ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

١٤٧٥ ـ سعد (١) بن جعفر بن سلّام ، أبو الخير السّيّديّ الصّوفيّ.

سمع أبا أحمد معمر بن عبد الواحد القرشي الأصبهاني ، وأبا القاسم يحيى ابن ثابت بن بندار الوكيل ، والكاتبة فخر النّساء شهدة بنت أحمد ابن الإبريّ ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرئ على أبي الخير سعد بن جعفر بن سلّام وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم الدّينوري قراءة عليه وأنت تسمع (٢) ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم الختلي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عليّ بن مسلم الأبّار ، قال : حدثنا عليّ بن هاشم ، قال : حدثنا سليمان بن حسّان ، عن شريك ، عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الدّنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر» (٣).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٠٧ ، وابن الفرات في تاريخه ٩ / الورقة ٨٢.

(٢) في الأصل : «وأنا أسمع» سبق قلم من الناسخ.

(٣) إسناده ضعيف ، فإن عطاء العامري والد يعلى بن عطاء مجهول تفرد بالرواية عنه ابنه يعلى بن عطاء ، وذكره ابن حبان وحده في الثقات وجهله الحافظان ابن القطان والذهبي كما في التحرير ٢ / ١٨ ، وشريك هو ابن عبد الله القاضي سيء الحفظ.

وأخرجه البزار (كما في كشف الأستار ٣٦٤٥) ، والبيهقي في الزهد (٤٤٩) و (٤٥٨) من طريق زيد بن أسلم عن ابن عمر ، وفي إسناده عبد الله بن كثير بن جعفر وهو ضعيف كما بيناه في تحرير التقريب أيضا.

وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان ١ / ٣٤٠ ، وفي الحلية ٦ / ٣٥٣ والخطيب في تاريخه ٧ / ٤٤٤ من طريق نافع عن ابن عمر ، وفي إسناده أحمد بن صالح بن رسلان لم أتبينه إلا أن يكون هو أحمد بن صالح الشمومي المتهم (ترجمته في تعليقنا على تهذيب الكمال ١ / ٣٥٤).

على أن متن الحديث صحيح من حديث أبي هريرة ، فهو في صحيح مسلم ٨ / ٢١٠

٣٢١

توفي سعد هذا في يوم الأربعاء ثاني جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب.

١٤٧٦ ـ سعد (١) بن طاهر بن عليّ بن المؤيّد البلخيّ الأصل الواسطيّ المولد والمنشأ ، أبو الشّكر المقرئ.

صحب أبا الحسن صدقة بن وزير الواسطيّ الواعظ ، وقدم معه إلى بغداد في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، واستوطنها ، وتفقه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وسمع بها من أبي القاسم أحمد بن المبارك بن قفرجل القطّان ، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، ومن شيخه صدقة بن وزير وغيرهم. وسمع بالكوفة من أبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة الحارثي. وحدّث عنهم ، كتبنا عنه ببغداد.

أخبرنا أبو الشّكر سعد بن طاهر بن عليّ قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن غبرة قراءة عليه وأنت تسمع بمنزله بالكوفة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفرج محمد بن أحمد ابن علّان الخازن ، قال : حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي ، قال : حدثنا محمد بن رباح الأشجعي ، قال : حدثنا عليّ بن المنذر الطّريقي ، قال : حدثنا محمد بن فضيل (٢) ، قال : حدثنا ليث ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّ النّاس أشد بلاء؟ قال : «الأنبياء

__________________

وجامع الترمذي (٢٣٢٤) وغيرهما ، وقال الترمذي : حسن صحيح.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٤٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٩٦ ووقع فيه بخطه «سعيد» ، والظاهر أنه سبق قلم منه ، فقد جاء في المختصر المحتاج ٢ / ٨٤ «سعد» على الوجه ، وهو بخطه أيضا.

(٢) في الأصل : «فضل» خطأ ، فهو محمد بن فضيل بن غزوان وهو الذي يروي عن ليث بن أبي سليم.

٣٢٢

ثم الصّالحون» (١).

سمعت سعد بن طاهر هذا يقول : مولدي بواسط في سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.

توفي ببغداد ليلة الثّلاثاء ثامن عشر جمادى الأولى سنة سبع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثّلاثاء بالعطّافية.

١٤٧٧ ـ سعد بن مظفّر بن المطهّر ، أبو ... (٢) الصّوفي.

من أهل يزد.

قدم بغداد ، وتفقه بها على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وأقام بالمدرسة النّظامية مدة وخالط الصّوفية ، وسافر إلى الشّام ، وعاد إليها وأقام برباط الزّوزني بالجانب الغربي.

