حرب بن اُميّة ـ وعشيرته ، فحاربوه يوم بدر ، ولم يحضرها أبو سفيان ، وقُتل ابنه حنظلة واُسر ابنه عمرو ، وهرب ابنه معاوية على رجليه حتّى ورمتا. وجيّش أبو سفيان الجيوش على رسول الله (ص) يوم اُحد ؛ انتقاماً من يوم بدر ، فقُتل عمّه الحمزة ، اغتاله وحشي بحربة بتحريض هند زوجة أبي سُفيان عليه ، وبقرت عن كبد حمزة ولاكتها ، فلم تستطع أنْ تسيغها فلفظتها ، وسُمّيت من ذلك اليوم : آكلة الأكباد ، وسُمّي ابنها : ابن آكلة الأكباد. ثمّ جيش الجيوش على رسول الله (ص) يوم الخندق ، فردّه الله بغيظه لم ينل خيراً ، ثمّ أسلم يوم الفتح كُرهاً وخوفاً ، ثمّ قام ابنه فشقّ عصا المسلمين وأثار حرب صفّين وفرّق كلمة الإسلام ، ثمّ قام ابنه يزيد فجيّش الجيوش على ابن بنت رسول الله (ص) الحسين بن علي عليهماالسلام ، ومنعه الذّهاب في بلاد الله العريضة حتّى قتله وأهل بيته وأنصاره عطشان ظامياً ، وحمل رأسه ورؤوس أهل بيته وأنصاره ، وحمل نساءه وأطفاله كالسّبي المجلوب حتّى وردوا عليه الشّام. فكانت سلسلة فجائع محزنة ، وفظائع مخزية ، سببها حسد بني اُميّة لهاشم على ما منحه الله من فضل. وتوارث الحسد من اُميّة لبني هاشم بنو اُميّة ، وتتابعت هذه الفجائع والفظائع جيلاً بعد جيل حتّى وصلت إلى أعظمها فجيعة ؛ قتل الحسين وسبي نسائه وذرّيّته ، واُدخلوا على يزيد وهم مقرنون بالحبال ، فقال له علي بن الحسين (ع) : «يا يزيد ، ما ظنّك بجدّي رسول الله لو رآنا على هذه الحالة والصّفة؟!». فأمر بالحبال فقُطعت ، وأحضر رأس الحسين بين يديه ، فجعل ينكته بالقضيب الخيزران ، ويعلن بالشّماتة والكفر ، ويقول :
ليتَ أشياخي ببدرٍ شَهدُوا |
|
جَزعَ الخزْرجِ منْ وقْعِ الأسلْ |
لأهلّوا واسْتهلّوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيدُ لا تشلْ |
قد قتلنا القَرمَ منْ ساداتِهمْ |
|
وعدلناه ببدرٍ فاعتَدلْ |
لعبتْ هاشمُ بالمُلكِ فلا |
|
خبرٌ جاء ولا وحيٌ نَزلْ |
لستُ من خِندفَ إنْ لم أنتقمْ |
|
مِن بني أحمدَ ما كانَ فعلْ |
بني اُميّةَ ما الأسيافُ نائمةٌ |
|
عن ساهرٍ في أقاصي الأرضِ موتُورِ |
تُسبى بناتُ رسولِ الله بينهُمُ |
|
والدّينُ غضُّ المبادي غيرُ مستورِ |