تفسير التّحرير والتّنوير - ج ٢٠

الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور

تفسير التّحرير والتّنوير - ج ٢٠

المؤلف:

الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٤

والإحياء ، والإماتة ، من أجل ذلك عقبت بأمر الله نبيئه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأن يحمده بكلام يدل على تخصيصه بالحمد.

(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ).

لما اتضحت الحجة على المشركين بأن الله منفرد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة ، ولزم من ذلك أن ليس لأصنامهم شرك في هذه الأفعال التي هي أصول نظام ما على الأرض من الموجودات فكان ذلك موجبا لإبطال شركهم بما لا يستطيعون إنكاره ولا تأويله بعد أن قرعت أسماعهم دلائله وهم واجمون لا يبدون تكذيبا فلزم من ذلك صدق الرسول عليه الصلاة والسلام فيما دعاهم إليه. وكذبهم فيما تطاولوا به عليه في أمر الله ورسوله بأن يحمده على أن نصره بالحجة نصرا يؤذن بأنه سينصره بالقوة. وتلك نعمة عظيمة تستحق أن يحمد الله عليها إذ هو الذي لقنها رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكتابه وما كان يدري ما الكتاب ولا الإيمان.

فهذا الحمد المأمور به متعلّقه محذوف تقديره : الحمد لله على ذلك. وهو الحجج المتقدمة ، وليس خاصا بحجة إنزال الماء من السماء ، وكذلك شأن القيود الواردة بعد جمل متعددة أن ترجع إلى جميعها ، وكذلك ترجع معها متعلّقاتها ـ بكسر اللام ـ وقرينة المقام كنار على علم ، ألا ترى أن كل حجة من تلك الحجج تستأهل أن يحمد الله على إقامتها فلا تختص بالحمد حجة إنزال المطر فقد قال تعالى في سورة لقمان [٢٥] (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) فلذلك لا يجعل قوله (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) اعتراضا.

و (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) إضراب انتقال من حمد الله على وضوح الحجج إلى ذم المشركين بأن أكثرهم لا يتفطنون لنهوض تلك الحجج الواضحة فكأنهم لا عقل لهم لأن وضوح الحجج يقتضي أن يفطن لنتائجها كلّ ذي مسكة من عقل فنزلوا منزلة من لا عقول لهم.

وإنما أسند عدم العقل إلى أكثرهم دون جميعهم لأن من عقلائهم وأهل الفطن منهم من وضحت له تلك الحجج فمنهم من آمنوا ، ومنهم من أصرّوا على الكفر عنادا.

(وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤))

هذا الكلام مبلّغ إلى الفريقين اللذين تضمنهما قوله تعالى : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)

٢٠١

[العنكبوت : ٦٣] فإن عقلاءهم آثروا باطل الدنيا على الحق الذي وضح لهم ، ودهماءهم لم يشعروا بغير أمور الدنيا ، وجميعهم أنكروا البعث فأعقب الله ما أوضحه لهم من الدلائل بأن نبههم على أن الحياة الدنيا كالخيال وأن الحياة الثانية هي الحياة الحق. والمراد بالحياة ما تشتمل عليه من الأحوال وذلك يسري إلى الحياة نفسها.

واللهو : ما يلهو به الناس ، أي يشتغلون به عن الأمور المكدرة أو يعمرون به أوقاتهم الخلية عن الأعمال.

واللعب : ما يقصد به الهزل والانبساط. وتقدم تفسير اللعب واللهو ووجه حصر الحياة الدنيا فيهما عند قوله تعالى : (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) في سورة الأنعام [٣٢].

والحصر : ادعائي كما تقدم. وقد زادت هذه الآية بتوجيه اسم الإشارة إلى الحياة وهي إشارة تحقير وقلة اكتراث ، كقول قيس بن الخطيم مشيرا إلى الموت :

متى يأت هذا الموت لا يلف حاجة

لنفسي إلا قد قضيت قضاءها

ولم توجه الإشارة إلى الحياة في سورة الأنعام. ووجه ذلك أن هذه الآية لم يتقدم فيها ما يقتضي تحقير الحياة فجيء باسم الإشارة لإفادة تحقيرها ، وأما آية سورة الأنعام فتقدم قوله : (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها) [الأنعام : ٣١ فذكر لهم في تلك الآية ما سيظهر لهم إذا جاءتهم الساعة من ذهاب حياتهم الدنيا سدى.

