المجلس السّادس والستّون
لمّا قُتل أنصار الحسين (ع) وأهل بيته وبقي وحيداً فريداً وقد أحاط به القوم ، خرج من عند النّساء عبد الله بن الحسن بن علي عليهمالسلام ، وهو غلام لم يراهق ، فلحقته زينب بنت علي عليهماالسلام لتحبسه ، فقال لها الحسين (ع) : «احبسيه يا اُختي». فأبى وامتنع عليها امتناعاً شديداً ، وجاء يشتد إلى عمّه الحسين (ع) حتّى وقف إلى جنبه وقال : لا اُفارق عمّي. فأهوى بحر بن كعب إلى الحسين (ع) بالسّيف ، فقال له الغلام : ويلك يابن الخبيثة! أتقتل عمّي؟! فضربه بحر بالسيف فاتّقاها الغلام بيده فأطنّها إلى الجلد فإذا هي معلّقة ، فنادى الغلام : يا عمّاه! ـ أو يا اُمّاه! ـ فأخذه الحسين (ع) فضمّه إلى صدره وقال : «يابن أخي ، اصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير ، فإنّ الله يلحقك بآبائك الصالحين ؛ برسول الله (ص) وعلي وحمزة وجعفر والحسن صلّى الله عليهم أجمعين». فرماه حرملة بسهم فذبحه وهو في حجر عمه.
لم يُنجِّ الكهولَ سنٌّ ولا الشّبان |
|
زهدٌ ولا نجا الأطفال |
هَبُوا أنّكُمْ قاتلتمُ فقتلتُمُ |
|
فما بالُ أطفال تُقاسي نبالَها |