أيا شجرَ الخابورِ ما لكَ مُورقا |
|
كَأنّك لَم تَجزعْ عَلى ابنِ طريفِ |
فَتىً لا يُحبُّ الزَّاد إلاّ منَ التُّقى |
|
وَلا المالَ إلاّ من قناً وسيوفِ |
ولا الذّخرَ إلاّ كلَّ جرداءَ صلدمٍ |
|
معاودةً للكرِّ بين صفوفِ |
فَقَدناكَ فُقدانَ الرَّبيعِ ولَيتنا |
|
فَدَيناك مِن ساداتنا باُلوفِ |
حَليف النَّدى إِنْ عاشَ يرضى به النَّدى |
|
وَإِنْ ماتَ لا يرضى النَّدى بحليفِ |
وَما زالَ حتّى أزهق الموتُ نفسَهُ |
|
شَجاً لعدوٍّ أو نجاً لضعيفِ |
فَإِنْ يكُ أَرداهُ يزيدُ بنُ مزيد |
|
فرُبَّ زَحوفٍ لفَّها بزحوفِ |
ألا يا لقومي للحِمامِ وللبَلَى |
|
وللأرضِ هَمَّتْ بعدَهُ برحيفِ |
وَللّيثِ فوقَ النَّعشِ إِذ يَحملونه |
|
إِلى حُفرةٍ ملحودةٍ وسقوفِ |
ومنهنَّ : اُمّ كلثوم اُخت عمرو بن عبد ود العامري ، فإنّه لمّا قتل أخاها عليٌّ (ع) يوم الخندق ، وقفت عليه فرأته لم تُسلب منه ثيابُه ولا درعه ، فسألت عن قاتله ، فقيل لها علي بن أبي طالب ، فأنشأت تقول :
لو كانَ قاتلُ عمرٍو غيرَ قاتلِهِ |
|
لكنتُ أبكي عليهِ آخرَ الأبدِ |
لكنّ قاتلَهُ مَنْ لا يُعابُ بهِ |
|
قدْ كان يُدعَى أبوهُ بيضةَ البلدِ |
منْ هاشمٍ في ذُراهَا وهي صاعدةٌ |
|
إلى السّماءِ تُميتُ النّاسَ بالحسدِ |
قومٌ أبى اللهُ إلاّ أنْ يكون لهمْ |
|
كرامةُ الدِّينِ والدُّنيا بلا لددِ |
يا أمّ كلثومَ ابكيهِ ولا تَدَعي |
|
بُكاءَ معولةٍ حرّى على ولد |
وقالت أيضاً :
أسدانِ في ضيْقِ المجالِ تصاوَلا |
|
وكلاهُما كفوٌ كريمٌ باسل |
فَتَخالَسا سلبَ النُّفوسِ كِلاهما |
|
وَسط المجالِ مجالدٌ ومقاتلُ |
وَكِلاهما حسرَ القناعَ حفيظةً |
|
لَم يثنهِ عَن ذاك شغلٌ شاغلُ |
فاذهبْ عليٌّ فما ظفرتَ بمثلِهِ |
|
قولٌ سديدٌ ليس فيه تحاملُ |
ومنهنّ : وهي أعظمهنَّ وجداً وأشدّهنّ حزناً ، عقيلة بني هاشم زينب بنت أمير المؤمنين (ع) ، التي رأت أخاها الحسين جثّة بلا رأس ، مرضوض الجسم بحوافر الخيل ، وقفت عليه وجعلت تندبه وتُنادي بصوتٍ حزين وقلبٍ كئيب : يا مُحمّداه! صلّى عليك مليك السّماء ، هذا حُسينك مرمّل بالدماء ، مُقطّع الأعضاء ، وبناتك سبايا ، وذُرّيّتك مُقتّلة