التيسير في التفسير للقرآن - ج ٢

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي

التيسير في التفسير للقرآن - ج ٢

المؤلف:

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

موسى ، وأطعمهم المنّ والسلوى ، وضرب لهم في البحر طريقا يبسا ، وفجر لهم من الحجر الطّوريّ اثنتي عشرة عينا ، لكل سبط من بني إسرائيل عينا ، إلّا ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟ فقال : فرقة واحدة.

فقال عليه‌السلام : «كذبت والله الذي لا إله إلّا هو ، لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلّا واحدة ، فإنّ الله يقول : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) فهي التي تنجو» (١).

* س ٧٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١٦٠) وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (١٦١) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ)(١٦٢) [الأعراف:١٦٠ ـ ١٦٢]؟!

الجواب / قد مر تفسير هذه الآيات في سورة البقرة في الآيتين (٥٨ و ٦٠).

* س ٧٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ

__________________

(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٣٢ ، ح ٩١.

٤٠١

كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣) وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ)(١٦٦) [الأعراف:١٦٣ ـ ١٦٦]؟!

الجواب / ١ ـ قال الإمام العسكريّ عليه‌السلام : «قال عليّ بن الحسين عليهما‌السلام : كان هؤلاء قوم يسكنون على شاطىء بحر نهاهم الله وأنبياؤه عن اصطياد السّمك في يوم السبت ، فتوصّلوا إلى حيلة ليحلّو بها لأنفسهم ما حرّم الله ، فخدّوا أخاديد ، وعملوا طرقا تؤدّي إلى حياض يتهيّأ للحيتان الدخول [فيها] من تلك الطرق ، ولا يتهيّأ لها الخروج إذا همّت بالرّجوع.

فجاءت الحيتان يوم السبت جارية على أمان الله لها ، فدخلت الأخاديد ، وحصلت في الحياض والغدران ، فلمّا كانت عشيّة اليوم همّت بالرّجوع منها إلى اللجج لتأمن صائدها ، فرامت الرّجوع فلم تقدر ، وبقيت ليلتها في مكان يتهيّأ أخذها بلا اصطياد ، لاسترسالها فيه ، وعجزها عن الامتناع ، لمنع المكان لها ، فكانوا يأخذونها يوم الأحد ، ويقولون : ما اصطدنا في يوم السبت ، وإنّما اصطدنا في الأحد. وكذب أعداء الله ، بل كانوا آخذين لها بأخاديدهم التي عملوها يوم السّبت حتى كثر من ذلك مالهم وثراؤهم ، وتنعّموا بالنساء وغيرها لاتّساع أيديهم ، وكانوا في المدينة نيّفا وثمانين ألفا ، فعل هذا سبعون ألفا ، وأنكر عليهم الباقون ، كما قصّ الله (وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) وذلك أن طائفة منهم وعظوهم وزجروهم ، ومن عذاب الله خوّفوهم ، ومن انتقامه وشديد بأسه حذّروهم ، فأجابوهم عن وعظهم : (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ) بذنوبهم هلاك الاصطلام (أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً) فأجابوا القائلين لهم هذا ، (مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ) إذ كلّفنا الأمر بالمعروف والنهي عن

٤٠٢

المنكر ، فنحن ننهى عن المنكر ليعلم ربّنا مخالفتنا لهم وكراهتنا لفعلهم ، قالوا : (وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) ونعظهم أيضا لعلّهم تنجع ـ أي تأثر ـ فيهم المواعظ ، فيتّقوا هذه الموبقة ، ويحذروا عن عقوبتها ، قال الله عزوجل : (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ) حادوا وأعرضوا وتكبّروا عن قبولهم الزّجر (قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) مبعدين عن الخير مقصين.

قال : فلمّا نظر العشرة آلاف والنيّف أنّ التسعين ألفا لا يقبلون مواعظهم ، ولا يحفلون بتخويفهم إيّاهم وتحذيرهم لهم ، اعتزلوهم إلى قرية أخرى قريبة من قريتهم ، وقالوا : نكره أن ينزل بهم عذاب الله ونحن في خلالهم.

