ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

ابن عبد الله بن طاهر الطّبري قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد ابن أحمد بن القاسم الجرجاني ، قال : حدثنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب الجمحيّ لفظا ، قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة (١).

روى تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في «تاريخه» عن أبي بكر ابن الباقلّاني هذا إنشادات ، ولم يجعل له في الكتاب ترجمة ، وعاش بعده أكثر من ثلاثين سنة.

سألت أبا بكر ابن الباقلّاني عن مولده ، فقال : ولدت يوم الجمعة وقت صلاتها الرّابع عشر من محرم سنة خمس مئة.

قلت : وتوفي يوم السّبت سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، وصلّى عليه الخلق الكثير يوم الأحد غرّة جمادى الأولى بالمسجد الجامع بواسط ، ومرّة أخرى بمصلّى العيد بالبلد المذكور ، ودفن عند أبيه بمقبرة المصلّى بواسط.

سمعت أبا طالب عبد المحسن بن أبي العميد يقول : رأيت في المنام بعد وفاة ابن الباقلاني كأنّ شخصا يقول لي : صلّى عليه سبعون وليا لله تعالى.

١٧٢٠ ـ عبد الله بن مسلم ، أبو محمد العلويّ الحسينيّ المدينيّ.

شاعر حسن النّظم ، قدم بغداد فيما ذكر الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد ابن سلغة الأصبهاني في «مشيخته البغدادية» وروى عنه شيئا من شعره فيها ، وقال : أنشدني ببغداد.

__________________

(١) حديث أبي قلابة ، واسمه عبد الله بن زيد الجرمي ، في الصحيحين : البخاري ١ / ١٥٧ (٦٠٣) و (٦٠٥) و (٦٠٦) و ١ / ١٥٨ (٦٠٧) و ٤ / ٢٠٦ (٣٤٥٧) ، ومسلم ٢ / ٢ ـ ٣ (٣٧٨). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (١٩٣).

٥٢١

١٧٢١ ـ عبد الله (١) بن مسلم (٢) بن ثابت بن زيد بن القاسم بن أحمد ابن النّخّاس (٣) ، أبو حامد بن أبي عبد الله بن أبي البركات ، ويعرف بابن جوالق (٤) الوكيل.

من أولاد المحدّثين والرّواة المعروفين ، وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله.

سمع عبد الله هذا بإفادة أبيه من جماعة منهم : القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وأبو الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ، وغيرهم. وحدّث بالكثير. سمعنا منه.

أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم الوكيل قراءة عليه وأنا أسمع في سنة ست وسبعين وخمس مئة ، قيل له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي ابن محمد البزّاز قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن عليّ بن الفتح العشاري ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمران ابن الجندي ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو نصر التّمّار ، قال : حدثني كوثر بن حكيم ، عن نافع ، عن ابن عمر أنّ أبا بكر الصّدّيق قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من اغبرّت قدماه في سبيل الله

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ٧٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٢٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٠٠ ، والمشتبه ٦٣٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ٤٣ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٤٣٤ ، وهو من رواة تاريخ الخطيب عن القزاز.

(٢) قال الذهبي في تاريخ الإسلام : وأبوه مسلم مخفف.

(٣) النخاس : بمعجمه.

(٤) قال المنذري : بضم الجيم وفتح الواو وكسر اللام وآخره قاف.

٥٢٢

حرّمها الله تعالى على النّار» (١).

سألت أبا حامد هذا عن مولده ، فقال : في سنة سبع وعشرين وخمس مئة. وتوفي ليلة السبت العشرين من شهر رمضان سنة ست مئة ، ودفن يوم السّبت بمقبرة باب حرب.

١٧٢٢ ـ عبد الله بن المفرّج بن درع بن الحسن بن الخضر بن حامد التّغلبيّ ، أبو القاسم.

من أهل تكريت ، والد شيخنا يحيى وإخوته يوسف ويونس وعمر ، وسيأتي ذكرهم. ويقال : اسمه القاسم ، والصواب عبد الله.

شيخ فاضل حافظ للقرآن المجيد ؛ قرأه بالقراءات الكثيرة على جماعة ببلده وببغداد منهم : أبو عبد الله الحسين بن القاسم التّكريتي ، ومنهم : أبو العباس أحمد بن عليّ بن أسد التّميمي التّكريتي.

وقدم بغداد ، وقرأ على أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط أبي منصور الخيّاط. وتفقه بها على أسعد بن أبي نصر الميهني. وقرأ النّحو على أبي الحسن الفصيحي ، واللغة على أبي منصور ابن الجواليقي والفرائض والحساب على أبي المظفّر ابن الشّهرزوري.

