ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

أبو علي الكاغديّ.

من أهل سمرقند.

سمع ببلده أبا بكر محمد بن نصر البخاري. قدم بغداد حاجا في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، وحدّث بها وبمكة شرّفها الله.

سمع منه أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج ابن الحصري ، وأبو محمد عبد الرّحمن بن عمر الواعظ ، وغيرهما.

١٢٥٣ ـ الحسن (١) بن هبة الله بن أحمد بن عليّ بن عبيد الله بن سوار ، أبو طاهر بن أبي الفوارس بن أبي طاهر.

أحد الوكلاء بباب القضاة ، من أولاد الشّيوخ الرّواة ، وجدّه أبو طاهر كان مقرئا صاحب تصنيف في القراءات.

سمع أبو طاهر هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه الحافظ أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق وغيرهما.

أنبأنا القاضي أبو المحاسن بن أبي الحسن القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو طاهر الحسن بن هبة الله بن سوار ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشّيباني. وقرأته على القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد بن بختيار بواسط ، وعلى أبي الحسن عليّ بن محمد بن يعيش ببغداد ، قلت لكل واحد منهما : أخبرك الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الكاتب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزّاز ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشّافعي ، قال (٢) : حدّثنا محمد

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٢٥٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ٢٠٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٦٩٩.

(٢) الغيلانيات (٥٧٠).

١٤١

ابن يونس بن موسى ، قال : حدثنا فهد بن حيّان (١) ، قال : حدثنا مالك بن أنس (٢) ، عن طلحة بن عبد الملك ، عن القاسم ، عن عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) محمد بن يونس بن موسى وشيخه فهد بن حيان ضعيفان ، لكن هذا لا يؤثر في صحة الحديث ، لأنّ الحديث ثابت في الموطأ كما يأتي باللفظ نفسه.

(٢) هذا الحديث قد رواه عن مالك من تلامذته من أصحاب الموطآت وغيرهم الجم الغفير منهم على سبيل المثال لا الحصر مرتبين على حروف المعجم :

أبو مصعب الزهري في رايته للموطأ (٢٢١٦) ومن طريقه ابن حبان (٤٣٨٧) و (٤٣٨٩) ، والبغوي (٢٤٤٠).

وخالد بن مخلد القطواني عند الدارمي (٢٣٤٣).

وخلف بن هشام عند ابن عبد البر في التمهيد ٦ / ٩٣ و ٩٤.

وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي عند ابن عبد البر في التمهيد ٦ / ٩٠.

وسويد بن سعيد في روايته (٢٦٩).

والضحاك بن مخلد عند البخاري ٨ / ١٧٧ (٦٧٠٠).

وعبد الله بن إدريس عند أحمد ٦ / ٤١ و ٢٢٤ ، والنسائي ٧ / ١٧ ، وابن خزيمة (٢٢٤١) ، وابن عبد البر في التمهيد ٦ / ٩١.

وعبد الله بن عبد الحكم عند ابن عبد البر في التمهيد ٦ / ٩٢.

وعبد الله بن مسلمة القعنبي عند أبي داود (٣٢٨٩) ، والجوهري في مسند الموطأ (٤٤٩) والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٦٨.

وعبد الله بن وهب عند الطحاوي في شرح المعاني ٣ / ١٣٣ ، وفي شرح المشكل (٤١٦٤) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٩ / ٢٣١.

وعبد الله بن يوسف التنيسي عند البخاري في تاريخه الصغير ٢ / ١٩٨.

وعبد الرحمن بن القاسم في روايته للموطأ (٢٤٢).

وعبد الرحمن بن مهدي عند أحمد ٦ / ٣٦.

وعثمان بن عمر عند الطحاوي في شرح المعاني ٣ / ١٣٣ ، وفي شرح المشكل (٤١٦٣).

وعمر بن علي المقدمي عند ابن عبد البر في التمهيد ٦ / ٩١.

وأبو نعيم الفضل بن دكين عند البخاري ٨ / ١٧٧ (٦٦٩٦) ، وابن عبد البر في التمهيد ٦ / ٩٤.

وقتيبة بن سعيد عند الترمذي (١٥٢٦) ، والنسائي في المجتبى ٧ / ١٧ ، وابن عبد البر

١٤٢

قال : «من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه».