فأمسوا ليلة ، فمسخهم الله تعالى كلّهم قردة ، وبقي باب المدينة مغلقا لا يخرج منه أحد ولا يدخله أحد وتسامع بذلك أهل القرى وقصدوهم ، وتسنّموا حيطان البلد ، فاطّلعوا عليهم ، فإذا هم كلّهم رجالهم ونساؤهم قردة ، يموج بعضهم في بعض ، يعرف هؤلاء الناظرون معارفهم وقراباتهم وخلطاءهم ، يقول المطّلع لبعضهم : أنت فلان ، أنت فلانة؟ فتدمع عينه ويومىء برأسه بلا أو نعم. فما زالوا كذلك ثلاثة أيام ، وإنما الذين ترون من هذه المصوّرات بصورها فإنّما هي أشباحها ، لا هي بأعيانها ، ولا من نسلها.

قال عليّ بن الحسين عليه‌السلام : إنّ الله تعالى مسخ هؤلاء لاصطياد السّمك ، فكيف ترى عند الله عزوجل يكون حال من قتل أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهتك حريمه! إنّ الله تعالى وإن لم يمسخهم في الدنيا فإن المعدّ لهم من عذاب الآخرة أضعاف أضعاف هذا المسخ» (١).

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ

__________________

(١) تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : ج ٢٦٨ ، ص ١٣٦ ، ١٣٧.

٤٠٣

أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ) : «كانوا ثلاثة أصناف : صنف ائتمروا وأمروا ونجوا ، وصنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرّا ، وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا» (١).

* س ٧٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)(١٦٧) [الأعراف:١٦٧]؟!

الجواب / قال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : ويولّيهم أشدّ العذاب بالقتل وأخذ الجزية منهم ، والمعني به أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند جميع المفسّرين (٢).

* س ٧٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(١٦٨) [الأعراف:١٦٨]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : قال عليه‌السلام : قوله : (وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ) أي ميزناهم (مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ) أي اختبرناهم (بِالْحَسَناتِ) يعني السّعة والأمن (وَالسَّيِّئاتِ) الفقر والفاقة والشدّة (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) يعني كي يرجعوا ... (٣).

__________________

(١) الكافي : ج ٨ ، ص ١٥٨ ، ح ١٥١.

(٢) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٧٦٠.

(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٤٦.

٤٠٤

* س ٧٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(١٦٩) [الأعراف:١٦٩]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : قوله : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) ـ إلى قوله ـ (هذَا الْأَدْنى) يعني ما يعرض لهم من الدنيا (١).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إنّ الله خصّ عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا ، ولا يردّوا ما لم يعلموا ، قال الله عزوجل : (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ). وقال : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)(٢)» (٣).

* س ٧٨ : بمن نزل قوله تعالى :

(وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)(١٧٠) [الأعراف:١٧٠]؟!

الجواب / قال أبو جعفر عليه‌السلام : «نزلت في آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأشياعهم» (٤).

* س ٧٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(١٧١) [الأعراف:١٧١]؟!

الجواب / قال الصادق عليه‌السلام في معنى الآية : «لمّا أنزل الله التوراة على

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٤٦.

(٢) يونس : ٣٩.

(٣) الكافي : ج ١ ، ص ٣٤ ، ح ٨.

(٤) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٤٦.

٤٠٥

بني إسرائيل لم يقبلوها ، فرفع الله عليهم جبل طور سيناء ، فقال لهم موسى عليه‌السلام : إن لم تقبلوا وقع عليكم الجبل ، فقبلوه وطأطأوا رؤوسهم» (١).

وسأل إسحاق بن عمّار أبا عبد الله عليه‌السلام ، عن قول الله عزوجل : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) أقوّة في الأبدان أم قوّة في القلوب؟ قال عليه‌السلام : «فيهما جميعا» (٢).

* س ٨٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ)(١٧٢) [الأعراف:١٧٢]؟!

