التيسير في التفسير للقرآن - ج ٢

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي

التيسير في التفسير للقرآن - ج ٢

المؤلف:

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

* س ٥٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً)(٦٠) [النساء:٦٠]؟!

الجواب / قال أبو بصير : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ، قول الله عزوجل في كتابه : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ)(١).

فقال : «يا أبا بصير ، إنّ الله عزوجل قد علم أنّ في الأمّة حكّاما يجورون ، أما إنّه لم يعن حكام العدل ، ولكنّه عنى حكّام الجور. يا أبا محمّد ، إنّه لو كان لك على رجل حق ، فدعوته إلى حكّام أهل العدل فأبى عليك إلّا أن يرافعك إلى حكّام أهل الجور ليقضوا له ، لكان ممّن حاكم إلى الطاغوت ، وهو قول الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ)(٢).

* س ٥٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً)(٦١) [النساء:٦١]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم : هم أعداء آل محمّد عليهم‌السلام كلّهم جرت فيهم هذه الآية (٣).

__________________

(١) البقرة : ١٨٨.

(٢) التهذيب : ج ٦ ، ص ٢١٩ ، ح ٥١٧.

(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ١٤٢.

٦١

* س ٥٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً)(٦٢) [النساء:٦٢]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم : فهذا ممّا تأويله بعد تنزيله في القيامة ، تنزيله : إذا بعثهم الله حلفوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّما أردنا بما فعلنا من إزالة الخلافة عن موضعها إلّا إحسانا وتوفيقا ، والدليل على أنّ ذلك في القيامة ، ما حدّثني به أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور ، عن أبي عبد الله وعن أبي جعفر عليه‌السلام ، قالا : «المصيبة هي الخسف والله بالمنافقين عند الحوض ، قول الله (فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً وَتَوْفِيقاً)(١).

* س ٥٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)(٦٣) [النساء:٦٣]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : ثمّ قال عليه‌السلام : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ) يعني من العداوة لعليّ عليه‌السلام في الدنيا (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) أي أبلغهم في الحجّة عليهم وأخّر أمرهم إلى يوم القيامة (٢).

__________________

(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٤٢.

(٢) نفس المصدر.

٦٢

* س ٥٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً (٦٤) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(٦٥) [النساء:٦٤ ـ ٦٥]؟!

الجواب / قال أبو جعفر عليه‌السلام : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ) يا علي (فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ) يا علي (فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) يعني فيما تعاهدوا ، وتعاقدوا عليه بينهم من خلافك ، وغصبك (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) عليهم يا محمّد على لسانك من ولايته (يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) لعلي عليه‌السلام (١).

وقال أبو جعفر عليه‌السلام : في قوله : (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) : «التسليم : الرضا والقنوع بقضائه» (٢).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «هو التسليم في الأمر» (٣).

* س ٥٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً)(٦٦) [النساء:٦٦]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) للإمام تسليما (أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ) رضا له (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ

__________________

(١) نفس المصدر.

(٢) المحاسن : ص ٢٧١ ، ح ٣٦٤.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ص ٧٣.

٦٣

مِنْهُمْ وَلَوْ) أنّ أهل الخلاف (فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) يعني في علي عليه‌السلام» (١).

* س ٦٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (٦٧) وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) (٦٨) [النساء:٦٧ ـ ٦٨]؟!

الجواب / قال الطبرسي :

(وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ) : هذا متصل بما قبله : أي ولو أنهم فعلوا ذلك لأتيناهم : أي لأعطيناهم (مِنْ لَدُنَّا) : أي من عندنا (أَجْراً عَظِيماً) لا يبلغ أحد كنهه ، ولا يعرف منتهاه ، ولا يدرك قصواه وإنما ذكر من لدنا تأكيدا بأنه لا يقدر عليه غيره ، وليدل على الاختصاص ، فإن الأجر يجوز أن يصل إلى المثاب على يد بعض العباد فإذا وصل الثواب إليه بنفسه ، كان أشرف للعبد ، وأبلغ في النعمة. (وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) ، أي ولثبتناهم مع ذلك على الطريق المستقيم. وقيل : معناه بما نفعله من الألطاف التي يثبتون معها على الطاعة ، ويلزمون الاستقامة ، وتقديره : ووفقناهم للثبات على الصراط المستقيم. وقيل : معناه ولهديناهم في الآخرة إلى طريق الجنة ، قال : «ولا يجوز أن تكون الهداية هنا الإرشاد إلى الدين ، لأنه سبحانه وعد بها المؤمن المطيع ، ولا يكون كذلك إلا وقد اهتدى» (٢).

وقال عليه‌السلام في معنى (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) هو علي عليه‌السلام.

__________________

(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٨٨.

(٢) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١٢٤.

٦٤

* س ٦١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً)(٦٩) [النساء:٦٩]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو بصير : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «يا أبا محمّد ، لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ) الآية ، فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذا الموضع النبيّ ، ونحن الصدّيقون والشهداء ، وأنتم الصالحون ، فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم الله» (١).

٢ ـ قالت أم سلمة : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قول الله سبحانه (الآية)؟!

قال : (الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) أنا (وَالصِّدِّيقِينَ) عليّ بن أبي طالب (وَالشُّهَداءِ) الحسن والحسين (وَالصَّالِحِينَ) حمزة (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) الأئمّة الإثنا عشر بعدي» (٢).

* س ٦٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً)(٧٠) [النساء:٧٠]؟!

الجواب / قال الطبرسي : (ذلِكَ) إشارة إلى أن الكون مع النبيين والصديقين (الْفَضْلُ مِنَ اللهِ) تفضل به على من أطاعه (وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً) بالعصاة ، والمطيعين ، والمنافقين ، والمخلصين ، ومن يصلح لمرافقة هؤلاء ، ومن لا يصلح ، لأنه يعلم خائنة الأعين. وقيل : معناه : حسبك به علما ، بكيفية جزاء المطيعين على حقه ، وتوفير الحظ فيه (٣).

__________________

(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٩٠.

(٢) كفاية الأثر : ص ١٨٢.

(٣) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١٢٧.

٦٥

* س ٦٣ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً (٧١) وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً (٧٢) وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً)(٧٣) [النساء:٧١ ـ ٧٣]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فسمّاهم مؤمنين وليس بمؤمنين (١) ، ولا كرامة ، قال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً) إلى قوله : (فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) ولو أنّ أهل السماء والأرض قالوا : قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لكانوا بذلك مشركين ، وإذا أصابهم فضل من الله قال : يا ليتني كنت معهم فأقاتل في سبيل الله» (٢).

وقال أبو جعفر عليه‌السلام : «تسمّى الأسلحة حذرا لأنّها الآلة التي بها يتّقى الحذر» (٣).

وقال عليه‌السلام : «أنّ المراد بالثّبات : السّرايا ، وبالجميع : العسكر» (٤).

* س ٦٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)(٧٤) [النساء:٧٤]؟!

الجواب : / قال الشيخ الطبرسي : لما أخبر الله سبحانه في الآية الأولى :

__________________

(١) في رواية قال عليه‌السلام ـ ولكن الله سماهم مؤمنين بإقرارهم (تفسير القمي : ج ١ ، ص ١٤٣).

(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٥٧ ، ح ١٩١.

(٣) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١١٢.

(٤) نفس المصدر السابق.