قال القرشيّ : سألت أبا طاهر بن سوار عن مولده ، فقال : في شهر ربيع الأول أو ربيع الآخر من سنة أربع وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٥٤ ـ الحسن (١) بن هبة الله بن محمد بن عليّ بن المطّلب ، أبو المظفّر ، الملقب فخر الدّولة ابن الوزير أبي المعالي بن أبي سعد.

__________________

في التمهيد ٦ / ٩٤.

والإمام محمد بن إدريس الشافعي في مسنده ٢ / ٧٤ ، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٦٨.

ومحمد بن الحسن الشيباني في روايته للموطأ (٧٥١).

ويحيى بن حسان عند الطحاوي في شرح المعاني ٣ / ١٣٣ وفي شرح المشكل (٤١٦٥).

ويحيى بن سعيد القطان عند النسائي ٧ / ١٧ ، وابن عبد البر في التمهيد ٦ / ٩٢.

ويحيى بن عبد الله بن بكير عند البيهقي ١٠ / ٦٨.

فائدتان مهمتان :

الأولى : أن هذا الحديث ليس في رواية يحيى بن يحيى الليثي على الرغم من وجوده في طبعة الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ، فقد تبين بتحقيقنا خطأ ذلك مع ثبوته في المطبوع من «تنوير الحوالك» و «شرح الزرقاني» ، فقد خلت النسخ الخطية المعتمدة منه ، فضلا عن قول ابن عبد البر في التمهيد (٦ / ٨٩): «طلحة بن عبد الملك الأيلي ، روى عن مالك حديثا واحدا مسندا صحيحا ، وليس عند يحيى عن مالك ... وما أظنه سقط عن أحد من الرواة إلا عن يحيى بن يحيى ، فإني رأيته لأكثرهم».

الثانية : أن رجال الإسناد الذين يتوصل بهم إلى كتاب مؤلف مدون مشهور لا قيمة لوثاقتهم أو ضعفهم مهما كان إذا كان النص موافقا لنص رواية الكتاب المروية من طريق الثقات.

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٩١ ، وابن أبي الدم الحموي في التاريخ المظفري ، الورقة ٢٠٩ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٧١ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدولة من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٠٦٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦١١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٩٧ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٢٩١ ، والغساني في العسجد المسبوك ١٨٧.

١٤٣

زاهد ، تارك للدّخول في أمور الدّنيا ، وتولّي الولايات. من بيت مشهور بالتّقدّم والرّئاسة ، أحبّ طريقة الصّوفية ، والتّشبّه بهم في ملبسه وأخلاقه ، كثير الحجّ والمجاورة بمكة شرّفها الله.

له أثار حسنة منها مدرسة الفقهاء الشافعية شرقي بغداد مجاورة لعقد المصطنع ، ورباط للصّوفية مصاقبها ، ومسجد متّصل بذلك ، وجامع تصلّى فيه الجمعة على دجلة بالجانب الغربي ، ورباط للنّساء بقراح ابن رزين ، وغير ذلك من مواضع الخير. ووقف على ذلك من أملاكه ما يصرف في عمارته ومؤنة من يكون فيه.

سمع الحديث في صباه من أبي الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وقرأ الأدب على أبي بكر بن جوامرد القطّان ، وامتنع في كبره من الرّواية فلم يسمع منه أحد إلا بجهد.

سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني بعد سنة ثلاثين وخمس مئة بيسير ، وذكره في «تاريخه» ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخّرت عن وفاته. وسمع منه بعده أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، والقاضي عمر بن عليّ القرشي ، ورأيته ولم أقصد السّماع منه.

توفي في ليلة الأربعاء العشرين من شوّال سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، وصلّى عليه الخلق الكثير بجامع القصر ، وتقدّم في الصّلاة عليه الخطيب أبو جعفر ابن المهتدي بالله ، ودفن بالجانب الغربي بالجامع الذي بناه على دجلة.

١٢٥٥ ـ الحسن (١) بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن صصرى

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٢٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨١٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٦٤ ، والعبر ٤ / ٢٥٨ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٣ ، والمشتبه ١١٥ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٥٨ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٢٩٢ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٤٣٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه

١٤٤

التّغلبيّ ، أبو المواهب بن أبي الغنائم.

