يتكل بعضه علىٰ بعض (١).
وعن الهروي في ( الغريبين ) ، قال : سميت فاطمة عليهاالسلام بتولاً ؛ لأنّها بتلت عن النظير (٢).
المُحَدَّث : من تكلّمه الملائكة بلا نبوّة ولا رؤية صورة ، أو يُلهم له ويلقىٰ في روعه شيء من العلم علىٰ وجه الالهام والمكاشفة من المبدأ الأعلىٰ ، أو ينكت له في قلبه من حقائق تخفىٰ علىٰ غيره (٣).
وهذه كرامة يكرم الله بها من شاء من صالح عباده ، ومنزلة جليلة من منازل الأولياء ، حضيت بها الزهراء بنت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم علىٰ ما جاء في كثير من الروايات ، منها ما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : « إنّما سميت فاطمة عليهاالسلام محدّثة ، لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران ، فتقول : يافاطمة ، إنّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك علىٰ نساء العالمين. يا فاطمة ، اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ، فتحدّثهم ويحدّثونها. فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضّلة علىٰ نساء العالمين مريم بنت عمران ؟ فقالوا : إنّ مريم كانت سيدة نساء عالمها ، وإنّ الله عزَّ وجلَّ جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها ، وسيدة نساء الأولين والآخرين » (٤).
وقد اتضح من التعريف المتقدم أنّ المحدَّث غير النبي ، وأنّه ليس كلّ
_______________________
١) لسان العرب ١١ : ٤٣ ـ بتل ـ.
٢) المناقب / ابن شهرآشوب ٣ : ٣٣٠.
٣) الغدير / الأميني ٥ : ٤٢ ، دار الكتب الإسلامية ـ طهران.
٤) علل الشرائع ١ : ١٨٢ / ١. ودلائل الإمامة : ٨٠ / ٢٠. وبحار الأنوار ٤٣ : ٧٨ / ٦٥.