التيسير في التفسير للقرآن - ج ٢

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي

التيسير في التفسير للقرآن - ج ٢

المؤلف:

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً) أي عيانا (ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ). وهذا أيضا مما يحتجّ به المجبّرة ، ومعنى قوله : (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) إلّا أن يجبرهم على الإيمان (١).

* س ٦٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ)(١١٢) [الأنعام:١١٢]؟!

الجواب / قال أبو جعفر عليه‌السلام : «إنّ الشّياطين يلقى بعضهم بعضا فيلقي إليه ما يغوي به الخلق حتى يتعلّم بعضهم من بعض» (٢).

* س ٧٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (١١٣) أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)(١١٤) [الأنعام:١١٣ ـ ١١٤]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : قوله تعالى : (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) لتصغى إليه : أي يستمع لقوله المنافقون ، ويرضوه بألسنتهم ولا يؤمنون بقلوبهم ، (وَلِيَقْتَرِفُوا) أي لينتظروا (ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ) أي منتظرون ، ثمّ قال : قل لهم يا محمّد : (أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً) أي يفصل بين الحقّ والباطل (٣).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٣.

(٢) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٥٤٥.

(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٤.

٣٠١

* س ٧١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(١١٥) [الأنعام:١١٥]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إنّ الله عزوجل إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش ثمّ أوقعها ـ أو دفعها ـ إلى الإمام ، فشربها فيمكث في الرّحم أربعين يوما لا يسمع الكلام ، ثمّ يسمع الكلام بعد ذلك ، فإذا وضعته أمّه بعث الله إليه ذلك الملك الذي أخذ الشّربة ، فكتب على عضده الأيمن ـ وقيل بين عينيه (١) ـ (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) فإذا قام بهذا الأمر رفع الله له في كلّ بلدة منارا ينظر به إلى أعمال العباد» (٢).

* س ٧٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ)(١١٦) [الأنعام:١١٦]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : ثمّ قال عزوجل لنبيّه عليه‌السلام : (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يعني يحيّروك عن الإمام ، فإنّهم مختلفون فيه (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) أي يقولون بلا علم بالتّخمين والتقدير (٣).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٥.

(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٣١٨ ، ح ٣.

(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٥.

٣٠٢

* س ٧٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)(١١٧) [الأنعام:١١٧]؟!

الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ : ـ في قوله تعالى ـ (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ) خاطب سبحانه نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن عنى به جميع الأمة.

ويسأل فيقال : كيف جاز في صفة القديم سبحانه أعلم ، مع أنه سبحانه لا يخلو من أن يكون أعلم بالمعنى ممن يعلمه ، أو ممن لا يعلمه ، وكلاهما لا يصح فيه أفعل؟

والجواب : إن المعنى هو أعلم به ممن يعلمه ، لأنه يعلمه من وجوه لا يخفى على غيره ، وذلك أنه يعلم ما يكون منه ، وما كان ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، على جميع الوجوه التي يصح أن يعلم الأشياء عليها ، وليس كذلك غيره ، لأن غيره لا يعلم جميع الأشياء وما يعلمه لا يعلمه من جميع وجوهها ، وأما من هو غير عالم أصلا ، فلا يقال الله سبحانه أعلم منه ، لأن لفظة (أَعْلَمُ) يقتضي الاشتراك في العلم ، وزيادة لمن وصف بأنه أعلم ، وهذا لا يصح فيمن ليس بعالم أصلا إلا مجازا.

(وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) المعنى : إنه سبحانه أعلم بمن يسلك سبيل الضلال المؤدي إلى الهلاك والعقاب ، ومن يسلك سبيل الهدى المفضي به إلى النجاة والثواب ، وفي هذا دلالة على أن الضلال والإضلال من فعل العبد ، خلاف ما يقوله أهل الجبر. وعلى أنه لا يجوز التقليد واتباع الظن في الدين ، والاغترار بالكثرة ، وإلى هذا أشار أمير المؤمنين علي عليه‌السلام حيث قال للحارث الهمداني : (يا حار! الحق لا يعرف بالرجال ، إعرف الحق تعرف أهله) (١).

__________________

(١) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ١٤٦.

٣٠٣

* س ٧٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ (١١٨) وَما لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (١١٩) وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ)(١٢٠) [الأنعام:١١٨ ـ ١٢٠]؟!