٦٦

إن قوما يتأخرون عن القتال ، أو يبطؤون المؤمنين عنه ، حث في هذه الآية على القتال فقال : (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ) هذا أمر من الله وظاهر أمره يقتضي الوجوب : أي فليجاهد في سبيل الله : أي في طريق دين الله (الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) : أي الذين يبيعون الحياة الفانية بالحياة الباقية ، ويجوز : يبيعون الحياة الدنيا بنعيم الآخرة ، أي يبذلون أنفسهم وأموالهم في سبيل الله ، بتوطين أنفسهم على الجهاد في طاعة الله ، وبيعهم إياها بالآخرة : هو استبدالهم إياها بالآخرة. (وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ) : أي يجاهد في طريق دين الله. وقيل : في طاعة ربه ، بأن يبذل ماله ونفسه ابتغاء مرضاته (فَيُقْتَلْ) : أي يستشهد (أَوْ يَغْلِبْ) : أي يظفر بالعدو ، وفيه حث على الجهاد ، فكأنه قال : هو فائز بإحدى الحسنيين : إن غلب ، أو غلب (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) أي : نعطيه أعلى أثمان العمل ، وقيل : ثوابا دائما لا تنغيص فيه (١).

* س ٦٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (٧٥) الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً)(٧٦) [النساء:٧٥ ـ ٧٦]؟!

الجواب / قال أبو جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى من سورة النساء آية (٧٥) : «نحن أولئك» (٢).

٢ ـ قال سماعة : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن المستضعفين ، قال : «هم

__________________

(١) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١٣١.

(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٥٧ ، ح ١٩٣.

٦٧

أهل الولاية».

قلت : أيّ ولاية تعني؟ قال : «ليست ولاية ، ولكنّها في المناكحة ، والمواريث ، والمخالطة ، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا الكفّار ، ومنهم المرجون لأمر الله ، فأمّا قوله : (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا) إلى (نَصِيراً) فأولئك نحن» (١).

٣ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ : قوله : (وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ) بمكّة معذّبين فقاتلوا حتى تخلّصوهم وهم يقولون (رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً الَّذِينَ آمَنُوا) يعني المؤمنين من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) وهم مشركو قريش يقاتلون على الأصنام (٢).

* س ٦٦ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله تعالى :

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً)(٧٧) [النساء:٧٧]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو جعفر عليه‌السلام : «والله ، للّذي صنعه الحسن بن عليّ عليه‌السلام كان خيرا لهذه الأمّة ممّا طلعت عليه الشمس ، فو الله لقد نزلت هذه الآية : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا

__________________

(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٥٧ ، ح ١٩٤.

(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٤٣.

٦٨

الزَّكاةَ) ، إنّما هي طاعة الإمام ، وطلبوا القتال (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ) مع الحسين عليه‌السلام (قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ ، نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ)(١) أرادوا تأخير ذلك إلى خروج القائم عليه‌السلام» (٢) ، فإنّ معه النّصر والظفر ، قال الله : (قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى)(٣).

٢ ـ قال علي بن إبراهيم : إنّها نزلت بمكّة قبل الهجرة ، فلمّا هاجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المدينة وكتب عليهم القتال نسخ هذا ، فجزع أصحابه من هذا ، فأنزل الله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ) بمكّة (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) لأنّهم سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكّة أن يأذن لهم في محاربتهم ، فأنزل الله : (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) فلمّا كتب عليهم القتال بالمدينة (قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) ، فقال الله : (قُلْ) يا محمّد (مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) الفتيل : القشر الذي في النّواة (٤).

٣ ـ قال أبو جعفر عليه‌السلام لفضيل : «يا فضيل ، أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفّوا ألسنتكم ، وتدخلوا الجنّة ـ ثمّ قرأ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) أنتم والله أهل هذه الآية» (٥).

__________________

(١) إبراهيم : ٤٤.

(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٣٠ ، ح ٥٠٦.

(٣) هذه الإضافة وردت عن الإمام الصادق عليه‌السلام (تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٥٧ ، ح ١٩٥).

(٤) تفسير القمي : ج ١ ، ص ١٤٣.

(٥) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٨٩ ، ح ٤٣٤.

٦٩

* س ٦٧ : ما معنى البروج المشيدة في قوله تعالى :

(أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء:٧٨]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم : يعني الظّلمات الثلاث التي ذكرها الله ، وهي : المشيمة ، والرّحم ، والبطن (١).

