كذلك في بداية دخولهم إلى الإسلام ، وكأنّ الرجل جاهل بتاريخ بلاد إيران ، وها نحن ننقل كلام « أحسن التقاسيم » لتقف على أنّ المذهب السائد في ذلك القرن ، هل كان هو التشيّع أم التسنّن يقول :
« اقليم خراسان للمعتزلة والشيعة ، والغلبة لأصحاب أبي حنيفة إلاّ في كورة الشاش فانّهم شوافع وفيهم قوم على مذهب عبداللّه السرخسي ، واقليم الرحاب مذاهبهم مستقيمة إلاّ أنّ أهل الحديث حنابلة والغالب بدبيل ـ لعلّه يريد أردبيل ـ مذهب أبي حنيفة وبالجبال ، أمّا بالري فمذاهبهم مختلفة ، والغلبة فيهم للحنفية ، وبالري حنابلة كثيرة ، وأهل قم شيعة والدينور غلبه مذهب سفيان الثوري ، واقليم خوزستان مذاهبهم مختلفة ، أكثر أهل الأهواز ورامهرمز والدورق حنابلة ، ونصف أهل الأهواز شيعة ، وفيه من أصحاب أبي حنيفة كثير ، وبالأهواز مالكيون ، اقليم فارس العمل فيه على أصحاب الحديث وأصحاب أبي حنيفة ، اقليم كرمان المذاهب الغالبة للشافعي ، اقليم السند مذاهبهم أكثرها أصحاب الحديث ، وأهل الملتان شيعة يهيعلون في الأذان ـ أي يقولون : حي على خير العمل ـ ويثنون في الاقامة ـ أي يقولون : اللّه أكبر مرتين ، وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه مرتين أيضاً وهكذا ـ ولا تخلوا القصبات من فقهاء على مذهب أبي حنيفة (١).
ذكر ابن بطوطة « كان ملك العراق السلطان محمد خدابنده قد صحبه في حال كفره فقيه من الروافض الامامية يسمّى جمال الدين بن مطهر ـ يعني العلامة الحلي ( ٦٤٨ ـ ٧٢٦ ) ـ فلمّا أسلم السلطان المذكور وأسلمت باسلامه التتر زاد في تعظيم هذا الفقيه فزيّن له مذاهب الروافض وفضله على غيره ... فأمر السلطان بحمل الناس على الرفض وكتب بذلك إلى العراقين وفارس وآذربايجان واصفهان وكرمان
__________________
١ ـ أحسن التقاسيم لشمس الدين محمّد بن أحمد المقدسي / ١١٩ ( ألفه عام ٣٧٥ ).