تبيين القرآن

آية الله السيد محمد الشيرازي

تبيين القرآن

المؤلف:

آية الله السيد محمد الشيرازي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٦٣٢

[٢٠] (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ) نطفة (مَهِينٍ) حقير ذليل.

[٢١] (فَجَعَلْناهُ) أي الماء : النطفة (فِي قَرارٍ) الرحم (مَكِينٍ) محفوظ.

[٢٢] (إِلى قَدَرٍ) مقدار (مَعْلُومٍ) من الوقت كتسعة أشهر.

[٢٣] (فَقَدَرْنا) أي قدرناه تقديرا (فَنِعْمَ) نحن (الْقادِرُونَ) على ما أردنا.

[٢٤ ـ ٢٥] (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً) أي محل ضم وجمع ، من كفت بمعنى ضم.

[٢٦] (أَحْياءً) على ظهرها (وَأَمْواتاً) في بطنها فهي تجمع البشر في كل حال.

[٢٧] (وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ) جبالا (شامِخاتٍ) طويلات (وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) عذبا ، بأن خلقنا لكم الماء.

[٢٨ ـ ٢٩] (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ انْطَلِقُوا) اذهبوا أيها الكفار في يوم القيامة (إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) من جزائكم.

[٣٠] (انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍ) دخان جهنم (ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) شعبة للكفار وأخرى للمنافقين وثالثة للعصاة ، والمراد الانطلاق إلى النار التي فوقها الدخان.

[٣١] (لا ظَلِيلٍ) ليس ببارد (وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ) حرارة النار إذ ليس جسما يحول دون لهب النار.

[٣٢] (إِنَّها) أي النار ، أو الشعب (تَرْمِي) تقذف (بِشَرَرٍ) من الحمم التي تطايرها النار (كَالْقَصْرِ) كل شرارة منها كالقصر في عظمتها.

[٣٣] (كَأَنَّهُ) أي الشرر ، في لونه وكثرته وتتابعه (جِمالَتٌ) جمع جمل ، أي الإبل (صُفْرٌ) جمع أصفر ، فلا رماد معه.

[٣٤ ـ ٣٥] (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) أي الكفار بما ينفعهم.

[٣٦] (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) عذرا واهيا ، وهذا موقف من مواقف القيامة.

[٣٧ ـ ٣٨] (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ هذا يَوْمُ الْفَصْلِ) بين المحق والمبطل (جَمَعْناكُمْ) يا كفار مكة (وَالْأَوَّلِينَ) من كفار سائر الأمم.

[٣٩] (فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ) حيلة لنجاتكم من العذاب (فَكِيدُونِ) وهذا لبيان عجزهم.

[٤٠ ـ ٤١] (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ) فوق رؤوسهم (وَعُيُونٍ) جارية تحت أرجلهم.

[٤٢] (وَفَواكِهَ مِمَّا) من جنس ما (يَشْتَهُونَ).

[٤٣] (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً) لا أذى في الأكل والشرب (بِما) بمقابل ما (كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) في الدنيا.

[٤٤] (إِنَّا كَذلِكَ) هكذا (نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).

[٤٥ ـ ٤٦] (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ كُلُوا) أيها المجرمون في دار الدنيا (وَتَمَتَّعُوا) تلذذوا بمتاع الدنيا (قَلِيلاً) في أيام قليلة (إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ) فعاقبتكم سيئة.

[٤٧ ـ ٤٨] (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا) اخشعوا لله (لا يَرْكَعُونَ).

[٤٩ ـ ٥٠] (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ) أي بعد القرآن (يُؤْمِنُونَ) إذا لم يؤمنوا بالقرآن.

٦٠١

٧٨ : سورة النبأ

مكية آياتها أربعون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (عَمَ) أي عن ماذا (يَتَساءَلُونَ) يسأل الكفار بعضهم بعضا.

[٢] والجواب يتساءلون (عَنِ النَّبَإِ) الخبر (الْعَظِيمِ) أي البعث ، فإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما أخبرهم بذلك أخذ بعضهم يسأل الآخر : ماذا يقول محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي التأويل : إن المراد بالنبإ أمير المؤمنين علي عليه‌السلام.

[٣] (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) بالتصديق والتكذيب ، فإن بعض الكفار كانوا يؤمنون بالبعث.

[٤] (كَلَّا) ليس كما زعموا أنه لا بعث (سَيَعْلَمُونَ) صدق ذلك إذا ماتوا.

[٥] (ثُمَ) لتأكيد الأمر (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ).

[٦] (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً) مهدا للبشر ، فمن يقدر على الابتداء يقدر على الإعادة.

[٧] (وَالْجِبالَ أَوْتاداً) كالمسامير المثبتة بالخشبة.

[٨] (وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) أصنافا ، أو ذكرا وأنثى.

[٩] (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً) قاطعا للعمل ، لأجل الراحة.

[١٠] (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً) كالغطاء يستركم.

[١١ ـ ١٢] (وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً) وقت معاش لتحصيل الرزق. (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً) سبع سماوات (شِداداً) محكمات.

[١٣] (وَجَعَلْنا) في السماء (سِراجاً) الشمس (وَهَّاجاً) منيرا متلألئ

[١٤] (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ) من الرياح التي تعصر السحاب ، ومن للابتداء (ماءً ثَجَّاجاً) منصبا بكثرة.

[١٥] (لِنُخْرِجَ بِهِ) بالماء (حَبًّا) كالحبة (وَنَباتاً) كالحشيش.

[١٦] (وَ) نخرج به (جَنَّاتٍ) بساتين (أَلْفافاً) ملتفة بعضها ببعض.

[١٧] (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) أي القيامة الذي يفصل فيه بين المحق والمبطل (كانَ مِيقاتاً) وقتا للجزاء.

[١٨] (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) البوق ، ينفخ فيه إسرافيل لإحياء الناس (فَتَأْتُونَ) إلى المحشر أيها البشر (أَفْواجاً) جماعات.

[١٩] (وَفُتِحَتِ السَّماءُ) ظهر فيها الفرج لنزول الملائكة (فَكانَتْ) الفتحات (أَبْواباً) للصعود والهبوط.

[٢٠] (وَسُيِّرَتِ) أزيلت عن أماكنها (الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) كالسراب يظن أنها جبال وليست بجبال.

[٢١] (إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً) يرصد فيها خزنة النار للكفار منتظرين لإيقاعهم فيها.

[٢٢] (لِلطَّاغِينَ) الذين طغوا بالكفر والعصيان (مَآباً) مرجعا ومحلا.

[٢٣ ـ ٢٤] (لابِثِينَ) ماكثين (فِيها أَحْقاباً) دهورا متتابعة. (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً) هواء باردا (وَلا شَراباً) يسكن عطشهم.

[٢٥] (إِلَّا حَمِيماً) ماء حارا (وَغَسَّاقاً) ما يسيل من الجرح أي الصديد.

[٢٦] ويكون هذا لهم (جَزاءً وِفاقاً) موافقا لأعمالهم في الدنيا.

[٢٧] (إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ) لا يتوقعون (حِساباً) لأعمالهم ، أي أنكروا المعاد.

[٢٨] (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) التي أتت بها الرسل (كِذَّاباً) تكذيبا.

[٢٩] (وَكُلَّ شَيْءٍ) كل عمل صدر منهم (أَحْصَيْناهُ) كتبناه (كِتاباً) كتابة.

[٣٠] فيقال لهم هناك ذوقوا (فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً) فإن الاستمرار يوجب زيادة وإضافة كل حين على سابقه.

٦٠٢

[٣١] (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) فوزا.

[٣٢] (حَدائِقَ) بساتين (وَأَعْناباً).

[٣٣] (وَكَواعِبَ) جاريات ظهرت أثداءهن جديدا (أَتْراباً) في عمر أزواجهن.