وعاد إلى بلده ، وسمع الحديث من أبي شاكر بن خلف التّكريتي وغيره. وروى وحدّث وأقرأ.

روى لنا عنه ولده أبو زكريا يحيى وغيره. قال يحيى : حكى لنا والدي قال : كنّا بالمدرسة النّظامية نتفقه على أسعد الميهني فكان إذا نام الفقهاء يقوم

__________________

(١) إسناده ضعيف جدا ، فإن كوثر بن حكيم متروك.

أخرجه البزار كما في كشف الأستار (١٦٦٠). على أن متن الحديث صحيح من حديث أبي عبس عبد الرحمن بن جبر الأنصاري رضي‌الله‌عنه ، فهو في البخاري ٢ / ٩ (٩٠٧) و ٤ / ٢٥ (٢٨١١) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (١٦٣٢).

٥٢٣

شخص من العجم في بعض الأرباع وينشد :

لولا الرّجوع وخبرة الفقهاء

وسؤالهم إيّاي عند لقائي

لأقمت في بغداد أركض لاهيا

في الشّطّ والأسواق والصّحراء

لكنّ ذاك يصدّني ويردّني

كرها إلى التّعليق والأجزاء

قوموا إلى التّعليق واشتغلوا به

فلذاك جئتم معشر الغرباء

ولد عبد الله بن المفرّج هذا بتكريت في سنة خمس وتعسين وأربع مئة. وتوفي بها في ليلة الأحد تاسع شوّال سنة سبع وخمسين وخمس مئة.

١٧٢٣ ـ عبد الله (١) بن مبادر (٢) بن عبد الله ، أبو بكر المقرئ البقابوسيّ الضّرير.

منسوب إلى قرية من قرى نهر ملك تسمّى بقابوس.

كان يؤمّ في مسجد يانس بالرّيحانيين. قرأ القرآن الكريم على أبي الحسن عليّ بن غنيمة المشتركيّ (٣) وغيره. وسمع من أبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف ، وأبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، ويقال : إنّه سمع أيضا من أبي الفضل الأرموي. سمعنا منه.

قرأت على أبي بكر عبد الله بن مبادر البقابوسي ، قلت له : أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البنّاء وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر الزّاغوني قراءة عليهما وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قالا : أخبرنا أبو نصر محمد بن

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «بقابوس» من معجم البلدان ١ / ٤٧٠ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ٤٥٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٠٥ ، والنجيب عبد اللطيف في مشيخته ، الورقة ٩٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٨ / ٢٨.

(٢) قيده المنذري فقال : بضم الميم وفتح الباء الموحدة وبعد الألف دال وراء مهملتان.

(٣) منسوب إلى «المشترك» من قرى الحلة المزيدية.

٥٢٤

محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الورّاق ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود ، قال : حدثنا عيسى بن حمّاد زغبة ، قال : حدثنا اللّيث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن عروة ، عن سفيان بن عبد الله ، قال : قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال : «قل آمنت بالله ثم استقم» (١).

توفي عبد الله البقابوسي ببغداد في يوم الجمعة ثالث شهر ربيع الأول سنة أربع وست مئة ، وكان قد نيّف على السّبعين ، والله أعلم.

١٧٢٤ ـ عبد الله (٢) بن محاسن بن أبي بكر بن سلمان بن أبي شريك ، أبو بكر بن أبي البدر.

من أهل الحربية. هو ابن عمّ أحمد بن سلمان الحربي المعروف بالسّكّر.

سمع عبد الله هذا من أبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلايّة الزّاهد ، ومن أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وغيرهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي بكر عبد الله بن محاسن بالحربية ، قلت له : أخبركم أبو العبّاس أحمد بن أبي غالب الزّاهد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد السّكّري ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد ابن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن قرّة ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٣٨٣ ، وتكرر في التراجم : ٧٠٧ و ١١٣٥ و ١٤٦٨.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٢٣ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٥.

٥٢٥

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع» (١).

توفي ليلة الأربعاء خامس عشر شهر رمضان سنة خمس عشرة وست مئة.

١٧٢٥ ـ عبد الله بن نصر بن مهدي ، أبو الفضائل العلويّ الحسينيّ.

قدم بغداد وروى بها عن زيد بن الحسن البيهقي ، وذكر أنه سمع منه بالرّي. سمع منه نصر بن عبد الرّحمن الإسكندراني النّحوي ببغداد بمشهد أبي حنيفة رحمه‌الله.