الجواب / قال ابن الكوّاء لأمير المؤمنين عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن الله تبارك وتعالى ، هل كلّم أحدا من ولد آدم قبل موسى؟ فقال عليّ عليه‌السلام : «قد كلّم الله جميع خلقه برّهم وفاجرهم ، وردّوا عليه الجواب».

فثقل ذلك على ابن الكوّاء ، ولم يعرفه ، فقال له : كيف كان ذلك ، يا أمير المؤمنين؟ فقال له : «أو ما تقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيّه : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) فقد أسمعهم كلامه وردّوا عليه الجواب ، كما تسمع في قول الله يا بن الكوّاء : (قالُوا بَلى) فقال لهم : إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا ، وأنا الرحمن الرحيم ، فأقرّوا له بالطّاعة والربوبيّة وميّز الرسل والأنبياء والأوصياء وأمر الخلق بطاعتهم ، فأقرّوا بذلك في الميثاق ، فقالت الملائكة عند إقرارهم بذلك : (شَهِدْنا) عليكم يا بني آدم أن (تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ)(٣).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٤٦.

(٢) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٣٧ ، ح ١٠١.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٤١ ، ح ١١٦.

٤٠٦

* س ٨١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (١٧٣) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (١٧٤) [الأعراف:١٧٣ ـ ١٧٤]؟!

الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ : (أَوْ تَقُولُوا) أي : أو يقول قوم منهم : (إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ) حين بلغوا وعقلوا (وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ) أي : أطفالا لا نعقل ، ولا نصلح للفكرة والنظر والتدبر ، وعلى التأويل الأخير فمعناه : إني إنما قررتكم بهذا ، لتواظبوا على طاعتي ، وتشكروا نعمتي ، ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا غافلين عما أخذ الله من الميثاق على لسان الأنبياء ، وتقولوا (إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ) فنشؤنا على شركهم احتجاجا بالتقليد ، وتعويلا عليه أي : فقد قطعت حجتكم هذه بما قررتكم به من معرفتي ، وأشهدتكم على أنفسكم بإقراركم بمعرفتكم إياي (أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) ومعناه : ولأن لا تقولوا أفتهلكنا لما فعل آباؤنا من الشرك؟ وتقديره : إنا لا نهلككم بما فعلوه ، وإنما نهلككم بفعلكم أنتم (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ) معناه : إنا كما بينا لكم هذه الآيات ، كذلك نفصلها للعباد ، ونبينها لهم ، وتفصيل الآيات : تمييزها ، ليتمكن من الاستدلال بكل واحدة منها (وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) أي : ليرجعوا إلى الحق من الباطل (١).

* س ٨٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (١٧٥) وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ

__________________

(١) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٣٩٣.

٤٠٧

كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(١٧٦) [الأعراف:١٧٥ ـ ١٧٦]؟!

الجواب / نزلت هذه الآية في بلعم بن باعوراء ، وكان من بني إسرائيل.

وقال أبو الحسن الرضا عليه‌السلام : «أنّه أعطي بلعم بن باعوراء الاسم الأعظم وكان يدعو به فيستجاب له ، فمال إلى فرعون ، فلمّا مرّ فرعون في طلب موسى عليه‌السلام وأصحابه ، قال فرعون لبلعم : ادع الله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا ، فركب حمارته ليمرّ في طلب موسى وأصحابه ، فامتنعت عليه حمارته ، فأقبل يضربها ، فأنطقها الله عزوجل ، فقالت : ويلك ، على ما ذا تضربني ، أتريد أن أجيء معك لتدعو على موسى نبيّ الله وقوم مؤمنين؟! ولم يزل يضربها حتّى قتلها ، فانسلخ الاسم من لسانه ، وهو قوله : (فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ) ـ إلى قوله ـ (أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) وهو مثل ضربه الله».

فقال الرضا عليه‌السلام : «فلا يدخل الجنّة من البهائم إلّا ثلاث : حمارة بلعم. وكلب أصحاب الكهف ، والذئب ، وكان سبب الذئب أنّه بعث ملك ظالم رجلا شرطيّا ليحشر (١) قوما مؤمنين ويعذّبهم ، وكان للشرطيّ ابن يحبّه ، فجاء الذئب فأكل ابنه ، فحزن الشرطيّ عليه ، فأدخل الله ذلك الذئب الجنّة لمّا أحزن الشرطيّ» (٢).