[٣٤] (وَكَأْساً) من الخمر (دِهاقاً) مملوءة.

[٣٥] (لا يَسْمَعُونَ فِيها) في الجنة قولا (لَغْواً وَلا كِذَّاباً) تكذيبا من بعضهم لبعض.

[٣٦] (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً) بدل من (جزاء) (حِساباً) بالحساب ، فليس إعطاؤها لهم اعتباطا.

[٣٧] (رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ) بدل من (رب) (لا يَمْلِكُونَ) لا يملك أحد (مِنْهُ) تعالى (خِطاباً) أي كلاما ، فالتكلم إنما يكون هناك بإذنه ، ولم يملك أحدا أن يتكلم بدون إذنه.

[٣٨] (يَوْمَ) ظرف لما سبق (يَقُومُ الرُّوحُ) جبرئيل (وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا) مصطفين كما يصطف الجنود (لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ) بأن يتكلم (وَقالَ) حينذاك (صَواباً) كلاما صحيحا.

[٣٩] (ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُ) الثابت الوقوع لا محالة (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى) ثواب (رَبِّهِ مَآباً) مرجعا بأن يطيعه فيما أمر.

[٤٠] (إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ) يا كفار مكة (عَذاباً قَرِيباً) فإن الآخرة قريبة إلى الإنسان (يَوْمَ) هو يوم القيامة (يَنْظُرُ الْمَرْءُ) يرى لأن يجزى به (ما قَدَّمَتْ يَداهُ) من خير وشر (وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) فلم أخلق في الدنيا ، أو بقيت ترابا في القبر ، أو صرت الآن ترابا.

٧٩ : سورة النازعات

مكية آياتها ست وأربعون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (وَالنَّازِعاتِ) قسما بالملائكة التي تنزع أرواح الناس (غَرْقاً) مستوفيا في النزع.

[٢] (وَالنَّاشِطاتِ) الملائكة الجاذبات للأرواح بعد إخراجها ، من نشط إذا جذب (نَشْطاً).

[٣] (وَالسَّابِحاتِ) في الفضاء لأجل إيصال الأرواح إلى أماكنها (سَبْحاً).

[٤] (فَالسَّابِقاتِ) الملائكة التي تسبق إلى ما أمر الله في إيصال الأرواح إلى أماكنها (سَبْقاً).

[٥] (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) الملائكة التي تدبر أمور الأرواح من إيصالها إلى النعيم أو الجحيم ، وفي الآيات تفاسير أخر.

[٦] (يَوْمَ) ظرف ل (قلوب) وهو يوم القيامة (تَرْجُفُ) تضطرب (الرَّاجِفَةُ) الأرض ، بسبب الزلزال ، وذلك في النفخة الأولى لإماتة الناس.

[٧] (تَتْبَعُهَا) أي تتبع الراجفة (الرَّادِفَةُ) النفخة التي تردفها لإحياء الناس.

[٨] (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) قلقة من الخوف.

[٩] (أَبْصارُها) أبصار أصحاب تلك القلوب (خاشِعَةٌ) ذليلة.

[١٠] (يَقُولُونَ) أي الكفار المنكرون للبعث : (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ) نرجع إلى الحياة إذا صرنا (فِي الْحافِرَةِ) القبور

٦٠٣

المحفورة أي إذا متنا.

[١١] (أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً) بالية.

[١٢] (قالُوا) أي الكفار : (تِلْكَ) الرجعة (إِذاً) إذا كانت كما تقولون (كَرَّةٌ) رجعة إلى الحياة (خاسِرَةٌ) لأنها توجب خسارة الإنسان.

[١٣] وجوابهم (فَإِنَّما هِيَ) الكرة (زَجْرَةٌ) صيحة (واحِدَةٌ) يصيح بهم إسرافيل فيحيون.

[١٤] (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) أي حاضرون في عرصة القيامة.

[١٥] (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) قصة موسى عليه‌السلام مع قومه ، فاصبر يا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما صبر موسى عليه‌السلام على تكذيب القوم.

٦٠٤

[١٦] (إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ) المطهر لأنه محل لطف الله (طُوىً) اسم الوادي.

[١٧] (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) تجاوز الحد في الكفر والعصيان.

[١٨] (فَقُلْ هَلْ لَكَ) هل تريد (إِلى أَنْ تَزَكَّى) تتطهر.

[١٩] (وَأَهْدِيَكَ) أدلك (إِلى رَبِّكَ) على معرفة ربك (فَتَخْشى) عقابه أي تعمل صالحا حتى لا تعاقب.

[٢٠] (فَأَراهُ) أرى موسى عليه‌السلام فرعون (الْآيَةَ الْكُبْرى) المعجزة العظيمة ، أي جنسها كالعصا.

[٢١ ـ ٢٢] (فَكَذَّبَ) بالآية وقال إنها سحر (وَعَصى) الله فيما أمره موسى عليه‌السلام. (ثُمَّ أَدْبَرَ) أعرض عن الإيمان (يَسْعى) لأجل دفع موسى عليه‌السلام.

[٢٣] (فَحَشَرَ) جمع قومه (فَنادى) فيهم.

[٢٤ ـ ٢٥] (فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) لا رب فوقي كما يزعم موسى عليه‌السلام. (فَأَخَذَهُ اللهُ) نكّل به (نَكالَ) عقاب (الْآخِرَةِ) بالنار (وَالْأُولى) الدنيا : بالإغراق.

[٢٦] (إِنَّ فِي ذلِكَ) الذي فعل الله بفرعون (لَعِبْرَةً) اعتبارا وموعظة (لِمَنْ يَخْشى) فإنه المنتفع بالعبرة.

[٢٧ ـ ٢٨] (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ) أقوى وأمتن (خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها) أي إن الله بنى السماء ، فإذا كان الله قادرا على بناء السماء فيقدر على إعادتكم وخلقكم من جديد ، فما هذا الإنكار منكم للبعث؟. (رَفَعَ سَمْكَها) ارتفاعها ، أي جعل ارتفاعها عاليا جدا (فَسَوَّاها) جعلها مستوية بدون اعوجاج.

[٢٩] (وَأَغْطَشَ) أظلم (لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها) أي نهارها ، وذلك بسبب الدوران.

[٣٠ ـ ٣١] (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ) الخلق للسماء (دَحاها) بسطها وحركها ، وكانت قبل السماء مخلوقة غير مدحية ، أو المراد ب (بعد ذلك) الترتيب الكلامي. (أَخْرَجَ مِنْها ماءَها) أي العيون (وَمَرْعاها) محل الرعي ، أي نباتها.

[٣٢ ـ ٣٤] (وَالْجِبالَ أَرْساها) أثبتها أوتادا في الأرض. (مَتاعاً) أي جعل كل ذلك للتمتع والعيش (لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ). (فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ) الداهية التي تطم أي تعلو وتقهر (الْكُبْرى) والمراد القيامة.

[٣٥ ـ ٣٦] (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى) ما عمله في الدنيا. (وَبُرِّزَتِ) ظهرت (الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى) لكل راء.

[٣٧ ـ ٣٨] (فَأَمَّا مَنْ طَغى) بالكفر والعصيان. (وَآثَرَ) قدم (الْحَياةَ الدُّنْيا) على الآخرة فاشتغل بها ناسيا الآخرة.

[٣٩ ـ ٤٠] (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى) أي مأواه ومصيره. (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ) أي خاف ربه ، لمقامه الربوبي (وَنَهَى النَّفْسَ) أي نفسه (عَنِ الْهَوى) أي الشهوات بأن لم يقترفها.

[٤١] (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) تكون مأواه ومصيره.

[٤٢] (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ) أي القيامة (أَيَّانَ) متى (مُرْساها) إرساؤها أي إقامتها.