* س ٦٨ : قال تعالى :

(وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) [النساء:٧٨]. يعني الحسنات والسيئات. ثم قال : في آية أخرى : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) فكيف هذا وما معنى القولين؟!

الجواب / الجواب في ذلك : أنّ معنى القولين جميعا من الصادقين عليهما‌السلام أنّهم قالوا : «الحسنات في كتاب الله على وجهين ، والسيّئات على وجهين. فمن الحسنات التي ذكرها الله الصحّة ، والسلامة ، والأمن ، والسّعة في الرّزق ، وقد سمّاها الله حسنات ، (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) يعني بالسيّئة هاهنا المرض ، والخوف ، والجوع ، والشّدّة (يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ)(٢) أي يتشاءموا به. والوجه الثاني من الحسنات يعني به أفعال العباد ، وهو قوله : (مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ)(٣) ومثله كثير.

وكذلك السيّئات على وجهين ، فمن السيئات : الخوف ، والجوع ،

__________________

(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٤٣.

(٢) الأعراف : ١٣١.

(٣) الأنعام : ١٦.

٧٠

والشدّة ، وهو ما ذكرناه في قوله : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ)(١) وعقوبات الذّنوب فقد سمّاها الله سيئات ، والوجه الثاني من السيئات يعني بها أفعال العباد التي يعاقبون عليها ، وهو قوله : (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ)(٢) وقوله : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) يعني ما عملت من ذنوب فعوقبت عليها في الدنيا والآخرة فمن نفسك بأعمالك ، لأنّ السارق يقطع ، والزاني يجلد ويرجم ، والقاتل يقتل ، وقد سمّى الله تعالى العلل ، والخوف ، والشدّة ، وعقوبات الذنوب كلّها سيئات. فقال : (ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) بأعمالك ، وقوله : (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ) يعني الصحة ، والعافية ، والسّعة. والسيّئات التي هي عقوبات الذنوب من عند الله (٣).

* س ٦٩ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله تعالى :

(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)(٨٠) [النساء:٨٠]؟!

الجواب / قال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : «ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه ، وباب الأنبياء ، ورضا الرحمن ، الطاعة للإمام بعد معرفته ـ ثمّ قال ـ إنّ الله يقول ـ (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) إلى (حَفِيظاً) أما لو أنّ رجلا قام ليله ، وصام نهاره ، وتصدّق بجميع ماله ، وحجّ جميع دهره ، ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه ، وتكون جميع أعماله بولايته منه إليه ، ما كان له على الله حقّ (٤)

__________________

(١) الأعراف : ١٣١.

(٢) النمل : ٩٠.

(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٤٤.

(٤) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٥٩ ، ح ٢٠٢.

٧١

في ثواب ، ولا كان من أهل الإيمان ـ ثم قال ـ أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنّة بفضله ورحمته» (١).

* س ٧٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً)(٨١) [النساء:٨١]؟!

الجواب / قال سليمان الجعفريّ : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى : (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ)(٢) ، قال : «يعني فلانا وفلانا وأبا عبيدة بن الجرّاح (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً)(٣).

وقال علي بن إبراهيم في معنى : (يُبَيِّتُونَ) أي يبدّلون (٤).

* س ٧١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(٨٢) [النساء:٨٢]؟!

الجواب / روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث ، قال : «والله سبحانه يقول : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ)(٥) ، «وفيه تبيان كلّ شيء» وذكر أنّ

__________________

(١) النساء : ١٠٨.

(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٣٤ ، ح ٥٢٥.

(٣) تفسير القمي : ج ١١ ، ص ١٤٥.

(٤) الأنعام : ٣٨.

(٥) الاحتجاج : ج ١ ، ص ٢٦٢ ، نهج البلاغة : ٦١ (طبعة ١٧).

٧٢

الكتاب يصدّق بعضه بعضا ، وأنه لا اختلاف فيه ، فقال سبحانه : (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) وإنّ القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلّا به» (١).

