المجلس السّادس والتّسعون
قال الله تعالى في سورة الشّورى : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَى): أي قُل لهم يا محمّد ، لا أسألكُم على تبليغ الرّسالة وتعليم الشّريعة أجراً ، إلاّ أنْ تودّوا قرابتي وعترتي ، وتحفظوني فيهم. وعن ابن عباس قال : لمّا نزلت : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَى) ، قال النّاس : يا رسول الله ، مَنْ هؤلاء الذّين أمرنا الله بمودّتهم؟ قال : «عليّ وفاطمة وولدهما». قال علي (ع) : «فينا في آلِ حم آية لا يحفظ مودّتنا إلاّ كُلّ مؤمن». ثُمّ قرأ هذه الآية. وإلى هذا أشار الكُميت رحمه الله في قوله.
وجدنا لكمْ في آل حمَ آيةً |
|
تأوّلها منّا تقيٌ ومعربُ |
وقال الأعسم رحمه الله :
لهفي لمَن ودّهم أجر الرّسالة لمْ |
|
يروا سرى علم الشّحناء منشورا |
وقال المؤلّف :
أنتمْ ولاة الورى حقّاً وحُبُكمْ |
|
فرضٌ أكيدٌ بنص الذّكر قد وجبا |
وقال بعض الشّعراء :
أيّها المؤمن الذي طاب فرعاً |
|
وزكا منه أصلُهُ وتمسكْ |
طبْ بدين النّبي نفساً وإنْ خفتَ |
|
من النّار في غدٍ أنْ تمسكْ |
فاستجر من لَظى بعليٍّ |
|
وبنيهِ وبالبتول تمسكْ |
خطب النّبي (ص) يوماً فقال : «أيّها النّاس ، إنّي خلّفتُ فيكم الثّقلين ؛ كتابَ الله وعترتي أهل بيتي واُرومتي ، ومزاجَ مائي وثمرتي ، لن يفترقا حتّى يَرِدا عليّ الحوض ، وإنّي