[٤٣] (فِيمَ) في أي شيء (أَنْتَ مِنْ ذِكْراها) من العلم بها حتى تعلمها ، أي لا تعلم أنت وقتها.

[٤٤] (إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) أي منتهى علمها إلى الله ، فهو العالم بوقتها.

[٤٥] (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ) إنما عملك الإنذار ل (مَنْ يَخْشاها) يخشى القيامة ، وتخصيص الإنذار بهم ، لأجل انتفاع هؤلاء فقط بالإنذار دون سواهم.

[٤٦] (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها) أي حين تقوم عليهم القيامة (لَمْ يَلْبَثُوا) في الدنيا (إِلَّا عَشِيَّةً) أي ليلة واحدة (أَوْ ضُحاها) نهار عشية واحدة ، أو المراد ساعة من ليل أو ساعة من نهار ، لأنهم يستقلون مدة مكثهم في الدنيا.

٦٠٥

٨٠ : سورة عبس

مكية آياتها اثنتان وأربعون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (عَبَسَ) قطّب عثمان وجهه (وَتَوَلَّى) أعرض.

[٢] (أَنْ) حين أن (جاءَهُ الْأَعْمى) فقد كان عثمان جالسا ، فجاء ابن أم مكتوم الأعمى ، فتقذر منه وجمع نفسه وأعرض بوجهه عنه.

[٣] (وَما يُدْرِيكَ) أي شيء أعلمك أنه قذر (لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) يكون طاهرا زكيا.

[٤] (أَوْ يَذَّكَّرُ) يتعظ (فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى) الموعظة.

[٥] (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى) كان غنيا بالمال.

[٦] (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى) تتعرض مقبلا عليه.

[٧] (وَما عَلَيْكَ) لا تهتم (أَلَّا يَزَّكَّى) في أنه غير طاهر.

[٨] (وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى) يسرع طالبا للخير.

[٩] (وَهُوَ يَخْشى) الآخرة.

[١٠] (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) تتشاغل ولا تهتم بشأنه ، والآيات في معرض الإنكار.

[١١] (كَلَّا) لا تكن هكذا ، ثم استأنف قوله تعالى (إِنَّها) أي السورة (تَذْكِرَةٌ) مذكرة.

[١٢] (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) اتعظ به ، والضمير عائد إلى الوعظ المفهوم من (تذكرة).

[١٣] (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ) ذات كرامة عند الله.

[١٤ ـ ١٦] (مَرْفُوعَةٍ) قدرها (مُطَهَّرَةٍ) منزهة عن الباطل. (بِأَيْدِي) أخذتها أيدي (سَفَرَةٍ) سفراء بين الله والرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. (كِرامٍ) أولئك السفرة (بَرَرَةٍ) أخيار.

[١٧] (قُتِلَ الْإِنْسانُ) دعاء عليه بأن يقتله الله ويهلكه (ما أَكْفَرَهُ) تعجب من كفره.

[١٨] (مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) الله.

[١٩] (مِنْ نُطْفَةٍ) قذرة (خَلَقَهُ) ابتداء (فَقَدَّرَهُ) خلقة وأطوارا.

[٢٠] (ثُمَّ السَّبِيلَ) الطريق إلى السعادة (يَسَّرَهُ) سهل له سلوكه.

[٢١] (ثُمَّ أَماتَهُ) بعد تمام عمره (فَأَقْبَرَهُ) أدخله القبر.

[٢٢] (ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ) بعثه حيا في يوم القيامة.

[٢٣] (كَلَّا) ليس الأمر كما زعم من إنكار الخالق وعصيانه (لَمَّا يَقْضِ) بعد لم يأت ب (ما أَمَرَهُ) الله تعالى.

[٢٤] (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ) نظر اعتبار وتفكر (إِلى طَعامِهِ) الذي يطعمه كل يوم كيف يرى فيه آثار النعم.

[٢٥] (أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ) المطر (صَبًّا).

[٢٦] (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ) بالنبات ، الذي صار بسبب الماء (شَقًّا).

[٢٧] (فَأَنْبَتْنا فِيها) في الأرض (حَبًّا) كالحنطة.

[٢٨] (وَعِنَباً وَقَضْباً) وهو القت (١).

__________________

(١) نبت يأكله الحيوان ، يقال له بالفارسية : (يونجه).

٦٠٦

[٢٩ ـ ٣٠] (وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدائِقَ) بساتين (غُلْباً) كثيرة الأشجار تغلب بعضها بعضا في الاستطالة.

[٣١] (وَفاكِهَةً) سائر الفواكه (وَأَبًّا) المرعى.

[٣٢] (مَتاعاً لَكُمْ) لأجل تمتعكم (وَلِأَنْعامِكُمْ) كالقت والأبّ.

[٣٣] (فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ) أي الصيحة التي تصم الآذان ، والمراد صيحة القيامة.

[٣٤ ـ ٣٦] (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ) زوجته (وَبَنِيهِ) أولاده ، لئلا يبتلى بهم.

[٣٧] (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ) من هؤلاء المذكورين (يَوْمَئِذٍ) في ذلك اليوم (شَأْنٌ يُغْنِيهِ) حال يشغله عن غيره ، وقوله : (لكل) مربوط ، ب (فإذا).

[٣٨] (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) مضيئة.

[٣٩] (ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) ذات بشارة بما يرى من النعيم.

[٤٠] (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ) غبار وكدورة.

[٤١] (تَرْهَقُها) تغشاها (قَتَرَةٌ) ظلة وسواد.

[٤٢] (أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) الجامعون بين سوء العقيدة وفساد العمل ، بالكفر والفجور.

٦٠٧

٨١ : سورة التكوير

مكية آياتها تسع وعشرون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) رفع ضوءها.

[٢] (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) أظلمت.

[٣] (وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) بأن قلعت وسارت في الفضاء.

[٤] (وَإِذَا الْعِشارُ) جمع عشراء : الناقة الحامل (عُطِّلَتْ) أهملت لأن أصحابها في هول يوم القيامة.

[٥] (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) جمعت ليقتص منها بما ظلمت.

[٦] (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) أوقدت نارا ، من سجر التنور.

[٧] (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) قرنت بالأجساد.

[٨ ـ ٩] (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ) البنت التي دفنت حية (سُئِلَتْ) تبكيتا لقاتلها. (بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) فإذا قالت إنها قتلت بلا ذنب ، عذب الله قاتلها.

[١٠] (وَإِذَا الصُّحُفُ) للأعمال (نُشِرَتْ) لحساب الناس.

[١١] (وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) أي قلعت كما يكشط الجلد ، وذلك بهدم نظام الكواكب.

[١٢] (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) أو قدت فازدادت حرارة.

[١٣ ـ ١٤] (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) قربت ليراها الناس. (عَلِمَتْ) جواب (إذا) (نَفْسٌ) كل نفس (ما أَحْضَرَتْ) من خير وشر.

[١٥ ـ ١٦] (فَلا) إما زائدة للتأكيد ، أو للنفي وذلك للتلميح بالقسم كما تقدم (أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) أي النجوم التي تخنس (١) وترجع وتختفي. (الْجَوارِ) الجاريات في السماء (الْكُنَّسِ) التي تكنس أي تختفي نهارا.

[١٧] (وَ) قسما ب (اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) أقبل ظلامه.

[١٨] (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) أضاء ، عبّر به لإقبال النسيم عند الصبح.

[١٩] (إِنَّهُ) أي القرآن ، وهذا جواب القسم (لَقَوْلُ رَسُولٍ) أي جبرئيل الذي جاء به من عند الله (كَرِيمٍ) ذي كرامة.

[٢٠] (ذِي قُوَّةٍ) في الجسم والعمل (عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) ذي مكانة وجاه عند الله.

[٢١] (مُطاعٍ) تطيعه الملائكة (ثَمَ) هناك (أَمِينٍ) عند الله.