وأمر تقديم ذكر اللهو هنا وذكر اللعب في سورة الأنعام فلأن آية سورة الأنعام لم تشتمل على اسم إشارة يقصد منه تحقير الحياة الدنيا فكان الابتداء بأنها لعب مشيرا إلى تحقيرها لأن اللعب أعرق في قلة الجدوى من اللهو.

ولما أشير في هذه الآية إلى الحياة الآخرة في قوله (فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها) [العنكبوت : ٦٣] زاده تصريحا بأن الحياة الآخرة هي الحياة الحق فصيغ لها وزن الفعلان الذي هو صيغة تنبئ عن معنى التحرك توضيحا لمعنى كمال الحياة بقدر المتعارف ، فإن التحرك والاضطراب أمارة على قوة الحيوية في الشيء مثل الغليان واللهبان. وهم قد جهلوا الحياة الآخرة من أصلها فلذلك قالوا (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ).

وجواب (لَوْ) محذوف دليله ما تقدم ، أو هو الجواب مقدّما.

[٦٥ ـ ٦٦] (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (٦٥) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٦٦))

٢٠٢

أفادت الفاء تفريع ما بعدها على ما قبلها ، والمفرع عليه محذوف ليس هو واحد من الأخبار المتقدمة بخصوصه ولكنه مجموع ما تدل عليه قوة الحديث عنهم وما تقتضيه الفاء. والتقدير : هم أي المشركون على ما وصفوا به من الغفلة عن دلائل الوحدانية وإلغائهم ما في أحوالهم من دلائل الاعتراف لله بها لا يضرعون إلا إلى الله فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله ، فضمائر جمع الغائبين عائدة إلى المشركين.

وهذا انتقال إلى إلزامهم بما يقتضيه دعاؤهم حين لا يشركون فيه إلها آخر مع الله بعد إلزامهم بموجبات اعترافاتهم فإنهم يدعون أصنامهم في شئون من أحوالهم ويستنصرونهم ولكنهم إذا أصابهم هول توجهوا بتضرعهم إلى الله.

وإنما خصّ بالذكر حال خوفهم من هول البحر في هذه الآية وفي آيات كثيرة مثل ما في سورة يونس وما في سورة الإسراء لأن أسفارهم في البر كانوا لا يعتريهم فيها خوف يعم جميع السفر لأنهم كانوا يسافرون قوافل ، معهم سلاحهم ، ويمرون بسبل يألفونها فلا يعترضهم خوف عام ، فأما سفرهم في البحر فإنهم يفرقون من هوله ولا يدفعه عنهم وفرة عدد ولا قوة عدد ، فهم يضرعون إلى الله بطلب النجاة ولعلهم لا يدعون أصنامهم حينئذ. فأما تسخير المخلوقات فما كانوا يطمعون به إلا من الله تعالى ، وأيضا كان يخامرهم الخوف عند ركوبهم في البحر لقلة إلفهم بركوبه إذ كان معظم أسفارهم في البراري.

وقد تقدم تعدية الركوب بحرف (في) عند قوله (وَقالَ ارْكَبُوا فِيها) في سورة هود [٤١]. والإخلاص : التمحيض والإفراد.

و (الدِّينَ) : المعاملة. والمراد به هنا الدعاء ، أي ادعوا الله غير مشركين معه أصنامهم. ويفسر ذلك قوله (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ).

فجيء بحرف المفاجأة للدلالة على أنهم ابتدروا إلى الإشراك في حين حصولهم في البر ، أي أسرعوا إلى ما اعتادوه من زيارة أصنامهم والذبح لها. والمفاجأة عرفية بحسب ما يقتضيه الإرساء في البر والوصول إلى مواطنهم فكانوا يبادرون بإطعام الطعام عند الرجوع من السفر.

واللام في (لِيَكْفُرُوا) لام التعليل وهى لام كي وهي متعلقة بفعل (يُشْرِكُونَ). والكفر هنا ليس هو الشرك ولكنه كفران النعمة بقرينة قوله (بِما آتَيْناهُمْ) فإن الإيتاء بمعنى الإنعام وبقرينة تفريعه على (يُشْرِكُونَ) فالعلة مغايرة للمعلول وكفران النعمة مسبب عن

٢٠٣

الإشراك لأنهم لما بادروا إلى شئون الإشراك فقد أخذوا يكفرون النعمة ، فاللام استعارة تبعية ، شبه المسبّب بالعلة الباعثة فاستعير له حرف التعليل عوضا عن فاء التفريع.

