التيسير في التفسير للقرآن - ج ٢

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي

التيسير في التفسير للقرآن - ج ٢

المؤلف:

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

وقال أبو جعفر عليه‌السلام : «دين الله» (١).

٤ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ) : «ليقطعوا الآذان من أصلها» (٢).

* س ٩٨ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله تعالى :

(يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً)(١٢٠) [النساء:١٢٠]؟!

الجواب / قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «كان إبليس أوّل من ناح ، وأوّل من تغنّى ، وأوّل من حدا ، قال : لمّا أكل آدم من الشجرة تغنّى ، فلمّا أهبط حدا به ، فلمّا استقرّ على الأرض ناح ، فأذكره ما في الجنّة. فقال آدم : ربّ هذا الذي جعلت بيني وبينه العداوة لم أقو عليه وأنا في الجنّة ، وإن لم تعنّي عليه لم أقو عليه ، فقال الله : السيّئة بالسيّئة ، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة. قال : ربّ زدني ، قال : لا يولد لك ولد إلّا جعلت معه ملكين يحفظانه. قال : ربّ زدني. قال : التوبة معروضة في الجسد ما دام فيه الروح. قال : ربّ زدني. قال : أغفر الذنوب ولا أبالي. قال : حسبي.

قال : فقال إبليس : ربّ هذا الذي كرّمته عليّ وفضّلته ، وإن لم تفضّل عليّ لم أقو عليه.

قال : لا يولد له ولد إلّا ولد لك ولدان. قال : ربّ زدني. قال : تجري منه مجرى الدّم في العروق. قال : ربّ زدني. قال : تتّخذ أنت وذريّتك في صدورهم مساكن. قال : ربّ زدني. قال : تعدهم وتمنّيهم (وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً)(٣).

__________________

(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٧٦ ، ح ٢٧٦.

(٢) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١٧٣.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٧٦ ، ح ٢٧٧.

١٠١

* س ٩٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً (١٢١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً)(١٢٢) [النساء:١٢١ ـ ١٢٢]؟!

الجواب / أقول : بينت الآية الأولى مصير اتباع الشيطان ، بأنهم ستكون نتيجتهم السكنى في جهنم التي لا يجدون منها مفرا أبدا ، فتقول الآية : (أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً).

والمحيص : مشتق من المصدر «حيص» ويعني العدول والانصراف عن الشيء ، وعلى هذا الأساس فإن المحيص هو وسيلة الانصراف والفرار.

أما قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا) ـ إلى قوله ـ (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً) : فقد بينت أعمال المؤمنين والثواب الذي سينالونه يوم القيامة ، من جنات وبساتين وأنهار تجري فيها ، حيث تقول الآية : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ).

وإن هذه النعمة العظيمة دائمة أبدا ، وليست كنعم الدنيا الزائلة ، فالمؤمنون في الجنة يتمتعون بما أوتوه من خير دائما أبدا ، تؤكد هذه بعبارة (خالِدِينَ فِيها أَبَداً).

وإن هذا الوعد وعد صادق وليس كوعود الشيطان الزائفة ، حيث تقول الآية : (وَعْدَ اللهِ حَقًّا). وبديهي أن أي فرد لا يستطيع ـ أبدا ـ أن يكون أصدق قولا من الله العزيز القدير في وعوده وفي كلامه ، كما تقول الآية : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً) وطبيعي أن عدم الوفاء بالوعد ناتج إما عن العجز وإما الجهل والحاجة ، والله سبحانه وتعالى منزه عن هذه الصفات (١).

__________________

(١) الأمثل : ج ٣ ، ص ٤٠٦ ـ ٤٠٨.

١٠٢

* س ١٠٠ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام لقوله تعالى :

(لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً)(١٢٣) [النساء:١٢٣]؟!

الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ : يعني ليس ما تتمنون أنتم ، ولا أهل الكتاب أن لا تعذّبوا بأفعالكم (١).

٢ ـ قال أبو جعفر عليه‌السلام : «لمّا نزلت هذه الآية (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) قال بعض أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما أشدها من آية! فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما تبتلون في أموالكم وفي أنفسكم وذراريكم؟ قالوا : بلى.