ولي رباط الأرجوان أم الإمام المقتدي بأمر الله رضي‌الله‌عنه بدرب زاخي (٣) ، وسكنه متقدّما على من فيه من المتصوّفة. وقد أجاز له سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله ، خلّد الله ملكه ، وروى عنه.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف ليث وهو ابن أبي سليم بن زنيم. على أن متن الحديث صحيح من حديث أبي هريرة الذي أخرجه الطيالسي (٢١٥) وابن سعد ٢ / ٢٠٩ ، وابن أبي شيبة ٣ / ٢٣٣ ، وأحمد ١ / ١٧٢ ـ ١٧٣ و ١٨٥ ، وعبد بن حميد (١٤٦) ، والدارمي (٢٧٨٦) ، والترمذي (٢٣٩٨) ، وابن ماجة (٤٠٢٣) ، وابن حبان (٢٩٠١) و (٢٩٢١) وغيرهم ، وقال الترمذي : «هذا حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن أبي هريرة وأخت حذيفة بن اليمان».

(٢) بيض المؤلف إذ لم يعرف كنيته ، ولم يعد إليه.

(٣) وتدعى قرة العين ، قال الذهبي : «عاشت في العز والجاه حتى رأت البطن الرابع من أولادها. وكانت صالحة كثيرة الصدقة ... ولها رباط بمكة ورباط ببغداد» ، وذكرها في وفيات سنة ٥١٢ (تاريخ الإسلام ١١ / ١٨٨) وهي من المترجمات في هذا الكتاب كما دلّ عليه المختصر المحتاج ٣ / ٢٥٧.

٣٢٣

١٤٧٨ ـ سعد بن عليّ بن أبي منصور ، أبو منصور اللّبّان.

من ساكني الظّفرية.

بلغني أنّه سمع أبا المظفّر عبد الملك بن عليّ الهمذاني نزيل بغداد ، وأنّه حدّث عنه بشيء يسير ، سمع منه بعض أصحابنا.

١٤٧٩ ـ سعد بن محمد بن عسكر ، أبو منصور بن أبي الفرج.

من أهل الأنبار ، سكن بغداد ، وتولّى ديوان العرض يوم الجمعة ثامن عشري رمضان سنة أربع عشرة وست مئة.

* * *

ذكر من اسمه سعيد

١٤٨٠ ـ سعيد بن محمد بن هبة الله بن الطّيّب ، أبو سعد.

سمع أبا القاسم عبد الواحد بن عليّ بن فهد العلّاف ، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» الذين كتب عنهم.

١٤٨١ ـ سعيد بن شريف الخيّاط.

من شيوخ ابن كامل أيضا ، ذكره في «معجمه» وروى عنه حديثا ذكر أنّه حدّثه به عن أبي الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، والله أعلم.

١٤٨٢ ـ سعيد بن الحسين ، أبو الفرج.

كان له شعر رواه عنه جماعة. وقرأت في كتاب أبي بكر بن كامل ، قال : أنشدني لنفسه :

كم من أخ لي كنت أدعو له

أن يجعل الدّنيا جميعا إليه

حتّى إذا صار إلى غاية

منها وصارت حاجتي في يديه

٣٢٤

حال عن العهد وعن ودّنا

وأظهر الشّحّ على ما لديه

فلم يكن بين دعائي له يومان

حتّى صرت أدعو عليه

١٤٨٣ ـ سعيد بن رافع بن كامل بن علي الكعيتيّ (١).

من أهل الأنبار ، غير مكنّى.

قال القاضي عمر بن عليّ القرشي : حدّث عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك السّقطي في «معجم شيوخه» وقال : كان شيخا صالحا جاور بالقدس مدة ، وسمع هناك من أبي القاسم مكي بن عبد السّلام المقدسي ، وقدم علينا. وأخرج عنه حديثا رواه عن مكّي المذكور.

١٤٨٤ ـ سعيد (٢) بن الحسين بن شنيف ، أبو عبد الله ، أمين القضاة.

كان يسكن بالجانب الغربي بمحلة دار القزّ ، وهو والد شيخنا أبي عبد الله الحسين ، وينسب إلى ديلم العرب ، وهو ديلم بن عبيد.

سمع أبا عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين السّرّاج ، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي ، وغيرهما. وحدّث عنهم ؛ سمع منه أبو البقاء محمد بن محمد بن طبرزد وأخوه عمر ، وابنه أبو عبد الله الحسين بن سعيد ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، وجماعة غيرهم.

وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه فيمن اسمه عبد الله : عبد الله بن الحسين بن شنيف أبا سعيد ، وقال : قال لي أنا من ديلم العرب من أهل دار القز. سمع الحسين بن أحمد بن طلحة. وهو هذا ووهم في تسميته عبد الله وكنيته بأبي سعيد ، والصّواب ما ذكرناه ، وهكذا نسب ابنه الحسين بن سعيد بن الحسين ، وهكذا سمّاه القاضي القرشي في شيوخه ، وهكذا حدّثنا عنه

__________________

(١) جوّد الناسخ ضبط هذه النسبة ، ولا أدري إلى أي شيء هي.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨٥ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٧ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٧١.