* س ٧٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً)(٨٣) [النساء:٨٣]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إنّ الله عيّر أقواما بالإذاعة فقال : (وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ) فإيّاكم والإذاعة» (٢).

٢ ـ كتب أبو الحسن الرضا عليه‌السلام إلى عبد الله بن جندب ، في قوله تعالى : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) : «يعني آل محمّد ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ، ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجّة لله على خلقه» (٣).

٣ ـ قال أبو الحسن عليه‌السلام في قوله : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) : «الفضل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورحمته : أمير المؤمنين عليه‌السلام» (٤) وقيل : ورحمته : ولاية الأئمّة عليهم‌السلام والقول لأبي جعفر الباقر عليه‌السلام (٥).

__________________

(١) المحاسن : ص ٢٥٦ / ٢٩٣.

(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٦٠ ، ح ٢٠٦.

(٣) نفس المصدر.

(٤) نفس المصدر.

(٥) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٦١ ، ح ٢٠٩.

٧٣

وقال العبد الصالح ـ موسى الكاظم ـ عليه‌السلام : «الرحمة : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والفضل : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

* س ٧٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً)(٨٤) [النساء:٨٤]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إنّ الله كلّف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما لم يكلّف به أحدا من خلقه ، كلّفه أن يخرج إلى الناس كلّهم وحده بنفسه ، وإن لم يجد فئة تقاتل معه ، ولم يكلّف هذا أحدا من خلقه قبله ولا بعده ، ثمّ تلا هذه الآية : (فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ) ـ ثمّ قال ـ وجعل الله له أن يأخذ ما أخذ لنفسه ، فقال عزوجل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها)(٢) وجعل الصلاة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعشر حسنات» (٣).

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلّف ـ ما لم يكلّف به أحد ـ أن يقاتل في سبيل الله وحده ، وقال : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ)(٤) ـ وقال ـ إنّما كلّفتم اليسير من الأمر ، أن تذكروا الله» (٥).

٣ ـ قال أبو جعفر عليه‌السلام : «إنّ لكلّ كلبا يبغي الشرّ فاجتنبوه ، يكفكم الله بغيركم ، إنّ الله يقول : (وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) لا تعلموا بالشرّ» (٦).

__________________

(١) الأنعام : ١٦٠.

(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٧٨ ، ح ٤١٤.

(٣) الأنفال : ٦٥.

(٤) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٦٢ ، ح ٢١٤.

(٥) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٦٢ ، ح ٢١٥.

(٦) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٤٥.

٧٤

* س ٧٤ : ما معنى (مُقِيتاً) في قوله تعالى :

(مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً)(٨٥) [النساء:٨٥] وكيف (يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً)؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم : (مُقِيتاً) : أي مقتدرا (١).

وقال أيضا : ـ في الجواب على الفقرة الثانية ـ : يكون كفيل ذلك الظلم الذي يظلم صاحب الشفاعة (٢).

* س ٧٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً)(٨٦) [النساء:٨٦]؟!

الجواب / قال الصادقان عليهما‌السلام : «أنّ المراد بالتحيّة في الآية السّلام وغيره من البرّ» (٣).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : السّلام تطوّع ، والرّدّ فريضة» (٤).

وقال الإمام الباقر عليه‌السلام : «لا تسلّموا على اليهود ، وعلى النصارى ، ولا على المجوس ، ولا على عبدة الأوثان ، ولا على موائد شرب الخمر ، ولا على صاحب الشّطرنج والنّرد ، ولا على المخنّث ، ولا على الشاعر الذي يقذف المحصنات ، ولا على المصلّي ، لأنّ المصلّي لا يستطيع أن يردّ السّلام ، لأنّ التسليم من المسلّم تطوّع ، والردّ عليه فريضة ، ولا على آكل

__________________

(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٤٥.

(٢) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١٣١.

(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٤٧١ ، ح ١.

