معَ النبيِّ السيّدِ المُختارِ |
|
قدْ قَطعُوا ببغيهمْ يَساري |
فأصلِهمْ يا ربِّ حَرَّ النّارِ
فضربه آخر بعمود من حديد فقتله ، فبكى الحسين (ع) لقتله بكاءً شديداً. ولنعم ما قال القائل :
أحقُّ النّاس أنْ يُبكى عليهِ |
|
فتىً أبكى الحسينَ بكربلاءِ |
أخوهُ وابنُ والدِهِ عليٍّ |
|
أبو الفضلِ المُضرّجِ بالدّماءِ |
ومَنْ واساهُ لا يُثنيهِ شيءٌ |
|
وجادَ لهُ على عَطشٍ بماءِ |
وكانت اُمّ البنين ـ اُمّ هؤلاء الإخوة الأربعة ـ بعد قتلهم تخرج كلّ يوم إلى البقيع وتحمل معها عبيد الله ابن ولدها العبّاس ، فتندب أولادها الأربعة خصوصاً العبّاس أشجى ندبة وأحرقها ، فيجتمع النّاس ويستمعون بكاءها وندبتها ، فكان مروان ابن الحكم ـ على شدّة عداوته لبني هاشم ـ يجئ فيمن يجئ فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي.
رَقَّ لها الشّامتُ ممّا بها |
|
ما حالُ مَنْ رقَّ لهُ الشّامتُ |
فممّا كانت ترثي به ولدها العبّاس قولها :
يا مَنْ رأى العبّاسَ كرَ |
|
على جماهير النَّقَدْ (١) |
ووراهُ منْ أبناءِ حيدَرِ |
|
كلُّ ليثٍ ذي لُبدْ |
اُنبئتُ أنّ ابني اُصيبَ |
|
برأسهِ مقطوعَ يدْ |
ويليْ على شبليْ أمَا |
|
لَ برأسهِ ضربُ العَمدْ |
لو كان سيفُكَ في يديكَ |
|
لمَا دَنا منهُ أحدْ |
ومن رثائها في أولادها الأربعة قولها :
لا تدعونّيْ ويكِ اُمّ البنينْ |
|
تذكّريني بليوثِ العرينْ |
كانتْ بنونٌ لي اُدعى بهمْ |
|
واليوم أصبحتُ ولا منْ بنينْ |
أربعةٌ مثلُ نسورِ الرُّبى |
|
قد واصلوا الموتَ بقطعِ الوتينْ |
تنازعُ الخرصانُ أشلاءَهُمْ |
|
وكلُّهمْ أمسَى صريعاً طعينْ |
يا ليتَ شعري أكما أخبرُوا |
|
بأنّ عباساً قطيعُ اليمينْ |
______________________
(١) النَقَد : جنس من الغنم قصار الأرجل قباح الوجوه ، وزاد البيت حسناً أنّ العبّاس من أسماء الأسد. ـ المؤلّف ـ