قال : هذا ممّا يكتب الله لكم به الحسنات ، ويمحو به السيّئات» (٢).

* س ١٠١ : ما هو معنى (نَقِيراً) في قوله تعالى :

(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً)(١٢٤) [النساء:١٢٤]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم : وهي النّقطة التي في النّواة (٣).

* س ١٠٢ : لماذا اتخذ الله إبراهيم خليلا ، في قوله تعالى :

(وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً)(١٢٥) [النساء:١٢٥]؟!

الجواب / في البداية نقول قد مر بنا سالفا معنى الحنفية.

أما السبب الذي من أجله أصبح إبراهيم عليه‌السلام خليلا لله ، فهناك أسباب

__________________

(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٣.

(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٧٧ ، ح ٢٧٨.

(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٣.

١٠٣

عديدة وردت عن طريق أهل البيت عليهم‌السلام في رواياتهم نذكر منها ما ورد عن الإمام أبي محمّد العسكريّ عليه‌السلام ، قال : «قال الصادق عليه‌السلام : لقد حدثني أبي الباقر ، عن جدّي عليّ بن الحسين زين العابدين ، عن أبيه الحسين بن علي سيّد الشهداء ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم أجمعين) ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد قال رجل من النصارى : يا محمّد ، أو لستم تقولون : إنّ إبراهيم خليل الله ، فإذا قلتم ذلك فلم منعتمونا أن نقول : إنّ عيسى ابن الله؟

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّهما لم يشتبها ، لأنّ قولنا : إنّ إبراهيم خليل الله ، فإنّما هو مشتق من الخلّة والخلّة ، فأمّا الخلّة فمعناها الفقر والفاقة ، فقد كان خليلا وإلى ربّه فقيرا ، وإليه منقطعا ، وعن غيره متعفّفا معرضا مستغنيا ، وذلك لمّا أريد قذفه في النار فرمي به في المنجنيق ، بعث الله تعالى إليه جبرائيل ، وقال له : أدرك عبدي. فجاءه فلقيه في الهواء ، فقال له : كلّفني ما بدا لك ، فقد بعثني الله تعالى لنصرتك. فقال : بل حسبي الله ونعم الوكيل ، إنّي لا أسأل غيره ، ولا حاجة لي إلّا إليه ، فسمّاه خليله ، أي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمّن سواه.

وإذا جعل معنى ذلك من الخلّة ، فهو أنّه قد تخلّل معانيه ووقف على أسرار لم يقف عليها غيره ، كان معناه العالم به وبأموره ، ولا يوجب ذلك تشبيه الله بخلقه ، ألا ترون أنّه إذا لم ينقطع إليه لم يكن خليله ، وإذا لم يعلم أموره لم يكن خليله. وإنّ من يلده الرجل ، وإن أهانه وأقصاه ، لم يخرج عن أن يكون ولده لأنّ معنى الولادة قائم» (١).

__________________

(١) تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : ص ٥٣٣ / ٣٢٣.

١٠٤

وقال الصادق عليه‌السلام : ـ لقب خليل الله ـ : «لكثرة سجوده على الأرض» (١).

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام أيضا ـ : «اتخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا ، لأنّه لم يردّ أحدا ، ولم يسأل أحدا غير الله عزوجل» (٢).

أقول : وهناك روايات أخرى لا مجال لذكرها ، وجميعها صحيحة ...

* س ١٠٣ : ما هي الغاية من ذكر قوله تعالى :

(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً)(١٢٦) [النساء:١٢٦]؟! بعد قضية إبراهيم عليه‌السلام؟!

الجواب / قال صاحب (تفسير الأمثل) : بعد ذلك تتحدث الآية التالية بملكية الله المطلقة وإحاطته بجميع الأشياء ، حيث تقول : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً) وهذه إشارة إلى أن الله حين انتخب إبراهيم خليلا له ، ليس من أجل الحاجة إلى إبراهيم فالله منزه عن الاحتياج لأحد ، بل أن هذا الاختيار قد تم لما لإبراهيم من صفات وخصال وسجايا طيبة بارزة لم توجد في غيره (٣).