__________________

(١) حشرهم : جمعهم وساقهم.

(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٤٨.

٤٠٨

* س ٨٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ (١٧٧) مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ)(١٧٨) [الأعراف:١٧٧ ـ ١٧٨]؟!

الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثمّ وصف الله تعالى بهذا المثل الذي ضربه وذكره بأنه (ساءَ مَثَلاً) أي : بئس مثلا (الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) ومعناه بئست الصفة المضروب فيها المثل ، أو قبح حال المضروب فيه ، لأن المثل حسن ، وحكمة ، وصواب ، وإنما القبيح صفتهم (وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ) أي : وإنما نقضوا بذلك أنفسهم ، ولم ينقصوا شيئا لأن عقاب ما يفعلونه من المعاصي ، يحل بهم ، والله سبحانه لا يضره كفرهم ومعصيتهم ، كما لا ينفعه إيمانهم وطاعتهم.

(مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي) كتبت ههنا بالياء ليس في القرآن غيره بالياء ، وأثبت الياء ههنا في اللفظ جميع القراء ، ومعناه من يهده الله إلى نيل الثواب ، كما يهدي المؤمن إلى ذلك ، وإلى دخول الجنة ، فهو المهتدي للإيمان والخير ، (وَمَنْ يُضْلِلْ) أي : ومن يضلله الله عن طريق الجنة ، وعن نيل الثواب ، عقوبة على كفره وفسقه. (فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) خسروا الجنة ونعيمها ، وخسروا أنفسهم والانتفاع بها. وقيل : المهتدي هو الذي هداه الله فقبل الهداية ، وأجاب إليها ، والذي أضله الله هو الذي اختار الضلالة فخلى الله بينه وبين ما اختاره ، ولم يمنعه منه بالجبر ... (١).

__________________

(١) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٣٩٦ ـ ٣٩٧.

٤٠٩

* س ٨٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ)(١٧٩) [الأعراف:١٧٩]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : في قوله تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا) الآية ، أي خلقنا (١).

وقال أبو جعفر عليه‌السلام : في قوله تعالى : (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها) : «طبع الله عليها فلا تعقل (وَلَهُمْ أَعْيُنٌ) عليها غطاء عن الهدى (لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها) أي جعل في آذانهم وقرا فلن يسمعوا الهدى» (٢).

* س ٨٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)(١٨٠) [الأعراف:١٨٠]؟!

الجواب / قال الرضا عليه‌السلام : «إذا نزلت بكم شديدة فاستعينوا بنا على الله عزوجل ، وهو قوله : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها)(٣).

ـ وقال أبو عبد الله الصادق عليه‌السلام : «نحن ـ والله ـ الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد ـ عملا ـ إلّا بمعرفتنا» (٤).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٤٩.

(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٤٩.

(٣) الاختصاص : المفيد ، ص ٢٥٢.

(٤) الكافي : ج ١ ، ص ١١١ ، ح ٤.

٤١٠

ـ وقال حنان بن سدير : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن العرش والكرسي ، وذكر الحديث إلى أن قال : «فليس له شبه ولا مثل ولا عدل ، وله الأسماء الحسنى التي لا يسمّى بها غيره ، وهي التي وصفها الله في الكتاب ، فقال : (فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) جهلا بغير علم [فالذي يلحد في أسمائه بغير علم] ، يشرك وهو لا يعلم ، ويكفر [به] وهو يظّنّ أنّه يحسن ، فلذلك قال : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها» (١).

* س ٨٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(١٨١) [الأعراف:١٨١]؟!

الجواب / قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : «تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنّة ، وهم الذين قال الله تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) وهم أنا وشيعتي» (٢).

