أشهد أن محمداً رسول الله ، شهقت وسقطت لوجهها وغشي عليها حتىٰ ظنّ بأنّها عليهاالسلام قد فارقت الحياة (١).
وكانت تقول :
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
|
|
واختلّ قومك فاشهدهم فقد نكبوا |
|
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت |
|
|
|
منّا العيون بتهمالٍ له سكبُ (٢) |
|
هذه هي بعض الموارد التي تحكي لنا طبيعة العلاقة بين الرسول المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأحبّ الناس إليه فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، ولو أتينا علىٰ جميع ما ورد في إكرامه لها وإلطافه بها وشفقته عليها ، لخرجنا عن شرط الاختصار في هذا البحث ، وعلىٰ العموم كانت عليهاالسلام بمثابة الاُمّ لأبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو يعظّمها ويبرّها ويحنو عليها ، ويجد فيها كل ما يجد الولد في أُمّه من العطف والرقة والحنان والوفاء ، فما أجدرها إذن بتلك الكنية الرفيعة : أمّ أبيها !
فانظر إلىٰ كرامة البنات وعزّتهن بالإسلام ، فالبنت التي كانت مصدر شؤمٍ وعارٍ في أعراف الجاهلية ، أصبحت في رحاب الإسلام أُمّاً للنبي الخاتم سيد البشر صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال الشاعر :
_______________________
١) الفقيه / الشيخ الصدوق ١ : ١٩٤ / ٩٠٦ دار الكتب الاسلامية. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٥٧ / ٧.
٢) أمالي الشيخ المفيد : ٤١ / ٨ طبع جماعة المدرسين ـ قم. والبيتان من قصيدة مروية في عدة مصادر. راجع فاطمة الزهراء في ديوان الشعر العربي : ١٦ مؤسسة البعثة ـ قم.