سيّدنا ، وما أسأت. فيقول (ع) لهم : قولوا : اللهمّ ، اعفُ عن علي بن الحسين كما عفا عنّا ، فأعتقه من النّار كما أعتق رقابنا من الرّق. فيقولون ذلك ، فيقول (ع) : اللهمّ ، آمينَ رب العالمين ، اذهبوا فقد عفوت عنكم وأعتقتُ رقابكم ؛ رجاء للعفو عنّي وعتقِ رقبتي. فيعتقهم ، فإذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم وتُغنيهم عمّا في أيدي النّاس».
أمثل هذا الإمام الذي هذه صفاته ، وهذا ورعه وكرمه وخوفه وهو لم يهم بمعصية ، وكان سيّد أهل زمانه في علمه وفضله ، وعبادته وزهده ، يُحمل أسيراً مع عمّاته وأخواته ، ومَن تخلف من أهل بيته إلى الدّعي ابن الدّعي ، عبيد الله بن زياد وابن مرجانة بالكوفة ، ويُحمل مغلولاً بغلٍّ من الكوفة إلى يزيد بن معاوية بالشّام ، ومعه عمّاته وأخواته ، حتّى اُدخل على يزيد مع عمّاته وأخواته وأهل بيته وهم مُقرَّنون في الحبال ، فلمّا وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال ، قال له علي بن الحسين (ع) : «أنشدك الله يا يزيد ، ما ظنّك برسول الله (ص) ، لو رآنا على هذه الصّفة؟!». فلمْ يبقَ في القوم أحد إلاّ وبكى ، فأمر يزيد بالحبال فقُطعت ، وأمر بفكّ الغُلّ عن زين العابدين (ع)
لَيسَ هَذا لِرَسولِ اللَهِ يا |
|
اُمَّةَ الطُغيانِ وَالبَغيِ جَزا |
جَزَروا جَزرَ الأَضاحي نَسلَهُ |
|
ثُمَّ ساقوا أَهلَهُ سَوقَ الإِما |