١٧٢٦ ـ عبد الله (٢) بن نصر بن موسى بن نصر بن شبزق (٣) ـ بالزاي ـ أبو البركات بن أبي الفضائل الرّفّاء.

أخو شيخنا عبد الرّحمن الذي يأتي ذكره ، وعبد الله كان الأسن.

سمع أبا الحسن الدّينوري ، وأبا القاسم بن الحصين ، وطبقتهما. ذكره القاضي أبو المحاسن الدّمشقي في جملة شيوخه الذين سمع منهم ، وقد سمع منه غيره أيضا.

١٧٢٧ ـ عبد الله بن نصر بن أحمد بن مزروع ، أبو محمد بن أبي الفضل المعروف بابن الثّلّاجي.

من أهل الحربية.

هكذا سمّى أباه نصرا ؛ سمع منه القاضي عمر القرشي. وغيره ما يذكره إلا بكنيته ، وهكذا كان يكتب عبد الله هذا : ابن أبي الفضل ، غير مسمّى ، وسنذكره في الكنى في آباء من اسمه عبد الله أتم من هذا لأنّه الأشهر (٤) ، إن

__________________

(١) حديث ضعيف تقدم تخريجه في الترجمة ٤٩٤ ، وتكرر في الترجمتين ٧٦٢ و ٨٧٨ أيضا.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٣٩٦ ، والذهبي في المشتبه ٣٨٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ٢٧٨ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٧٦٨.

(٣) الضبط من كتب المشتبه.

(٤) الترجمة ١٧٤٢ وسنذكر مصادر الترجمة هناك.

٥٢٦

شاء الله تعالى.

١٧٢٨ ـ عبد الله (١) بن نصر بن أبي بكر ، أبو بكر القاضي.

من أهل حرّان.

قدم بغداد ، وأقام مدّة للتفقه ، وحصّل طرفا صالحا من معرفة مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله. وسمع بها من الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري ، ومن أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ، وأمثالهما. وانحدر إلى واسط وقرأ بها القرآن المجيد بالقراءات العشر على القاضي أبي الفضل بن قسّام ، وعلى أبي بكر ابن الباقلّاني ، وأبي طالب ابن العكبري. وسمع معنا بها من القاضي أبي طالب ابن الكتّاني ، وعاد إلى بلده وتولّى القضاء به ، وأقرأ النّاس ، وحدّث ، وحمدت سيرته.

بلغني أنّه ذكر أنّ مولده في العشر الأخر من شوّال سنة تسع وأربعين وخمس مئة (٢).

١٧٢٩ ـ عبد الله (٣) بن هبة الله بن المظفّر ابن رئيس الرّؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن ابن المسلمة ، أبو الفتوح بن أبي الفرج بن أبي الفتح ، والد الوزير أبي الفرج ابن رئيس الرّؤساء.

كان من الأعيان الأخيار ، مع ما سبق له من السّيادة والتّقدّم والسّلف الأماثل. تولّى أستاذية دار الخلافة المعظّمة ـ ثبّت الله قواعدها بالعز ـ في أيام

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٦٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٨٢ ، والعبر ٥ / ٩٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٥ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ١٧١ ، وابن الجزري في غاية النهاية ٢ / ٤٦٢ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٣٣.

(٢) ونقل الذهبي عن الحافظ المقدسي أنه توفي سنة ٦٢٤.

(٣) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ١٥٩ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٢٠٠ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٢٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٩٦٦ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ٦٦٣.

٥٢٧

الإمام المقتفي لأمر الله قدّس الله روحه ، وكان محبا لأهل العلم والدّين ، مائلا إلى الطائفة الصّوفية ، وداره مجتمع لأهل الفضل ، مفضلا على الكلّ.

توفي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي مقابل جامع المنصور قريبا من رباط الزّوزني ، رحمه‌الله وإيانا.

١٧٣٠ ـ عبد الله بن هبة الله الكمّونيّ ، أبو أحمد.

من أهل قزوين.

قدم بغداد ، وسمع بها من أبي القاسم عليّ بن أحمد الرّزّاز المعروف بابن بيان ، وعاد إلى بلده ، وحدّث عنه بنسخة الحسن بن عرفة العبدي. روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرّحمن القزويني.

١٧٣١ ـ عبد الله بن هبة الله بن محمد ، أبو الفرج البغداديّ يعرف بابن الخصّ (١).

أخو عبد الرّحمن الذي يأتي ذكره ، وعبد الله هذا هو الأكبر فيما أظن ؛ فسمع أبا الوقت السّجزي وطبقته. وبلغني أنه روى شيئا ، وسمع منه بعض الطّلبة ، والله أعلم.