الجواب / ـ قال ابن سنان : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن ذبيحة المرأة والغلام هل يؤكل؟ قال عليه‌السلام : «نعم ، إذا كانت المرأة مسلمة وذكرت اسم الله حلّت ذبيحتها ، وإذا كان الغلام قويّا على الذّبح وذكر اسم الله حلّت ذبيحته ، وإذا كان الرّجل مسلما فنسي أن يسمّي فلا بأس بأكله إذا لم تتّهمه» (١).

ـ وقال عليه‌السلام في ذبيحة النّاصب واليهودي لحمران بن أعين : «لا تأكل ذبيحته حتّى تسمعه يذكر اسم الله ، أما سمعت قول الله : (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ)؟ (٢).

ـ وقال علي بن إبراهيم القميّ : (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) قال : من الذبائح. ثمّ قال : (وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) أي يقترفون بيّن لكم (إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ).

قال : وقوله : (وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ).

__________________

(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٧٥ ، ح ٨٦.

(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٧٥ ، ح ٨٧.

٣٠٤

قال : الظاهر من الإثم : المعاصي ، والباطن : الشّرك والشّكّ في القلب ، وقوله : (بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ) أي يعملون (١).

* س ٧٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)(١٢١) [الأنعام:١٢١]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : قوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) قال : من ذبائح اليهود والنّصارى ، وما يذبح على غير الإسلام ، ثمّ قال : (وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ) يعني وحي كذب وفسق وفجور إلى أوليائهم من الإنس ومن يطيعهم (لِيُجادِلُوكُمْ) أي ليخاصموكم (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)(٢).

* س ٧٦ : ما هو سبب نزول قوله تعالى :

(أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)(١٢٢) [الأنعام:١٢٢] وما هو تفسيرها؟!

الجواب / ١ ـ سبب النزول : روي : إنّ أبا جهل الذي كان من ألد أعداء الإسلام ونبي الإسلام صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أذى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إيذاء شديدا ، وكان «حمزة» عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ذاك الرجل الشجاع ـ لم يسلم بعد بل كان ما يزال يقلب الأمر في ذهنه ، وكان في ذلك اليوم قد خرج كعادته للصيد في الصحراء ، وعند عودته سمع بما جرى بين أبي جهل وابن أخيه ، فغضب غضبا شديدا ، وذهب إلى أبي جهل وصفعه صفعة أسالت الدم من أنفه ، وعلى الرغم من مكانة أبي

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٥.

(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٥.

٣٠٥

جهل ونفوذه في عشيرته ، فإنّه لم يرد عليه لما يعرفه عن شجاعة حمزة.

وعاد حمزة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأعلن إسلامه ، ومنذ ذلك اليوم أصبح جنديا من جنود الإسلام ، ودافع عنه حتى استشهد بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وتفيد بعض الروايات الأخرى أنّ الآية نزلت بشأن إسلام عمار بن ياسر وإصرار أبي جهل على الكفر. ومهما يكن ، فإنّ هذه الآية ـ مثل الآيات الأخرى ـ لا تختص بواقعة نزولها ، بل هي ذات مفهوم واسع يصدق على كل مؤمن صادق وكل معاند لجوج (١).

٢ ـ التفسير : قال أبو جعفر عليه‌السلام لبريد العجلي : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) : «الميت : الذي لا يعرف هذا الشأن ـ قال ـ أتدري ما يعني (مَيْتاً)؟ قال : قلت : جعلت فداك ، لا.

قال : «الميت : الذي لا يعرف شيئا (فَأَحْيَيْناهُ) بهذا الأمر (وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) ـ قال ـ إماما يأتمّ به» قال : (كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها) قال : «كمثل هذا الخلق الذين لا يعرفون الإمام» (٢).

* س ٧٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ (١٢٣) وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ)(١٢٤) [الأنعام:٢٣ ـ ١٢٤]؟! ما هو سبب نزول الآية الثانية؟!

الجواب / ١ ـ التفسير : قال علي بن إبراهيم القميّ : قوله تعالى :

__________________

(١) الأمثل : ج ٨ ، ص ٤١٨.

(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٧٥ ، ح ٨٩.

