ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

ابن أبي طالب المقرئ الخبّاز.

سمع الكثير بنفسه ، وطلب ، وأكثر عن جماعة منهم : أبو الحسن عليّ بن نصر الواسطي ، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرّزاق السّلمي ، وأحمد بن أبي الفضل الشّحمي ، وجامع بن طيّب الحربي ، وأبو شجاع أحمد وأبو نصر يحيى ابنا موهوب ابن السّدنك ، وأبو أحمد أسعد بن يلدرك البوّاب ، والكاتبة شهدة بنت أبي نصر الدّينوري ، وأبو طاهر المبارك بن محمد بن مشّق ، وآخرون من الغرباء ، ومن أصحاب أبي القاسم بيان ، وأبي طالب بن يوسف ، وأبي القاسم بن الحصين وطبقتهم.

وجمع لنفسه «مشيخة» خرّج فيها عن أكثر من مئة شيخ سماعا وإجازة. علّقت عنه شيئا يسيرا.

أنشدني أبو بكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ من حفظه ، قال : أنشدني مؤدّبي أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن العبّاس ، قال : أنشدنا أبو الخطّاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني لنفسه :

لهفي على متلوّن إن لمته اس

تشرى وإن أمسكت عنه جفاني

وإذا عذلت عليه زاد تلهّفي

فكأنّ عذل عواذلي أغراني

وإذا عزمت الصّبر عنه أطاف بي

جيش الهموم وموكب الأحزان

ذكر عبد الله بن أحمد هذا أنّه ولد في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة (١).

١٦٢٧ ـ عبد الله (٢) بن أحمد بن أبي بكر ، أبو القاسم الخيّاط ، يعرف والده بالخفّاف.

__________________

١٧ / ٣٩ ، وابن حجر في لسان الميزان ٣ / ١٧٢.

(١) وتوفي في الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة ٦٢٣ ، ودفن من الغد بمقبرة الخيزران ، كما في تكملة المنذري.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٦٥.

٤٤١

من ساكني الظّفرية.

سمع مع أبيه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وروى عنه. سمع منه أصحابنا (١).

١٦٢٨ ـ عبد الله (٢) بن إبراهيم بن محمد بن عليّ الخطيب ، أبو محمد الفقيه الشّافعيّ.

من أهل همذان.

قدم بغداد واستوطنها ، وتفقه بها بالمدرسة النّظامية على الرّضي أحمد بن إسماعيل القزويني المدرّس بها ، ومن بعده حتّى حصّل معرفة المذهب والأصول والخلاف ، وأعاد بالمدرسة المذكورة للشيخ أبي طالب صاحب أبي الحسين ابن الخلّ ، ومن بعده من المدرسين بها. وكان صالحا ورعا عفيفا.

سمع بهمذان من أبي الفضل أحمد بن سعد بن حمّان ، ومن أبي الوقت السّجزي لمّا قدمها وغيرهما.

سمعت منه ، وذكر لي أنّه قدم بغداد في شوّال سنة سبعين وخمس مئة ، وأنّ أباه كان خطيبا في بعض نواحي همذان.

قرأت على أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد الهمذاني ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو الفضل أحمد بن سعد بن نصر بن حمّان قراءة عليه وأنت تسمع بهمذان ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز آبادي الفقيه الشافعي قدم علينا قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن

__________________

(١) توفي في الرابع عشر من ذي الحجة سنة ٦٢٤ كما ذكر المنذري.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٠٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٠٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٩٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٣٨ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ٦ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ١٥٥ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٥٣٣ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٧١.

٤٤٢

ابن أحمد بن شاذان البزّاز ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان العبّاداني ، قال : حدثنا عليّ بن حرب بن محمد الطّائي ، قال : حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي ، قال : حدثنا سفيان الثّوري ، عن عبد الله بن عيسى ، عن الزّهري ، عن عليّ بن الحسين ، عن أسامة بن زيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم» (١).

سألت أبا محمد الهمذاني عن مولده فقال : في سنة خمس وأربعين وخمس مئة بهمذان. فقلت له : في أي شهر؟ فقال : أظنه في شهر ربيع الأوّل (٢).

١٦٢٩ ـ عبد الله بن إسماعيل بن أبي سعد النّيسابوريّ الأصل البغداديّ المولد ، أبو سعد ابن شيخ الشّيوخ أبي البركات.

أخو شيخنا شيخ الشيوخ أبي القاسم عبد الرّحيم ، وكان الأسن. من بيت التّصوف والقدمة وخدمة الفقراء.