٣٢٥

أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، كلّهم سمّاه سعيدا وكنّاه بأبي عبد الله ، لا كما ذكر تاج الإسلام ، والله الموفق.

قرأت على أبي محمد بن أبي نصر البزّاز (١) ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله سعيد بن الحسين بن شنيف الدّيلمي بقراءتك عليه بباب منزله بدار القز ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين السّرّاج قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله الحرفي إملاء ، قال : حدثنا أبو أحمد حمزة بن محمد الدّهقان ، قال : حدثنا محمد بن غالب ، قال : حدثنا العمري ، يعني عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر أنّ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا كانوا ثلاثة فلا يتناج اثنان دون واحد» (٢).

سألت أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن شنيف عن وفاة أبيه فقال : توفي في منتصف ذي الحجة سنة أربع وخمسين وخمس مئة ، وقد نيّف على التّسعين ، ودفن باب حرب.

١٤٨٥ ـ سعيد بن الحسن بن المبارك ، أبو محمد البزّاز يعرف بابن المالحاني.

سمع أبا منصور محمد بن أحمد الخيّاط المقرئ ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي في «تاريخه».

__________________

(١) هو عبد العزيز بن الأخضر ، يدلسه لكثرة دورانه عنده.

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري ، لكن تابعه عليه غير واحد في روايته عن نافع ، به ، منهم : مالك ، وعبيد الله بن عمر ، وابن إسحاق ، وأيوب بن موسى ، وشعيب بن أبي حمزة ، والليث بن سعد ، وأيوب بن أبي تميمة السختياني ، كما بيناه مفصلا في المسند الجامع ١٠ / ٦٣٧ ـ ٦٣٨ حديث ٨٠٠١.

وحديث عبد الله بن عمر هذا أخرجه الحميدي (٦٤٦) عن سفيان بن عيينة عنه. وهو في الصحيحين من حديث مالك عن نافع : البخاري ٨ / ٨٠ (٦٢٨٨) ، ومسلم ٧ / ١٢ (٢١٨٣). وللحديث طرق كثيرة عن ابن عمر.

٣٢٦

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر القرشي ، قال : أخبرنا أبو محمد سعيد بن الحسن بن المبارك ابن المالحاني البزّاز ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد المقرئ الخيّاط ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن شاهين ، قال : قرئ على أبي وأنا أسمع.

وأخبرناه عاليا أبو طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله العطّار يعرف بابن المعطوش بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو الغنائم محمد بن محمد بن أحمد ابن المهتدي بالله قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به.

وأخبرناه أيضا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفّر ويعرف بابن السّبط بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو العز أحمد بن عبيد الله بن حمدان العكبري ؛ قالا : أخبرنا أبو طالب محمد بن عليّ بن الفتح العشاري ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ، قال : حدثنا محمد بن صالح بن زغيل التّمّار بالبصرة ، قال : حدثنا طالوت بن عبّاد ، قال : حدثنا فضّال بن جبير ، قال : سمعت أبا أمامة يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تعجبوا بعمل عامل حتى تنظروا بما يختم له» (١).

١٤٨٦ ـ سعيد بن هبة الله بن سعيد بن المسلّم بن علي بن ميمون بن محمد بن عليّ بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن عليّ بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو الفتح الهاشميّ.

من أهل الكوفة ، يعرف بابن الصّيقل ، والد شيخنا أبي القاسم موسى.

كان يتولّى نقابة العبّاسيين بالكوفة ، ثم قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وتولّى لها حجابة باب النّوبي سنين في خلافة الإمام المقتفي لأمر الله

__________________

(١) إسناده ضعيف جدا ، فإن فضّال بن جبير ، وهو أبو المهند الغداني ذكره ابن عدي في الكامل ٦ / ٢٠٤٧ وقال : «ولفضال بن جبير عن أبي أمامة قدر عشرة أحاديث كلها غير محفوظة».

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٨٠٢٥).

٣٢٧

رضي‌الله‌عنه إلى أن عزل عن ذلك في سنة خمسين وخمس مئة.

وقد سمع بها من جماعة منهم : أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد ابن الطّرائفي ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي وجماعة من طبقتهم. وبلغني أنّه كان خيّرا.

توفي ليلة الثلاثاء ثالث عشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وخمس مئة ببغداد ، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة الشّونيزي بالجانب الغربي.

١٤٨٧ ـ سعيد (١) بن المبارك بن عليّ ، أبو محمد النّحوي ، يعرف بابن الدّهّان.