٣٠٦

(وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها) يعني رؤساء (لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ) أي يمكرون بأنفسهم ، لأنّ الله يعذّبهم عليه (وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ) قال : قالت الأكابر : لن نؤمن حتّى نؤتى مثل ما أوتي الرّسل من الوحي والتنزيل ، فقال الله تبارك وتعالى : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ) أي يعصون الله في السّرّ (١).

٢ ـ سبب النزول : يقول العلامة الطبرسي في «مجمع البيان» : نزلت هذه الآية بشأن «وليد بن المغيرة» (الذي كان من زعماء عبدة الأصنام وكان دماغهم المفكر) كان هذا يقول لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا كانت النبوّة حقا ، فأنا أولى منك بها لكبر سني ولكثرة مالي.

وقيل : إنّها نزلت بشأن «أبي جهل» لأنه كان يقول : مقام النبوة يجب أن يكون موضع تنافس ، فنحن وبنو عبد مناف (قبيلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) كنا نتنافس على كل شيء ، ونجري كفرسي رهان كتفا لكتف ، حتى قالوا : إنّ نبيا قام فيهم ، وأنّه ينزل عليه الوحي ، ولكننا لا نؤمن به ، إلّا إذا نزل علينا الوحي كما ينزل عليه.

* س ٧٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)(١٢٥) [الأنعام:١٢٥]؟!

الجواب / ١ ـ قال حمدان بن سليمان النّيسابوري : سألت أبا الحسن

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٦.

٣٠٧

عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ).

قال عليه‌السلام : «من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدّنيا إلى جنّته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتّسليم لله والثّقة به والسّكون إلى ما وعده من ثوابه ، حتّى يطمئنّ إليه. ومن يرد أن يضلّه عن جنّته ، ودار كرامته في الآخرة لكفره به ، وعصيانه له في الدنيا ، يجعل صدره ضيّقا حرجا حتّى يشكّ في كفره ، ويضطرب من اعتقاده قلبه حتّى يصير (كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)(١).

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ) : «قد يكون ضيّقا وله منفذ يسمع منه ويبصر ، والحرج : هو الملتئم الذي لا منفذ له يسمع به الصّوت ولا يبصر منه» (٢).

٣ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام ، في قوله : (كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) ، قال : «هو الشكّ» (٣).

* س ٧٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦) لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)(١٢٧) [الأنعام:١٢٦ ـ ١٢٧]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ في قوله تعالى : (وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً) يعني الطريق الواضح (قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) وقوله : (لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ) يعني في الجنّة ، والسّلام : الأمان

__________________

(١) معاني الأخبار : ص ١٤٥ ، ح ٢.

(٢) معاني الأخبار : ص ١٤٥ ، ح ١.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٧٧ ، ح ٩٦.

٣٠٨

والعافية والسّرور.

ثمّ قال : (وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) يعني الله عزوجل وليّهم أي أولى بهم ... (١).

* س ٨٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلاَّ ما شاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (١٢٨) وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)(١٢٩) [الأنعام:١٢٨ ـ ١٢٩]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : في قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً) ـ إلى قوله ـ (اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ) : «قال كلّ من والى قوما فهو منهم وإن لم يكن من جنسهم.

قال : وقوله : (رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا) يعني القيامة. وقوله : (وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) قال : نولّي كلّ من تولّى أولياءهم فيكونون معهم يوم القيامة (٢).

وقال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : «ما انتصر الله من ظالم إلّا بظالم ، وذلك قول الله عزوجل : (وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً)(٣).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٦.

(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٦.

(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٥١ ، ح ١٩.

٣٠٩

* س ٨١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ (١٣٠) ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ (١٣١) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (١٣٢) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (١٣٣) إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ)(١٣٤) [الأنعام:١٣٠ ـ ١٣٤]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : ثمّ ذكر عزوجل احتجاجا على الجنّ والإنس يوم القيامة فقال : (يا مَعْشَرَ الْجِنِ) ـ إلى قوله ـ (أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ).

قال وقوله : (ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ) يعني لا يظلم أحدا حتّى يبيّن لهم ما يرسل إليهم ، وإذا لم يؤمنوا هلكوا. وقوله : (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) يعني لهم درجات على قدر أعمالهم (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) وقوله : (إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ) يعني من القيامة والثواب والعقاب (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ)(١).