سمع من أبيه إسماعيل وغيره ، وما بلغ أوان الرّواية ، وتوفي في حياة أبيه بالبصرة ، وقد كان تولّى النّظر في الأعمال الدّيوانية بها ، رحمه‌الله وإيانا.

١٦٣٠ ـ عبد الله بن إسحاق بن موهوب بن أحمد بن الخضر الجواليقيّ ، أبو القاسم بن أبي طاهر.

وقد تقدّم ذكر أبيه (٣) وأخيه الحسن (٤).

سمع من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيره ، وما أعلم أنّه روى شيئا.

__________________

(١) هو في الصحيحين من حديث الزهري ، به : البخاري في المغازي ٥ / ١٨٧ (٤٢٨٣) وفي الفرائض ٨ / ١٩٤ (٦٧٦٤) ، ومسلم في الفرائض ٥ / ٥٩ (١٦١٤). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢١٠٧).

(٢) وتوفي في ليلة الحادي عشر من شعبان سنة ٦٢٢ ، كما ذكر المنذري وغيره.

(٣) الترجمة ١٠٢٥.

(٤) الترجمة.

٤٤٣

توفي يوم الأربعاء ثالث جمادى الآخرة من سنة تسع وست مئة ، ودفن في هذا اليوم بباب حرب.

١٦٣١ ـ عبد الله (١) بن جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر العبسيّ ، أبو محمد الدّوريستيّ.

منسوب إلى قرية من قرى الرّي يقال لها : دوريست (٢).

كان يذكر أنه من ولد حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أحد فقهاء الشّيعة الإماميّة.

قدم بغداد في سنة ستين وخمس مئة ، وأقام بها مدة ، وحدّث بها عن جدّه محمد بن موسى بشيء من أخبار الأئمة من ولد عليّ بن أبي طالب ، فسمع منه جماعة من المنتمين إلى مذهبه ، وعاد إلى بلده فبلغنا أنّه توفي بعد سنة ست مئة بتستر (٣) ، والله أعلم.

١٦٣٢ ـ عبد الله (٤) بن جعفر بن النّفيس بن عبيد الله ، أبو طاهر العلويّ الحسينيّ.

من أهل الكوفة.

جوّال سافر الكثير ، وطاف البلاد ما بين العراق وخراسان وغزنة وبلاد ما

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ١٧ / ١٠٢ ، وابن حجر في لسان الميزان ٣ / ٢٦٩.

(٢) لم يذكرها ياقوت في معجم البلدان.

(٣) هكذا في الأصل ، وذكر الصفدي أنه توفي بالري ، فلعل الصواب : بدوريست.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٩٣ وفيه : «عبد الله بن جعفر بن هبة الله بن محمد بن محمد بن عبيد الله» وقال : «سمعت منه ... وهكذا كتب لي نسبه بخطه» ، ومنه نقل الذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٧٢ ، لكنه لخص الترجمة كما هنا في المختصر المحتاج ٢ / ١٣٩. وترجمه ابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيصه ٤ / الترجمة ١٠٨١ نقلا من مشيخة تاج الدين ابن الساعي ونسبه كما هنا عند ابن الدبيثي ، وكذلك هو في الوافي للصفدي ١٧ / ١٠٢ ، فالله أعلم بالصواب.

٤٤٤

وراء النهر وغير ذلك ، وكان له لسان ومعرفة بالأدب ويقول الشّعر.

سمع ببلده من أبي العباس أحمد بن يحيى بن ناقة ، وكان يذكر أنّ له إجازة من الشّريف عمر بن حمزة العلوي الكوفي. وسمع ببغداد من أبي القاسم يحيى ابن ثابت البقّال وغيره. وكتبنا عنه ببغداد أناشيد له ولغيره.

أنشدنا أبو طاهر عبد الله بن جعفر العلويّ ببغداد من حفظه ، قال : أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن ناقة بالكوفة ، قال : أنشدني أبو محمد القاسم بن عليّ ابن الحريري البصري ببغداد في سنة أربع وخمس مئة لغيره :

كن مع الدّهر كيف قلّبك الدّه

ر بقلب راض وصدر رحيب

وتيقّن أنّ الليالي ستأتي

كلّ يوم وليلة بعجيب

وأنشدني أيضا مما يقال : إنه لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه :

الليل يعمل والنّهار كلاهما

يا ذا التغافل فيك فاعمل فيهما

وهما جميعا يفنيانك فاجتهد

بصنائع الخيرات أن تفنيهما

سألت أبا طاهر هذا عن مولده ، فقال لي : ولدت في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة بالكوفة.

وبلغني أنّه توفي مسافرا عن الكوفة في سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة وست مئة ، والله أعلم (١).