وقال الشيخ الطوسي في قوله (وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً) يعني لم يزل الله عالما بجميع ما فعل عباده إن كان محسنا أثابه ، وإن كان مسيئا عاقبه إن شاء (٤).

__________________

(١) علل الشرائع : ص ٣٤ ، ح ١.

(٢) علل الشرائع : ص ٣٤ ، ح ٢.

(٣) الأمثل : ج ٣ ، ص ٤١٤.

(٤) التبيان : ج ٣ ، ص ٣٤٢.

١٠٥

* س ١٠٤ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله تعالى :

(وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَلِيماً)(١٢٧) [النساء:١٢٧]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو جعفر عليه‌السلام في قوله : (يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ) : «فإنّ نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سئل عن النساء ما لهنّ من الميراث؟ فأنزل الله الرّبع والثّمن» (١).

٢ ـ قال أبو جعفر عليه‌السلام في قوله : (ما كُتِبَ لَهُنَ) : «أي من الميراث» (٢).

٣ ـ قال عليّ بن إبراهيم في قوله : (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ) : فإنّ أهل الجاهليّة كانوا لا يورّثون الصبيّ الصغير ، والجارية من ميراث آبائهم شيئا ، وكانوا لا يعطون الميراث إلّا لمن يقاتل ، وكانوا يرون ذلك في دينهم حسنا ، فلمّا أنزل الله فرائض المواريث وجدوا من ذلك وجدا شديدا ، فقالوا : انطلقوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنذكّره ذلك لعلّه يدعه أو يغيّره. فأتوه ، وقالوا : يا رسول الله ، للجارية نصف ما ترك أبوها وأخوها ، ويعطى الصبي الصغير الميراث ، وليس أحد منهما يركب الفرس ، ولا يجوز الغنيمة ، ولا يقاتل العدوّ؟! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بذلك أمرت» (٣).

٤ ـ قال عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ) : إنّهم كانوا يفسدون مال اليتيم ، فأمرهم الله أن يصلحوا أموالهم (٤).

__________________

(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٣.

(٢) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١٨١.

(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٤.

(٤) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٤.

١٠٦

* س ١٠٥ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله تعالى :

(وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً)(١٢٨) [النساء:١٢٨]؟!

الجواب / ١ ـ قال الحلبي : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً).

فقال : «هي المرأة تكون عند الرجل فيكرهها ، فيقول لها : إنّي أريد أن أطلّقك ، فتقول له : لا تفعل ، إنّي أكره أن يشمت بي ، ولكن النظر في ليلتي فأصنع بها ما شئت ، وما كان سوى ذلك من شيء فهو لك ، ودعني على حالتي. فهو قوله تبارك وتعالى : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً) وهذا هو الصلح» (١).

٢ ـ قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَ) : «أحضرت الشّح ، فمنها ما اختارته ، ومنها ما لم تختره» (٢).

* س ١٠٦ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله تعالى :

(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً)(١٢٩) [النساء:١٢٩]؟! (٣)

الجواب / عن نوح بن شعيب ومحمّد بن الحسن ، قالا : سأل ابن أبي

__________________

(١) الكافي : ج ٦ ، ص ١٤٥ ، ح ٢.

(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٥.

(٣) قيل أن هذه الآية والتي قبلها نزلت في بنت محمد بن مسلمة ، كانت امرأة رافع ابن جريح ، وكانت قد دخلت في السنّ وتزوّج عليها امرأة شابة ... فلما رضيت واستقرّت لم يستطع أن يعدل بينهما فنزلت الآية (تفسير القمي : ج ١ ، ص ١١٥٤).

١٠٧

العوجاء هشام بن الحكم ، فقال له : أليس الله حكيما؟ ، قال بلى ، وهو أحكم الحاكمين.

قال : فأخبرني عن قوله عزوجل : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً)(١) أليس هذا فرض؟ قال : بلى.