من أهل دمشق.

هكذا سمّى نفسه الحسن ، وفي سماعاته القديمة نصر الله.

كان أحد العدول ببلده ، ومن بيت الرّواية والتّحديث. سمع الكثير بدمشق ، ورحل في طلب الحديث إلى العراق وأصبهان وغيرها من البقاع والبلدان.

ودخل بغداد مرّتين الأوّلة في سنة ثمان وستين وخمس مئة ، سمع بها من أبي بكر أحمد بن عليّ ابن النّاعم الوكيل ، وأبي هاشم عيسى بن أحمد الهاشمي الدّوشابي ، وأبي محمد لا حق بن عليّ بن كاره ، وغيرهم. وعاد إلى بلده ، وأقام مدة ثم قدمها في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، فسمع بها من أبي المحاسن محمد بن عبد الملك الهمذاني ، وأبي الفرج محمد بن أحمد بن نبهان ، وأبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ، وأبي السّعادات نصر الله بن عبد الرّحمن القزّاز وغيرهم. وعاد إلى دمشق فأقام بها إلى أن توفي.

وكان احترقت كتبه ، فانتسخ أكثر سماعاته من الأصول ، وجمع شيئا في فضل بيت المقدس ، وفي السلام ، وغير ذلك. وحدّث مدّة ، وكتب إلينا بالإجازة في سنة أربع وثمانين وخمس مئة.

وتوفي في سنة ست وثمانين وخمس مئة ، وكان ثقة.

١٢٥٦ ـ الحسن (١) بن هبة الله بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن

__________________

٢ / ٤٨ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١١٢ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٨٥.

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٩٠ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ٩٤ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٢٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨١٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٨ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٢٩٢ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ٧٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤٦٥.

١٤٥

عبد الباقي ، أبو علي الفقيه الشافعيّ ، يعرف بابن البوقي.

من أهل واسط. تفقه بها على أبيه أبي جعفر ، وشهد عند قضاتها ، وكان حسن المعرفة بمذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه وإليه الفتوى في بلده.

سمع بواسط من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي ، ومن أبي الجوائز سعد بن عبد الكريم الغندجاني ، ومن القاضي أبي عبد الله محمد بن علي ابن المغازلي وغيرهم.

قدم بغداد مرارا كثيرة وسمع بها من أبي المعمّر عبد الله بن سعد المعروف بخزيفة ، ومن أبي المظفّر يحيى بن محمد بن هبيرة ، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، ومن أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، ومن أبيه ، وغيرهم. وناظر فقهاءها. ورأيته بها ، قرأت عليه بواسط الفقه ، وسمعت منه كثيرا.

قرأت على أبي عليّ الحسن بن هبة الله بن يحيى الفقيه ، قلت له : أخبركم أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر بن عليّ المقدسي قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قيل له : أخبركم أبو الحسن مكيّ بن منصور بن علّان ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : أخبرنا الرّبيع بن سليمان المرادي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ، قال (١) : أخبرنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إذا سمعتم النّداء فقولوا مثل ما يقول المؤذّن» (٢).

__________________

(١) في السنن ١ / ٥٩ ، ومن طريق الشافعي رواه أبو عوانة في مسنده ١ / ٣٣٧.

(٢) حديث مالك في الموطأ (١٧٣ برواية الليثي و ١٨٠ برواية أبي مصعب ، وص ٨٤ ـ ٨٥ برواية القعنبي) ، وهو في الصحيحين عنه ، فقد أخرجه البخاري ١ / ١٥٩ (٦١١) عن عبد الله بن يوسف التنيسي ، ومسلم ٢ / ٤ عن يحيى بن يحيى النيسابوري ، كلاهما عن مالك ، به. وقد خرجناه من جميع الطرق عن مالك في تعليقنا على رواية الليثي من الموطأ.

١٤٦

سألت أبا عليّ ابن البوقي عن مولده : فذكر ما يدلّ أنّه في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.

وتوفي عشية الثّلاثاء سادس شعبان سنة ثمان وثمانين وخمس مئة ، وصلّينا عليه يوم الأربعاء بجامع واسط والجمع كثير ، ودفن بداره بدرب منتاب الأعلى مدة ، ونقل إلى مقبرة مسجد رحمة عند أبيه.