بغداديّ فاضل له معرفة جيّدة بالنّحو ، وله فيه مصنّفات وشروح ، منها : «شرح كتاب الإيضاح» لأبي عليّ الفارسي في نحو من أربعين مجلدا ، ومنها : «شرح كتاب اللّمع» لأبي الفتح بن جنّي في عدّة مجلدات وغير ذلك. وكان له شعر حسن.

وقد سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، ومن أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وغيرهما. سكن قبل وفاته بسنين الموصل وأقام بها إلى حين وفاته ، وأخذ عنه هناك النّاس نحوا وأدبا كثيرا.

وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في «تاريخه» وروى عنه شيئا من شعره وذلك قبل خروجه إلى الموصل ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن

__________________

(١) ترجمه العماد في القسم العراقي من الخريدة ١ / ٨٢ ، وياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١٣٦٩ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٤١١ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٢ / ٣٨٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٠٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٨١ ، والعبر ٤ / ٢٠٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨٥ ، وابن فضل الله في مسالك الأبصار ٤ / ٢ / ٢٥٥ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٢٥٠ ، ونكت الهميان ١٥٨ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٣٩٠ ، والإسنوي في الطبقات ١ / ٥٣٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٧٢ ، والسيوطي في البغية ١ / ٥٨٧ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٣٣ وغيرهم.

٣٢٨

وفاته كما شرطنا.

توفي أبو محمد ابن الدّهّان بالموصل في عيد الفطر سنة تسع وستين وخمس مئة.

١٤٨٨ ـ سعيد (١) بن صافي بن عبد الله ، أبو شجاع الحاجب.

كان والده مولى لأبي عبد الله بن جردة التّاجر.

من أهل باب المراتب.

وأبو شجاع كان حافظا للقرآن المجيد ، قد قرأه على جماعة من الشّيوخ.

وسمع من أبي الحسن ابن العلّاف ، وأبي القاسم بن بيان ، وإسماعيل بن ملّة ، وغيرهم.

وكان حسن الخطّ ، كتب الكثير لنفسه وغيره ، وحدّث بشيء من مسموعاته ؛ سمع منه القاضي عمر القرشي ورفقاؤه ، وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو شجاع سعيد بن صافي بن عبد الله قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان.

وأخبرناه عاليا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرّحمن بن محمد القزّاز بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا إسماعيل بن عيّاش الحمصي ، عن يحيى بن سعيد الكلاعي ، عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرّة الحضرمي ، عن عقبة بن عامر الجهني قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصّدقة والمسرّ بالقرآن

__________________

(١) ترجمه الذهي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٤٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨٦.

٣٢٩

كالمسرّ بالصّدقة» (١).

أنبأنا عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : سألت سعيد بن صافي عن مولده فقال : في أحد الرّبيعين سنة إحدى أو سنة اثنتين وخمس مئة. قال : وتوفّي يوم الأربعاء خامس عشري رجب سنة سبعين وخمس مئة ، ودفن في غده.

١٤٨٩ ـ سعيد (٢) بن عبد الله بن أحمد بن المفضّل بن محمد ابن الأيسر ، أبو القاسم.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدّوري ، وأبا الغنائم محمد بن عليّ ابن ميمون النّرسي ، ومن بعدهما ، وحدّث عنهم. وقد كان يلي بعض الأمور السّلطانية ولم يحمد.

سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب ، والقاضي عمر بن عليّ الدّمشقي.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن القرشي ، قال : أخبرنا أبو القاسم سعيد بن عبد الله بن أحمد ابن الأيسر ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن

__________________

(١) إسناده صحيح.

أخرجه أحمد ٤ / ١٥١ و ١٥٨ و ٢٠١ ، والبخاري في خلق أفعال العباد (٧١) ، وأبو داود (١٣٣٣) ، والترمذي (٢٩١٩) ، والنسائي في المجتبى ٣ / ٢٢٥ و ٥ / ٨٠ وفي الكبرى (١٢٨٣) ، وأبو يعلى (١٧٣٧) ، وابن حبان (٧٤٣) ، والطبراني في الكبير ١٧ حديث ٩٢٣ و ٩٢٥ ، وفي الأوسط (٣٢٥٩) ، وفي مسند الشاميين (١١٦٤) و (١١٦٥) و (١٢٠٩) و (١٩٩١) ، والبيهقي في الكبرى ٣ / ١٣ ، وقال الترمذي : حسن غريب. قلت : لعله استغربه لما جاء عند الحاكم ١ / ٥٥٥ عن يحيى بن أيوب ، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، به ، إلا أنه جعله من مسند معاذ بن جبل ، وهي رواية خطأ ، فقد تابع معاوية بن صالح إسماعيل بن عياش في روايته ، وهو محفوظ من رواية عقبة ، قال المزي في تحفة الأشراف ٦ / ٦٢١ : «رواه ثابت بن ثوبان ، عن مكحول عن عقبة بن عامر».

