المجلس الثاني والعشرون
في الأغاني بسنده عن علي بن إسماعيل التميمي عن أبيه قال : كنتُ عند أبي عبد الله جعفر بن محمّد (ع) إذ استأذن آذنه للسيّد الحميري ـ وهو إسماعيل بن محمّد ، والسيّد لقبه ـ فأمر بإيصاله وأقعد (ع) حرمه خلف ستر ، ودخل فسلّم وجلس ، فاستنشده فأنشده قوله :
اُمرُرْ على جَدثِ الحُسينِ |
|
وقُلْ لأعظُمِهِ الزكيّهْ |
يا أعظُماً لا زلتِ منْ |
|
وطفاءَ ساكبةٍ رَويّهْ |
وإذا مررتَ بقبرِهِ |
|
فأطلْ بهِ وقفَ المطيّهْ |
وابكِ المُطهْرَ للمُطهْرِ |
|
والمُطهْرةِ النقيّهْ |
كبكاءِ مُعولةٍ أتتْ |
|
يوماً لواحدها المنيّهْ |
قال : فرأيت دموع جعفر بن محمّد (ع) تتحدر على خديه ، وارتفع الصراخ من داره حتّى أمره بالإمساك ، فأمسك. وقال الصادق (ع) لأبي هارون المكفوف : «يا أبا هارون ، أنشدني في الحسين (ع)». قال : فأنشدته ، فقال لي : «أنشدني كما تُنشدون». فأنشدته :
اُمرُرْ على جَدثِ الحسينِ |
|
وقلْ لأعظُمهِ الزكيّهْ |
ما لذَّ عيشٌ بعد رضْضِكِ |
|
بالجيادِ الأعوجيّهْ |