١٧٣٢ ـ عبد الله (٢) بن هبة الله بن أبي القاسم البزّاز ، يعرف بابن الحلّي ، يكنى أبا محمد.

أخو عليّ بن هبة الله ابن الحلّي الذي يأتي ذكره ، وكان لهما أخ أكبر منهما يكنى بأبي محمد ، وكان بكنيته معروفا وربّما سمّي محمدا غير مكنّي.

__________________

(١) ذكر الحافظ ابن نقطة «الخصّ» بضم الخاء المعجمة وتشديد الصاد المهملة مع «الخضر» ، وذكر أبا العز محمد بن المختار وابنه أبا الفضل المختار ، ولم يذكر هذا ولا أخاه عبد الرحمن الآتي (إكمال ٢ / ٤٢٨).

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ١٤٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٢٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢١٥ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٥١٧ ، وابن حجر في لسان الميزان ٣ / ٣٧١.

٥٢٨

وهذا عبد الله كان باسمه مشهورا لا بكنيته ، فوجد بعض الطّلبة سماع جماعة على الشّيخ أبي محمد سبط الشّيخ أبي منصور الخيّاط ببعض كتب القراءات تصنيفه وفيهم «وأبو محمد عبد الله بن هبة الله بن أبي القاسم البزّاز» ، فسأل عنه فدلّوه إلى عبد الله ، فجاءه بالكتاب وأراه السّماع ، فاعترف به ، وقال : هذا اسمي وقد سمعت من الشّيخ أبي محمد هذا وغيره ، ومن غير الشّيخ أبي محمد أيضا ، وروى الكتاب فسمعه عليه جماعة. ثم ظهر له سماع شيء آخر على أبي بكر ابن الأشقر الدّلّال ، والاسم فيه كما تقدّم ، فسمع عليه أيضا. ووجد أيضا سماع على القاضي الأرمويّ مثل ذلك ، وسمع الناس منه مديدة ، وهو متقبّل بالسّماع متصدّ لذلك من غير إنكار حتى ردّ ذلك أبو نصر عبد الرحيم ابن النّفيس بن وهبان البزوريّ وقال : عبد الله الحيّ ليس بأبي محمد عبد الله الذي سمع من أبي محمد سبط الشّيخ أبي منصور ولا من ابن الأشقر ولا غيرهما ، وهذا لم يعرف بطلب الحديث ولا باشتغال بالعلم ، وإنما ذاك أخ كان له أكبر منه يكنى بأبي محمد واسمه أيضا عبد الله ، كان أبي يذكره ويقول : كان رفيقنا في السّماع من هؤلاء الشّيوخ ، وتوفي شابا ولم يرو شيئا ، وأنكر على من سمع من عبد الله هذا. وبلغ عبد الله هذا القول فلم يقبله وترك جماعة السّماع منه لهذا الالتباس وموضع الشّبه. وكنت سمعت منه أحاديث عن أبي بكر بن الأشقر فتركتها ونزلت عن السماع لها منه. على أنّه كان مسنّا لا يبعد سماعه من المذكورين ، ولكن تركناه لمحل الخلاف والله الموفق. وقد سمع من عبد الله هذا جماعة من الغرباء وسافروا قبل ظهور هذه القصّة والوقوف على التباسه بأخيه ، وحصلوا على الغرّة من أمره ، والله الهادي إلى سبيل الصّواب.

توفي عبد الله ابن الحلّي هذا يوم الأحد غرّة محرم سنة تسع وست مئة ، وبلغ من العمر خمسا وثمانين سنة على ما كان يذكر ، ودفن في يومه بالجانب

٥٢٩

الغربي بالمشهد الشّريف على ساكنه السّلام (١).

١٧٣٣ ـ عبد الله بن هرمز بن عبد الله ، أبو العز المقرئ الضّرير.

أحد شيوخ أبي بكر بن كامل الخفّاف. روى عنه في «معجم شيوخه» وقال : أنشدني لنفسه :

هنيئا لك النّوم يا نائم

رقدت ولم يرقد النائم

وكيف ينام فتى مغرم

ترى جسمه سرّه الكاتم

١٧٣٤ ـ عبد الله (٢) بن يحيى بن عليّ بن أحمد بن عليّ ابن الخرّاز (٣) ، أبو الفتح ابن شيخنا أبي منصور بن أبي الحسن.

من أهل الحريم الطّاهريّ.

سمع أبا بكر أحمد بن عليّ ابن الأشقر ، وسعد الخير بن محمد الأنصاريّ ، وأبا القاسم عبد الله بن الحسن بن قشامي ، وعم أبيه أبا عليّ أحمد بن أحمد ابن الخرّاز ، وغيرهم ، وروى شيئا يسيرا. كتبنا عنه.