قال : فأخبرني عن قوله عزوجل : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ) أي حكيم يتكلم بهذا؟ فلم يكن عنده جواب ، فرحل إلى المدينة إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقال : «يا هشام ، في غير وقت حجّ ولا عمرة». قال : نعم ـ جعلت فداك ـ لأمر أهمّني ، إنّ ابن أبي العوجاء سألني عن مسألة لم يكن عندي فيها شيء ، قال : «وما هي»؟ ، قال : فأخبره بالقصّة ، فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : «أمّا قوله عزوجل : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً) يعني في النفقة. وأمّا قوله : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ) يعني في المودّة».

قال : فلمّا قدم عليه هشام بهذا الجواب وأخبره ، قال : والله ، ما هذا من عندك (٢).

* س ١٠٧ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله تعالى :

(وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكانَ اللهُ واسِعاً حَكِيماً)(١٣٠) [النساء:١٣٠]؟!

الجواب / قال عاصم بن حميد : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فأتاه رجل فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج قال : فاشتدّت به الحاجة ، فأتى أبا عبد

__________________

(١) النساء : ٣ ، وقد مر ذكر نفس هذه الرواية.

(٢) الكافي : ج ٥ ، ص ٣٦٢ ، ح ١.

١٠٨

الله عليه‌السلام فسأله عن حاله ، فقال له : اشتدّت بي الحاجة ، قال : «فارق» ففارق ، قال : ثمّ أتاه فسأله عن حاله ، فقال : أثريت وحسن حالي. فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إنّي أمرتك بأمرين أمر الله بهما ، قال الله عزوجل : (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)(١) ، وقال : (وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ)(٢).

* س ١٠٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيداً (١٣١) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٣٢) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً (١٣٣) مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (١٣٤) [النساء:١٣١ ـ ١٣٤]؟!

الجواب / أقول : لقد أوضحت الآية السابقة أن إذا اقتضت الضرورة لزوجين أن ينفصلا عن بعضهما دون أن يجدا حلا بديلا عن الانفصال فلا مانع من ذلك ، وليس عليهما أن يخافا من حياة المستقبل لأن الله سيشملهما بكرمه وفضله ، ويزيل احتياجاتهما برحمته وبركته.

أما في الآية ـ موضوع البحث ـ فإن الله يؤكد قدرته على إزالة ورفع تلك الاحتياجات لأنه مالك ما في السموات وما في الأرض (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) وإن من يملك ملكا لا نهاية له كهذا الملك ، ويملك قدرة لا نفاذ لها أبدا ، لن يكون عاجزا ـ مطلقا ـ عن رفع احتياجات خلقه وعباده.

__________________

(١) النور : ٣٢.

(٢) الكافي : ج ٥ ، ص ٣٣١ ، ح ٦.

١٠٩

ولكي تؤكد الآية ضرورة التقوى في هذا المجال وفي أي مجال آخر ، تشير الآية إلى أن اليهود والنصارى وكل من كان له كتاب سماوي قبل المسلمين ، قد طلب منهم جميعهم كما طلب منكم مراعاة التقوى (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ).

بعد ذلك تتوجه الآية إلى مخاطبة المسلمين ، فتؤكد لهم أن الالتزام بحكم التقوى سيجلب النفع لهم وأن ليس لله بتقواهم حاجة ، كما تؤكد أنهم إذا عصوا وبغوا ، فإن ذلك لا يضير الله أبدا ، لأن الله هو مالك ما في السموات وما في الأرض ، فهو غير محتاج إلى أحد أبدا ، ومن حقه أن يشكره عباده دائما وأبدا (وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيداً).

الغنى وعدم الحاجة هما من صفات الله سبحانه وتعالى ـ حقيقة ـ لأنه عزوجل غني بالذات ، وارتفاع حاجات غيره وزوالها إنما يتم بعونه ومدده ، وكل المخلوقات محتاجة إليه احتياجا ذاتيا ، لذلك فهو يستحق ـ لذاته ـ أن يشكره عباده ومخلوقاته ، كما أن كمالاته التي تجعله أهلا للشكر ليست خارجة عن ذاته ، بل هي كلها في ذاته ، وهو ليس كالمخلوقات التي تمتلك صفاتا كمالية عرضية خارجية مكتسبة من الغير.

وفي الآية التالية جرى التأكيد ـ وللمرة الثالثة ـ على أن كل ما في السموات وما في الأرض هو ملك لله ، وإن الله هو الحافظ والمدبر والمدير لكل الموجودات (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً).