١٢٥٧ ـ الحسن (١) بن هبة الله بن عليّ ابن المكشوط ، أبو عليّ الهاشميّ.

من أهل الحريم الطّاهري ، سكن الجانب الشّرقي.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء وغيرهما ، وروى عنهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، وأبو إسحاق مكي ابن أبي القاسم الغرّاد ، ومن بعدهما. وأجاز لنا غير مرّة.

أنبأنأ أبو عليّ الحسن بن هبة الله ابن المكشوط ، قال : حدثنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البنّاء من لفظه في محرم سنة ست وعشرين وخمس مئة ، قال : أخبرني أبي ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ، قال : حدثنا أبو سهل أحمد بن زياد القطّان ، قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق المخرّمي ، قال : حدثنا عبد السّلام بن مطهّر ، قال : حدثنا موسى بن خلف ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كن في الدّنيا كأنّك غريب ، أو كأنّك عابر سبيل ، وعدّ نفسك في أهل القبور» (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٤٢ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٥٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٨.

(٢) إسناده ضعيف ، لضعف ليث بن أبي سليم ، ومتنه صحيح ، كما بيناه عند تخريجه في

١٤٧

أخبرنا عمر بن عليّ الحافظ في كتابه ، قال : سألت أبا عليّ ابن المكشوط عن مولده ، فقال : في سنة إحدى عشرة وخمس مئة.

قلت : وتوفي ليلة الاثنين ثالث عشر شعبان سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ، وصلّي عليه ، ودفن يوم الاثنين بمقبرة باب حرب.

١٢٥٨ ـ الحسن (١) بن هبة الله بن الحسن بن عليّ ، أبو عليّ بن أبي المعالي بن أبي عليّ المعروف بابن الدّواميّ ، وقد تقدم ذكر جدّه (٢).

وأبو عليّ هذا أحد الأعيان الفضلاء ، تولّى حجابة الحجابة بالدّيوان العزيز مجّده الله في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة ، ثم صدرية المخزن المعمور ، في يوم الأربعاء رابع صفر سنة تسع وثمانين وخمس مئة. ووكّله سيّدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ وكالة جامعة أشهد على نفسه الشّريفة بها. وعزل عن الجميع في رجب سنة تسعين وخمس مئة.

وله حضور سماع من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وإجازات من جماعة منهم : أبو سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي الأصبهاني ، وأبو محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد المقرئ سبط الشيخ أبي منصور الخيّاط ، وأبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري وجماعة. سمعنا منه.

قرأت على أبي عليّ الحسن بن هبة الله بن الحسن ابن الدّوامي ، قلت له : أخبركم القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه وأنت

__________________

الترجمة ٩٠٥ من هذا الكتاب.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٧٨ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٠٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٦٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٩ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٢٩٠ ، وابن الفرات في تاريخه ١٠ / الورقة ٢.

(٢) الترجمة ١٢٠٠.

١٤٨

حاضر تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا الشّريف أبو الغنائم عبد الصمد بن عليّ ابن المأمون ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل المأموني ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري ، قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا أبو مصعب (١) ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا قفل من غزو أو حجّ أو عمرة يكبّر على كل شرف ثلاث تكبيرات ويقول : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده» (٢).

سألت الحسن ابن الدّوامي عن مولده ، فقال : ولدت سحرة الخميس الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي يوم الثلاثاء سادس رجب سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن بالشونيزي.

١٢٥٩ ـ الحسن (٣) بن هلال بن محمد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم ابن هلال بن زهرون ، أبو محمد بن أبي الحسين بن أبي الحسن بن أبي الحسين بن أبي علي بن أبي إسحاق الصّابي الكاتب.

وأبو محمد هذا يعرف بالأشرف ، وهو لقب له ، واسمه الحسن ، وكان يسكن بباب المراتب. من بيت قديم أهل كتابة وبلاغة وتصرّف. وقد تقدّم في كتابنا هذا ذكر جماعة منهم حدثوا ورووا.

__________________

(١) روايته للموطأ ، رقم ١٤٦٠ بتحقيقنا.