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٥٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨٧.

٣٣٠

عبد الباقي الدّوري في شعبان سنة سبع وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن عليّ الكوفي ، قال : حدثنا عمر بن إبراهيم الكتّاني ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الضرّاب ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سنان السّعدي ، قال : حدثنا سوّار بن ثعلبة ، قال : حدثنا محمد بن سواء ، قال : حدثنا روح بن القاسم ، قال : حدثنا عبد الله بن ذكوان ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «الصّيام جنّة ، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل ، فإن امرء قاتله أو شاتمه فليقل : إنّي صائم» (١).

قال القرشيّ : سألته عن مولده ، يعني أبا القاسم ابن الأيسر ، فقال : في يوم الثّلاثاء ثامن عشر رمضان سنة سبع وتسعين وأربع مئة. قال : وتوفي يوم الجمعة خامس عشري شعبان سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

١٤٩٠ ـ سعيد (٢) بن عبد الله بن القاسم بن المظفّر ابن الشّهرزوري ، أبو الرّضا بن أبي محمد بن أبي أحمد الملقّب فخر الدين.

أخو كمال الدين أبي الفضل محمد الذي قدّمنا ذكره (٣) ، وهذا الأصغر. من أهل الموصل.

فقيه فاضل شافعيّ المذهب من بيت الرّياسة والتّقدّم. قدم بغداد في صباه أولا وأقام بها للتّفقه مدة ، وسمع بها من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن

__________________

(١) إسناده صحيح ، روح بن القاسم ثقة ثبت ، وقد تابعه على روايته مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، ومحمد بن إسحاق ، والمغيرة الحزامي فرووه بإسناده ومتنه ، كما بيناه في المسند الجامع ١٧ / ١٢٨ ، وهو في البخاري من حديث مالك ٣ / ٣١ (١٨٩٤) ، وفي صحيح مسلم من حديث سفيان بن عيينة والمغيرة ٣ / ١٥٧ (١١٥١).

(٢) ترجمه سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٣٦٢ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢١٠٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٨٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨٧ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٢٣٢ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٧ / ٩٢.

(٣) في المجلد الأول ، الترجمة ٢٢١.

٣٣١

محمد الأنصاري ، ومن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي لمّا قدمها ، ومن غيرهما. وخرج إلى خراسان وأقام عند الشّيخ محمد بن يحيى بنيسابور مدّة يتفقه.

وذكره لنا شيخنا جمال الدين أبو القاسم بن فضلان ، وقال : كان معنا عند ابن يحيى بنيسابور ، وأثنى عليه.

وعاد إلى بلده ، ودرّس الفقه وتقدّم حتى صار أوجه أهل بيته في زمانه. وقدم بغداد مرارا رسولا من أمراء الموصل إلى الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ ورأيته بها ولم يتفق لي السّماع منه.

وحدّث ببغداد في محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة عن زاهر الشّحّامي ؛ فسمع منه أبو القاسم هبة الله بن الحسن ابن الفقيه ، وأبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي ، والعدل أبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير ، وعاد إلى بلده.

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : سألت القاضي أبا الرّضا سعيد ابن عبد الله ابن الشّهرزوري عن مولده ، فقال : في محرم سنة ست وخمس مئة.

وحدّثني القاضي أبو منصور المظفّر بن عبد القاهر قاضي الموصل بمجلس حكمه بها أنّه توفي في العشر الأخر من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وخمس مئة.

١٤٩١ ـ سعيد بن محمد بن المسلّم بن أبي الحسين الحرّانيّ الأصل ، أبو جعفر البغداديّ الأبريسميّ.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشيّ ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أخبرنا أبو المحاسن عمر بن عليّ الحافظ إذنا ، قال : أخبرنا أبو جعفر سعيد بن محمد الأبريسمي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه.

٣٣٢

وأخبرنا عاليا أبو طاهر لا حق بن أبي الفضل الصّوفي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن المذهب الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد ابن جعفر بن حمدان ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا مؤمّل ، قال : حدثنا حمّاد ، قال : حدثنا زياد بن مخراق ، عن شهر ، عن عقبة بن عامر ، قال : حدثني عمر أنّه سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من مات يؤمن بالله واليوم الآخر قيل له : ادخل من أيّ أبواب الجنّة الثّمانية شئت» (١).

قال القرشيّ : سألت أبا جعفر الأبريسميّ عن مولده ، فقال : في سنة عشر وخمس مئة بمدينة السّلام.

١٤٩٢ ـ سعيد بن كثير بن سعيد بن الحسن بن شماليق ، أبو القاسم بن أبي عبد الله الوكيل.