* س ٨٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ)(١٨٢) [الأعراف:١٨٢]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إنّ الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة ويذكّره الاستغفار ، وإذا أراد بعبد شرّا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى بها ، وهو قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ

__________________

(١) التوحيد : ص ٣٢١ ، ح ١.

(٢) كشف الغمة : ج ١ ، ص ٣٢١ ، ومناقب الخوارزمي : ص ٢٣٧.

٤١١

مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) بالنّعم عند المعاصي» (١).

وسئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن الاستدراج. فقال : هو العبد يذنب الذنب فيملي له ، ويجدّد له عنده النعمة لتلهيه عن الاستغفار من الذنوب ، فهو مستدرج من حيث لا يعلم» (٢).

* س ٨٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١٨٣) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ)(١٨٤) [الأعراف:١٨٣ ـ ١٨٤]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : قوله تعالى : (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) أي عذابي شديد.

ثمّ قال : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا) يعني قريشا (ما بِصاحِبِكُمْ) يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (مِنْ جِنَّةٍ) أي ما هو بمجنون كما تزعمون (إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ)(٣).

* س ٨٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)(١٨٥) [الأعراف:١٨٥]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : قوله تعالى : (وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ) هو هلاكهم (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ) يعني القرآن (يُؤْمِنُونَ) أي يصدّقون (٤).

__________________

(١) الكافي : ج ١ ، ص ٣٢٧ ، ح ١.

(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٣٢٧ ، ح ٢.

(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٤٩.

(٤) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٤٩.

٤١٢

* س ٩٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٨٦) يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (١٨٧) [الأعراف:١٨٦ ـ ١٨٧]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : قوله تعالى : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) : يكله إلى نفسه. وقال : أمّا قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) فإنّ قريشا بعثوا العاص بن وائل السّهمي والنضر بن حارث بن كلدة وعقبة ابن أبي معيط إلى نجران ليتعلّموا من علماء اليهود مسائل ويسألوا بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان فيها : سلوا محمّدا متى تقوم الساعة؟ [فإن ادّعى علم ذلك فهو كاذب ، فإنّ قيام الساعة لم يطلع الله عليه ملكا مقرّبا ولا نبيّا مرسلا ، فلمّا سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متى تقوم الساعة؟] أنزل الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) ـ إلى قوله ـ (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها) أي جاهل بها (قُلْ) لهم يا محمد (إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(١).

* س ٩١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلاَّ ما شاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(١٨٨) [الأعراف:١٨٨]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : كنت أختار لنفسي الصّحّة

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٤٩.

٤١٣

والسلامة (١).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ) ، «يعني الفقر» (٢).

* س ٩٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (١٨٩) فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)(١٩٠) [الأعراف:١٨٩ ـ ١٩٠]؟!

الجواب / قال علي بن محمد بن الجهم : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليّ بن موسى عليهما‌السلام ، فقال له المأمون : يا بن رسول الله ، أليس من قولك : إنّ الأنبياء معصومون؟ قال : «بلى» وذكر الحديث إلى أن قال : فقال له المأمون ، فما معنى قول الله تعالى : (فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما).

فقال الرضا عليه‌السلام : «إنّ حوّاء ولدت آدم عليه‌السلام خمس مائة بطن ، في كلّ بطن ذكر وأنثى ، وإنّ آدم عليه‌السلام وحوّاء عاهدا الله تعالى ودعواه ، وقالا : (لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً) من النسل خلقا سويّا بريئا من الزّمانة والعاهة ، وكان ما آتاهما صنفين : صنفا ذكرانا ، وصنفا إناثا ، فجعل الصّنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما ، ولم يشكراه كشكر أبويهما له عزوجل ، قال الله تعالى : (فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٥٠.

(٢) معاني الأخبار : ص ١٧٢ ، ح ١.

٤١٤

فقال المأمون : أشهد أنّك ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حقّا (١).