وقد يرد سؤال ـ هنا ـ عن سبب تكرار موضوع واحد لثلاث مرات وفي فواصل متقاربة جدا ، وهل أن هذا التكرار من أجل التأكيد على الأمر الوارد في هذا الموضوع ، أم هناك سر آخر؟

وبالإمعان في مضمون الآيات يظهر لنا أن الموضوع المتكرر ينطوي في

١١٠

كل مرة على أمر خاص : ففي المرة الأولى حيث تحمل الآية وعدا لزوجين بأنهما إذا انفصلا فإن الله سيغنيهما ولأجل إثبات قدرة الله على ذلك ، يذكر الله ملكيته لما في السموات وما في الأرض.

أما في المرة الثانية فإن الآية توصي بالتقوى ، ولكي لا يحصل وهم بأن إطاعة هذا الأمر ينطوي على نفع أو فائدة لله ، أو أن مخالفته ينطوي على الضرر له ، فقد تكررت الجملة للتأكيد على عدم حاجة الله لشيء ، وهو مالك ما في السموات وما في الأرض.

وهذا الكلام يشبه في الحقيقة ما قاله أمير المؤمنين علي عليه‌السلام في مستهل خطبة الهمّام الواردة في كتاب نهج البلاغة حيث قال عليه‌السلام : «بأن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم آمنا من معصيتهم لأنه لا تضره معصية من عصاه ولا تنفعه طاعة من أطاعه» (١).

ويذكر الله ملكيته لما في السموات وما في الأرض للمرة الثالثة كمقدمة للموضوع الذي يلي في الآية (١٣٣) ، ثم يبين ـ عز من قائل ـ إنه لا يأبه في أن يزيل قوما عن الوجود ، ليأتي مكانهم بقوم آخرين أكثر استعدادا وعزما وأكثر دأبا في طاعة الله وعبادته ، والله قادر على هذا الأمر (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً).

وفي تفسير «التبيان» وتفسير «مجمع البيان» نقلا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه حين نزلت هذه الآية ربت على كتف سلمان الفارسي وقال بأن المعنى بالآخرين في الآية هم قوم من بلاد فارس ...

والآية الأخيرة من الآيات الأربع الماضية ، ورد الحديث فيها عن أناس

__________________

(١) نهج البلاغة ، الخطبة ١٩٣.

١١١

يزعمون أنهم مسلمون ، ويشاركون في ميادين الجهاد ، ويطبقون أحكام الإسلام ، دون أن يكون لهم هدف إلهي بل يهدفون لنيل مكاسب مادية مثل غنائم الحرب فتنبه الآية إلى أن الذين يطلبون الأجر الدنيوي إنما هم يتوهمون في طلبهم هذا ، لأن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة معا (مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ).

فلماذا لا يطلب ـ ولا يرجو ـ هؤلاء ، الثوابين معا؟! والله يعلم بنوايا الجميع ، ويسمع كل صوت ، ويرى كل مشهد ، ويعرف أعمال المنافقين وأشباههم ، (وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً).

وتكرر هذه الآية الأخيرة حقيقة أن الإسلام لا ينظر فقط إلى الجوانب المعنوية والأخروية بل أنه ينشد لأتباعه السعادتين المادية والمعنوية معا.

* س ١٠٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً)(١٣٥) [النساء:١٣٥]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو الحسن عليه‌السلام : «كتب أبي في رسالته إليّ وسألته عن الشهادات لهم ، قال فأقم الشهادة لله عزوجل ولو على نفسك أو الوالدين أو الأقربين فيما بينك وبينهم ، فإن خفت على أخيك ضرّا فلا» (١).

٢ ـ قال الإمام أبو جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنْ تَلْوُوا) «أي تبدّلوا الشّهادة ، (أَوْ تُعْرِضُوا) أي تكتموها» (٢).

__________________

(١) التهذيب : ج ٦ ، ص ٢٧٦ ، ح ٧٥٧.

(٢) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ١٩٠.