(٤) الخصال : ص ٤٨٤ ، ح ٥٧.

٧٥

الربا ، ولا على رجل جالس على غائط ، ولا على الذي في الحمّام ، ولا على الفاسق المعلن بفسقه» (١).

* س ٧٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً)(٨٧) [النساء:٨٧]؟!

الجواب / قال الشيخ الطوسي : معنى الله : وهو الذي تحق له العبادة. وأنه من كان قادرا على خلق أصول النعم التي يستحق بها العبادة. وليس هو عبارة عمن يستحق العبادة ، لأنه لو كان كذلك ، لما كان تعالى إلها فيما لم يزل. وإذا ثبت أنه موصوف به فيما لم يزل ، دل على أن المراد ما قلناه. وإذا ثبت ذلك ، فقد بين تعالى بهذه الآية أنه لا يستحق العبادة سواه. وقوله : (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) اللام في ليجمعنكم لام القسم كقولك : «والله ليجمعنكم». وقيل في معناه قولان :

١ ـ ليبعثنكم من بعد مماتكم ، ويحشرنكم جميعا إلى موقف الحساب الذي يجازي فيه كلا بعمله ، ويقضي فيه بين أهل طاعته ، ومعصيته.

٢ ـ قال الزجاج : معناه ليجمعنكم في الموت وفي قبوركم.

وقوله : (لا رَيْبَ فِيهِ) : معناه : لا شك فيما أخبركم به. من قوله : إني جامعكم يوم القيامة.

وقيل في تسمية ذلك اليوم بالقيامة قولان :

١ ـ لأن الناس يقومون من قبورهم.

__________________

(١) المطففين : ٦.

٧٦

٢ ـ إنهم يقومون للحساب. قال الله تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)(١).

وقوله : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً) تقرير في صورة الاستفهام ومعناه لا أحد أصدق من الله في الخبر الذي يخبر به من حيث لا يجوز عليه الكذب في شيء من الأشياء ، لأنه لا يكذب إلا محتاج يجتلب به نفعا ، أو يدفع به ضررا. وهما يستحيلان عليه تعالى. فإذا يستحيل عليه الكذب. وإنما يجوز ذلك على من سواه ، فلذلك كان تعالى أصدق القائلين. ونصب حديثا على التمييز كما تقول : من أحسن من زيد فهما أو خلقا؟ (٢).

* س ٧٧ : ما هو سبب نزول قوله تعالى :

(فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)(٨٨) [النساء:٨٨]؟!

الجواب / اختلف في سبب نزول هذه الآية نذكر هذه الرواية التي وردت عن طريق أهل البيت عليهم‌السلام لتبيان ذلك :

قال أبو جعفر عليه‌السلام : «نزلت في قوم قدموا المدينة من مكّة فأظهروا للمسلمين الإسلام ، ثمّ رجعوا إلى مكّة لأنهم استوخموا المدينة فأظهروا الشّرك ، ثمّ سافروا ببضائع المشركين إلى اليمامة فأراد المسلمون أن يغزوهم فاختلفوا ، فقال بعضهم : لا نفعل فإنّهم مؤمنون ، وقال آخرون : إنهم مشركون ، فأنزل الله فيهم الآية (٣).

__________________

(١) التبيان : ج ٣ ، ص ٢٨٠.

(٢) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١٣٢.

(٣) الأمثل : المجلد الثالث ، ص ٣٢٨ ـ ٣٢٩.

٧٧

* س ٧٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً)(٨٩) [النساء:٨٩]؟!

الجواب / أقول : لقد تحدثت الآية السابقة عن المنافقين الذين كانوا يحظون بحماية نفر من المسلمين البسطاء وشفاعتهم ، وأوضحت أن هؤلاء المنافقين غرباء عن الإسلام وهذه الآية تبين أن المنافقين لفرط انحرافهم وضلالتهم يعجبهم أن يجروا المسلمين إلى الكفر كي لا يظلوا وحدهم كافرين (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً).