قرأت على أبي الفتح عبد الله بن يحيى ابن الخرّاز من أصل سماعه قلت له : أخبركم عمّ والدك أبو عليّ أحمد بن أحمد بن عليّ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن أبي عثمان ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، قال : حدثنا جدّي يعقوب بن شيبة بن الصّلت ، قال : حدثنا مسدّد ، قال : حدثنا بشر بن المفضّل ، قال : حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنا نافع ،

__________________

(١) يعني مشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٤١٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٠٤ ، وابن الفوطي في الملقبين بغياث الدين من تلخيص مجمع الآداب ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٣١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٦ ، والمشتبه ١٦١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٣٤٧ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٣٣١.

(٣) قيده المنذري بفتح الخاء المعجمة والراء المهملة المشددة وبعد الألف زاي.

٥٣٠

عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من باع نخلا قد أبّرها فإنّ ثمرتها للذي أبّرها إلا أن يشترط المبتاع» (١).

بلغني أنّ عبد الله ابن الخرّاز ذكر أنّ مولده في سنة ثلاثين وخمس مئة.

وتوفّي مسافرا عن بغداد بساوة في ربيع الآخر سنة ست وست مئة ، وجاء نعيّه إلى بغداد في شعبان من السنة المذكورة.

١٧٣٥ ـ عبد الله بن أبي سعد المقرئ ، أبو محمد.

من ساكني محلة اللّوزيّة.

سمع أبا بكر محمد بن بلتكين بن طرخان التّركي ، وروى عنه. سمع منه ابنه أبو الفضل محمد بقراءة أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب النّحوي في سنة أربعين وخمس مئة. قرأت ذلك بخط ابن الخشّاب.

١٧٣٦ ـ عبد الله بن أبي الحارث بن أبي يعلى البلديّ ، أبو محمد البزّاز ، يعرف بالكارزيني (٢).

كان يسكن بدرب القيّار.

سمع من أبي بكر محمد بن الحسين المزرفيّ ، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وإسماعيل ابن أحمد ابن السّمرقندي ، وحدّث عنهم. سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، وعبد الرحمن بن عمر الواعظ فيما قال لي ، رحمة الله عليهم.

١٧٣٧ ـ عبد الله بن أبي سعد بن الحسن بن سكّرة ، أبو بكر

__________________

(١) إسناده صحيح ، مسدد هو ابن مسرهد ، وعبيد الله هي وابن عمر العمري ، ونافع هو مولى ابن عمر. وهو في الصحيحين من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر : البخاري في البيوع ٣ / ١٠٢ (٢٢٠٤) وفي الشروط ٣ / ٢٤٧ (٢٧١٦) ، ومسلم في البيوع ٥ / ١٦ (١٥٤٣).

(٢) منسوب إلى «كارزين» بلدة بفارس.

٥٣١

الدّرزيجانيّ ، منسوب إلى درزيجان قرية قريبة من بغداد على دجلة.

كان يسكن بباب الأزج. سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبا غالب أحمد بن الحس ابن البنّاء ، وروى عنهما. سمع منه أبو القاسم تميم ابن أحمد ابن البندنيجي.

وكان في سنة أربع وسبعين وخمس مئة حيا.

١٧٣٨ ـ عبد الله (١) بن أبي الفتوح بن عمران ، أبو حامد الفقيه الشافعيّ.

من أهل قزوين.

قدم بغداد ، وسمع بها من أبي الفضل محمد بن عمر الأرمويّ ، والشريف أبي المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري ، وأبي الفضل محمد بن ناصر السّلامي. وتفقه بها على يوسف بن بندار الدّمشقي ، وكان قبل ذلك قد تفقّه بنيسابور على الشّيخ أبي سعد محمد بن يحيى. وعاد إلى بلده ، وروى به ، سمع منه هناك أهل البلد وغيرهم.

توفي في ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وخمس مئة.

١٧٣٩ ـ عبد الله (٢) بن أبي المحاسن بن أبي منصور ، أبو محمد الخيّاط ، يعرف بابن السّنّور.

من أهل الجانب الغربي ، كان ينزل بمحلة العتّابيين.

هكذا رأيت اسمه فيما سمع عليه بخط أحمد بن سلمان الحربي. قرأت بخطّه فيما أجازه لنا : «محمد بن محاسن» غير مكنّى لا هو ولا أباه.

__________________

(١) ترجمه الرافعي في التدوين ٣ / ٢٣٣ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٩٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٠٣ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٧ / ١٤٢ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٣٢١ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ٧٠.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٢٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٨.