١٦٣٣ ـ عبد الله بن الحسن بن عبد الملك الرّقّيّ الأصل ، أبو محمد.

كان أحد الشّهود المعدّلين ببغداد ؛ شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله

__________________

(١) ذكر الزكي المنذري أنه توفي بمصر في شهر رمضان سنة ٦١٣ ، وأنه دفن بسفح المقطم. وبهذا التاريخ أخذ الذهبي في تاريخ الإسلام والصفدي في الوافي ، وهو الصواب إن شاء الله.

٤٤٥

النّحوي قراءة عليه ، قيل له : أخبركم القاضي أبو العبّاس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في «تاريخ الحكّام» تأليفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : أبو محمد عبد الله بن الحسن بن عبد الملك الرّقّي شهد في يوم الثّلاثاء سادس عشري ذي الحجة سنة أربع عشرة وخمس مئة ، وزكّاه الشريف أبو تمّام محمد بن محمد ابن الزّوال الهاشميّ وأبو البركات هبة الله بن عليّ ابن البخاري.

وقرأت بخطّ أبي محمد يحيى بن عليّ ابن الطّرّاح الوكيل ومنه نقلت : أنّ أبا محمد الرّقّي توفي في يوم الثلاثاء خامس عشري شهر رمضان سنة ست وعشرين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة درب الخبّازين.

١٦٣٤ ـ عبد الله (١) بن الحسن بن زيد بن الحسن الكنديّ ، أبو محمد التّاجر.

من ساكني دار الخلافة المعظّمة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ أخو أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي الذي قدّمنا ذكره (٢) ، وكان الأصغر ، أعني عبد الله.

سمع أبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبا المظفّر عبد الملك بن

عليّ الهمذاني وغيرهم. وحدّث بالقليل ببغداد ، وانتقل إلى دمشق فسكنها إلى أن توفي بها ، وأظنّه حدّث بها.

بلغني أنّه ولد ببغداد يوم الثلاثاء رابع شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمس مئة.

وتوفي بدمشق في خامس ذي القعدة سنة تسع وتسعين وخمس مئة ،

__________________

(١) ترجمه سبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥١٤ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٤٩ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٣٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٠ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ١٣٣.

(٢) الترجمة.

٤٤٦

وصلّى عليه أخوه أبو اليمن ، ودفن هناك ، رحمه‌الله وإيانا.

١٦٣٥ ـ عبد الله (١) بن الحسين بن عبد الله ، أبو القاسم الهمذانيّ الفقيه الحنفيّ.

أحد الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة رحمه‌الله والشّهود المعدّلين بمدينة السّلام.

شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن محمد الدّامغاني فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي فيما قرئ عليه من أصل سماعه ونحن نسمع ، قيل له : أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في كتاب «تاريخ الحكّام بمدينة السلام» تأليفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدّامغاني شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الهمذاني في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وأربع مئة ، وزكّاه أبو الخطّاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني وأبو سعد المبارك بن علي النّحوي.

١٦٣٦ ـ عبد الله بن الحسين بن عليّ ، أبو محمد الصّائغ.

سمع أبوي القاسم : صدقة بن محمد ابن المحلبان ، وهبة الله بن الحسن بن هلال الدّقّاق ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطّي ، وغيرهم ، وروى عنهم.

سمع منه جماعة من رفقائنا ، ورأيته ولم يتفق لي منه سماع ، وقد أجاز لنا.

١٦٣٧ ـ عبد الله (٢) بن الحسين بن صدقة بن موهوب ، أبو القاسم بن

__________________

(١) ترجمه محيى الدين القرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢٧٤.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٧٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٧٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٠.

٤٤٧

أبي عبد الله الوزّان ، يعرف بعسامة (١).

سمع أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد البغدادي ، وغيره. كتبنا عنه.

قرأت على أبي القاسم عبد الله بن أبي عبد الله الوزّان ، قلت له : حدّثكم أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن عليّ من لفظه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز إجازة. وأخبرنيه عنه يحيى بن عبد الرّحمن قراءة ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا كامل بن طلحة الجحدري ، قال : حدثنا عبّاد بن عبد الصّمد ، عن أنس بن مالك رفع الحديث إلى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «من بلغه عن الله تعالى فضل ، يعني فعمل به ، أعطاه الله ذلك ، وإن لم يكن ذلك كذلك» (٢).

سألت أبا القاسم هذا عن مولده فذكر ما يدلّ أنّه في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة ، والله أعلم.