(٢) وهو في الموطأ برواية الليثي ١٢٦٧ بتحقيقنا ، وخرجناه هناك عن كل من رواه عن مالك ، وهو في الصحيحين من طريق مالك : البخاري في الحج ٣ / ٨ (١٧٩٧) ، وفي الدعوات ٨ / ١٠٢ (٦٣٨٥) ، ومسلم في الحج ٤ / ١٠٥ (١٣٤٤).

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٣٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٩ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٢٩٥.

١٤٩

سمع الحسن من أبي غالب محمد بن الحسن بن أحمد البقّال ، وأبي بكر أحمد بن عليّ بن بدران الحلواني ، وأبي الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي ، وروى عنهم.

سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي. وروى لنا عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمود ابن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزّاز من كتابه ، قلت له : أخبركم أبو محمد الحسن بن هلال بن محمد الكاتب ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن بدران الحلواني ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري إملاء ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن نصر بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن منصور الشّيعي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الفضل بن هشام ، قال : أخبرنا عدي بن الفضل ، عن أبي إسحاق الشّيباني ، عن أبي الأحوص ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أصبح صائما فلا يصاخب ولا يسابب ، فإن قاتله أحد أو شاتمه فليقل : إني صائم» (١).

أنبأنا عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : سألت أبا محمد ابن الصّابي عن مولده ، فقال : في ربيع الأوّل سنة ست وثمانين وأربع مئة. قال : وتوفّي في جمادى الآخرة أو رجب سنة خمس وستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٦٠ ـ الحسن بن يوسف بن غنيمة بن جندل ، أبو عليّ.

من أهل الحربية.

__________________

(١) إسناده ضعيف جدا ، عدي بن الفضل هو التيمي أبو حاتم البصري متروك. أبو إسحاق الشيباني اسمه سليمان بن أبي سليمان الكوفي ثقة ، وأبو الأحوص هو عوف بن مالك ثقة أيضا.

ومتن هذا الحديث محفوظ من حديث أبي هريرة ، البخاري ٣ / ٣١ (١٨٩٤) ، ومسلم ٣ / ١٥٧ (١١٥١).

١٥٠

روى عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. سمع منه الحافظ عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، وقال : سألته عن مولده ، فقال ما يدلّ أنّه في سنة أربع عشرة وخمس مئة.

١٢٦١ ـ الحسن (١) أمير المؤمنين المستضيء بأمر الله ، أبو محمد ابن الإمام المستنجد بالله أبي المظفّر يوسف ابن الإمام المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد ابن الإمام المستظهر بالله أبي العباس أحمد ابن الإمام المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله.

بويع له بالخلافة بعد وفاة أبيه يوم الأحد عاشر ربيع الآخر من سنة ست وستين وخمس مئة ، وكانت وفاة والده يوم السبت تاسع الشّهر المذكور. وجلس للنّاس والمبايعة بشبّاك دار الملك المشرف على بستان التّاج بدار الخلافة المعظّمة فبايعه السّادة الأمراء من أهله وذويه أولا ، ثم القضاة والولاة والعدول والعلماء والأعيان ، ثم النّاس كافة. وكان المتولّي لأخذ البيعة له والقيام بأمره : الأجل أبو الفرج محمد بن عبد الله ابن رئيس الرّؤساء ، واستوزره يوم مبايعته ولم يخلع عليه في هذا اليوم لأجل العزاء ، وخلع عليه بعد ذلك على ما شرحناه في ترجمته. وكان ، أعني الإمام المستضيء بأمر الله ، جميلا سريا ذا رأفة وحلم وأناة.

مدحه أبو الفوارس سعد بن محمد الصّيفي المعروف بحيص بيص يوم ولايته بما أنشدنا أبو شجاع زاهر بن رستم المقرئ عنه :

أقول وقد تولّى الأمر حبر

إمام لم يزل برّا تقيّا

__________________

(١) ترجمته مشهورة وأخباره في كتب التاريخ المستوعبة لعصره ، وترجمه الجم الغفير ، منهم : ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٣٦ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٥٩ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٥٦ ، والذهبي في كتبه ولا سيما تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٥١ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٦٨ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٣٠٩ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٣٠٤ ، وغيرهم.

