عدا المدن الكبرى ،
مثل مكة وتهامة وصنعاء وكان للشيعة غلبة في بعض المدن أيضاً مثل عمان ، وهجر وصعدة
، أمّا إيران فكانت كلّها سنّة ، ما عدا قم وكان أهل اصفهان يغالون في معاوية حتّى
اعتقد بعض أهلها أنّه نبيّ مرسل .
هذه الكلمات من هؤلاء الذين يفقدون
الاخلاص غالباً في قضائهم ، أوضح شاهد على أنّهم لم يجدوا لهذه النظرية أي مصدر
صحيح.
٥ ـ يقول الشيخ أبو زهرة : إنّ الفرس
تشيّعوا على أيدي العرب وليس التشيع مخلوقاً لهم ، ويضيف : وأمّا فارس وخراسان
وماوراءهما من بلدان الإسلام فقد هاجر إليها كثيرون من علماء الإسلام الذين كانوا
يتشيّعون فراراً بعقيدتهم من الأمويين أولاً ، ثم العباسيين ثانياً وأنّ التشيّع
كان منتشراً في هذه البلاد انتشاراً عظيماً قبل سقوط الدولة الأموية بفرار أتباع
زيد ومن قبله إليها .
٦ ـ قال السيد الأمين : إنّ الفرس الذين
دخلوا الإسلام لم يكونوا شيعة في أول الأمر إلاّ القليل وجلّ علماء السنّة
وأجلاّؤهم من الفرس ، كالبخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم النيسابوري
والبيهقي وهكذا غيرهم ممّن أتوا في الطبقة التالية .
وثانياً
: انّ التاريخ يدلّنا إلى أنّ الفرس دخلوا
في الإسلام يوم دخلوا ، بالصبغة السنّية ، وهذا هو البلاذري يحدّثنا في كتابه
ويقول :
كان ابرويز وجّه إلى الديلم فأتى بأربعة
آلاف ، وكانوا خدمه وخاصته ، ثم كانوا على تلك المنزلة بعده ، وشهدوا القادسية مع
رستم ، ولمّا قتل وانهزم
__________________