قائمة الکتاب
الجزء الثاني
الجزء الثالث
وشجاعة ولده الحسين (ع)
الوافدات على معاوية
ترجمة قيس بن سعد بن عبادة وماجرى له مع معاوية وولاؤه لأمير المؤمنين (ع)
٤٢٩الجز الرابع
إعدادات
المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة [ ج ١ ]
المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة [ ج ١ ]
المؤلف :السيد محسن بن عبد الكريم الأمين
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :دار التعارف للمطبوعات
الصفحات :668
تحمیل
المجلس الثمانون بعد المئة
كان قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري من أجلاّء الصحابة ، ومن المتفانين في حبّ علي (ع) ونصره. وفي الإستيعاب ، قال الواقدي : كان قيس بن سعد من كرام أصحاب رسول الله (ص) ، وأسخيائهم ودهاتهم. قال أبو عمرو : كان أحد الفضلاء الأجلّة ، وأحد دهاة العرب ، وأهل الرأي والمكيدة في الحرب ، مع النّجدة والبسالة ، والسخاء والكرم ، وكان شريف قومه غير مدافع ، وكان يقول : اللهمّ ، ارزقني حمداً ومجداً ؛ فإنّه لا حمد إلاّ بفعال ، ولا مجد إلاّ بمال. واستقرض منه رجل ثلاثين ألفاً ، فلمّا ردّها عليه أبى أنْ يقبلها ، وقال : إنّا لا نعود في شيء أعطيناه. وشكت إليه عجوز أنّه ليس في بيتها جرذ ، فقال : ما أحسن ما سألت! أما والله ، لأكثرنّ جرذان بيتك ، فملأ بيتها طعاماً وأداماً. ولمّا خرج أبوه من المدينة ، قسّم ماله بين أولاده ، وكان له حمل لا يعلم به ، فلمّا توفي أبوه ، طلبوا إلى قيس أنْ ينقض القسمة ، فقال : نصيبي للمولود ، ولا أنقض ما صنع أبي. وكان لقيس دَينٌ كثيرعلى النّاس ، فمرض واستبطأ عوّاده ، فقيل : إنّهم يستحون من أجل دينك. فأمر فنودي : مَن كان لقيس عليه دَين فهو له ، فتزاحم النّاس على عيادته حتّى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه. وقال أنس بن مالك : كان قيس من النبيّ (ص) بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. صحب قيس علي بن أبي طالب (ع) ، وشهد معه الجمل وصفّين والنّهروان هو وقومه ، ولم يفارقه حتّى قُتل. وكان علي (ع) قد ولاّه على مصر ، فضاق به معاوية وكايد فيه عليّاً ففطن له ، فلم يزل به الأشعث وأهل الكوفة حتّى عزله ، وولّى محمّد بن أبي بكر ففسدت عليه مصر. وكان قيس مع الحسن (ع) على مقدّمته ، ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رؤوسهم وتبايعوا على الموت ، فلمّا دخل الحسن (ع) في بيعة معاوية أبى قيس أنْ يدخل. قال أبو الفرج : إنّه نهض بمَن معه لقتال معاوية ، وخرج إليهم بُسر