أما قوله تعالى : (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) : فنستدل به على عدم ظلم الله تعالى ، وتؤكد أنّ الله لا حاجة له بشيء وهو عطوف ورحيم ، وعليه لا دافع له على أن يظلم أحدا أبدا ، لأن من يظلم لا بد أن يكون محتاجا أو أن يكون قاسي القلب فظا : (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ) كما أنّه لا

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٦.

٣١٠

حاجة له بطاعة البشر ولا هو يخشى من ذنوبهم بل إنّه قادر على إزالة كل جماعة بشرية ووضع آخرين مكانها كما فعل بمن سبق تلك الجماعة : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ).

بناءا على ذلك فهو غني لا حاجة به إلى شيء ، ورحيم ، وقادر على كل شيء ، فلا يمكن إذن أن نتصوره ظالما (١).

* س ٨٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)(١٣٥) [الأنعام:١٣٥]؟!

الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ : (قُلْ) يا محمد لهم (يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) أي : على قدر منزلتكم ، وتمكنكم من الدنيا ، ومعناه : اثبتوا على ما أنتم عليه من الكفر ، وهذا تهديد ووعيد بصيغة الأمر. وقيل : على مكانتكم على طريقتكم ، وقيل : على حالتكم ، أي : أقيموا على حالتكم التي أنتم عليها فإني مجازيكم.

(إِنِّي عامِلٌ) إخبار عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أي : عامل بما أمرني الله تعالى به. وقيل : إخبار عن الله تعالى أي : عامل ما وعدتكم به من البعث والجزاء ، والأول الصحيح.

(فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ) أي : فستعلمون أينا تكون له العاقبة المحمودة في دار السّلام ، عند الله تعالى. وقيل : المراد عاقبة الدار الدنيا في النصر عليكم (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) أي : لا يظفر الظالمون بمطلوبهم ، وإنما لم يقل الكافرون ، وإن كان الكلام في ذكرهم ، لأنه سبحانه

__________________

(١) الأمثل : ج ٨ ، ص ٤٣٤.

٣١١

قال في موضع آخر : (وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) وقال : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(١).

* س ٨٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ)(١٣٦) [الأنعام:١٣٦]؟!

الجواب / روي عن أئمتنا عليهم‌السلام : إنّ العرب كانوا إذا زرعوا زرعا قالوا : هذا لله ، وهذا لآلهتنا. وكانوا إذا سقوها فخرق الماء من الذي لله في الذي للأصنام لم يسدّوه ، وقالوا : الله أغنى ، وإذا خرق شيء من الذي للأصنام في الذي لله سدّوه ، وقالوا : الله أغنى. وإذا وقع شيء من الذي لله في الذي للأصنام لم يردّوه ، وقالوا : الله أغنى. وإذا وقع شيء من الذي للأصنام في الذي لله ردّوه ، وقالوا : الله أغنى. فأنزل الله في ذلك على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحكى فعلهم وقولهم فقال : (الآية ...) (٢).

* س ٨٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ)(١٣٧) [الأنعام:١٣٧]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : يعني أسلافهم زيّنوا لهم قتل أولادهم (لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ) يعني يغرّوهم ويلبسوا عليهم دينهم

__________________

(١) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ١٦٧ ـ ١٦٨.

(٢) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٥٧١.

٣١٢

(وَلَوْ شاءَ اللهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ)(١).

* س ٨٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلاَّ مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا افْتِراءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ)(١٣٨) [الأنعام:١٣٨]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ ، في قوله تعالى : (وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ) : الحجر : المحرّم (لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ) قال : كانوا يحرّمونها على قوم (وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها) يعني البحيرة والسّائبة والوصيلة والحام (٢).

* س ٨٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)(١٣٩) [الأنعام:١٣٩]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : كانوا يحرّمون الجنين الذي يخرجونه من بطون الأنعام ، يحرّمونه على النّساء ، فإذا كان ميتا أكله الرّجال والنساء ، فحكى الله تعالى قولهم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (الآية) (٣).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٧.

(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٧ وقد تقدم تفسيرها سابقا.

(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٧.

٣١٣

* س ٨٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِراءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ)(١٤٠) [الأنعام:١٤٠]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : ثمّ قال : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ) أي بغير فهم (وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ) وهم قوم يقتلون أولادهم من البنات للغيرة ، وقوم كانوا يقتلون أولادهم من الجوع ، وهذا معطوف على قوله : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ)(١) فقال الله : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ)(٢)» (٣).