وتوفي ليلة الثّلاثاء ثالث عشر شعبان سنة ثلاث عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة باب حرب.

١٦٣٨ ـ عبد الله (٣) بن الحسين بن عبد الله ، أبو البقاء بن أبي عبد الله

__________________

(١) قيده المنذري فقال : بعين وسين مهملتين مفتوحتين وبعد الألف ميم مفتوحة وتاء تأنيث.

(٢) إسناده ضعيف جدا ، عباد بن عبد الصمد بصري واه ، قال البخاري : منكر الحديث ، ووهاه ابن حبان وذكر أنه روى عن أنس بنسخة أكثرها موضوعة (تاريخ البخاري الكبير ١ / الترجمة ٢٠٣٣ ، والمجروحين لابن حبان ٢ / ١٧٠ ، وضعفاء العقيلي ٣ / ١١٢١ ، والكامل لابن عدي ٤ / ١٦٤٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٣٦٩).

(٣) ترجمه ياقوت في «عكبرا» من معجم البلدان ٤ / ١٤٢ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ٣٠٧ ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ١١٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٦٢ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١١٩ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ١٠٠ ، وابن الفوطي في الملقبين بمحب الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٦٧٥ ، وأبو الفدا في

٤٤٨

ابن أبي البقاء العكبريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار الفقيه الفرضيّ النّحويّ.

تفقّه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله على أبي حكيم إبراهيم بن دينار النّهرواني ، وأخذ النّحو عن أبي محمد ابن الخشّاب وغيره. وسمع الحديث من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطّي ، ومن أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن النّقّور ، وجماعة آخرين.

وكان جمّاعة لفنون من العلم ، وله مصنّفات حسان في إعراب القرآن الكريم ، وقراءاته المشهورة والشّاذة ، وإعراب الحديث ، والنحو ، واللّغة العربية. وشرح المقامات الحريرية وشعر أبي الطّيّب المتنبي وغير ذلك. سمعنا منه ، ونعم الشّيخ كان.

قرأت على أبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله النّحوي ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلّاد ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ،

__________________

المختصر ٣ / ١٣١ ، واليمني في إشارة التعيين ، الورقة ١١٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٧١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٩١ ، والعبر ٥ / ٦١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٠ ، والدمياطي الحسامي في المستفاد ٢٦٥ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ١٣٩ ، ونكت الهميان ١٧٨ ، واليافعي في مرآة الجنان ٤ / ٣٢ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٨٥ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ١٠٩ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٩٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٤٦ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ٣٨ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٦٧ وغيرهم.

٤٤٩

قال : حدثني اللّيث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعد بن أبي هلال ، عن زيد ابن أسلم ، عن رجل أخبره عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «الدّين النّصيحة. قال : قلنا : لمن يا رسول الله؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم» (١).

سألت الشّيخ أبا البقاء عن مولده ، فقال : ولدت في سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الأحد ثامن ربيع الآخر سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن يوم الأحد بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٦٣٩ ـ عبد الله (٢) بن الحسين بن أحمد بن عليّ بن محمد بن عليّ الدّامغانيّ ، أبو القاسم قاضي القضاة ابن القاضي أبي المظفّر ابن القاضي أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الراوي عن أبي هريرة ، وحديث أبي هريرة يروى من حديث محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح عن أبي هريرة ، وهو حديث أخرجه الترمذي (١٩٢٦) واقتصر على تحسينه لأنه حديث معلول وهم فيه ابن عجلان ، فالمحفوظ أن هذا الحديث من مسند تميم الداري (وهو في صحيح مسلم ١ / ٥٣ (٥٥) (٩٥) وغيره) وهو الذي رجحه أبو حاتم في العلل (٢٠١٩) ، وقال البخاري في تاريخه الصغير ٢ / ٢٦ : «مدار هذا الحديث كله على تميم ، ولم يصح عن أحد غير تميم» وإلى هذا أشار الطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٤٣٩).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٣٥ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١١١ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢١٩ ، ثم أعاده في الملقبين بعماد الدين ٤ / الترجمة ١٠٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٦ ، والعبر ٥ / ٥٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٢ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ١٣٧ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢٧٣ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٨٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٢٣ ، والتميمي في الطبقات السنية ٢ / الورقة ٢٦٠ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٦٣.

٤٥٠

من بيت عريق في القضاء وولاية الأحكام بمدينة السّلام وغيرها ، وأهل فضل وعلم وتقدّم ، تولّى منهم قضاء القضاة شرقا وغربا غير واحد.

