وتجشّمت في هذا السبيل صنوف المصاعب والمعاناة ، وكان رائدها الصبر والتحمل في أحلك الظروف وأشدها قسوة ، وكان لها بعد أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم مواقف سجلت فيها مواقع الريادة والقدوة في بيان الحق ، والدفاع عن المبادئ الاسلامية العليا ، والدعوة إلىٰ التمسك بالمسار الصحيح لامتداد النبوة المتمثل في خط الامامة الأصيل الذي خصّه الله تعالىٰ بعترة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتنبيه الأمة علىٰ شبح الانحراف الذي تنبأت بوقوعه في خطبتها عليهاالسلام ، هذا فضلاً عن بيان مظلوميتها وسخطها علىٰ من ظلمها ، وفيما يلي نذكر بعض هذه المواقف ونذكر في آخرها خطبتي الزهراء عليهاالسلام :
انبرت الزهراء عليهاالسلام للمطالبة بالحقوق المالية المترتبة لها بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وطالبت أيضاً بحقوق بني هاشم عامة ، وذلك حق طبيعي لكل مظلوم أن يدافع عن حقوقه المغتصبة ، وقد ذكرنا جملةً من هذه المطالبات في المبحث الاول.
والذي نودّ الإشارة إليه هنا ، هو هدف الزهراء عليهاالسلام من هذه المطالبات التي أدّت الىٰ مقاطعة رجال السلطة حتىٰ الممات وبعد الممات حسب وصيتها عليهاالسلام ، فهل كانت عليهاالسلام بحاجة ماسة الىٰ الأموال التي تجبىٰ من فدك ، أو هل اندفعت من أجل هدف مادي رخيص وحطام زائل ، وهي أول الناس لحاقاً بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم علىٰ ما أخبرها ؟!
هذا فضلاً عن أن الزهراء عليهاالسلام كان لديها من
الأموال ما يغنيها عن المنازعة في فدك وغير فدك ، فقد أوقف الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
الحوائط السبعة علىٰ