المجلس الرابع
ممّا جاء في صفة الحسين (ع) ، أنّه كان أشبه النّاس برسول الله (ص). وقال أنس بن مالك ـ لمّا رأى رأس الحسين (ع) بين يدي ابن زياد ـ : كان أشبههم برسول الله (ص). وعن علي (ع) : «كان الحسن أشبه برسول الله (ص) ما بين الصدر الى الرأس ، والحسين أشبه به فيما كان أسفل من ذلك». وكانت الزهراء عليهاالسلام تُرقّص الحسن (ع) ، وتقول :
إشبهْ أباك يا حَسنْ |
|
إشبهْ أباك يا حَسنْ |
واعبدْ إلهاً ذا مِننْ |
|
ولا توالِ ذا الإحنْ |
وقالت للحسين (ع) :
أنتَ شبيهٌ بأبيْ |
|
لستَ شبيهاً بِعليْ |
وكان الحسين (ع) يخضب بالحنّاء والكتم ، وقُتل صلوات الله عليه وقد نصل الخضاب من عارضيه.
وأقوى دليل وأوضح برهان على كمال فضل الحسنَين عليهماالسلام وعلوّ مقامهما وإمامتهما للمسلمين ؛ أنّ النبي (ص) باهَلَ بهما وهما صبيّان ، كما دلّ عليه قوله تعالى في آية المباهلة (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ). وبايع لهما النبي (ص) وهما صبيّان لم يبايع صبيّاً غيرهما ، وأوجب لهما الجنّة على عملهما وهما طفلان بقوله تعالى في سورة هل أتى : (فَوَقَاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنّةً وَحَرِيراً). وقال رسول الله (ص) في الحسنَين عليهماالسلام : «هما ريحانتاي من الدّنيا». وقال (ص) : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة». وقال (ص) فيهما : «هذان ابناي ، فمَن أحبَّهما فقد أحبّني ، ومَن أبغضهما فقد أبغضني». وقال (ص) فيهما : «اللهمَّ ، إنّي