١١٢

* س ١١٠ : قال الله عزوجل :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً)(١٣٦) [النساء:١٣٦] فكيف يقول لهم آمنوا وهم یخاطبهم بالذين آمنوا؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم : يعني يا أيّها الذين آمنوا أقرّوا وصدّقوا (١).

وقال : سمّاهم الله مؤمنين بإقرارهم ، ثمّ قال لهم : صدقوا له (٢).

* س ١١١ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) (١٣٧) [النساء:١٣٧]؟!

الجواب / وردت روايات عديدة في معنى هذه الآية الشريفة نذكر منها روايتين :

١ ـ قال جابر : قلت لمحمّد بن عليّ عليه‌السلام ، قول الله في كتابه : (الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا)؟ قال : «هما ، والثالث ، والرابع ، وعبد الرحمن ، وطلحة ، وكانوا سبعة عشر رجلا».

قال : «لمّا وجه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علي بن أبي طالب عليه‌السلام وعمّار بن ياسر (رحمه‌الله) إلى أهل مكّة ، قالوا : بعث هذا الصبيّ ، ولو بعث غيره إلى أهل مكّة وفي مكّة صناديدها. وكانوا يسمّون عليّا عليه‌السلام الصبيّ ، لأنّه كان اسمه في كتاب الله الصبيّ لقول الله عزوجل : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً) وهو صبيّ (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ

__________________

(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٦.

(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٣١.

١١٣

صالِحاً)(١).

فقالوا : والله الكفر بنا أولى ممّا نحن فيه. فساروا ، فقالوا : لهما وخوّفوهما بأهل مكّة ، فعرضوا لهما ، وغلّظوا عليهما الأمر ، فقال عليّ (صلوات الله عليه) : حسبنا الله ونعم الوكيل ، ومضى. فلمّا دخلا مكّة أخبر الله نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقولهم لعليّ عليه‌السلام وبقول عليّ عليه‌السلام لهم ، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه ، وذلك قول الله : ألم تر إلى (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)(٢). وإنّما نزلت : «ألم تر إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا : إن أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل» وهما اللذان قال الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا) إلى آخر الآية ، فهذا أوّل كفرهم ، والكفر الثاني حين قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يطلع عليكم من هذا الشّعب رجل ، فيطلع عليكم بوجهه ، فمثله عند الله كمثل عيسى. لم يبق منهم أحد إلّا تمنّى أن يكون بعض أهله ، فإذا بعليّ عليه‌السلام قد خرج وطلع بوجهه. وقال : هو هذا! فخرجوا غضبانا ، وقالوا : ما بقي إلّا أن يجعله نبيّا ، والله الرجوع إلى آلهتنا خير ممّا نسمع منه في ابن عمّه ، وليصدّنا عليّ إن دام هذا ، فأنزل الله (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ)(٣) الآية ، فهذا الكفر الثاني ، زاد الكفر بالكفر حين قال الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(٤) فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عليّ أصبحت وأمسيت خير البريّة. فقال له الناس : هو خير من آدم ونوح ومن إبراهيم ومن الأنبياء؟

__________________

(١) فصّلت : ٣٣.

(٢) آل عمران : ١٧٣ ـ ١٧٤.

(٣) الزخرف : ٥٧.

(٤) البينة : ٧.

١١٤

فأنزل الله (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(١) قالوا : فهو خير منك يا محمّد؟

وقال الله : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)(٢) ولكنّه خير منكم ، وذرّيّته خير من ذرّيتكم ، ومن اتّبعه خير ممّن اتّبعكم. فقاموا غضابا ، وقالوا زيادة : الرجوع إلى الكفر أهون علينا ممّا يقول في ابن عمّه. وذلك قول الله : (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً)(٣).

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «نزلت في فلان وفلان وفلان آمنوا بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أوّل الأمر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، ثمّ آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، ثم كفروا حيث مضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يقرّوا بالبيعة ، ثمّ ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم ، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء» (٤).

* س ١١٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (١٣٨) [النساء:١٣٨]؟!

