عن رسول اللهِ لَحمتُهُ ، بل هي مجموعةٌ لهُ في حظيرةِ القُدْسِ ، تُقرُّ بِهمْ عينُه ويُنجزُ بهم وعدَه. مَنْ كان باذلاً فينا مُهجَتَه ، ومُوَطِّناً على لقاءِ اللهِ نفسَه فليرحل معنا ، فإنّني راحلٌ مُصبحاً إنْشاءَ اللهُ تعالى». وما قال الحسين (ع) : «كأنّي بأوصالي تُقطّعها عَسْلانُ الفلوات» : أي ذئابها ، إلاّ لعلمه أنّه سيُقتل ويبقي بلا دفن كما أخبره جدّه رسول الله (ص). ومن عادة القتيل الذي لم يُدفن أنْ يجري عليه ذلك ، فساق كلامه على مجرى العادة ، وإلاّ فجسمه الشّريف وإنْ لم يحفظ من ذئاب أهل الكوفة وكلابهم أتباع بني اُميّة ، إلاّ أنّه محفوظ من الذّئاب الوحشيّة كما قال السيّد الرّضي رضي الله عنه :
تَهابُهُ الوَحشُ أَنْ تَدنو لِمَصرَعِهِ |
|
وَقَد أَقامَ ثَلاثاً غَيرَ مَقبورِ |
تَحنو عَلَيهِ الرُبى ظِلاّ ً وَتَستُرُه |
|
عَنِ النَّواظِرِ أَذيالُ الأَعاصيرِ |