[٢٢] (وَما صاحِبُكُمْ) محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (بِمَجْنُونٍ) كما زعمتم.

[٢٣] (وَلَقَدْ رَآهُ) رأى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جبرئيل (بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) الواضح ، أي في طرف الأفق.

[٢٤ ـ ٢٥] (وَما هُوَ) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (عَلَى) ما يخبره من (الْغَيْبِ) كالقرآن والشريعة والمبدأ والمعاد (بِضَنِينٍ) بمهتم ، فلا يكذب. (وَما هُوَ) القرآن (بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) مرجوم مطرود ، كما هو شأن الكاهن حيث ينقل عن الشيطان.

[٢٦] (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) أيها الكفار من الحق إلى الباطل.

[٢٧] (إِنْ) ما (هُوَ) القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ) موعظة (لِلْعالَمِينَ) للإنس والجن.

[٢٨ ـ ٢٩] (لِمَنْ) بدل من (العالمين) (شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) في العقيدة والعمل. (وَما تَشاؤُنَ) الاستقامة (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) بأن يرسل الرسول وينزل الكتاب إذ لو لا ذلك لا يقدر أحد على الهداية.

__________________

(١) تخنس : تستتر.

٦٠٨

٨٢ : سورة الانفطار

مكية آياتها تسع عشرة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) انشقت.

[٢] (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) أي تفرقت ببطلان نظامها.

[٣] (وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ) فتحت بعضها على بعض حتى صارت بحرا واحدا.

[٤] (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) قلب ترابها وأخرج أمواتها.

[٥] (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ) في حياتها إلى الآخرة (وَأَخَّرَتْ) من سنّة حسنة أو سيئة أو صدقة خلفها لمن بعده.

[٦] (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) حتى عصيته.

[٧] (الَّذِي خَلَقَكَ) أوجد أصلك (فَسَوَّاكَ) جعلك إنسانا (فَعَدَلَكَ) جعلك معتدل الأعضاء.

[٨] (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما) زائدة للتأكيد (شاءَ) الله (رَكَّبَكَ) حسنة أو قبيحة ذكرا أو أنثى.

[٩] (كَلَّا) لا تشكرون الله بالإيمان والإطاعة (بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ) بالجزاء.

[١٠] (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ) يحفظون أعمالكم ، وهم الملائكة.

[١١] (كِراماً) جمع كريم (كاتِبِينَ) يكتبون أعمالكم.

[١٢] (يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) من خير وشر فيكتبونها.

[١٣] (إِنَّ الْأَبْرارَ) الأخيار (لَفِي نَعِيمٍ) الجنة ذات النعمة.

[١٤] (وَإِنَّ الْفُجَّارَ) الفاجرين وهم العصاة (لَفِي جَحِيمٍ) النار.

[١٥] (يَصْلَوْنَها) يدخلونها (يَوْمَ الدِّينِ) يوم القيامة.

[١٦] (وَما هُمْ عَنْها) عن الجحيم (بِغائِبِينَ) بل يكونون فيها دائما.

[١٧ ـ ١٨] (وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ) تفخيم لشأنه حتى كأن الإنسان لا يطّلع على حقيقته.

[١٩] (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً) دفاعا عن عذابها ، أو إثابتها (وَالْأَمْرُ) في الثواب والعقاب (يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) وحده.

٨٣ : سورة المطففين

مكية آياتها ست وثلاثون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (وَيْلٌ) هلاك (لِلْمُطَفِّفِينَ) التطفيف بخس المكيال والميزان.

[٢] (الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ) أي كالوا لأجل أن يأخذوا بأن كانوا مشترين (يَسْتَوْفُونَ) يأخذون الكيل وافيا.

[٣] (وَإِذا كالُوهُمْ) أي كالوا لهم ، بأن باعوا للناس شيئا (أَوْ وَزَنُوهُمْ) أي وزنوا للناس (يُخْسِرُونَ) ينقصون حق الناس.

[٤] (أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ) المطففون (أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) بعد الموت.

[٥] (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) هو القيامة ، إذ لو ظنوا الحساب لما تجرأوا على هذا العصيان.

[٦] (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ) لحكم رب (الْعالَمِينَ).

٦٠٩

[٧] (كَلَّا) لا تطففوا (إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ) ما يكتب من أعمالهم (لَفِي سِجِّينٍ) الكتاب الذي يجمع فيه أعمال الكفار والعصاة.

[٨] (وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ) كأنه لا تدري حقيقته وهول ما فيه وما أعدّ لأصحابه.

[٩] (كِتابٌ مَرْقُومٌ) رقّم وكتب فيه أعمال الطغاة.

[١٠] (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ) في يوم القيامة (لِلْمُكَذِّبِينَ) بالله والرسول والمعاد.

[١١] (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) يوم القيامة.

[١٢] (وَما يُكَذِّبُ بِهِ) بيوم الدين (إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ) مجاوز للحد (أَثِيمٍ) عاص لله تعالى.

[١٣] (إِذا تُتْلى) تقرأ (عَلَيْهِ آياتُنا) القرآن (قالَ) هذا (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أكاذيبهم وخرافاتهم.

[١٤] (كَلَّا) ليس الأمر كما يقول (بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ) غلبت ذنوبهم على قلوبهم (ما كانُوا يَكْسِبُونَ) من العصيان فصارت قلوبهم كأنها في غلاف ولذا لا يدركون الحقائق.

[١٥] (كَلَّا) لا يتركون هكذا (إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (لَمَحْجُوبُونَ) يحجبون ويمنعون عن رحمته.

[١٦] (ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا) لداخلون في (الْجَحِيمِ).

[١٧] (ثُمَّ يُقالُ) يقول لهم الزبانية (هذَا) اليوم هو (الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) في الدنيا حيث كنتم تقولون لا بعث.

[١٨] (كَلَّا) ليس الأمر كما زعم الكفار (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) كتاب يجمع فيه أعمال المؤمنين الصالحين.

[١٩ ـ ٢١] (وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) يحضره الملائكة المقربون لأنه كتاب مهم فاللازم أن يكون بيد المقربين.

[٢٢] (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ) الجنة ذات النعمة.

[٢٣] (عَلَى الْأَرائِكِ) جمع أريكة وهي السرير (يَنْظُرُونَ) إلى جمال الجنة.

[٢٤] (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) بهجة التنعم ، فإذا نظرت إلى وجوههم ترى فيها آثار النعمة.

[٢٥] (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ) خمر الجنة الذي لا غش فيه (مَخْتُومٍ) قد ختم على ظرفه علامة أنه لم يمسّه أحد من قبل.

[٢٦] (خِتامُهُ) ما ختم به (مِسْكٌ) بدل الطين والمداد. (وَفِي ذلِكَ) النعيم (فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) الذين يتسابقون في الخير ، ينبغي أن يتسابقوا لتحصيل هذا النعيم.

[٢٧] (وَمِزاجُهُ) ما مزج به هذا الرحيق (مِنْ تَسْنِيمٍ) ماء في الجنة في كمال الحلاوة والصفاء والعطر.

[٢٨] (عَيْناً) حال من (تسنيم) (يَشْرَبُ بِهَا) أي منها (الْمُقَرَّبُونَ) إلى الله تعالى بالمنزلة.

[٢٩] (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) من الكفار (كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) استهزاء.

[٣٠] (وَإِذا مَرُّوا) أي المؤمنون (بِهِمْ) بالمجرمين (يَتَغامَزُونَ) يشير بعضهم إلى بعض بعيونهم وأيديهم استهزاء بالمؤمنين.

[٣١] (وَإِذَا انْقَلَبُوا) أي المجرمون (إِلى أَهْلِهِمُ) ذهبوا إلى بيوتهم (انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) متلذذين بالسخرية بالمؤمنين.

[٣٢] (وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا) أي المجرمون (إِنَّ هؤُلاءِ) المؤمنين (لَضالُّونَ) عن الطريق حيث آمنوا.