وأبو القاسم هذا من أهل العلم والمعرفة بالحكم والفرائض والأدب ، مع عفّة فيه ونزاهة تشتمل عليها ، وحسن طريقة عرف بها. تولّى أولا القضاء والحكم بمدينة السّلام في رجب سنة ست وثمانين وخمس مئة ، وخلع عليه خلعة سوداء وطرحة كحلية ، وأذن له في الإسجال عن الخدمة الشّريفة الإمامية النّاصرية ضاعف الله جلالها وأسبغ على كافة الخلائق ظلالها ، وتقدّم إلى الشّهود بحضور مجلسه والشّهادة عنده وعليه فيما يسجله ، وكان قاضي القضاة يومئذ أبو الحسن محمد بن جعفر العبّاسي بمدينة السّلام إلى أن عزل ، أعني العباسي ، في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة ، فانفرد القاضي أبو القاسم هذا بالقضاء والحكم بمدينة السّلام إلى أن ولي قاضي القضاة أبو طالب عليّ بن عليّ ابن البخاري المرة الثّانية وهو على حكمه وقضائه. وتوفي قاضي القضاة أبو طالب هذا في جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، فانفرد القاضي أبو القاسم أيضا بالحكم ببغداد إلى أن عزل في ثامن عشر رجب سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، فكانت ولايته ثماني سنين ، فلزم منزله إلى أن ولّي قضاء القضاة شرقا وغربا في يوم الثلاثاء خامس عشري شهر رمضان سنة ثلاث وست مئة ، ولّاه ذلك الوزير يومئذ أبو الحسن ناصر بن مهدي ، وخلع عليه الخلعة السّوداء والعمامة الكحلية والطّرحة الكحلية ، وسلّم إليه العهد بذلك ، فحضر جامع القضر الشريف عصر اليوم المذكور وقرئ عهده بمحضر من خلق من العدول والعلماء والأعيان ، وحضرنا ذلك ، وكان القارئ له القاضي أبو المظفّر ابن الرّطبي المحتسب ، وسمع البيّنة حينئذ وحكم. ثم نهض إلى داره بدرب المطبخ. ثم أسكن بباب العامّة المحروس في دار كانت لابن الصّاحب.

ولم يزل على حكمه وقضائه وقبوله الشّهود ، ونوّابه بمدينة السّلام أخوه القاضي أبو عبد الله محمد والقاضي أبو الحسن عليّ بن روح ابن النّهرواني ،

٤٥١

وسائر البلاد والأعمال إلى أن عزل يوم الأربعاء ثاني عشري رجب سنة إحدى عشرة وست مئة ، فكانت ولايته هذه سبع سنين وعشرة أشهر (١).

وقد سمع الحديث من عمّه قاضي القضاة أبي الحسن ، ومن أمّ عتب تجنّي بنت عبد الله الوهّبانية ، وغيرهما. وأجاز له سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه وأدام أيامه ـ وروى عنه الكثير.

وسئل عن مولده فقال : في رجب سنة أربع وستين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الأحد تاسع عشري ذي القعدة سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن يوم الأحد بمقبرة الشّونيزي.

١٦٤٠ ـ عبد الله (٢) بن حيدر بن أبي القاسم ، أبو القاسم القزوينيّ الفقيه الشافعيّ.

سكن همذان ، ودرّس بها الفقه ، وروى الحديث. وكان فاضلا ثقة. سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، وبمرو يوسف بن أيوب الهمذاني وغيرهما. وجمع لنفسه «أربعين حديثا».

قدم بغداد حاجا في سنة أربع وأربعين وخمس مئة وحدّث بها. سمع منه في هذه السنة بها أبو العباس أحمد بن منصور الكازروني ، وحدثنا عنه «بالأربعين» التي جمعها وغيرها ، وروى عنه أيضا شيخنا أبو بكر الحازمي الحافظ ، وأظنّه سمع منه بهمذان بعد هذا التاريخ.

__________________

(١) تنظر بعض سيرته القضائية في الجامع المختصر لابن الساعي ٩ / ٢٣ و ٢٤ و ٢٠١ و ٢٠٧ و ٢٣١ و ٢٧٦ و ٢٨١ و ٢٨٩.

(٢) ترجمه الصفدي في الوافي ١٧ / ١٥٦ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٧ / ١٢٣ ووقعت فيه وفاته بهمذان سنة (٥٨٢) ، وترجمه ابن حجر في لسان الميزان ٣ / ٢٨٠ وقال : اتهمه ابن الصلاح ، ومات بعد الثمانين وخمس مئة.

٤٥٢

قرئ على أبي بكر محمد بن موسى الهمذاني وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم عبد الله بن حيدر بن أبي القاسم القزويني ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا محمد بن الفضل بن أحمد.