الجواب / أقول : تؤكد هذه الآية على نوع العذاب الذي يستحقه هؤلاء فتقول : (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً). واستخدام عبارة (بَشِّرِ) في الآية إنما جاء من باب التهكم والاستهزاء بالأفكار الخاوية الواهية التي يحملها هؤلاء المنافقون ، أو أن العبارة تكون مشتقة من المصدر «بشر» بمعنى الوجه ، وفي هذه الحالة تحتمل معاني واسعة فتشمل كل خبر يؤثر في سحنة الإنسان ، سواء كان الخبر مفرحا أو محزنا.

__________________

(١) آل عمران : ٣٣ ـ ٣٤.

(٢) الأعراف : ١٥٨.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٧٩ ، ح ٢٨٦.

(٤) الكافي : ج ١ ، ص ٣٤٨ ، ح ٤٢.

١١٥

* س ١١٣ : بمن نزل قوله تعالى :

(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)(١٣٩) [النساء:١٣٩]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : نزلت في بني أميّة حيث خالفوا نبيّهم على أن لا يردّوا الأمر في بني هاشم ، ثمّ قال : (أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ) يعني القوّة (١).

* س ١١٤ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام لقوله تعالى :

(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)(١٤٠) [النساء:١٤٠]؟!

الجواب / قال شعيب العقرقوفي : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها) إلى آخر الآية؟!.

فقال عليهم‌السلام : «إنّما عنى بهذا [إذا سمعت] الرجل [الذي] يجحد الحقّ ويكذّب به ويقع في الأئمّة ، فقم من عنده ولا تقاعده كائنا من كان» (٢).

* س ١١٥ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله تعالى :

(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)(١٤١) [النساء:١٤١]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم القمي : إنّها نزلت في عبد الله بن أبيّ

__________________

(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٦.

(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٨٠ ، ح ٨.

١١٦

وأصحابه الذين قعدوا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم أحد ، فكان إذا ظفر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالكفّار ، قالوا له : (أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) وإذا ظفر الكفّار ، قالوا : (أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ) أن نعينكم ولم نعن عليكم ، قال الله : (فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)(١).

وقال الإمام الرضا عليه‌السلام في قوله : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) : «فإنّه يقول : ولن يجعل الله لكافر على مؤمن حجّة ، ولقد أخبر الله تعالى عن كفّار قتلوا النبيّين بغير الحقّ ، ومع قتلهم إيّاهم لن يجعل الله لهم على أنبيائه عليهم‌السلام سبيلا» (٢).

* س ١١٦ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام في قوله تعالى :

(إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٤٢) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)(١٤٣) [النساء:١٤٢ ـ ١٤٣]؟!

الجواب / ١ ـ قال عليّ بن فضّال ، سأل أبي عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام عن قوله : (يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ) ، فقال : «إنّ الله تبارك وتعالى لا يخادع ، ولكنّه يجازيهم جزاء الخديعة» (٣).

٢ ـ قال أبو جعفر عليه‌السلام لزرارة : «لا تقم إلى الصّلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا ، فإنّهما من خلال النّفاق ، فإنّ الله سبحانه نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى ، يعني سكر النوم. وقال للمنافقين : (وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً)(٤).

__________________

(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٦.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٥.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ١ ، ص ١٢٦ ، ح ١٩.

(٤) الكافي : ج ٣ ، ص ٢٩٩ ، ح ١.

١١٧

٣ ـ قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «من ذكر الله عزوجل في السرّ فقد ذكر الله كثيرا ، إنّ المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السرّ ، فقال الله عزوجل : (يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً)(١).

٤ ـ كتب أبو الحسن عليه‌السلام لمحمّد بن الفضيل : «... ليسوا من الكافرين ، وليسوا من المؤمنين ، وليسوا من المسلمين ، يظهرون الإيمان ويصيرون إلى الكفر والتكذيب ، لعنهم الله» (٢).

وقال عليّ بن إبراهيم : «أي لم يكونوا من المؤمنين ، ولم يكونوا من اليهود» (٣).

* س ١١٧ : ما هو تفسير أهل البيت عليهم‌السلام لقوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً) (١٤٤) [النساء:١٤٤]؟!

الجواب / قال الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ) أعداءه (أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٤).