[٣٣] (وَما أُرْسِلُوا) أي الكفار (عَلَيْهِمْ) على المؤمنين (حافِظِينَ) موكلين بحفظ أعمالهم ، فلم هذا الاستهزاء والسباب.

[٣٤] (فَالْيَوْمَ) يوم القيامة (الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) حين يرون حالهم في النار والعذاب.

٦١٠

[٣٥] (عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) إليهم نظر احتقار واستخفاف ، كما كان المجرمون ينظرون إليهم في الدنيا.

[٣٦] (هَلْ ثُوِّبَ) جوزي (الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) من الكفر والعصيان ، والاستفهام للتقرير ، أي لقد عوقبوا جزاء لأعمالهم.

٨٤ : سورة الانشقاق

مكية آياتها خمس وعشرون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) علامة للقيامة ، بأن ظهرت فيها الفرج.

[٢] (وَأَذِنَتْ) انقادت (لِرَبِّها) في ما يريد أن يفعل بها من التشقيق (وَحُقَّتْ) أي حق بها أن تنقاد.

[٣] (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) بسطت ، لأن الجبال تنقلع منها ، والأغوار تملأ.

[٤] (وَأَلْقَتْ ما فِيها) من الأموات والكنوز (وَتَخَلَّتْ) خلت غاية الخلو.

[٥] (وَأَذِنَتْ) الأرض (لِرَبِّها وَحُقَّتْ).

[٦] (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ) ساع سعيا متواصلا (إِلى) أن تنتهي إلى (رَبِّكَ) عند الموت (كَدْحاً) تأكيد (فَمُلاقِيهِ) ترى ثوابه وعقابه.

[٧ ـ ٩] (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) بيده اليمنى (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) لا يناقش في الحساب ويتجاوز الله عن سيئاته. (وَيَنْقَلِبُ) يرجع (إِلى أَهْلِهِ) الذين معه في الجنة (مَسْرُوراً).

[١٠] (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) بأن تجعل شماله مغلولة وراء ظهره ويعطى كتابه بها.

[١١ ـ ١٢] (فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً) أي هلاكا ، فيقول يا ليتني أموت. (وَيَصْلى) يدخل (سَعِيراً) نارا ملتهبة.

[١٣] (إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ) في الدنيا (مَسْرُوراً) بالملذات والمحرمات لا يدخله خوف الآخرة.

[١٤] (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) لن يرجع بعد الموت.

[١٥] (بَلى) يرجع (إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً) فقد حفظ أعماله السيئة ويجزيه بها.

[١٦] (فَلا أُقْسِمُ) (لا) زائدة للتأكيد ، أو نفي للقسم تلميحا إليه (بِالشَّفَقِ) الحمرة عند الغروب.

[١٧] (وَ) ب (اللَّيْلِ وَما وَسَقَ) جمعه فإن الليل يجمع الإنسان والحيوان المنتشر إلى أماكنها.

[١٨ ـ ١٩] (وَ) ب (الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) تم بدرا. (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي تركبون حالا بعد حال ، الموت ومواقف القيامة وغيرها ، فليس كما تزعمون من الفناء بعد الموت.

[٢٠] (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) بالقيامة ، فأي عذر لهم في ترك الإيمان.

[٢١] (وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) لله ، بأن لا يعترفون به مع ظهور الإعجاز في القرآن.

[٢٢] (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ) بالله واليوم الآخر والقرآن.

[٢٣] (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ) يحفظون في صدورهم من الكفر والضلال ، وسوف يجازيهم عليه.

[٢٤] (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) مؤلم ، وهذا من باب التهكم.

[٢٥] (إِلَّا) لكن (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي الأعمال الصالحة (لَهُمْ أَجْرٌ) جزاء حسن (غَيْرُ مَمْنُونٍ) غير مقطوع ، بل دائم أبدي.

٦١١

٨٥ : سورة البروج

مكية آياتها اثنتان وعشرون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (وَالسَّماءِ) قسما بالسماء (ذاتِ الْبُرُوجِ) الاثني عشر.

[٢] (وَ) قسما ب (الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) يوم القيامة.

[٣] (وَ) قسما ب (شاهِدٍ) هو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يشهد على أمته (وَمَشْهُودٍ) الأمة ، وجواب القسم محذوف : أي إن الكفار يلعنون كما لعن الكفار السابقون ، ويدل عليه قوله :

[٤] (قُتِلَ) أي قاتلهم الله ، والمراد تعذيبهم (أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) فإن جماعة آمنوا بعيسى عليه‌السلام فأخذهم الكفار وألقوهم في أخاديد من النار وأحرقوهم ، والأخدود الشق في الأرض.

[٥] (النَّارِ) بدل عن (الأخدود) (ذاتِ الْوَقُودِ) ما يوقد به النار.

[٦] (إِذْ هُمْ) أولئك الأصحاب ، الكافرون (عَلَيْها) على النار (قُعُودٌ) جالسون يتفرجون.

[٧] (وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ) من إلقائهم في النار (شُهُودٌ) حاضرون يرونه.

[٨] (وَما نَقَمُوا) أنكروا أولئك الكافرون (مِنْهُمْ) من المؤمنين (إِلَّا) إيمانهم (أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ) في سلطانه (الْحَمِيدِ) المحمود.

[٩] (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) حاضر فيجازي المحق بالثواب والمبطل بالعقاب.

[١٠] (إِنَّ الَّذِينَ) من الكفار (فَتَنُوا) بلوا بالأذى والإحراق (الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا) ماتوا كفارا (فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ) الزائد في الإحراق ، لأنهم زادوا على كفرهم فتنة المؤمنين أيضا.

[١١] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) تحت أشجارها وقصورها (الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) الذي لا فوز يشبهه.

[١٢] (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ) أخذه لأجل العذاب (لَشَدِيدٌ) في كمال الألم.

[١٣] (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ) الخلق (وَيُعِيدُ) هم بعد الموت للحساب.

[١٤] (وَهُوَ الْغَفُورُ) لمن تاب (الْوَدُودُ) المحب لمن أطاع.

[١٥] (ذُو الْعَرْشِ) صاحب الملك (الْمَجِيدُ) العظيم.

[١٦] (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) يفعل كل ما يريد ولا يمتنع عليه شيء.

[١٧] (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ) حتى يدلّك على أنه تعالى كيف يفعل ما يريد.

[١٨] (فِرْعَوْنَ) وقومه (وَثَمُودَ) وحديثهم إن الله أهلكهم بتكذيبهم.

[١٩] (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ) لما جئت به ، معرضين عن العبر والآيات.

[٢٠] (وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ) بهم قدرة وعلما فلا يمكنهم الفرار منه.

[٢١] (بَلْ هُوَ) الذي كذبوا به (قُرْآنٌ مَجِيدٌ) ذو مجد وعظمة.

[٢٢] (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) عن التغيير والتحريف.

٦١٢

٨٦ : سورة الطارق

مكية آياتها سبع عشرة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (وَالسَّماءِ) قسما بالسماء (وَالطَّارِقِ) الكوكب الذي يظهر ليلا.

[٢] (وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ) لأنه شيء عظيم لا يحيط بحقيقته الإنسان ـ وهذا للتعظيم ـ.

[٣] (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) الذي يثقب بضيائه ظلام الليل.

[٤] (إِنْ) ما (كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا) إلا (عَلَيْها حافِظٌ) من الملائكة يحفظ أعمالها ـ وهذا جواب القسم ـ.

[٥] (فَلْيَنْظُرِ) يفكر (الْإِنْسانُ مِمَ) من ماذا (خُلِقَ) وذلك ليعتبر ، ويعترف بالمبدأ والمعاد.

[٦] (خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ) المني الذي يخرج بدفق وشدة.