وأخبرناه عاليا أبو المفاخر عليّ بن محمد بن الحسن البيهقي فيما كتب إلينا ، قال : أخبرنا محمد بن الفضل بن أحمد قراءة عليه بنيسابور ، قال : أخبرنا عبد الغافر بن محمد التاجر ، قال : أخبرنا محمد بن عيسى ، قال : أخبرنا إبراهيم ابن محمد ، قال : أخبرنا مسلم بن الحجّاج ، قال (١) : حدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم ، قالا : أخبرنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الفتح فتح مكة : «لا هجرة ، ولكن جهاد ونيّة ، وإذا استنفرتم فانفروا».

١٦٤١ ـ عبد الله بن حمزة بن عليّ بن طلحة ، أبو المظفّر بن أبي الفتوح.

وقد تقدّم ذكر أبيه (٢) وأخيه محمد (٣). من بيت أهل ولاية وتقدّم وخدمة الدّيوان العزيز ، مجّده الله.

تولّى النّظر بالأعمال الواسطية ، وصار إليها ، وأقام بها مدة ينظر في ديوانها ، ويتصّرف في أعمالها ، وذلك في الأيام المستضيئية إلى أن عزل عن ذلك ، فعاد إلى بغداد ، وتوفّي بها.

١٦٤٢ ـ عبد الله بن الحارث بن عبد الرّزّاق ، أبو ... (٤).

__________________

(١) صحيح مسلم ، في الجهاد ٦ / ٢٨ (١٣٥٣) ، وهو في البخاري أيضا ٢ / ١٨٠ (١٥٨٧) و ٣ / ١٨ (١٨٣٤) و ٤ / ١٧ (٢٧٨٣) و ٤ / ٢٨ (٢٨٢٥) ، و ٤ / ٩٢ (٣٠٧٧) و ٤ / ١٢٧ (٣١٨٩) من طرق عن منصور ، به. وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (١٥٩٠).

(٢) الترجمة.

(٣) الترجمة ١٥٤.

(٤) هكذا في الأصل مبيض.

٤٥٣

من أهل أصبهان.

قدم بغداد ، وحدّث بها فيما زعم أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني ، وقال : سمعت منه ، والله أعلم.

١٦٤٣ ـ عبد الله (١) بن الخضر بن الحسين ، أبو البركات المعروف بابن الشّيرجيّ الفقيه الشّافعيّ.

من أهل الموصل.

شيخ فاضل صالح عالم ، له معرفة حسنة بمذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه. قدم بغداد وأقام بالمدرسة النّظامية سنين يدرس الفقه والمدرّس بها يومئذ أبو منصور ابن الرّزّاز ومن بعده ، حتى حصّل معرفة المذهب والخلاف ، وتكلّم في المسائل ، وناظر. وسمع بها الحديث الكثير من جماعة منهم : القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبو منصور عبد الرّحمن بن محمد القزّاز ، وأبو الفتح مفلح بن أحمد الدّومي الورّاق ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو الفضل أحمد بن طاهر الميهني ، وأبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وغيرهم.

وحدّث بها وهو شاب بشيء من «سنن» أبي داود السّجستاني ، وعاد إلى بلده ، ودرّس به الفقه ، وروى به الكثير ، وتفقه به جماعة ، وسمع منه خلق من أهل الموصل والواردين إليها. وروى لنا عنه غير واحد.

قرأت على أبي المظفّر محمد بن علوان الفقيه ، قلت له : أخبركم أبو البركات عبد الله بن الخضر ابن الشّيرجي ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، قال : أخبرنا أبو عامر محمود بن

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٤٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٣ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ١٥٩ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٧ / ١٢٣ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ١١٠.

٤٥٤

القاسم الأزدي.

وأخبرناه عاليا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن سعد التّاجر قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو العلاء صاعد بن سيّار الهروي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبو المظفّر عبد الله بن عطاء البغاورداني (١) ، قالا : أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجرّاحي قال : أخبرنا أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبوبي ، قال : حدثنا أبو عيسى محمد ابن عيسى التّرمذي ، قال (٢) : حدثنا محمد بن بشّار ، قال : حدثنا أبو عامر ، عن محمد بن أبي حميد ، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، عن سعد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له ، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله ، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله عزوجل له» (٣).

أنبأنا أبو المواهب الحسن بن هبة الله الدّمشقي ، قال : توفي أبو البركات ابن الشّيرجي بالموصل في سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، وقد قارب الثّمانين.