كان أبوه من أهل التّقدّم ويلي الوكالة للإمام المقتفي لأمر الله رضي‌الله‌عنه. وأسمع ابنه هذا من جماعة ، وكان يحضر الشّيوخ عنده في داره ، ويقرأ عليهم بحضوره ، ويسمع ابنه.

قال لنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي : سمعنا «تاريخ بغداد» جمع الخطيب أبي بكر بن ثابت على أبي منصور بن زريق القزّاز في دار كثير بن شماليق بقراءة الشّيخ أبي محمد ابن الخشّاب. وقال : وكان كثير كبيرا. يعني : كبير المنزلة.

سمع سعيد هذا من أبي منصور عبد الرّحمن بن محمد القزّاز ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وطبقتهما.

وذكره القاضي عمر بن عليّ القرشي في شيوخه الذين سمع منهم وكتب

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف شهر ، وهو ابن حوشب. على أن متن الحديث صحيح من حديث عقبة بن عامر عن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنهما ، كما بيناه في تعليقنا على ابن ماجة (٤٧٠) ، والترمذي (٥٥).

٣٣٣

عنهم ببغداد ، والله الموفق.

وذكر أحمد بن شافع في «تاريخه» أنّ سعيدا هذا توفّي ببعض مخاليف اليمن في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، وورد الخبر بموته في هذه السنة.

١٤٩٣ ـ سعيد بن محمد بن محمد بن سهلان ابن العطّار ، أبو الحسين ابن أبي طاهر.

من شيوخ القاضي أبي المحاسن الدّمشقي ، ذكره في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم ، وأظنّه أخا لأبي الفتح ابن العطّار الشّاهد ، والله أعلم.

١٤٩٤ ـ سعيد (١) بن الموفّق بن عليّ بن جعفر النّيسابوريّ ، ثم البغداديّ ، أبو محمد بن أبي البقاء الخازن.

أحد الصّوفية برباط شيخ الشّيوخ إسماعيل بن أبي سعد الصّوفي النّيسابوري ، وممن صحبه ولابنه أبي القاسم عبد الرّحيم ، وكان معه إلى أن توفي.

سمع من جماعة منهم : أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبو عبد الله الحسين ابن الفرّخان السّمناني ، وشيخ الشيوخ أبو البركات إسماعيل بن أحمد النّيسابوري ، وغيرهم.

سمع منه ابنه أبو بكر محمد ، والقاضي عمر القرشي ، وعبد العزيز بن دلف المقرئ وغيرهم.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو محمد سعيد بن الموفّق بن عليّ الخازن ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ الجوهري.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة (الورقة ٤ من القسم غير المنشور) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٢٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨٩.

٣٣٤

وقرأته على أبي حفص عمر بن أبي بكر ابن التّبّان المقرئ بمسجده بالمأمونية من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ الجوهريّ قال (١) : حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : حدثنا بشر بن موسى الأسدي ، قال : حدثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ ، قال : حدثنا سعيد بن أبي أيّوب ، قال : حدثني أبو الأسود ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قتل دون ماله مظلوما فله الجنّة» (٢).

قال القرشي : سألته ، يعني سعيدا الخازن عن مولده ، فقال : في ليلة رجب (٣) سنة خمس وخمس مئة.

وقال غيره : توفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي.

__________________

(١) في الأصل : «قالا» وهو سبق قلم لعله من الناسخ ، لأن الإسنادين يلتقيان عند أبي محمد الحسن الجوهري.

(٢) حديث صحيح.

أخرجه بهذا اللفظ الإمام أحمد عن عبد الله بن يزيد المقرئ ٢ / ٢٢٣ ، والنسائي في المجتبى ٧ / ١١٥ وفي الكبرى (٣٥٤٩) عن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم ، عن عبد الله ابن يزيد المقرئ.

وأخرجه البخاري عن عبد الله بن يزيد المقرئ (٣ / ١٧٩ حديث ٢٤٨٠) بلفظ «من قتل دون ماله فهو شهيد» ، ورواية النسائي أصح من هذا الوجه ، قال الحافظ في الفتح ٥ / ١٢٣ نقلا عن الإسماعيلي : «كذا أخرجه البخاري ، وكأنه كتبه من حفظه ، فجاء به على اللفظ المشهور ، وإلا فقد رواه الجماعة عن المقرئ بلفظ : (من قتل دون ماله مظلوما فله الجنة) ، ومن أتى به على غير اللفظ الذي اعتيد ، فهو أولى بالحفظ ، ولا سيما وفيهم دحيم ، وكذلك ما زادوه من قوله : (مظلوما) ، فإنه لا بد من هذا القيد».