* س ٩٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (١٩١) وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٢) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ (١٩٣) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٩٤) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (١٩٥) إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (١٩٦) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٧) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (١٩٨) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ)(١٩٩) [الأعراف:١٩١ ـ ١٩٩]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : قوله : (أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) ثمّ احتجّ على الملحدين فقال : (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ) إلى قوله تعالى : (وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) ، ثمّ أدّب الله رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ)(٢).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إنّ الله أدّب رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : «يا محمّد (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) ، قال : خذ منهم ما ظهر وما تيسّر ، والعفو : الوسط» (٣).

__________________

(١) عيون أخبار الرضا : ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ١.

(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٥٣.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٤٣ ، ح ١٢٦.

٤١٥

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : «أنّه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها صاحبها ، ألا وإنّ مكارم الدّنيا والآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب الله عزوجل : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) ، وتفسيره أن تصل من قطعك وتعفو عمّن ظلمك ، وتعطي من حرمك» (١).

* س ٩٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٢٠٠) [الأعراف:٢٠٠]

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم القميّ : [قال عليه‌السلام] : إن عرض في قلبك منه شيء ووسوسة فاستعذ بالله إنّه سميع عليم (٢).

* س ٩٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (٢٠١) وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (٢٠٢) وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(٢٠٣) [الأعراف:٢٠١ ـ ٢٠٣]؟!

الجواب / سأل أبو عبد الله عليه‌السلام عن قوله تعالى ـ في الآية الأولى ـ ما ذلك الطائف؟ فقال عليه‌السلام : «هو السيّء يهمّ العبد به ثمّ يذكر الله فيصبر ويقصر» (٣).

وقال عليّ بن إبراهيم القميّ : إذا ذكّرهم الشيطان المعاصي وحملهم

__________________

(١) الأمالي : ج ٢ ، ص ٢٥٨.

(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٥٣.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٤٤ ، ح ١٢٩.

٤١٦

عليها يذكرون الله (فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوانُهُمْ) من الجنّ (يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) أي لا يقصرون عن تضليلهم (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا) قريش (لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) وجواب هذا في الأنعام ، في قوله تعالى : (قُلْ) لهم يا محمّد (لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) يعني من الآيات (لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) ، وقوله في بني إسرائيل : (وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)(١).

* س ٩٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(٢٠٤) [الأعراف:٢٠٤]؟!

الجواب / قال أبو جعفر عليه‌السلام لزرارة : «وإن كنت خلف إمام فلا تقرأنّ شيئا في الأوليين ، وأنصت لقراءته ، ولا تقرأنّ شيئا في الأخيرتين ، فإنّ الله عزوجل يقول للمؤمنين : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ) يعني في الفريضة خلف الإمام (فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) فالآخرتان تابعتان للأوليين» (٢).

وقال أبو عبد الله الصادق عليه‌السلام : «يجب الإنصات للقرآن في الصلاة وفي غيرها ، وإذا قرىء عندك القرآن وجب عليك الإنصات والاستماع» (٣).

* س ٩٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ (٢٠٥) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)(٢٠٦) [الأعراف:٢٠٥ ـ ٢٠٦]؟!

الجواب / ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً) يعني

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٥٣.

(٢) من لا يحضره الفقيه : ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ١١٦٠.

(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٤٤ ، ح ١٣٢.

٤١٧

مستكينا ، (وَخِيفَةً) يعني خوفا من عذابه (وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) يعني دون الجهر من القراءة (بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) يعني : بالغداة والعشيّ» (١).

ـ وقال الطبرسيّ : في معنى الآية ، عن زرارة ، عن أحدهما عليهما‌السلام ، قال : «معناه ، إذا كنت خلف إمام تأتمّ به فأنصت ، وسبّح في نفسك» يعني فيما لا يجهر الإمام فيه بالقراءة (٢).

ـ وقال عليّ بن إبراهيم القميّ ، في معنى الآية : بالغداة ونصف النهار (وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) يعني الأنبياء والرسل والأئمّة عليهم‌السلام (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)(٣).

ـ وأخيرا قال العلاء بن كامل : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) عند المساء : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، ويميت ويحيي ، وهو على كلّ شيء قدير».