وأما اللام في قوله (وَلِيَتَمَتَّعُوا) بكسر اللام على أنها لام التعليل في قراءة ورش عن نافع وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب. وقرأه قالون عن نافع وابن كثير ، وحمزة والكسائي وخلف بسكونها فهي لام الأمر ، وهي بعد حرف العطف تسكن وتكسر ، وعليه فالأمر مستعمل في التهديد نظير قوله (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) [فصلت : ٤٠] وهو عطف جملة التهديد على جملة (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ) إلخ ... نظير قوله في سورة الروم [٣٤] (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ).

والتمتع : الانتفاع القصير زمنه.

وجملة (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) تفريع على التهديد بالوعيد.

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ (٦٧))

هذا تذكير خاص لأهل مكة وإنما خصّوا من بين المشركين من العرب لأن أهل مكة قدوة لجميع القبائل ؛ ألا ترى أن أكثر قبائل العرب كانوا ينتظرون ما ذا يكون من أهل مكة فلما أسلم أهل مكة يوم الفتح أقبلت وفود القبائل معلنة إسلامهم.

والجملة معطوفة على جملة (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ) [العنكبوت : ٦٥] باعتبار ما اشتملت عليه تلك الجملة من تقريعهم على كفران نعم الله تعالى ، ولذلك عقبت هذه الجملة بقوله (وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ).

والاستفهام إنكاري ، وجعلت نعمة أمن بلدهم كالشيء المشاهد فأنكر عليهم عدم رؤيته ، فقوله (أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً) مفعول (يَرَوْا).

ومعنى هذه الآية يعلم مما تقدم عند الكلام على قوله تعالى : (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً) في سورة القصص [٥٧] ، وقد كان أهل مكة في بحبوحة من الأمن وكان غيرهم من القبائل حول مكة وما بعد منها يغزو بعضهم بعضا ويتغاورون ويتناهبون ، وأهل مكة آمنون لا يعدو عليهم أحد مع قلتهم ، فذكرهم الله هذه النعمة عليهم.

٢٠٤

والباطل : هو الشرك كما تقدم عند قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ) في هذه السورة العنكبوت [٥٢]. و (نعمة الله) المراد بها الجنس الذي منه إنجاؤهم من الغرق وما عداه من النعم المحسوسة المعروفة ، ومن النعم الخفية التي لو تأملوا لأدركوا عظمها ، ومنها نعمة الرسالة المحمدية. والمضارع في المواضع الثلاثة دال على تجدّد الفعل.

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (٦٨))

لما أوفاهم ما يستأهلونه من تشنيع أحوالهم وسوء انتظام شئونهم جاء في عقبه بتذييل يجمعها في أنها افتراء على الله وتكذيب بالحق ، ثم جزاهم الجزاء الأوفى اللائق بحالهم وهو أن النار مثواهم.

وافتتح تشخيص حالهم بالاستفهام عن وجود فريق هم أظلم من هؤلاء الذين افتروا على الله وكذبوا بالحق توجيها لأذهان السامعين نحو البحث هل يجدون أظلم منهم حتى إذا أجادوا التأمل واستقروا مظانّ الظلمة واستعرضوا أصنافهم تيقنوا أن ليس ثمة ظلم أشدّ من ظلم هؤلاء.

وإنما كانوا أشد الظالمين ظلما لأن الظلم الاعتداء على أحد بمنعه من حقه وأشدّ من المنع أن يمنعه مستحقّه ويعطيه من لا يستحقه ، وأن يلصق بأحد ما هو بريء منه. ثم إن الاستحقاق وعدمه قد يثبتان بحكم العوائد وقد يثبتان بأحكام الشرائع وقد يثبتان بقضايا العقول السليمة وهو أعلى مراتب الثبوت ومدار أمور أهل الشرك على الافتراء على الله بأن سلبوا عنه ما هو متصف به من صفات الإلهية الثابتة بدلالة العقول ، وأثبتوا له ما هو منزه عنه من الصفات والأفعال بدلالة العقول ، وعلى تكذيب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونكران دلالة المعجزة التي يقتضيها العقل ، وعلى رمي الرسول عليه الصلاة والسلام بما هو بريء منه بشهادة العقل والعادة التي عرفوها منه بهتانا وكذبا ؛ فكانوا بمجموع الأمرين وضعوا أشياء في مواضع لا يمكن أن تكون مواضعها فكانوا أظلم الناس لأن عدم الإمكان أقوى من عدم الحصول.

