بيت فاطمة حتىٰ بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة عليهاالسلام ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم. فأقبل بقبسٍ من نار علىٰ أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة عليهاالسلام فقالت : يابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم ، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الاُمّة (١).
وقد سجّل شاعر النيل حافظ إبراهيم هذه المكرمة لعمر بن الخطاب حيث قال :
وقـولةٍ لعلي قالها عمرُ |
|
|
|
أكرم بسامعها أعظم بملقيها |
|
حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها |
|
|
|
إن لم تبايع وبنت المصطفىٰ فيها |
|
ما كان غير أبي حفص يفوه بها |
|
|
|
أمام فارس عدنـان وحـاميها (٢) |
|
وليته لم يَفُه بها ، فإنّها كانت سُبّة له وموبقة عظيمة لا تفارقه أبداً ، حتّىٰ يلقىٰ الله تعالىٰ وبنت المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم غضبىٰ عليه ، والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حرب عليه ، لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم حربٌ لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم (٣).
وظنّ شاعر النيل أنّ ذلك كان من شجاعة عمر ، وفات عنه أنّه لم تثبت لعمر قدم في المقامات المشهورة كما لم تروَ له صولة ولم تعرف عنه جولة ،
_______________________
١) العقد الفريد / ابن عبد ربه ٥ : ١٢. والمختصر في أخبار البشر / أبو الفداء ٢ : ٦٤.
٢) الديوان ١ : ٧٥ ، دار الكتب المصرية ـ القاهرة.
٣) سنن الترمذي ٥ : ٦٩٩ / ٣٨٧٠. ومستدرك الحاكم ٣ : ١٤٩. ومسند أحمد ٢ : ٤٤٢. ومسند فاطمة عليهاالسلام / السيوطي : ٤٤.