[٧] (يَخْرُجُ) ذلك الماء (مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ) عظام الظهر (وَالتَّرائِبِ) عظام الصدر.

[٨] (إِنَّهُ) أي الخالق له (عَلى رَجْعِهِ) أن يرجعه إلى الحياة بعد أن مات (لَقادِرٌ) كما قدر على ابتداء خلقته.

[٩] (يَوْمَ) ظرف (رجعه) (تُبْلَى) تظهر وتختبر (السَّرائِرُ) الضمائر ليظهر ما فيها من خير وشر.

[١٠] (فَما لَهُ) للإنسان (مِنْ قُوَّةٍ) يمتنع بها عن ما يراد بها من العذاب (وَلا ناصِرٍ) ينصره.

[١١] (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) ترجع نيراتها في كل دورة إلى الموضع الذي تحركت منه.

[١٢] (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) التشقق بالأنهار والنباتات.

[١٣] (إِنَّهُ) أي القرآن (لَقَوْلٌ فَصْلٌ) بين الحق والباطل.

[١٤] (وَما هُوَ بِالْهَزْلِ) فإنه جد كله.

[١٥] (إِنَّهُمْ) أي الكفار (يَكِيدُونَ كَيْداً) لإبطال القرآن.

[١٦] (وَأَكِيدُ كَيْداً) أي أعالج وأهيئ الأسباب في الخفاء لإبقاء القرآن وإعلاء شأن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

[١٧] (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ) لا تتعرض لهم (أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) قليلا حتى ترى ما ذا أفعل بهم.

٨٧ : سورة الأعلى

مكية آياتها تسع عشرة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (سَبِّحِ) نزه (اسْمَ) إما المراد المسمى ، أو الاسم ، وتنزيه الاسم عدم اقترانه بأسماء الأصنام ووصفه بالصفات السيئة (رَبِّكَ الْأَعْلَى) الذي لا يساويه شيء.

[٢] (الَّذِي خَلَقَ) الخلائق (فَسَوَّى) خلقها بجعلها مستعدة للكمال اللائق بها.

[٣] (وَالَّذِي قَدَّرَ) لكل مخلوق ما يصلحه (فَهَدى) أرشده إلى منافعه ومضاره.

[٤] (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى) محل رعي الحيوان ، أي النبات.

٦١٣

[٥] (فَجَعَلَهُ) بعد خضرته (غُثاءً) يابسا (أَحْوى) أسود.

[٦] (سَنُقْرِئُكَ) القرآن ، أي نعلّمك (فَلا تَنْسى) شيئا منه ، وهذا من إعجاز النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

[٧] (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) أن تنساه ، إشارة إلى أن الأمر بيد الله فلو شاء أن ينسيك تمكن منه (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ) ما ظهر (وَما يَخْفى) ما خفي.

[٨] (وَنُيَسِّرُكَ) أي نسهل لك (لِلْيُسْرى) أي الشريعة السهلة اليسيرة في العمل.

[٩] (فَذَكِّرْ) الناس بالله والمعاد (إِنْ) قد (نَفَعَتِ الذِّكْرى) التذكير.

[١٠] (سَيَذَّكَّرُ) يتعظ بقولك (مَنْ يَخْشى) التردي والعقاب.

[١١] (وَيَتَجَنَّبُهَا) يبتعد عن الذكرى (الْأَشْقَى) الأكثر شقوة بسبب المعاصي ، والمراد به الكافر.

[١٢] (الَّذِي يَصْلَى) يدخل (النَّارَ الْكُبْرى) جهنم.

[١٣] (ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها) في النار ليستريح (وَلا يَحْيى) حياة طيبة.

[١٤] (قَدْ أَفْلَحَ) فاز بالثواب (مَنْ تَزَكَّى) تطهر من الكفر والإثم.

[١٥] (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) بقلبه ولسانه (فَصَلَّى) كما أوجب الله له.

٦١٤

[١٦] (بَلْ) تتركون الذكرى و (تُؤْثِرُونَ) ترجحون (الْحَياةَ الدُّنْيا) على الآخرة.

[١٧] (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ) أحسن من الدنيا (وَأَبْقى) لأنها دائمة أبدية.

[١٨] (إِنَّ هذا) الذي ذكرناه في القرآن (لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى) الكتب المنزلة قبل القرآن أيضا ، مثل :

[١٩] (صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) وسائر الصحف.

٨٨ : سورة الغاشية

مكية آياتها ست وعشرون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) القيامة التي تغشي الناس بأهوالها.

[٢] (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) في يوم القيامة (خاشِعَةٌ) ذليلة.

[٣] (عامِلَةٌ) تعمل في النار (ناصِبَةٌ) وتتعب.

[٤] (تَصْلى) تدخل (ناراً حامِيَةً) شديدة الحر.

[٥] (تُسْقى) تعطى الماء (مِنْ عَيْنٍ) ماء (آنِيَةٍ) قد تناهت في الحر.

[٦] (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) شوك ينبت في النار أمرّ من الصبر وأنتن من الجيفة.

[٧ ـ ٨] (لا يُسْمِنُ) البدن (وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) فإذا أكله لا يشبع بل يبقى على جوعه. (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ) متنعمة.

[٩ ـ ١٠] (لِسَعْيِها) عملها الذي عملته في الدنيا (راضِيَةٌ) حيث ترى ثوابها. (فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ) محلا وشأنا.

[١١] (لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) نفسا تلغو وتقول الباطل.

[١٢] (فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ) تجري ماؤها.

[١٣] (فِيها سُرُرٌ) جمع سرير (مَرْفُوعَةٌ) عن الأرض.

[١٤] (وَأَكْوابٌ) جمع كوب ، إناه لا عروة له (مَوْضُوعَةٌ) قد وضعت بين أيديهم.

[١٥] (وَنَمارِقُ) جمع نمرقة ، المسند (مَصْفُوفَةٌ) قد صفت بعضها جنب بعض.

[١٦] (وَزَرابِيُ) جمع زربي ، البساط (مَبْثُوثَةٌ) مفروشة.

[١٧] (أَفَلا يَنْظُرُونَ) بنظر الاعتبار (إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) خلقا دالا على الكمال في قدرة خالقه.

[١٨] (وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) بلا عمد.

[١٩] (وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) ثابتة جميلة فيها منافع كثيرة.

[٢٠] (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) حتى صارت مهدا للإنسان ومحلا لحوائجه.

[٢١] (فَذَكِّرْ) الناس بالله وآياته (إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ) شأنك التبليغ.

[٢٢] (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) متسلط تقهرهم على الإيمان.

[٢٣] (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى) أعرض (وَكَفَرَ) فما عليك منه.

[٢٤] فإنه يعذبه (اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) وهو عذاب الآخرة.

[٢٥] (إِنَّ إِلَيْنا) إلى حسابنا وجزائنا (إِيابَهُمْ) رجوعهم.

[٢٦] (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) كي نجازيهم بما عملوا.

٦١٥

٨٩ : سورة الفجر

مكية آياتها ثلاثون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (وَالْفَجْرِ) قسما بالصبح.

[٢] (وَلَيالٍ عَشْرٍ) من ذي الحجة.

[٣] (وَ) قسما ب (الشَّفْعِ) بكل زوج (وَالْوَتْرِ) كل شيء فرد.

[٤] (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) يمضي ويدبر.

[٥] (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) لذي عقل ، أي هل يكفي العاقل بهذه الأيمان ، حتى يصدق ما نقول ونحلف عليه ، والمقسم عليه محذوف ، أي يعذب الكفار ، كما عذب السابقين.

[٦] (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ) قوم هود عليه‌السلام ، حيث أهلكهم.

[٧ ـ ٨] (إِرَمَ) عطف بيان ل (عاد) أي بإرم بلدهم (ذاتِ الْعِمادِ) التي كانت ذات أعمدة طوال ، فأهلك القوم ، وخرب بلادهم (الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ).