وتقييد الافتراء بالحال الموكّدة في قوله (كَذِباً) لزيادة تفظيع الافتراء لأن اسم الكذب مشتهر القبح في عرف الناس ، وإنما اختير الافتراء للدلالة على أنهم يتعمدون الاختلاق تعمدا لا تخالطه شبهة. وتقييد تكذيبهم بالحق بقوله (لَمَّا جاءَهُ) لإدماج ذم المكذبين بنكران نعمة إرسال الحق إليهم التي لم يقدروها قدرها ، وكان شأن العقلاء أن

٢٠٥

يتطلبوا الحق ويرحلوا في طلبه ، وهؤلاء جاءهم الحق بين أيديهم فكذبوا به. وأيضا فإن (لَمَّا) التوقيتية تؤذن بأن تكذيبهم حصل بدارا عند مجيء الحق ، أي دون أن يتركوا لأنفسهم مهلة النظر.

وجملة (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) بيان لجملة (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) وتقرير لها لأن في جملة (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ) إلى آخرها إيذانا إجماليا بجزاء فظيع يترقبهم ، فكان بيانه بمضمون جملة (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) وهو بألفاظه ونظمه يفيد تمكنهم من عذاب جهنم إذ جعلت مثواهم. فالمثوى : مكان الثواء. والثواء : الإقامة الطويلة والسكنى. وعلق ذلك بعنوان الكافرين للتنبيه على استحقاقهم ذلك لأجل كفرهم.

والتعريف في (الكافرين) تعريف العهد ، أي لهؤلاء الكافرين وهم الذين ذكروا من قبل بأنهم افتروا على الله كذبا وكذبوا بالحق ، فكان مقتضى الظاهر الإتيان بضميرهم فعدل عنه إلى الاسم الظاهر لإحضارهم بوصف الكفر.

والهمزة في (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً) للاستفهام التقريري ، وأصلها : إما الإنكار بتنزيل المقرّ منزلة المنكر ليكون إقراره أشد لزوما له ، وإما أن تكون للاستفهام فلما دخلت على النفي أفادت التقرير لأن إنكار النفي إثبات للمنفي وهو إثبات مستعمل في التقرير على وجه الكناية. وهذا التقرير بالهمزة هو غالب استعمال الاستفهام مع النفي ، ومنه قول جرير :

ألستم خير من ركب المطايا

وأندى العالمين بطون راح

فإنه لا يحتمل غير معنى التقرير بشهادة الذوق ولياقة مقام مدح الخليفة. وهذا تقرير لمن يسمع هذا الكلام. جعل كون جهنم مثواهم أمرا مسلما معروفا بحيث يقرّ به كل من يسأل عنه كناية عن تحقق المغبة على طريقة إيماء الكناية.

(وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (٦٩))

ختم توبيخ المشركين وذمّهم بالتنويه بالمؤمنين إظهارا لمزيد العناية بهم فلا يخلو مقام ذم أعدائهم عن الثناء عليهم ، لأن ذلك يزيد الأعداء غيظا وتحقيرا. و (الَّذِينَ جاهَدُوا) في الله هم المؤمنون الأولون فالموصول بمنزلة المعرّف بلام العهد. وهذا الجهاد هو الصبر على الفتن والأذى ومدافعة كيد العدو وهو المتقدم في قوله أول السورة

٢٠٦

[العنكبوت : ٦] (وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ) إذ لم يكن يومئذ جهاد القتال كما علمت من قبل. وجيء بالموصول للإيماء إلى أن الصلة سبب الخبر. ومعنى (جاهَدُوا فِينا) جاهدوا في مرضاتنا ، والدّين الذي اخترناه لهم. والظرفية مجازية ، يقال : هي ظرفية تعليل تفيد مبالغة في التعليل.

والهداية : الإرشاد والتوفيق بالتيسير القلبي والإرشاد الشرعي ، أي لنزيدنهم هدى.

وسبل الله : الأعمال الموصلة إلى رضاه وثوابه ، شبهت بالطرق الموصلة إلى منزل الكريم المكرم للضيف.