* س ٨٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(١٤١) [الأنعام:١٤١]؟!

الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ في قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ) : البساتين (٤).

٢ ـ قال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : «هذا من الصّدقة ، يعطي المسكين القبضة بعد القبضة ، ومن الجذاذ الحفنة بعد الحفنة ، حتّى يفرغ ، وتعطي الحارس أجرا معلوما ، ويترك من النّخل معافارة وأمّ جعرور (٥) ، ويترك

__________________

(١) الأنعام : ١٣٧.

(٢) الإسراء : ٣١.

(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٨.

(٤) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٨.

(٥) معافارة وأمّ جعرور : ضربان رديئان من التمر.

٣١٤

للحارس أن يكون في الحائط العذق (١) ، والعذقان ، والثلاثة لحفظه إيّاه» (٢).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «أعطه من حضرك من المسلمين ، وإن لم يحضرك إلّا مشرك فأعطه» (٣).

٣ ـ قال أبو الحسن عليه‌السلام : «كان أبي عليه‌السلام يقول : من الإسراف في الحصاد والجذاذ أن يصدّق الرّجل بكفّيه جميعا. وكان أبي إذا حضر شيئا من هذا فرأى أحدا من غلمانه يتصدّق بكفّيه ، صاح به : أعط بيد واحدة القبضة بعد القبضة ، والضغث بعد الضغث من السّنبل» (٤).

* س ٨٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(١٤٢) [الأنعام:١٤٢]؟!

الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ ، في قوله تعالى : (وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً) : يعني به الثّياب والفرش» (٥).

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إذا حلف الرجل على شيء ، والذي حلف عليه إتيانه خير من تركه ، فليأت الذي هو خير ولا كفّارة عليه ، وإنّما ذلك من خطوات الشيطان» (٦).

وقال أبو جعفر عليه‌السلام : (لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) ـ كل يمين بغير

__________________

(١) العذق : النخلة بحملها ، والعذق : الكباسة.

(٢) الكافي : ج ٣ ، ص ٥٦٥ ، ح ٢.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٧٧ ، ح ١٠٠.

(٤) الكافي : ج ٣ ، ص ٥٦٦ ، ح ٦.

(٥) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٨.

(٦) الكافي : ج ٧ ، ص ٤٤٣ ، ح ١.

٣١٥

الله فهي من خطوات الشّيطان» (١).

* س ٩٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٤٣) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللهُ بِهذا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(١٤٤) [الأنعام:١٤٣ ـ ١٤٤]؟!

الجواب / قال داود الرّقّي : سألني بعض الخوارج عن قول الله تبارك وتعالى : (مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ) ـ إلى قوله ـ (وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ) ما الذي أحلّ الله من ذلك ، وما الذي حرّم الله؟ قال : فلم يكن عندي في ذلك شيء ، فحججت ، فدخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقلت : جعلت فداك ، إنّ رجلا من الخوارج سألني عن كذا وكذا ، فقال عليه‌السلام : «إنّ الله عزوجل أحلّ في الأضحيّة بمنى الضّأن والمعز الأهليّة ، وحرّم فيها الجبليّة ، وذلك قوله عزوجل : (مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ) وإنّ الله عزوجل أحلّ في الأضحيّة بمنى الإبل العراب وحرّم فيها النجاتي ، وأحلّ فيها البقر الأهلية وحرّم الجبليّة ، فذلك قوله : (وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ).

قال : فانصرفت إلى صاحبي ، فأخبرته بهذا الجواب ، فقال : هذا شيء حملته الإبل من الحجاز (٢).

__________________

(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٧٤ ، ح ١٥٠.

(٢) الاختصاص : ص ٥٤ الشيخ المفيد.

٣١٦

* س ٩١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(١٤٥) [الأنعام:١٤٥]؟!

الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ : وقد احتجّ قوم بهذه الآية (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَ) ـ إلى قوله ـ (أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) فتأوّلوا هذه الآية أنّه ليس شيء محرّما إلّا هذا ، وأحلّوا كلّ شيء من البهائم : القردة والكلاب والسّباع والذّئاب والأسد والبغال والحمير والدّواب ، وزعموا أن ذلك كلّه حلال لقول الله تعالى : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) وغلطوا في هذا غلطا بيّنا. وإنّما هذه الآية ردّ على ما أحلّت العرب وحرّمت ، لأن العرب كانت تحلّل على نفسها أشياء ، وتحرّم أشياء ، فحكى الله تعالى لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما قالوا ، فقال : (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ)(١) فكان إذا سقط الجنين حيّا أكله الرّجال وحرّم على النساء ، وإذا كان ميتا أكله الرّجال والنساء ، وهو قوله : (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) [الأنعام : ١٣٩]» (٢).