[٩] (وَثَمُودَ) قوم صالح عليه‌السلام (الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ) نحتوه وجعلوه بيوتا (بِالْوادِ) واديهم وادي القرى.

[١٠] (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ) فإنه كان يعذب الناس بالأوتاد أي المسامير.

[١١] (الَّذِينَ) صفة للثلاثة (طَغَوْا) بالكفر والعصيان (فِي الْبِلادِ).

[١٢] (فَأَكْثَرُوا فِيهَا) في البلاد (الْفَسادَ) أي أفسدوا.

[١٣] (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ) عذابا متواترا مؤلما كتواتر السوط وإيلامه.

[١٤] (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) عجل المراقبة ، يراقب أعمال الناس ، فيجازيهم بما عملوا.

[١٥] (فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ) اختبره (رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ) جعله ذا مكانة وكرامة في الناس (وَنَعَّمَهُ) أعطاه النعمة (فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) أعطاني لكرامتي عليه.

[١٦] (وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ) ضيق (عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ) أي أهانني وإلا لم يضيّق عليّ ، زاعما أن المال ميزان الكرامة والهوان.

[١٧] (كَلَّا) ليس الأمر هكذا (بَلْ) فعلكم أسوأ من قولكم فإنكم (لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) وقد أمر الله بإكرامه وجمع شمله.

[١٨] (وَلا تَحَاضُّونَ) لا تحثون (عَلى طَعامِ) إطعام (الْمِسْكِينِ) بإعطاء الزكاة وغيرها.

[١٩] (وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ) الميراث (أَكْلاً لَمًّا) جمعا بين حصتكم وحصة سائر الوراث.

[٢٠] (وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا) كثيرا ولذا تمنعون حقوق الله وحقوق الناس.

[٢١] (كَلَّا) ليس عملكم حسنا (إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ) دقت (دَكًّا دَكًّا) حتى تكون مستوية ، أو المراد زلزالها.

[٢٢] (وَجاءَ رَبُّكَ) أي أمر ربك (وَ) جاء (الْمَلَكُ) في يوم القيامة (صَفًّا صَفًّا) أي في صفوف متعددة.

[٢٣] (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) تجرّ من مكانها وتقرب من موقف القيامة (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ) يتعظ ويعرف سوء عمله (وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى) كيف يفيده التذكر وقد فات الأوان.

٦١٦

[٢٤] (يَقُولُ) تحسرا (يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ) خيرا (لِحَياتِي) هذه.

[٢٥] (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ) عذاب الإنسان المقرر عذابه (أَحَدٌ) غير الله ، أي لا يتولى تعذيب المعذّب إلا الله.

[٢٦] (وَلا يُوثِقُ) أوثقه إذا شد يده أو رجله (وَثاقَهُ أَحَدٌ) أي لا يتولى أحد غير الله غلّ المعذب وشد يديه ورجليه.

[٢٧] (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) بفضل الله ، لأنك كنت مؤمنة عاملة بالصالحات.

[٢٨] (ارْجِعِي إِلى) ثواب (رَبِّكِ راضِيَةً) بما أعطاك (مَرْضِيَّةً) عنده تعالى.

[٢٩] (فَادْخُلِي فِي) جملة (عِبادِي) الصالحين.

[٣٠] (وَادْخُلِي جَنَّتِي) معهم.

٩٠ : سورة البلد

مكية آياتها عشرون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (لا أُقْسِمُ) لا إما زائدة للتأكيد ، أو نفي ، للتلميح إلى القسم ، بدون أن يحلف (بِهذَا الْبَلَدِ) أي بمكة.

[٢] (وَ) الحال (أَنْتَ) يا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (حِلٌ) حال (بِهذَا الْبَلَدِ).

[٣] (وَ) قسما ب (والِدٍ) كل أب (وَما وَلَدَ) من الأولاد.

[٤] (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) جنسه (فِي كَبَدٍ) تعب ، أي يكابد الأتعاب.

[٥] (أَيَحْسَبُ) هل يظن الإنسان (أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) فيبطش به ، فكيف ينكر وجود الله القادر عليه.

[٦] (يَقُولُ أَهْلَكْتُ) أفنيت (مالاً لُبَداً) كثيرا في مقاصدي.

[٧] (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) كيف أنفق ، والمعنى إنا سنجازيه بما أنفق عقابا ، حيث إن إنفاقه كان في سبيل الباطل.

[٨ ـ ٩] (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) يبصر بهما. (وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ) للتكلم.

[١٠] (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) طريقي الخير والشر.

[١١] (فَلَا اقْتَحَمَ) أي لم يقتحم ، والاقتحام الدخول بعسر (الْعَقَبَةَ) فإن عمل الخير كالعقبة من الجبل الصعب المرتقى.

[١٢] (وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) تعظيم لشأنها وكثرة ثوابها.

[١٣] (فَكُّ رَقَبَةٍ) تحرير العبد.

[١٤] (أَوْ إِطْعامٌ) للمساكين (فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) ذي جوع ، بأن كانت مجاعة وقحط.

[١٥] (يَتِيماً) أي يطعم يتيما (ذا مَقْرَبَةٍ) قرابة بالنسب.

[١٦] (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) قد لصق بالتراب لفقره.

[١٧] (ثُمَّ كانَ) أي فلما ذا لم يكن بالإضافة إلى ذلك (مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) على طاعة الله (وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) بالرحمة على عباد الله.

[١٨] (أُولئِكَ) المتصفون بهذه الصفات (أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) اليمين في الآخرة.

[١٩] (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ) الشمال يؤخذ بهم إلى النار.

[٢٠] (عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) مطبقة عليهم أبوابها ، لا مفر لهم منها.

٦١٧

٩١ : سورة الشمس

مكية آياتها خمس عشرة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (وَالشَّمْسِ) قسما بالشمس (وَضُحاها) نورها.

[٢ ـ ٣] (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) تلا الشمس في الطلوع أو الغروب. (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) أبرز النهار الشمس.

[٤] (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) غطّى الشمس.

[٥] (وَالسَّماءِ وَما) من (بَناها) خلقها.

[٦] (وَالْأَرْضِ وَما طَحاها) بسطها.

[٧] (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) خلقها معتدلة.

[٨] (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) عرفها طريقي الخير والشر.

[٩] (قَدْ) جواب الأيمان (أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) طهرها عن الكفر والمعصية.

[١٠ ـ ١١] (وَقَدْ خابَ) خسر (مَنْ دَسَّاها) أخفاها بالكفر والإثم. (كَذَّبَتْ) قبيلة (ثَمُودُ) بالرسل (بِطَغْواها) بسبب طغيانها.

[١٢ ـ ١٣] (إِذِ) في زمان (انْبَعَثَ) قام (أَشْقاها) الرجل الذي هو أشقى القبيلة. (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ) صالح عليه‌السلام احذروا (ناقَةَ اللهِ) فلا تمسوها بسوء (وَسُقْياها) واحذروا شربها الماء فلا تمنعوها.

[١٤] (فَكَذَّبُوهُ) أي كذبوا صالحا عليه‌السلام (فَعَقَرُوها) جرحوها وقتلوها (فَدَمْدَمَ) أطبق (عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ) العذاب (بِذَنْبِهِمْ) بسبب ذنبهم (فَسَوَّاها) فسوى الدمدمة عليهم بأن عمهم بالعذاب.

[١٥] (وَلا يَخافُ) تعالى (عُقْباها) أي عاقبة الدمدمة لأنه ليس كالملوك يخاف إذا دمّر أو قتل ، بل لا يسأل عما يفعل.

٩٢ : سورة الليل

مكية آياتها إحدى وعشرون

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (وَاللَّيْلِ) قسما بالليل (إِذا يَغْشى) يغطي بظلامه الأشياء.

