تسفي عليهم ريح الصبا ، وهذا حسينٌ محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والرّداء. بأبي مَن لا هو غائب فيُرتجى ، ولا جريح فيُداوى! بأبي المهموم حتّى قضى! بأبي العطشان حتّى مضى! بأبي مَن شيبته تقطر بالدّماء.
وثواكلٍ بالنّوحِ تُسعدُ مثلَها |
|
أرأيتَ ذا ثكلٍ يكونُ سَعيدَا |
حنَّتْ فلَمْ تَرَ مثلَهنَّ نوائحاً |
|
إذْ ليسَ مثلُ فقيدِهنَّ فقيدَا |
إنْ تنْعَ أعطَتْ كلَّ قلبٍ حَسْرةً |
|
أو تدْعُ صدَّعتِ الجِبالَ المِيدَا |
وليكن هذا آخر الجزء الرّابع من المجالس السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النّبويّة ، وبه تمّ القسم المتعلّق بمُصيبة الحسين (ع) من الكتاب. ولمْ نألُ جهداً في اختياره وانتقائه وترتيبه حسبما وصلت إليه مقدرتُنا القاصرة ، والله المسؤول أنْ ينفع به إخوان الدِّين ، ويجعله خالصاً لوجهه الكريم ، ويحشرنا في زمرة محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. ووافق الفراغ منه آخر نهار الاثنين ، الثّامن من شهر ذي القعدة الحرام سنة ١٣٤٣ من الهجرة ، بمدينة دمشق المحميّة ، ووافق الفراغ من إعادة النّظر فيه ثانياً ، والزيادة عليه عصر يوم السّبت الرّابع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة ١٣٦٢ من الهجرة بمدينة دمشق أيضاً ، حماها الله تعالى ، وكتب بيده الدّاثرة مؤلفه الفقير إلى عفو ربّه الغني محسن ابن المرحوم السيّد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق ، تجاوز الله عنه ، حامداً مُصليّاً مُسلّماً. كان الفراغ من طبع هذا الجزء للمرة الثّالثة يوم الخميس ، الواقع في السّادس عشر من شهر جمادى الاُولى سنة ١٣٧٣ هجرية.
* * *