٥٣٢

سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وحدث عنه. وقد أجاز لنا.

أخبرنا أبو محمد بن أبي المحاسن إجازة في سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، قال : أخبرنا إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي قراءة عليه وأنا أسمع في شعبان سنة تسع وعشرين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد ابن البنّاء ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجرّي ، قال : حدثنا الفريابي يعني جعفر بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن البلخي ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، قال (١) : أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن عليّ بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن عقبة بن عامر ، قال : قلت يا رسول الله ما النّجاة؟ قال : «املك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك» (٢).

قرأت بخط أبي بكر محمد بن المبارك بن مشّق قال : توفي أبو محمد ابن السّنّور ليلة الثّلاثاء خامس عشري شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٧٤٠ ـ عبد الله بن أبي القاسم بن عبد الوهّاب الكردليّ ، أبو سالم.

من أهل باب البصرة.

__________________

(١) الزهد (١٣٤).

(٢) إسناده ضعيف لضعف عبيد الله بن زحر وشيخه علي بن يزيد الألهاني.

أخرجه ابن المبارك في الزهد كما تقدم ، وأحمد ٤ / ١٤٨ و ٥ / ٢٥٩ ، والترمذي (٢٤٠٦) ، وابن أبي الدنيا في الصمت (٢) ، وابن أبي عاصم في الزهد (٣) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على كتاب الزهد لأبيه ص ١٥ ، والطبراني في الكبير ١٧ / حديث رقم ٧٤١ ، وابن عدي في الكامل ٤ / ١٦٣٢ و ٧ / ٢٦٧٢ ، وأبو نعيم في الحلية ٢ / ٩ و ٨ / ١٧٥ ، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٠٥) ، وفي الزهد (٢٣٦) ، والخطيب في تاريخه ٩ / ١٩٠ بتحقيقنا.

٥٣٣

من شيوخ أبي بكر محمد بن أبي طاهر بن مشّق البيّع ، ذكره في «معجمه» ولم يذكر عمّن روى له.

١٧٤١ ـ عبد الله (١) بن أبي بكر بن عمر ، أبو محمد ، يعرف بابن جحشوية.

من أهل الحربية.

شيخ كبر وأسنّ وقارب المئة ، ولم يكن سماعه في صباه. روى عن أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء. سمع منه أحمد بن سلمان المعروف بالسّكّر الحربي وغيره.

ويقال : إنّ مولده في سنة ثمان وسبعين وأربع مئة. وتوفي في ثالث عشر شعبان سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، عن مئة سنة إلا سنة واحدة ، ودفن بمقبرة باب حرب.

١٧٤٢ ـ عبد الله (٢) بن أبي الفضل بن أحمد بن مزروع ، أبو محمد التّاجر.

من أهل الحربية أيضا ، يعرف بابن الثّلّاجي.

وقد ذكرناه من قبل فيمن اسم أبيه نصر والأشهر أنّ أباه معروف بكنيته غير مسمّى ، هكذا كان مكتوبا في سماعات ابنه (٣) عبد الله وأخيه أحمد الذي قدّمنا ذكره. وكذا كان عبد الله يكتب : ابن أبي الفضل لا غير.

سمع عبد الله هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٠٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٧.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٥٤ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٩٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٤٥ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٧.

(٣) في الأصلين : «ابنيه» ولا يصح ، لأنّ أحمد هو أخو المترجم لا ابنه ، كما تقدم في ترجمته ٢ / ٤٤٤ الترجمة ٩٣٣.

٥٣٤

عنه. ولقيته وطلبت منه أن أسمع عليه فأجاب إلى ذلك وقال : أنا آتي إليك تواضعا منه ، وشغل عني فلم يقدّر لي السّماع منه. وقد أجاز لي غير مرّة.

أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أبي الفضل الحربي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه وأنا أسمع.

وأخبرناه أبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهّاب ابن الصّابوني ، وأبو منصور يحيى بن عليّ ابن الخرّاز ، وأبو القاسم دلف بن أحمد بن قوفا ، وأبو طاهر لاحق بن أبي الفضل الصّوفي ، وأبو عليّ الحسن بن إبراهيم الفرغاني وجماعة بقراءتي عليهم وقراءة عليهم وأنا أسمع ، قالوا : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد ابن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عفّان ، قال : حدثنا همّام ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس أنّ أبا بكر حدّثه ، قال : قلت للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في الغار ، وقال مرة : ونحن في الغار : لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه. قال : فقال : «يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما» (١).