[٢ ـ ٣] (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) ظهر. (وَ) قسما ب (ما) بمن (خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى).

[٤ ـ ٥] (إِنَّ سَعْيَكُمْ) في الدنيا (لَشَتَّى) مختلفة. (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى) حق الله (وَاتَّقى) الكفر والإثم.

[٦] (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) أي الكلمة الحسنة وهي الشهادتان.

[٧] (فَسَنُيَسِّرُهُ) نسهل له (لِلْيُسْرى) للطريقة السهلة وهي الشريعة الإسلامية.

[٨] (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ) فلم ينفق (وَاسْتَغْنى) عن الثواب.

[٩ ـ ١٠] (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) للطريقة العسرة بأن يسلك الطريق العسير.

[١١] (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى) هلك ، فإن ماله لا ينجيه.

[١٢] (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) الإرشاد ، فمن شاء اهتدى ومن شاء ضلّ.

[١٣] (وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى) فنعطي ما نشاء لمن نشاء ، في الدارين.

[١٤] (فَأَنْذَرْتُكُمْ) خوفتكم أيها الناس (ناراً تَلَظَّى) تلتهب.

٦١٨

[١٥] (لا يَصْلاها) لا يدخلها ملازما لها (إِلَّا الْأَشْقَى) الكافر الأكثر شقوة من العاصي.

[١٦] (الَّذِي كَذَّبَ) بآيات الله (وَتَوَلَّى) أعرض.

[١٧] (وَسَيُجَنَّبُهَا) يبعد عنها (الْأَتْقَى) الأكثر تقوى وهو المؤمن العامل للصالحات.

[١٨] (الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ) يعطي الحقوق المالية وينفق حال كونه (يَتَزَكَّى) يتطهر بهذا الإعطاء.

[١٩] (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى) فليس إعطاؤه جزاء لمن قدم له نعمة من قبل حتى يكون مكافأة.

[٢٠] فلا يؤتي ماله (إِلَّا ابْتِغاءَ) طلب رضا (وَجْهِ) ذات (رَبِّهِ الْأَعْلى).

[٢١] (وَلَسَوْفَ يَرْضى) يرضاه الله بما يتفضل عليه من جزاء إنفاقه.

٩٣ : سورة الضحى

مكية آياتها إحدى عشرة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (وَالضُّحى) قسما بالنهار ، أو وقت ارتفاع الشمس.

[٢] (وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) استقر بظلامه.

[٣ ـ ٤] (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ) ما تركك الله ، والآية نزلت حين أبطأ على الرسول الوحي ، فقال الكفار تركه ربه أو غضب عليه (وَما قَلى) ما أبغضك. (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) الدنيا الفانية.

[٥] (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ) بقدر (فَتَرْضى) بما أعطاك.

[٦] (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) جعل لك مأوى في كنف جدك عبد المطلب عليه‌السلام.

[٧] (وَوَجَدَكَ ضَالًّا) حيث ضاع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بعض الصحاري (فَهَدى) هداك إلى الطريق.

[٨ ـ ٩] (وَوَجَدَكَ عائِلاً) فقيرا (فَأَغْنى) أغناك. (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) فلا تذهب بحقه ، ولا تقهره بأخذ ماله وإيذائه.

[١٠] (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) فلا تطرده.

[١١] (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) الناس ، فإن الحديث بالنعمة شكر وتثبيت للإيمان في قلوب الناس.

٩٤ : سورة الشرح

مكية آياتها ثمان

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) نوسعه بالعلم والأخلاق.

[٢] (وَوَضَعْنا) حططنا (عَنْكَ وِزْرَكَ) حملك الثقيل ، حيث خففنا عليك مهمة التبليغ.

[٣] (الَّذِي أَنْقَضَ) أثقل (ظَهْرَكَ) تشبيه المعقول بالمحسوس.

[٤] (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) بأن جعلناك نبيا يقرن ذكرك بذكر الله تعالى.

[٥] فإذا رأيت عسرا فاصبر حيث رأيت سالف إحساننا بك إن (مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) بعد كل عسر يسر.

[٦ ـ ٧] (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) كرّر للتأكيد. (فَإِذا فَرَغْتَ) من أعمالك الضرورية (فَانْصَبْ) اتعب نفسك في التبليغ.

[٨] (وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) بطلب ما عنده من خير الدارين.

٦١٩

٩٥ : سورة التين

مكية آياتها ثمان

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) قسما بهذين الثمرين.

[٢ ـ ٣] (وَطُورِ) اسم جبل (سِينِينَ) اسم سيناء ، أي قسما بالجبل الذي في سيناء. (وَ) قسما ب (هذَا الْبَلَدِ) مكة (الْأَمِينِ) الذي من دخله كان آمنا.

[٤] (لَقَدْ) جواب القسم (خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) قوام : شكله وصورته ومزاجه ونفسه.

[٥] (ثُمَّ رَدَدْناهُ) تركناه فيما إذا عاند الحق (أَسْفَلَ سافِلِينَ) أدنى درك في الخسة والدناءة ، والنار في الآخرة.

[٦] (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ) ثواب (غَيْرُ مَمْنُونٍ) غير مقطوع لأن نعيم الجنة دائم.

[٧ ـ ٨] (فَما يُكَذِّبُكَ) أي ما يسبب أن تكذب أيها الإنسان (بَعْدُ) أي بعد ظهور هذه الآيات عندك (بِالدِّينِ) بالجزاء. (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) بأعدل من كل عادل ، فيلزم لعدله إقامة دار الجزاء لإثابة المحسن وعقاب المسيء.

٩٦ : سورة العلق

مكية آياتها تسع عشرة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] (اقْرَأْ) افتح القرآن (بِاسْمِ رَبِّكَ) في قول مشهور إنها أول سورة نزلت (الَّذِي خَلَقَ) الخلق.

[٢ ـ ٣] (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) جمع علقة ، وهي قطعة دم جامدة. (اقْرَأْ) تكرير للتأكيد (وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) من كل شيء.

[٤ ـ ٥] (الَّذِي عَلَّمَ) الخط (بِالْقَلَمِ) لأجل بقاء العلم. (عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) من علم الدنيا وعلم الآخرة.

[٦] (كَلَّا) لا يطيع الإنسان ولا يقدّر هذه النعم (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) يتجاوز الحد.

[٧ ـ ٨] ل (أَنْ رَآهُ) رأى نفسه (اسْتَغْنى) بالمال والجاه. (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى) الرجوع لجزاء الأعمال.

[٩ ـ ١٠] (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى) الاستفهام للتعجب من حال الناهي.

[١١] (أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ) المصلي (عَلَى الْهُدى).

[١٢] (أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى) فكيف ينهاه الناهي؟ ولما ذا؟.

[١٣] (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ) الناهي بالله وآياته (وَتَوَلَّى) أعرض عن الإيمان.

[١٤] (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) ما يفعله فيجازيه بالعقاب.

[١٥] (كَلَّا) لا يطيع هذا الإنسان (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) عن كفره وصده لسبيل الله (لَنَسْفَعاً) لنأخذن بشدة (بِالنَّاصِيَةِ) بناصيته ، مقدم رأسه ، فنلقيه في النار.

[١٦] (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ) نسبة الكذب إلى الناصية من باب علاقة الكل والجزء (خاطِئَةٍ) ذات أخطاء وآثام.

[١٧] (فَلْيَدْعُ) هذا الإنسان (نادِيَهُ) أهل مجلسه لينصروه من عذاب الله.

[١٨] (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) ندعو خزنة جهنم لتعذيبه ، فنرى أينا أقوى وأقدر.

[١٩] (كَلَّا) لا نتركه بحاله (لا تُطِعْهُ) في مراده (وَاسْجُدْ) دم على سجودك لله (وَاقْتَرِبْ) تقرب إلى الله بعبادته.

٦٢٠