«آخر الجزء الحادي والثلاثين»

__________________

(١) ويقال فيه : «البغاوردي» نسبة إلى «بغاوردان» ، لم يذكرها ياقوت في معجمه. وقد ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٢٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٠ / ٥٧٨ ، وكانت وفاته سنة ٤٨٧ ، وروى عن الجراحي «جامع الترمذي» كما في هذا الإسناد.

(٢) جامع الترمذي (٢١٥١).

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف محمد بن أبي حميد ، قال : الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ، ويقال له أيضا : حماد بن أبي حميد ، وهو أبو إبراهيم المدني ، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث.

وأخرجه أحمد ١ / ١٦٨ ، وأبو يعلى (٧٠١) ، والبزار كما في كشف الأستار (٧٥٠) ، والحاكم ١ / ٥١٨ ، والبيهقي في شعب الإيمان (٢٠٣).

٤٥٥

١٦٤٤ ـ عبد الله بن خميس ، أبو المظفّر الفقيه الشافعيّ.

من أهل أهر بلدة من بلاد أذربيجان (١).

قدم بغداد ، وتفقّه بها ، وحصّل معرفة المذهب والخلاف ، وتكلّم في المسائل ، وناظر ، وأعاد بالمدرسة النّظامية والمدرّس بها القاضي أبو عليّ يحيى ابن الرّبيع الواسطي ومن بعده. وولي خدمة الصّوفية برباط الكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري برحبة جامع القصر الشّريف والنّظر في وقفه ، وانقطع إلى ذلك ، وترك الإعادة بالمدرسة النّظامية. وأجاز له سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ وحدّث عنه بجامع القصر الشّريف وغيره.

١٦٤٥ ـ عبد الله (٢) بن دهبل بن عليّ بن منصور بن كاره ، أبو محمد ابن أبي الحسن.

من أهل الحريم الطّاهري ، وقد تقدم ذكرنا له فيمن اسمه صالح (٣) على ما بلغنا ، وأعدنا ذكره هاهنا لأنّ عبد الله هو اسمه المشهور ، وهو الذي كان يعرف به ، جمعا بين القولين.

سمع أبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ وغيرهما. سمعنا منه ، وأظنّه كان أميا لا يكتب ، وسماعه صحيح مع أبيه في أصول الشيوخ.

قرأت على أبي محمد عبد الله بن دهبل الطّحّان ، قلت له : أخبركم

__________________

(١) معجم البلدان ١ / ٢٨٣ وقال : خرج منها جماعة من الفقهاء والمحدثين.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٥٧٥ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٤٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٣ ، والمشتبه ٢٨٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ٤٢.

(٣) الترجمة ١٥٧٠.

٤٥٦

القاضي أبو بكر محمد بن أبي طاهر الفرضي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفرّاء ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا عيسى بن سالم الشّاشي ، قال : حدثنا ابن المبارك ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرّة أنّه سمع خيثمة يحدّث عن عدي بن حاتم عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة ، فإن لم تجدوا فبكلمة طيّبة» (١).

توفي عبد الله بن كاره ليلة الجمعة عاشر شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الجمعة بمقبرة باب حرب.

١٦٤٦ ـ عبد الله (٢) بن سعد بن الحسين ابن الهاطرا ، أبو المعمّر الوزّان.

من أهل باب الأزج ، يعرف بخزيفة.

ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه في حرف الخاء المعجمة ، فقال : خزيفة بن سعد بن الحسين ، وقيل اسمه عبد الله. ولم يذكره فيمن اسمه عبد الله وهو اسمه الصّحيح ، وإنما خزيفة لقب عرف به ، وفي سماعاته كلّها اسمه عبد الله ، وهكذا كان يكتب بخطّه إذا سئل الإجازة ، قرأت ذلك بخطه في غير موضع.

سمع أبا الخطّاب ابن البطر ، والحسين بن طلحة النّعالي ، وعليّ بن الحسين بن أيوب ، والحسين بن عليّ ابن البسري.

__________________

(١) حديث صحيح ، تقدم تخريجه في الترجمة ٦٠٣ ، وتكرر في التراجم ٩٩٥ و ١٢٣٩.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٢٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٧١ ، وسير أعلام النباء ٢٠ / ٤٣٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٤ ، والعبر ٤ / ١٧٠ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٨٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٤٣١ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٥٩.

٤٥٧

وكان ثقة.

حدث بالكثير ؛ سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ، ومن بعده. وروى لنا عنه القاضي أبو العباس أحمد بن منصور الكازروني ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، وطاوس بن أحمد المقرئ ، وعمر بن محمد بن جابر في آخرين.