ولهذا السبب فإن المنافقين أسوأ من الكفار ، لأن الكافر لا يحاول سلب معتقدات الآخرين ، والمنافقون يفعلون هذا الشيء ويسعون دائما لإفساد المعتقدات. وهم بطبعهم هذا لا يليقون بصحبة المسلمين أبدا ، تقول الآية الكريمة : (فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ) إلا إذا غيروا ما في أنفسهم من شر ، وتخلوا عن كفرهم ونفاقهم وأعمالهم التخريبية.

ولكي يثبتوا حصول هذا التغيير ، ويثبتوا صدقهم فيه ، عليهم أن يبادروا إلى الهجرة من مركز الكفر والنفاق إلى دار الإسلام (أي يهاجروا من مكة إلى المدينة) فتقول الآية : (حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) أما إذا رفضوا الهجرة فليعلم المسلمون بأن هؤلاء لا يرضون لأنفسهم الخروج من حالة الكفر والنفاق وإن تظاهرهم بالإسلام ليس إلّا من أجل تمرير مصالحهم وأهدافهم الدنيئة ، ومن أجل أن يسهل عليهم التآمر والتجسس على المسلمين.

وفي هذه الحالة يستطيع المسلمون أن يأسروهم حيثما وجودهم ، وأن يقتلوهم إذا استلزم الأمر ، تقول الآية الكريمة : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ

٧٨

حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ).

وتكرر هذه الآية التأكيد على المسلمين أن يتجنبوا مصاحبة هؤلاء المنافقين وأمثالهم فتقول : (لا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) ... (١)

* س ٧٩ : ما المراد بقوله تعالى : (قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ) في قوله تعالى :

(إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً)(٩٠) [النساء:٩٠]؟!

الجواب / قال أبو جعفر عليه‌السلام : «المراد بقوله تعالى : (قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ) هو هلال بن عويمر السّلميّ واثق عن قومه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال في موادعته : على أن لا تخيف (٢) ـ يا محمد ـ من أتانا ، ولا تخيف من أتاك. فنهى الله سبحانه أن يتعرّض لأحد منهم عهد إليهم» (٣).

* س ٨٠ : بمن نزل قوله تعالى :

(إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) [النساء:٩٠]؟!

الجواب / قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «كان أبي يقول : نزلت في بني

__________________

(١) قيل ـ أن لا تحيف ـ والحيف : الميل في الحكم ، والجور والظلم.

(٢) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١٣٥.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٦٢ ، ح ٢١٦.

٧٩

مدلج ، اعتزلوا فلم يقاتلوا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يكونوا مع قومهم».

قال سيف بن عميرة قلت : فما صنع بهم؟ قال : «لم يقاتلهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حتّى فرغ [من] عدوّه ، ثمّ نبذ إليهم على سواء».

قال : «و (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) هو الضيق» (١) ـ وورد عنه عليه‌السلام قال : نزلت في بني مدلج لأنّهم جاءوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا : إنّا قد حصرت صدورنا أن نشهد أنّك رسول الله ، فلسنا معك ولا مع قومنا عليك».

قال الفضل : قلت : كيف صنع بهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟

قال : «وادعهم إلى أن يفرغ من العرب ، ثمّ يدعوهم ، فإن أجابوا وإلّا قاتلهم» (٢).

* س ٨١ : بمن نزل قوله تعالى :

(سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً)(٩١) [النساء:٩١]؟!

الجواب / ١ ـ قال الصادق عليه‌السلام : «[نزلت] في عيينة بن حصين الفزاريّ ، أجدبت بلادهم فجاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ووادعه على أن يقيم ببطن نخل ، ولا يتعرّض له ، وكان منافقا ملعونا ، وهو الذي سمّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الأحمق المطاع في قومه (٣).

__________________

(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٢٧ / ٥٠٤.

(٢) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١٣٦.

(٣) الأمثل : ج ٣ ، ص ٣٢٣.

٨٠