(٣) هكذا في الأصل ، فكأنه يريد : «ليلة غرة رجب» واختصر المنذري الموضوع فقال : في رجب.

٣٣٥

١٤٩٥ ـ سعيد (١) بن عبد السّميع بن محمد بن شجاع الهاشميّ ، أبو الحسن بن أبي المظفّر ، أخو شيخنا أبي الكرم عبد الرّزّاق ، وسعيد الأسن.

سمع أبا القاسم هبة الله بن عبد الله الشّروطي ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي ، وغيرهم ، وروى عنهم.

سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبو بكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ ، وجماعة من أصحابنا. وأدركناه ، وما اتفق لنا لقاؤه.

أنبأنا القرشي ، قال : سألت سعيد بن عبد السميع عن مولده فقال : في سنة أربع عشرة وخمس مئة.

قلت : وتوفي في يوم الأحد ثالث عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.

١٤٩٦ ـ سعيد (٢) بن الحسين بن علي بن رويج ، أبو القاسم البيّع.

من أهل باب البصرة.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وجماعة بعده منهم أبو الفضل محمد بن ناصر السّلامي وغيره.

سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق البابصري ، وذكره في «معجم شيوخه» ، قال : وتوفي بقرية من قرى سنجار في ليلة الجمعة خامس عشر شعبان سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة ، ودفن بها ، قال : وجاءنا نعيّه مع الحاج ، نقلت ذلك من خطّه.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٥٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨٩.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٩.

٣٣٦

١٤٩٧ ـ سعيد (١) بن يحيى بن عليّ بن الحجّاج بن محمد بن الحجّاج ، أبو المعالي بن أبي طالب بن أبي طالب بن أبي الحسن المعروف بابن الدّبيثي ، والدي.

من أهل واسط منسوب إلى قرية تعرف بدبيثا قريبة من باكسايا منها كان جدّه عليّ ، ثم قدم واسطا واستوطنها ، وبها ولد أولاده يحيى وأخويه.

ولد والدي بواسط ، وقدم بغداد وهو صغير مع أبيه ، وأقام بها مدة ، وسكن دار الخلافة المعظّمة بباب النّوبي في الدّرب الجديد إلى أن توفّي والده بها ، وسمع بها الحديث من أبي الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري وغيره ، وكتب بها عن جماعة حكايات وأناشيد ، رأيتها في مجموع بخطّه ، وعاد إلى واسط ونزلها إلى حين وفاته.

وقد أجاز له القاضي أبو عليّ الحسن بن إبراهيم الفارقي وغيره. كتبت عنه أناشيد وغيرها ، ولم أظفر بسماعه إلا بعد وفاته رحمه‌الله.

قرأت في الكتاب الذي سمعه والدي أبو المعالي سعيد بن يحيى بن عليّ ابن الحجّاج ومنه نقلت ، قال : أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري قراءة عليه وأنا أسمع بشرقي بغداد بجامع القصر الشّريف يوم الجمعة حادي عشر صفر سنة سبع وثلاثين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو الخطّاب نصر ابن أحمد بن عبد الله المعروف بابن البطر ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد ابن عثمان البزّاز العكبري ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حرب الطّائي ، قال : حدثني أبو جدي عليّ بن حرب ، قال : حدثنا أبو داود الحفري ، قال : حدّثنا سفيان (٢) ، عن سلمة بن كهيل ، عن هلال بن يساف ،

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٩٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بمجد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٢٦١ من الميم ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٠٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٠.

(٢) هو الثوري.

٣٣٧

عن سمرة بن جندب ، قال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفضل الكلام أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا عليك بأيّها بدأت» (١).

أنشدنا والدي أبو المعالي سعيد بن يحيى بن عليّ من حفظه بواسط ، قال : أنشدنا سعد الدين أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن شبيب ببغداد لنفسه :

وأغيد لم تسمح لنا بوصاله

يد الدّهر حتّى دبّ في عاجه النّمل

تمنّيت لما اختطّ فقدان ناظري

ولم أر إنسانا تمنّى العمى قبل

ليبقى على مرّ الزّمان خياله

حيالي وفي عيني لمنظره شكل

سمعت والدي يقول : مولدي في سنة سبع وعشرين وخمس مئة. وقرأت بخطّ عمه أبي القاسم بن عليّ ولد ابن أخي أبو المعالي سعيد بن أبي طالب يوم السّبت سابع عشري صفر سنة سبع وعشرين وخمس مئة.

وتوفي في ليلة الجمعة يوم عيد الأضحى من سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، وصلّيت عليه يوم الجمعة بين الأذان والإقامة بجامع واسط والجمع وافر ، وكنت إماما. ومضينا مع جنازته إلى مقبرة داوردان وهي مقبرة بينها وبين البلد فرسخ ، فدفن هناك عصر اليوم المذكور والله يرحمه وإيانا إذا صرنا مصيره إنّه

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه الطيالسي (٨٩٩) و (٩٠٠) ، وأحمد ٥ / ١١ ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٤٧) ، وابن ماجة (٣٨١١) وغيرهم من طريق شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري عن سلمة ابن كهيل عن هلال بن يساف ، عن سمرة.

