وقتلكم ، وأراح البلاد من رجالكم ، وأمكن أمير المؤمنين منكم. فلم يقابله زين العابدين (ع) بسبٍّ ولا شتم حيث علم أنّه جاهل ، بل جاءه باللين والموعظة الحسنة ، وقال : «يا شيخ ، هل قرأت القرآن؟». قال : نعم. قال : «فهل عرفت هذه الآية:(قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال : نعم. قال : «فنحن القُربى». «فهل قرأت : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) قال : نعم. قال : «فنحن القُربى». «فهل قرأت : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)». قال : نعم. قال : «فنحن القُربى». «وهل قرأت :(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). قال : نعم. قال : «فنحن أهل البيت الذين اختصنا الله بآية الطّهارة». فبقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به ، وقال : بالله إنّكم هم؟! قال (ع) : «تالله ، إنّا لنحن هم من غير شكّ ، وحقِّ جدّنا رسول الله (ص)». فبكى الشيخ ورمى عمامته ، ثمّ رفع رأسه إلى السّماء وقال : اللهمَّ ، إنّي أبرأ إليك من عدوِّ آل محمَّد من جنّ وإنس. ثمّ قال : هل لي من توبة؟ فقال له : «نعم ، إنْ تبت تاب الله عليك ، وأنت معنا». فقال : أنا تائب. فبلغ يزيدَ خبرُه فأمر به فقُتل.
ذرِّيَّةٌ مثلُ ماءِ المُزنِ قدْ طَهرُوا |
|
وطُيِّبوا فصفتْ أوصافُ ذاتِهمُ |
أئمَّةٌ أخذَ اللهُ العهودَ لهُمْ |
|
على جميعِ الورَى منْ قبلِ خلقِهمُ |