١٥١

وفاض الجود والإحسان حتّى

حسبتهما عبابا أو أتيّا

سألنا الله يعطينا إماما

نسرّ به فأعطانا نديّا

سمعت العدل أبا الفضل مسعود بن عليّ ابن النّادر وكان ممن له قرب واختصاص بخدمة الإمام المستضيء بأمر الله ـ قدّس الله روحه ـ يصفه باللّطف والرّأفة والإحسان ، وقال : كان يدفع إليّ الصّلة من المال ويأمرني أن أوصلها إلى أهل البيوت الفقراء والضّعفاء والأضرّاء والمساكين ، وربما سمّى لي قوما من أهل المحال الغربية خاملين لا يعرفون ، فأذهب إليهم وأسأل عنهم ، فإذا لقيتهم وجدتهم على غاية من الفقر والحاجة ، فأعجب من اتصال خبرهم بعلمه الشّريف ، ووقوفه على حالهم واستحقاقهم. وله في مدّة ولايته ، خصوصا في آخرها عند شدّة الغلاء الواقع في سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، من البرّ والصّدقة والإنعام الدّارّ إلى خلق من العلماء والفقراء والمساكين ما عظم قدره ، وشاع ذكره ، وعمّ نفعه ، وكبر وقعه ، تقبّل الله منه.

بلغنا أنّه ولد سحرة يوم الاثنين ثالث عشر شعبان من سنة ست وثلاثين وخمس مئة.

وبدئ به مرضه الذي توفّي فيه يوم عبد الفطر من سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وتوفي بعد العصر من يوم السّبت سلخ شوّال سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وغسّله العدل مسعود ابن النّادر بوصيته سحرة الأحد مستهل ذي القعدة ، وصلّي عليه ، ودفن بدار الصّخر التي كان يعمل بها دعوة الصّوفية في كل رجب في إيوانها. ثم نقل تابوته في ليلة النّصف من شعبان سنة ست وسبعين وخمس مئة إلى الجانب الغربي ، ودفن بتربته المنسوبة إليه بقصر بني المأمون على دجلة بوصيّة منه ، فكانت خلافته تسع سنين وستة أشهر وعشرين يوما ، وسنّه لما توفّي تسعا وثلاثين سنة وشهرين وسبعة عشر يوما ، رضي‌الله‌عنه.

١٥٢

١٢٦٢ ـ الحسن (١) بن يوسف بن الحسن بن عليّ ، أبو عليّ ، يعرف بابن المحوّلي ، منسوب إلى المحوّل القرية المعروفة بنهر عيسى.

كان يسكن بدرب الجبّ بالمأمونية.

سمع شيئا من الحديث بإفادة أخيه علي بن الحسن (٢) ، من أبي محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد المقرئ سبط الخيّاط ، وأبي الحسن محمد بن طراد الزّينبي النّقيب ، وإبراهيم بن محمد بن نبهان الرّقّي ، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي.

وما أعلم أنّه حدّث بشيء ، إلا أنه أجاز لنا ، وقد رأيته.

توفي يوم الثلاثاء تاسع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وست مئة.

وبلغني أن مولده في شهر رمضان سنة ست وعشرين وخمس مئة.

١٢٦٣ ـ الحسن (٣) بن يحيى بن محمد البندنيجيّ ، أبو محمد المؤدّب.

سكن بغداد ، وقرأ شيئا من علم الأدب على أبي محمد عبد الله ابن الخشّاب ، وسمع منه ومن غيره. علّقت عنه أنشادا.

أنشدني أبو محمد البندنيجي من حفظه ، قال : أنشدني أبو الحسن عليّ بن أحمد البغدادي ، ويعرف بقبلة الأدب ، لبعضهم :

قلت للفرقدين واللّيل ملق

فضل أرواقه على الآفاق

إبقيا ما بقيتما سوف يرمى

بين شخصيكما بسهم فراق

توفّي أبو محمد هذا في رجب سنة ست مئة.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٥٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٠.

(٢) هكذا في النسخ ، فكأنه يريد : علي بن يوسف بن الحسن ، وإلا ففي النص اضطراب.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨١٣ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٣٠٤.

١٥٣

١٢٦٤ ـ الحسن (١) بن يحيى بن عمارة ، أبو محمد الكاتب.

