ولا عذر. ووصل بسر إلى المدينة المنوّرة ، فشتم أهلها وتهدّدهم وتوعّدهم وأحرق دوراً كثيراً ، منها دار زرارة بن حرون ، ودار عمرو بن عوف ، ودار رفاعة بن رافع الرزقي ، ودار أبي أيّوب الأنصاري صاحب منزل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
وقال المسعودي : قتل بسر بالمدينة وبين المسجدين خلقاً كثيراً من خزاعة وغيرها ، وكذلك بالجرف قتل خلقاً كثيراً من رجال همدان ، وقتل بصنعاء خلقاً كثيراً. ولمّا بلغ الخبر عليّاً أنفذ جارية بن قدامة في ألفين ، ووهب بن مسعود في ألفين ، وحين علم بسر بخبر حارثة فرّ هاربا (٢).
وكانت هذه العصابات الاجرامية ، تأتي إلى العراق فتقتل وتحرق وتدمّر ، إلى آخر حياة الامام ، الذي قضى نحبه في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة ٤٠. وأصبحت شيعته كغنم غاب عنها راعيها. يفترسهم أعداؤهم عندما استتبّ الأمر لآل أبي سفيان وآل مروان وهذا هو الذي نطرحه في الفصل التالي :
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ٢ / ١٠ ، وما ذكرناه ملخّص ما ذكره مفصّلا.
٢ ـ مروج الذهب ٣ / ٣١ طبعة ١٩٤٨.