٢ ـ قوله تعالى : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) :

أ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «الباغي الذي يخرج على الإمام ، والعادي الذي يقطع الطريق ، لا تحلّ لهما الميتة».

ويروى أنّ العادي اللصّ ، والباغي الذي يبغي الصّيد ، لا يجوز لهما

__________________

(١) الأنعام : ١٣٩.

(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٩.

٣١٧

التقصير في السّفر ، ولا أكل الميتة في حال الاضطرار (١).

ب ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «الباغي الظالم ، والعادي الغاصب» (٢).

* س ٩٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلاَّ ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (١٤٦) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١٤٧) سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ)(١٤٨) [الأنعام:١٤٦ ـ ١٤٧ ـ ١٤٨]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليهم‌السلام : «حرّم على بني إسرائيل كلّ ذي ظفر والشحوم ...» (٣).

وقال عليّ بن إبراهيم القميّ : إلّا ما كان على ظهور الغنم أو في جانبه خارجا من البطن ، وهو قوله : (حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا) أي في الجنبين (أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) ومعنى قوله : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ) إنه كان ملوك بني إسرائيل يمنعون فقراءهم من أكل لحم الطير والشّحوم ، فحرّم الله ذلك عليهم ببغيهم على فقرائهم.

ثم قال الله لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) ، ثمّ قال : (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) ـ إلى قوله

__________________

(١) معاني الأخبار : ص ٢١٣ ، ح ١.

(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٧٤ ، ح ١٥١.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٢١.

٣١٨

ـ (بَأْسَنا) يا محمّد (قُلْ) لهم (هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) ... (١).

* س ٩٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ)(١٤٩) [الأنعام:١٤٩]؟!

الجواب / ١ ـ قوله تعالى : (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) :

أ ـ قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «إنّ الله تبارك وتعالى يقول للعبد يوم القيامة : عبدي أكنت عالما؟ فإن قال : نعم ، قال له : أفلا عملت بما علمت؟ وإن قال : كنت جاهلا ، قال له : أفلا تعلّمت حتى تعمل ، فيخصمه ، فتلك الحجّة البالغة» (٢).

ب ـ قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «نحن الحجّة البالغة على من دون السّماء وفوق الأرض» (٣).

٢ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ : (فَلَوْ شاءَ) الله (لَهَداكُمْ) أي جمعكم على أمر واحد ، ولكن جعلكم على اختلاف ... (٤).

* س ٩٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هذا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١٥٠) قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٢٠.

(٢) الأمالي : ج ١ ، ص ٨.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٢٢.

(٤) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٢٠.

٣١٩

النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(١٥١) [الأنعام:١٥٠ ـ ١٥١]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : ... ثمّ قال عليه‌السلام : (قُلْ) يا محمّد لهم : (هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هذا) وهو معطوف على قوله : (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ)(١) ثمّ قال : (فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ). ثم قال لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (قُلْ) لهم (تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً)(٢).

قال أبو بصير : كنت جالسا عند الباقر عليه‌السلام وهو متّكىء على فراشه إذ قرأ الآيات المحكمات التي لم ينسخهنّ شيء من الأنعام وقال : «شيّعها سبعون ألف ملك : (قُلْ تَعالَوْا) ـ إلى قوله ـ (شَيْئاً)(٣).

ـ وقال علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) : الوالدان : رسول الله وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) (٤).

ـ وقال أيضا في قوله : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) إلى قوله : (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فهذا كله محكم (٥).

ـ وقال علي بن الحسين عليهما‌السلام في قوله (الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) : «ما ظهر منها : نكاح امرأة الأب ، وما بطن : الزّنا» (٦).

__________________

(١) الأنعام : ١٣٩.

(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٢٠.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٢٣.

(٤) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٢٠.

(٥) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٢٠.

(٦) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٢٤.

٣٢٠