ورواه منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن الربيع بن عميلة الفزاري ، عن سمرة ، فزاد بين هلال وسمرة الربيع بن عميلة ، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد ، فإن هلال بن يساف لم يقل عنه أحد أنه أرسل عن سمرة ، وسماعه منه محتمل جدا.

وقد أخرج رواية منصور : مسلم ٦ / ١٧٢ (٢١٣٧) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٥٦) ، وغيرهما ، وقد استوفينا تخريجه من هذا الوجه في تعليقنا على تاريخ الخطيب ٦ / ١٣٤

٣٣٨

رؤوف رحيم ، آمين.

١٤٩٨ ـ سعيد (١) بن المبارك بن أحمد بن صدقة بن موهوب ، أبو البدر ابن أبي جعفر بن أبي بكر الحماميّ (٢) ، يعرف بابن الجمّال (٣).

سمع أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد السّلامي ، وأبا الوقت السّجزي ، وجماعة بعدهما. وروى شيئا يسيرا ، سمع منه ابنه أبو القاسم (٤) وغيره.

ولد في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة. وتوفي يوم السّبت رابع عشري شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الشّرقي بالمقبرة المعروفة بالورديّة (٥).

١٤٩٩ ـ سعيد (٦) بن عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الحرّانيّ الأصل البغداديّ ، أبو بكر بن أبي الفرج بن أبي الفتح ، وسيأتي ذكر أبيه.

سمع أبو بكر هذا من أبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي ، وغيره.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٦٥ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٢٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٧١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٣٠١.

(٢) هذا الرجل كان حمّاميا ـ بالتشديد نسبة إلى الحمّام الذي يغتسل فيه الناس ، وحماميا ـ نسبة إلى الحمام التي هي الطيور واقتنائها ، فذكر له ابن نقطة النسبتين ، وكذلك المنذري في التكملة ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه. وفي النسخة الخطية من تاريخ ابن الدبيثي نسبة واحدة ليس عليها حركات.

(٣) قيده المنذري بالجيم.

(٤) هو أبو القاسم موهوب بن سعيد ، توفي سنة ٦١٨ ، وهو مترجم في التكملة ٣ / الترجمة ١٨١١ وغيرها ، ولم تصل إلينا ترجمته في هذا الكتاب لضياع هذا القسم منه.

(٥) موجودة إلى اليوم ، وتعرف بمقبرة الشيخ عمر ، نسبة إلى العالم الزاهد الشهير الشيخ شهاب الدين عمر السّهروردي.

(٦) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٣٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٧١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٠.

٣٣٩

وبلغني أنه روى شيئا يسيرا ، ولم أقف على سماعه إلا بعد وفاته.

توفي يوم الاثنين مستهل شعبان من سنة ست وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب عند أبيه وأهله.

١٥٠٠ ـ سعيد بن أسعد بن أحمد بن محمد الحطّابيّ ، بالحاء المهملة منسوب إلى الحطّابية ، أبو منصور بن أبي البركات يعرف بابن البلديّ الكاتب.

شابّ كان فيه فضل وتميّز ، حفظ القرآن الكريم وله سبع سنين ، وسمع كثيرا من الحديث ، ونظر في شيء من العربية ، وكان حفظة للأشعار والنّوادر إلا أنّه لم يبلغ أوان الرّواية ، وتوفي شابا ، وكان لنا صديقا.

كتب إليّ أبو منصور سعيد بن أبي البركات كتابا وأنا في بعض قرى السّواد من أعمال بغداد فكان في أوله :

كنتم لعيني صباحا لا مساء له

فعاضها البين ليلا ما له سحر

وما أعاب بشيء بعد فرقتكم

إلا البقاء وإني منه أعتذر

توفي أبو منصور هذا في ليلة الثّلاثاء خامس عشري صفر سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الثّلاثاء بالمدرسة النّظامية ، ودفن بداره بدرب الجهرمي شرقي بغداد.

١٥٠١ ـ سعيد (١) بن عبد العزيز بن عبد الله ، أبو الفتوح النّاتليّ ، يعرف بالمشربش.

كان أبوه مولى لرجل تاجر يعرف بالنّاتلي ، وكان اسمه بختيار فسمّاه أبو الفتوح عبد العزيز.

وأبو الفتوح هذا كان صاحب غناء وألحان ، ظريفا ، يحفظ الحكايات

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨١٤ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٢٣٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣١٣.

٣٤٠