توفي عبد الله ابن الثّلّاجي يوم السبت خامس عشري صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة عن سبع وثمانين سنة فيما يقال ، ودفن بمقبرة باب حرب.

«آخر الجزء الثالث والثلاثين من الأصل»

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٤١٤.

٥٣٥

١٧٤٣ ـ عبد الله بن أبي غالب بن نزّال بن همّام ، أبو محمد.

من ساكني باب البصرة.

وقد قدمنا ذكره فيمن اسمه بركات (١) وأعدنا ذكره هناك بما يغني عن إعادته ها هنا ، والله الموفق.

١٧٤٤ ـ عبد الله (٢) بن أبي الحسن بن أبي الفرج الجبّائيّ (٣) ، أبو محمد الشّاميّ.

سكن بغداد مدّة وصحب الشّيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ولازمه واشتغل بالزّهد والانقطاع والتّعبّد. وكان صالحا ورعا.

سمعت أبا المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله يذكر عبد الله الجبّائي فيعظّم شأنه ويذكر زهده وانقطاعه واشتغاله بالخير وكثرة ورعه ، وقال لي : سافر عن بغداد بعد موت الشيخ عبد القادر الجيلي ونزل أصبهان.

قلت : وقد سمع عبد الله هذا ببغداد من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي منصور أنوشتكين بن عبد الله الرّضواني ، وأبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبي الوقت السّجزي وغيرهم. وما أعلم أنّه حدّث ببغداد بشيء لأنّه خرج منها وهو شاب. وأما أصبهان فحدّث بها ، وسمع منه جماعة من أهلها

__________________

(١) الترجمة.

(٢) ترجمه ياقوت في «جبة» من معجم البلدان ٢ / ١٠٩ ، وابن نقطة في التقييد ٣٢٩ ، وإكمال الإكمال ٢ / ٢٠١ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٥٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٨٨ ، والعبر ٥ / ١٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٨ ، والمشتبه ٦٠٥ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ١٣٠ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٤٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ١٤٣ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٢٨٨ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٥.

(٣) هكذا كان ينسب نفسه إلى «جبة» من طرابلس الشام ، قال ياقوت : وهو خطأ ، والصواب : الجبي.

٥٣٦

والواردين إليها. وقد كتب إلينا بالإجازة من هناك.

وبلغني أنّه سئل عن مولده فقال في سنة تسع عشرة أو سنة عشرين وخمس مئة. وجاءنا نعيّه من أصبهان في سنة أربع وست مئة أو نحوها (١).

١٧٤٥ ـ عبد الله (٢) بن أبي سعد بن أبي القاسم بن عبيد الله بن مرّة ، أبو القاسم الصّوفي.

من أهل يزد.

صحب أبا الغنائم ظفر بن أحمد الطّرقي (٣) اليزديّ وقدم معه إلى بغداد لما وردها حاجا وبعده مرارا كثيرة ، واستوطنها في آخر عمره بعد أن سافر الكثير ما بين العراق والحجاز ـ وحجّ نوبا عدة ـ والشام وديار مصر وخراسان والغور وغزنة وكرمان وبلاد فارس ، وسمع في أكثر هذه البلاد ، وصحب الصّوفية ، وكتب عن الشيوخ ، وحدّث بشيء من مسموعاته في أسفاره.

كتب عنه صديقنا أبو القاسم محمود بن محمد الفارقي بواسط وغيره ، وسمع معنا ببغداد الكثير ، وصحبنا مدة طويلة رحمه‌الله.

توفي ببغداد آخر يوم الجمعة حادي عشر محرم سنة إحدى عشرة وست مئة ، وحضرت الصّلاة عليه يوم السّبت ثاني عشره ، ودفن بالمقبرة المعروفة بالوردية بالجانب الشّرقي بمقبرة الصّوفية بها (٤).

__________________

(١) الصواب أن وفاته في ثالث جمادى الآخرة سنة خمس وست مئة ، ذكر ذلك ابن نقطة والمنذري وغيرهما. والمؤلف لم يحرر ترجمته كما ينبغي ، وترجمته في الذيل لابن رجب من التراجم الرائقة.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٣٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤٥٠.

(٣) منسوب إلى طرق من نواحي أصبهان ، توفي سنة ٥٨٩ (تكملة المنذري ١ / الترجمة ٢٢٢).

(٤) هي المقبرة التي دفن بها الزاهد الشهير الشيخ عمر السّهروردي ، قائمة إلى يوم الناس هذا تعرف بمقبرة الشيخ عمر.

٥٣٧

١٧٤٦ ـ عبد الله (١) بن أبي بكر بن أحمد بن طليب (٢) ، أبو عليّ ، يعرف بابن سندان (٣).

