النهاية وعنه أنّه ذكر فيها مواضع كثيرة ممّا عمل فيها الصحابة بخبر الواحد.
وقد يورد عليه :
بأنّه إن اريد من الصحابة العاملين بالخبر ، من كان في ذلك الزمان لا يصدر إلاّ عن
رأي الحجة عليهالسلام ، فلم يثبت عمل أحد منهم بخبر الواحد فضلا عن ثبوت تقرير
الإمام عليهالسلام له ، وإن اريد به الهمج الرعاع الذين يصغون إلى كل ناعق ،
فمن المقطوع به عدم كشف عملهم عن رضا الإمام عليهالسلام لعدم ارتداعهم بردعه في ذلك اليوم ، ولعلّ هذا مراد السيّد
رحمهالله حيث أجاب عن هذا الوجه « بأنّه إنّما عمل بخبر الواحد
المتأمّرون الّذين يحتشم التصريح بخلافهم ، فإمساك النكير عليهم لا يدلّ على الرضا
بعملهم » .
وهذا كما ترى خلاف
الإنصاف ، لأنّ عمل الّذين يحتشم التصريح بخلافهم بخبر الواحد على تقدير كونه
محرّما ليس بأشدّ من عملهم بالقياس ، وقد منع الأئمّة عليهمالسلام من العمل به وصرّحوا بخلافهم في الخلأ والملأ ، حتّى صدر عنهم في ذلك رواية
متكاثرة بل متواترة بل بالغة فوق حدّ التواتر ، حتّى صار حرمته بواسطة إكثارهم
عليهم في المنع من ضروريّات مذهب الشيعة ، فعملهم في مثل ذلك بملاحظة عدم ردع
الأئمّة عليهمالسلام عن ذلك أصلا لا في الملأ ولا في الخلأ ، حتّى أنّه لم يصدر
عنهم في منعه رواية واحدة حتّى لبعض خواصّهم يكشف عن الرضا قطعا.
نعم إن كان ولابدّ
من المناقشة في هذا الوجه من تقرير الإجماع ، فطريقها منع الصغرى ، وهو منع كون
الأخبار المعمول بها ثمّة أخبار غير علميّة ، على وجه كانوا مجمعين على العمل بها
بوصف كونها غير علميّة.
نعم لا مضائقة عن
كون [ عمل ] أكثر عوامهم من جهة المسامحة وقلّة المبالاة في الدين كذلك ، كما هو
الحال في أكثر أعوام هذه الأزمان والأيّام ، حيث يصغون إلى كلّ ناعق لعدم تميزهم
وقلّة مبالاتهم ، وهذا لا يكفي في انعقاد الإجماع وحصوله.
وسادسها : دعوى
الإجماع من الإماميّة حتّى السيّد وأتباعه على وجوب الرجوع إلى هذه الأخبار
الموجودة في أيدينا المودعة في اصول الشيعة وكتبهم ، وهذا هو الّذي ربّما فهمه
بعضهم من عبارة الشيخ المتقدّمة عن العدة ، فحكم بعدم مخالفته للسيّد قدسسره.
وأورد عليه أوّلا
: بأنّه إن اريد ثبوت الاتّفاق على العمل بكلّ واحد واحد من أخبار
__________________