وإيّاكم والتدابر والتقاطع. لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ فيولّى عليكم شراركم ثمّ تدعون فلا يُستجاب لكم. يا بني عبد المطلب ، لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً ، تقولون : قُتل أمير المؤمنين. ألا لا تقتلنّ بي إلاّ قاتلي. انظروا : إذا أنا مِتُّ من ضربته هذه ، فاضربوه ضربة بضربة ، ولا يُمثّل بالرجل ؛ فإنّي سمعت رسول الله (ص) يقول : إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور». ألا لعن الله أهل الكوفة ، فإنّه لم يكفهم قتل الحسين (ع) حتّى مثّلوا به وبأهل بيته وأنصاره ؛ قطعوا الرؤوس وشالوها على رؤوس الرماح من بلد إلى بلد ، ولمْ يكفهم ذلك حتّى داسوا بخيولهم صدر الحسين (ع) وظهره حتّى هشّمت الخيل أضلاعه ، وطحنت جناجن صدره.
لمْ يشفِ أعداهُ مثلَ القتلِ فابتَدَرتْ |
|
تجري على جسمِهِ الجُردُ المحاضيرَا |
يا عقّرَ الله تلكَ الخيلَ إذْ جعلتْ |
|
أعضاءَهُ لعوادِيها مضامِيرَا |