قرأت على أبي العبّاس أحمد بن منصور بن أحمد الفارسي ، قلت له : أخبركم أبو المعمّر عبد الله بن سعد المعروف بخزيفة بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الخطّاب نصر بن أحمد بن عبد الله القارئ ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي داود المنادي ، قال : حدثنا عليّ بن حفص المدائني ، قال : حدثنا ورقاء (١) ، عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تقوم السّاعة حتّى يمر الرّجل بقبر الرّجل فيقول : يا ليتني مكانك» (٢).

بلغني أنّ أبا المعمّر هذا ولد في آخر سنة ثمانين وأربع مئة.

وقال صدقة بن الحسين النّاسخ في «تاريخه» : توفي خزيفة المحدّث في يوم الاثنين ثامن عشر رجب سنة ستين وخمس مئة ، وصلّي عليه بباب الأزج ، وحمل إلى مقبرة أحمد ، يعني بباب حرب ، فدفن هناك ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) هو ورقاء بن عمر اليشكري ، أبو بشر الكوفي نزيل المدائن ، ثقة عن غير منصور بن المعتمر ، كما بيناه في تحرير التقريب ٤ / ٥٨ ـ ٥٩ ، وهو من رجال الشيخين.

(٢) حديث أبي الزناد عبد الله بن ذكوان أخرجه الشيخان من طريق مالك عنه به : البخاري في الفتن ٩ / ٧٣ (٧١١٥) ، ومسلم في الفتن أيضا ٨ / ١٥٢ (١٥٧) (٥٣) ، وهو في الموطأ (٦٤٧ برواية الليثي) ، فانظر مزيد تخريج له هناك.

٤٥٨

١٦٤٧ ـ عبد الله (١) بن شجاع بن فائز بن عليّ ، أبو القاسم الكاتب.

من أهل شارع دار الرّقيق ، يعرف بابن الدّقيّق.

سمع أبا المعالي محمد بن محمد ابن الجبّان العطّاء وروى عنه. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم عبد الله بن شجاع من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو المعالي محمد بن محمد ابن الجبّان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري فيما أذن لنا أن نرويه عنه ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا شيبان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من طلب الشّهادة صادقا أعطيها ، ولو لم تصبه» (٢).

سألت أبا القاسم هذا عن مولده فقال : في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.

(وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب) (٣).

١٦٤٨ ـ عبد الله (٤) بن صالح بن سالم بن خميس ، أبو محمد بن أبي المظفّر الأنباريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار الخبّاز.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ١٤٤ ، وابن الفوطي في الملقبين بكافي الدين من تلخيصه ٥ / الترجمة ٢٣ من الكاف نقلا صريحا من المؤلف.

(٢) حديث صحيح أخرجه مسلم في الجهاد ٦ / ٤٨ (١٩٠٨) عن شيبان ، به.

(٣) ما بين الحاصرتين إضافة من تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي فيما نقله عن المؤلف ، أخلّ به المجلد الباريسي الفريد ، والدليل على أن ما أضفناه هو في أصل هذا التاريخ نقل الذهبي تاريخ الوفاة في المختصر المحتاج من غير أن ينسبه إلى نفسه.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٥٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٥.

٤٥٩

كان يسكن بباب الأزج.

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي وغيرهما. وكانت له إجازة من أبي القاسم بن الحصين ، فيما ذكر تميم ابن البندنيجي ؛ قال تميم : وحدّث عبد الله هذا وروى.

سمع منه جماعة من أصحابنا ، وما اتفق لنا لقاؤه ، ولعله أجاز لي. توفي في ليلة الثّلاثاء حادي عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب الأزج بمقبرة الخلّال ، وتعرف بمقبرة الفيل.

١٦٤٩ ـ عبد الله (١) بن صافي بن عبد الله الخازنيّ ، أبو القاسم.

كان أبوه مولى لرجل يعرف بحسين الخازن فنسب إليه. هكذا ذكر عبد الله هذا ، وقال لي : قرأت القرآن الكريم بالقراءات على أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي وغيره.

قلت : وسمع الحديث من أبي الحسن علي بن أحمد الموحّد ، وأبي عبد الله الحسين بن عليّ الخيّاط سبط أبي منصور المقرئ ، وأبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهروي ، وغيرهم ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم عبد الله بن صافي الخازني من أصل سماعه بالرّباط المجاور لمشهد النّذور عند السّبتي ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن أحمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن عليّ ابن المأمون ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن أحمد الدّار قطني ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا مصعب بن عبد الله الزّبيري ، قال : حدثنا هشام بن عبد الله المخزومي ، قال : حدثنا هشام

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٦٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ١٢٣.

٤٦٠