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وهو آخر من روى عنه. سمعنا منه.

قرأت على عبد الله بن أبي بكر الحربي بها ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قراءة عليه وأنت تسمع في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن النّقّور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : حدثنا رضوان بن أحمد الصّيدلاني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، قال : حدثنا يونس بن بكير (عن محمد بن إسحاق) (٤) قال : حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : لما التقى النّاس يوم بدر قال عوف بن عفراء : يا رسول الله ما يضحك الرّب من عنده ، فقال : «أن يراه قد غمس يده في القتال يقاتل حاسرا» ، فنزع عوف درعه ثم تقدّم فقاتل حتى قتل (٥).

توفي عبد الله بن سندان هذا ليلة الأحد ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن يوم الأحد بمقبرة باب حرب.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٢٣٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٤٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٩ ، والعبر ٥ / ٤١ ، والمشتبه ٣٧٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ١٨٦ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٦٩٧ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٥٠.

(٢) قيده المنذري فقال : بضم الطاء المهملة وبعد اللام المفتوحة ياء ساكنة وباء موحدة.

(٣) قال المنذري : بكسر السين المهملة ونون ساكنة ودال مهملة وآخره نون.

(٤) ما بين الحاصرتين إضافة لا بد منها لا يستقيم الإسناد من غيرها.

(٥) هذا حديث مرسل ، وعاصم بن عمر بن قتادة من علماء المغازي توفي سنة ١٢٠ تقريبا.

٥٣٨

١٧٤٧ ـ عبد الله (١) بن أبي القاسم بن أبي بكر بن الحسين النّجّاد ، أبو بكر.

من أهل الحريم الطّاهري ، يعرف بابن زعرورة.

سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، وأبا المظفّر هبة الله بن أحمد الشّبلي ، وغيرهما. كتبت عنه أحاديث يسيرة.

قرأت على أبي بكر عبد الله بن أبي القاسم النّجّاد ، قلت له : أخبركم أبو الوقت السّجزي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرتنا أم عزى بيبى بنت عبد الصّمد بن عليّ قراءة عليها وأنا أسمع ، قالت : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن ابن أحمد بن محمد الأنصاري ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ببغداد ، قال : حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب الزّبيري ، قال : حدثني مالك ابن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الولاء لمن أعتق» (٢).

توفي عبد الله هذا يوم الأحد ثامن عشري جمادى الأولى سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٧٤٨ ـ عبد الله البردانيّ ، غير منسوب.

من أهل البردان قرية فوق بغداد بنحو من ثلاثة فراسخ.

كان أحد الزّهاد المجاورين بجامع المنصور ، وله زاوية بدار القطان المجاورة للجامع المذكور ، أقام على ذلك خمسين سنة. روى عنه أبو بكر محمد ابن الحسين المزرفي مناما رأى فيه النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

* * *

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ٦٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٦٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٤٧٤ والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٩.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٢٧ ، وتقدم أيضا في الترجمة ١٦٦٣.

٥٣٩

ذكر من اسمه عبيد الله

١٧٤٩ ـ عبيد الله بن أحمد بن سلامة بن مخلد الكرخيّ ، أبو محمد ابن أبي العباس بن أبي البركات المعروف بابن الرّطبي ، أخو أبي الفضل عبد الله الذي قدّمنا ذكره (١).

سمع أباه (٢) وغيره. ذكره القاضي عمر بن عليّ القرشيّ في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم.

١٧٥٠ ـ عبيد الله (٣) بن سعيد بن الحسن بن عليّ بن عبد الله ، أبو منصور الخوزيّ الأصل البغداديّ المولد والدار.

كان صاحبا للوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة ووكيلا له.

سمع أبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش ، وأبا القاسم عليّ بن أحمد ابن بيان وغيرهما وروى عنهما. سمع منه أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن القاضي ، وأبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع. وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.

قرأت على أبي محمد بن أبي نصر الجنابذي : أخبركم أبو منصور عبيد الله ابن سعيد الخوزي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم الكاتب وأبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد الرّزّاز ، قالا : أخبرنا أبو

__________________

(١) الترجمة.

(٢) هو العلامة المفتي أبو العباس أحمد بن سلامة ، كان من رجال العالم عقلا وسمتا ووقارا ، رأسا في مذهب الإمام الشافعي ، توفي سنة ٥٢٧ ، كما في السير ١٩ / ٦١٠ وغيره.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٨٨ ، وابن النجار في تاريخه ٢ / ٤٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٧٩ ، والمشتبه ١٩٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٥٢٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٣٧٢.

٥٤٠