته ، فلمّا بلغ عائشة قتل علي ، فرحت وقالت :
فألقت عصاها واستقرّ بها النوى |
|
كما قرّ عيناً بالاباب المسافر |
ثم قالت : من قتله؟ فقيل : رجلٌ من مراد ، فقالت :
فان يك نائيا فلقد نعاه |
|
نعي ليس في فيه التراب |
فقالت زينب بنت أبي سلمة : أتقولين هذا لعلي؟ فقالت : إنّي أنسى ، فإذا نسيت فذكّروني ...!! (١).
ولمّا بلغ خبر قتله إلى معاوية قال : إنّ الأسد الذي كان يفترش ذراعيه في الحرب قد قضى نحبه. ثمّ أنشد :
قل للأرانب ترعى أينما سرحت وللظبأ بلا خوف ولا وجل (٢)
فلمّا مات الامام ، خطب الحسن في مسجد الكوفة ، وقال : « ألا انّه قد مضى ، في هذه الليلة ، رجل لم يدركه الأوّلون ، ولن ير مثله الآخرون. من كان يقاتل
__________________
١ ـ الكامل لابن الاثير ٣ / ٣٩٤ طبع دار صادر.
٢ ـ ناسخ التواريخ ، القسم المختص بحياة الامام ٦٩٢.