قال العلاء : قلت : بيده الخير؟ ، قال : «إنّ بيده الخير ، ولكن قل كما أقول عشر مرّات ، وأعوذ بالله السميع العليم حين تطلع الشمس وحين تغرب عشر مرّات» (٤).

__________________

(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٤٤ ، ح ١٣٥.

(٢) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٧٩٢.

(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٥٤.

(٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٧.

٤١٨

فهرس

تفسير سورة النساء

ما هو فضل من قرأ سورة النساء؟!.................................................. ٥

[النساء : ١]؟!.................................................................. ٥

[النساء : ٢]؟!.................................................................. ٨

[النساء : ٣]؟!.................................................................. ٩

[النساء : ٤]؟!.................................................................. ٩

[النساء : ٥]؟!................................................................ ١٠

[النساء : ٦]؟!................................................................ ١٠

[النساء : ٧] منسوخ وما هو سبب نزول الآية؟!................................... ١٢

[النساء :] يتضمن حكما وجوبيا أم استحبابيا؟!................................... ١٣

[النساء : ٩ ـ ١٠]؟!........................................................... ١٤

[النساء : ١١]؟!.............................................................. ١٦

[النساء : ١١]؟!.............................................................. ١٧

[النساء : ١٢]؟!.............................................................. ٢٠

[النساء : ١٢]؟!.............................................................. ٢٠

[النساء : ١٣ ـ ١٤]؟!......................................................... ٢٢

[النساء : ١٥ ـ ١٦]؟!......................................................... ٢٣

[النساء : ١٧ ـ ١٨]؟!......................................................... ٢٤

[النساء : ١٩]؟!.............................................................. ٢٥

[النساء : ٢٠]؟!.............................................................. ٢٧

[النساء : ٢١]؟!.............................................................. ٢٨

[النساء : ٢٢]؟!.............................................................. ٢٨

[النساء : ٢٣]؟!.............................................................. ٢٩

[النساء : ٢٤]؟!.............................................................. ٣٠

[النساء : ٢٥]؟!.............................................................. ٣٣

[النساء : ٢٦]؟!.............................................................. ٣٥

٤١٩

[النساء : ٢٧]؟!.............................................................. ٣٦

[النساء : ٢٨]؟!.............................................................. ٣٧

[النساء : ٢٩]؟!.............................................................. ٣٨

[النساء : ٣٠]؟!.............................................................. ٣٩

[النساء : ٣١]؟!.............................................................. ٣٩

[النساء : ٣٢]؟!.............................................................. ٤٠

[النساء : ٣٣]؟!.............................................................. ٤١

[النساء : ٣٤] عن طريق أهل البيت عليهم‌السلام؟!..................................... ٤٢

[النساء : ٣٥]؟!.............................................................. ٤٤

[النساء : ٣٦]؟!.............................................................. ٤٤

[النساء : ٣٧]؟!.............................................................. ٤٥

[النساء : ٣٨]؟!.............................................................. ٤٦

[النساء : ٣٩]؟!.............................................................. ٤٧

[النساء : ٤٠]؟!.............................................................. ٤٨

[النساء : ٤١]؟!.............................................................. ٤٨

[النساء : ٤٢]؟!.............................................................. ٤٩

[النساء : ٤٣]؟!.............................................................. ٤٩

[النساء : ٤٤]؟!.............................................................. ٥١

[النساء : ٤٥ ـ ٤٦]؟!......................................................... ٥٢

[النساء : ٤٧]؟!.............................................................. ٥٣

[النساء : ٤٨]؟!.............................................................. ٥٥

[النساء : ٤٩ ـ ٥٠]؟!......................................................... ٥٦

[النساء : ٥٤]؟!.............................................................. ٥٧

[النساء : ٥٥ ـ ٥٦]؟!......................................................... ٥٨

[النساء : ٥٧] وما المقصود بالأزواج المطهرة؟!..................................... ٥٩

[النساء : ٥٨]؟!.............................................................. ٥٩

[النساء : ٥٩]؟!.............................................................. ٦٠

[النساء : ٦٠]؟!.............................................................. ٦١

[النساء : ٦١]؟!.............................................................. ٦١

٤٢٠