* س ١١٨ : بمن نزل قوله تعالى :

(إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً)(١٤٥) [النساء:١٤٥]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : نزلت في عبد الله بن أبيّ [بن سلول] ، وجرت في كلّ منافق مشرك (٥).

__________________

(١) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٦٤ ، ح ٢.

(٢) الكافي : ج ٦ ، ص ٢٩٠ ، ح ٢.

(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٧.

(٤) المناقب لابن شهر آشوب : ج ٢ ، ص ٩.

(٥) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٧.

١١٨

* س ١١٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً)(١٤٦) [النساء:١٤٦]؟!

الجواب / أقول : تقول هذه الآية : أن المجال مفتوح حتى لأكثر الناس تلوثا ـ وهم المنافقون ـ ، للتوبة من أعمالهم وإصلاح شأنهم ، والسعي للتعويض بالخير عن ماضيهم المشين ، والعودة إلى رحمة الله والتمسك بحبله والإخلاص لله بالإيمان به تقول الآية : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ).

فالتائبون هؤلاء سيكونون أهلا للنجاة في النهاية ويستحقون صحبة المؤمنين ، تقول الآية (فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ).

وإن الله سيهب ثوابا وأجرا عظيما لكل المؤمنين (وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً).

ومما يلفت النظر أن الآية تبين أن هؤلاء التائبين مع المؤمنين ، وذلك للتدليل على أن منزلة المؤمنين الثابتين أكثر وأعظم من منزلة هؤلاء ، فالمؤمنون الراسخون في إيمانهم هم الأصل وهؤلاء هم الفروع وما يظهر عليهم من نور وصفاء إنما هو بسبب وجودهم في ظل المؤمنين الراسخين.

وهناك أمر ثان يجب الانتباه إليه في الآية السابقة وهذه الآية ، وهو أنها بينت مسير المنافقين بصورة واضحة وصريحة ، إذ عينت لهم أحط نقطة من الجحيم مكانا ومستقرا ، بينما شخصت للمؤمنين الأجر والثواب العظيم الذي لا حد له ولا حصر بل هو منوط بعظمة الله ولطفه جلت عظمته.

* س ١٢٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللهُ شاكِراً عَلِيماً)(١٤٧) [النساء:١٤٧]؟!

الجواب / قال الشيخ الطبرسي : خاطب الله بهذه الآية المنافقين الذين

١١٩

تابوا ، وآمنوا ، وأصلحوا أعمالهم ، فقال : (ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ) أي : ما يصنع الله بعذابكم ، والمعنى لا حاجة لله إلى عذابكم ، وجعلكم في الدرك الأسفل من جهنم ، لأنه لا يجتلب بعذابكم نفعا ، ولا يدفع به عن نفسه ضررا ، إذ هما يستحيلان عليه (إِنْ شَكَرْتُمْ) أي : أديتم الحق الواجب لله عليكم ، وشكرتموه على نعمه (وَآمَنْتُمْ) به وبرسوله ، وأقررتم بما جاء به من عنده (وَكانَ اللهُ شاكِراً) يعني : لم يزل سبحانه مجازيا لكم على الشكر ، فسمى الجزاء باسم المجزى عليه (عَلِيماً) بما يستحقونه من الثواب على الطاعات ، فلا يضيع عنده شيء منها.

وقيل : معناه إنه يشكر القليل من أعمالكم ، ويعلم ما ظهر وما بطن من أفعالكم ، وأقوالكم ، ويجازيكم عليها.

وقال الحسن : معناه أنه يشكر خلقه على طاعتهم ، مع غناه عنهم ، فيعلم بأعمالهم (١).

* س ١٢١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً عَلِيماً)(١٤٨) [النساء:١٤٨]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «الجهر بالسّوء من القول أن يذكر الرجل بما فيه» (٢).

٢ ـ قال أبو جعفر عليه‌السلام : لا يحبّ الله الشّتم في الانتصار إلّا من ظلم ، فلا بأس له أن ينتصر ممّن ظلمه بما يجوز الانتصار به في الدّين (٣).

__________________

(١) تفسير مجمع البيان الشيخ الطبرسي : ج ٣ ، ص ٢٢٤.

(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٣ ، ح ٢٩٧.

(٣) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ٢٠١.

١٢٠