والمراد ب (الْمُحْسِنِينَ) جميع الذين كانوا محسنين ، أي كان عمل الحسنات شعارهم وهو عامّ. وفيه تنويه بالمؤمنين بأنهم في عداد من مضى من الأنبياء والصالحين. وهذا أوقع في إثبات الفوز لهم مما لو قيل : فأولئك المحسنون لأن في التمثيل بالأمور المقررة المشهورة تقريرا للمعاني ولذلك جاء في تعليم الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قوله : «كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم».

والمعية : هنا مجاز في العناية والاهتمام بهم. والجملة في معنى التذييل بما فيها من معنى العموم. وإنما جيء بها معطوفة للدلالة على أن المهم من سوقها هو ما تضمنته من أحوال المؤمنين ، فعطفت على حالتهم الأخرى وأفادت التذييل بعموم حكمها.

وفي قوله (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) إيماء إلى تيسير طريق الهجرة التي كانوا يتأهبون لها أيام نزول هذه السورة.

٢٠٧
٢٠٨

محتوى الجزء العشرون من كتاب تفسير التحرير والتنوير

٢٨ ـ سورة القصص

المقدمة.......................................................................... ٥

أغراض السورة................................................................... ٦

(طسم)....................................................................... ٧

(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) إلى (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)................................. ٧

(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ) إلى (إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)......................... ٩

(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) إلى (كانُوا يَحْذَرُونَ)........... ١٣

(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ) إلى (وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)................. ١٥

(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ) إلى (كانُوا خاطِئِينَ)..................................... ١٧

(وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ) إلى (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)................................. ١٩

(وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى) إلى (لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)............................. ٢١

(وَقالَتْ لِأُخْتِهِ) إلى (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)........................................ ٢٤

(وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ) إلى (وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ)................................ ٢٤

(فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ) إلى (أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)................................... ٢٥

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) إلى (وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).............................. ٢٨

(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ) إلى (إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ)..................... ٢٨

(قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) إلى (إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)....................... ٣١

(قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ) إلى (لِلْمُجْرِمِينَ)....................................... ٣٢

(فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً) إلى (وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ).............. ٣٣

(وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ) إلى (قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).......... ٣٤

(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ).................. ٣٦

(وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) إلى (إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ).................... ٣٧

(فَجاءَتْهُ إِحْداهُما) إلى (أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا).................................... ٤١

(فَلَمَّا جاءَهُ) إلى (نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)................................. ٤٣

(قالَتْ إِحْداهُما) إلى (وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ)................................ ٤٣

٢٠٩

(فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ) إلى (لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)............................. ٤٨

(فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ) إلى (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ)...................... ٤٩

(فَذانِكَ بُرْهانانِ) إلى (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ)................................ ٥١

(قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ).............................. ٥٢

(وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ) إلى (إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ)......................... ٥٢

(قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ) إلى (وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ)............................. ٥٣

(فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى) إلى (وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ)................... ٥٤

(وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ) إلى (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)........................... ٥٥

(وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ) إلى (وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ)..................... ٥٧

(وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ) إلى (لا يُرْجَعُونَ)...................................... ٥٩

(فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ) إلى (عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ)...................................... ٦٠

(وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ)........................ ٦١

(وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ).................... ٦٢

(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) إلى (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).............................. ٦٣

(وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِ) إلى (وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ)........................ ٦٤

(وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ)...................................... ٦٥

(وَما كُنْتَ ثاوِياً) إلى (وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ)...................................... ٦٦

(وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ) إلى (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)................................ ٦٧

(وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ) إلى (وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)......................... ٦٩

(فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا) إلى (وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ)..................... ٧١

(قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ) إلى (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)............. ٧٢

(وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)....................................... ٧٥

(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) إلى (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ)......................... ٧٦

(أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ) إلى (سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ)................... ٧٧

(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) إلى (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)......................... ٧٩

(وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى) إلى (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)........................ ٨٠

(وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ) إلى (وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ)................................ ٨٢

(وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى) إلى (وَأَهْلُها ظالِمُونَ)............................. ٨٤

٢١٠

(وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ) إلى (أَفَلا تَعْقِلُونَ)...................................... ٨٥

(أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً) إلى (هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ)................. ٨٦

(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) إلى (ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ).................................... ٨٧

(وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) إلى (لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ)............................ ٩١

(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) إلى (فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ)....................................... ٩٢

(فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ)................. ٩٤

(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)................................ ٩٤

(سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)............................................. ٩٦

(وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ)...................................... ٩٦

(وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) إلى (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).................................. ٩٧

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً) إلى (أَفَلا تُبْصِرُونَ)................. ٩٨

(وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ) إلى (تَشْكُرُونَ)............. ١٠١

(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) إلى (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ)............................ ١٠٢

(إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى) إلى (أُولِي الْقُوَّةِ)............................. ١٠٣

(إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ) إلى (وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ)..................... ١٠٧

(وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) ١٠٨

(قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي) إلى (وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ)....... ١٠٩

(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) إلى (إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)........................ ١١١

(وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً).......... ١١٢

(وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ)................................................... ١١٣

(فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ) إلى (وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ)..................... ١١٤

(وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ) إلى (لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ).................. ١١٥

(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ) إلى (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).................................. ١١٧

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) إلى (إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ)................................ ١١٨

(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) إلى (وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)................. ١١٩

(وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ)..................... ١٢١

(فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ) إلى (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)................... ١٢٢

٢١١

(وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) إلى (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).............................. ١٢٤

٢٩ ـ سورة العنكبوت

المقدمة...................................................................... ١٢٦

أغراض السورة................................................................ ١٢٧

(الم)..................................................................... ١٢٨

(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)........................ ١٢٩

(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) إلى (وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ)......................... ١٣٠

(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ)................ ١٣٢

(مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ) إلى (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)........................... ١٣٣

(وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ)...................... ١٣٥

(وَالَّذِينَ آمَنُوا) إلى (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ)................... ١٣٧

(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً) إلى (لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ)................ ١٣٧

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) إلى (فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ)..................... ١٤٠

(وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ).................................. ١٤٢

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) إلى (إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ).................................... ١٤٣

(وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ) إلى (عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ).................................. ١٤٥

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) إلى (وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ)..................... ١٤٦

(وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) إلى (وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)............... ١٤٧

(وَإِنْ تُكَذِّبُوا) إلى (إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)....................................... ١٥٠

(أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ).............. ١٥٠

(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) إلى (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)...................... ١٥٢

(يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ)............................... ١٥٤

(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) ١٥٥

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ) إلى (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).............................. ١٥٦

(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) إلى (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)................. ١٥٦

(وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً) إلى (وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ).............. ١٥٧

٢١٢

(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ)............................................................. ١٥٩

(وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).............................. ١٦٠

(وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النبوءة وَالْكِتابَ).................. ١٦١

(وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)........................ ١٦١

(وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) إلى (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ)....................... ١٦١

(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) إلى (قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ)........... ١٦٣

(وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) إلى (إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ)......... ١٦٣

(وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا) إلى (كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ)............................. ١٦٥

(إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)............. ١٦٦

(وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)....................................... ١٦٧

(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) إلى (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)................ ١٦٧

(فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ)......................... ١٦٨

(وَعاداً وَثَمُودَ) إلى (وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ)..................................... ١٦٨

(وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ) إلى (وَما كانُوا سابِقِينَ)............................ ١٧٠

(فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ) إلى (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)....................... ١٧١

(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ) إلى (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ)................. ١٧٢

(إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).................. ١٧٣

(وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ)......................... ١٧٥

(خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ)................. ١٧٦

(اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ) إلى (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ).................. ١٧٧

(وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) إلى (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)....... ١٨٠

(وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ) إلى (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الْكافِرُونَ)............. ١٨٣

(وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ)....... ١٨٤

(بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ) إلى (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ).................... ١٨٦

(وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ) إلى (وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ)...................... ١٨٧

(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ) إلى (وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)................................... ١٨٨

(قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).............. ١٩٠

(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ)........................ ١٩٠

٢١٣

(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) إلى (وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)................. ١٩١

(يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ)........................ ١٩٤

(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ)..................................... ١٩٥

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) إلى (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)................. ١٩٥

(وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)............ ١٩٦

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ) إلى (فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)....................... ١٩٨

(اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) إلى (إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)............................. ١٩٨

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) إلى (لَيَقُولُنَّ اللهُ)............................................ ٢٠٠

(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)........................................ ٢٠١

(وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا) إلى (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ)............................... ٢٠١

(فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ) إلى (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)................................ ٢٠٢

(أَوَلَمْ يَرَوْا) إلى (وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ)....................................... ٢٠٤

(وَمَنْ أَظْلَمُ) إلى (مَثْوىً لِلْكافِرِينَ).......................................... ٢٠٥

(وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا) إلى (لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).................................. ٢٠٦

٢١٤