ثامن عشرها : أنّ يتخذ خطيباً واعظاً ينادي عسكر المسلمين ، ويزهدهم في الدنيا ، ويرغّبهم في الجنّة ، وحورها ، وقصورها ، ويبيّن لهم مراتب الشهداء وقُربهم عند باسط الأرض ورافع السماء.
تاسع عشرها : أن يجعل الحرّاس في جميع أطراف العسكر ، حوله ، وبعيداً عنه ؛ حذراً من هجوم العدوّ ، (١) بحيث يبقى بعد وصولهم ، وقبل وصول العدوّ ، (٢) فرصة تأهّبهم واستعدادهم.
العشرون : أنّ لهم أن يتوصّلوا إلى إذلال العدوّ بما شاؤوا من الطرق ، كقطع الشجر ، وسدّ المياه ، وسدّ طرق المؤن ، وهكذا.
ويأتون بما أمكن من الحِيَل من إظهار القلّة في الجنود ، وتفريق العساكر ، والموعد معهم في وقت مخصوص ، فيهجموا عليه بجملتهم ، أو يظهروا حصول الخُلف بينهم ، وقيام العداوة ، وتفرّق الكلمة أو بالخروج في الليل ، للهجوم على العدوّ ، مع إبقاء الفوانيس والنار المضرمة في الخيام ، ليزعم العدوّ أنّهم فيها.
أو بإرسال من يمكنه الوصول إليهم ؛ ليخبرهم بضعف المسلمين أو قوّتهم على نحو ما تقتضي المصلحة.
أو بإرسال من يظهر الحرب من المسلمين ، وعداوته معهم ، فيجعلهم إلى مكان ، ويكون بينه وبين المسلمين موعد في وقت معيّن ، حتّى يدور عليهم الدوران.
الحادي والعشرون : أنّه ينبغي للرئيس المُطاع إذا علم توقّف التسلط على الكفّار على أن يأمر جنوده وعساكره أن يلبسوا لباس الكفّار ، أمرهم بأن يلبسوا لباسهم ، ولا يجوز لهم التخلّف عن قوله ، واتّباع قوله.
الثاني والعشرون : أنّه ينبغي للرئيس المُطاع أن ينصب للعسكر رؤساء ، مترتّبين ، ويأخذ عليهم العهد والبيعة ، على أنّه إن فقد الأوّل لا يحصل فيهم اختلال ، ويكونون
__________________
(١) في «ح» زيادة : : ويكون.
(٢) في «ح» زيادة : و.