بغداديّ سكن واسط ، وعاد إلى بغداد ، وتولّى الكتابة بمعاملة نهر عيسى. وكان قد سمع من الوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة ، ومن أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيرهما. وما أظنّه روى شيئا لاشتغاله بغير ذلك. وكان فيه فضل ، وله شعر وترسّل.

توفي ببغداد ليلة الأحد خامس عشري ربيع الآخر سنة أربع وست مئة ، ودفن يوم الأحد بالجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

١٢٦٥ ـ الحسن بن أبي الحسن البصريّ المقرئ.

من شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل ، ذكره في «معجم شيوخه» وقال : أنشدني أبياتا من الشّعر أوردها عنه ، قال : أنشدتها للجنيد.

١٢٦٦ ـ الحسن بن أبي الفوارس بن أبي القاسم ، أبو علي السّاقي بالمارستان العضدي.

من أهل الجانب الغربي ، يعرف بابن البقلي.

سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم ، وقال : توفي في ليلة الخميس سادس شعبان سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة باب الشام. قلت : وهي مقبرة بين الحريم والنّصرية.

١٢٦٧ ـ الحسن (٢) بن أبي نصر بن أبي عبد الله بن أبي طاهر بن أبي

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠١٢ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٤٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٠٦٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩١ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٣٠٢.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٠٥ وسمّاه المبارك ، وقال : ويقال : اسمه

١٥٤

حنيفة ، أبو محمد أخو أبي عبد الله الحسين الذي يأتي ذكره ، وأبو محمد الأسن.

من أهل الحريم الطّاهري.

هكذا سماه أبو بكر بن مشّق في «معجم شيوخه» الحسن ، وقد رأيت بخطّه اسمه المبارك ، وسنذكره فيمن اسمه المبارك جمعا بين الاسمين إن شاء الله.

سمع أبا القاسم بن الحصين وطبقته ، وروى القليل. سمع منه محمد بن مشّق وغيره ، وأجاز لنا.

أنبأنا محمد بن أبي طاهر البيّع ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفّي أبو محمد بن أبي حنيفة يوم الأحد حادي عشري شعبان سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

* * *

__________________

الحسن ، والصحيح الأول. وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام مرتين ، الأولى باسم الحسن ١٢ / ٨٦٩ ، والثانية باسم المبارك ١٢ / ٨٨٥ ، وفي المختصر المحتاج ٢ / ٣١ ، والمشتبه ٤٩٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٧ / ١٩.

١٥٥

ذكر من اسمه الحسين

١٢٦٨ ـ الحسين (١) بن أحمد بن محمد بن عمر ، أبو عبد الله الأنصاريّ ، عم أبي الفضل محمد بن عبد السّلام بن أحمد الأنصاري.

روى عن أبي الفضل محمد بن الحسن بن (٢) ...

قال القاضي أبو المحاسن القرشي : سمع منه جماعة.

١٢٦٩ ـ الحسين (٣) بن أحمد بن جعفر الشّقّاق (٤) ، أبو عبد الله الحاسب الفرضيّ.

شيخ فاضل له معرفة تامة بالحساب وأنواعه ، وله فيه تصانيف ، وتعاليق. قرأ على أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري الفرضي ، وعلى غيره ، وبرع في

__________________

(١) ذكره الذهبي في وفيات سنة ٤٤٨ من تاريخ الإسلام (٩ / ٧٠٦) ولم يذكر شيئا عن شيوخه ولا من روى عنه. وترجمه الصفدي في الوافي ١٢ / ٣٢٦ فقال : «الحسين بن أحمد بن محمد بن عمر ، أبو عبد الله الأنصاري ، أخو عبد السلام بن أحمد. تفقه على مذهب الشافعي ، وسمع كثيرا من أبي عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الغضاري ، وأبي الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، وغيرهما. وحدث باليسير. توفي سنة ثمان وأربعين وأربع مئة» فلعله نقل ذلك من تاريخ ابن النجار.

(٢) هكذا فراغ في النسخ ، ولعله أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل ابن المأمون الهاشمي المتوفى سنة ٣٩٦ ، والمترجم في تاريخ الخطيب ٢ / ٦٢١ وتاريخ الإسلام ٨ / ٧٦٩ إذ لم أجد من اسمه محمد بن الحسن ويكنى أبا الفضل ممن يصلح أن يكون شيخا لهذا سواه ، والله أعلم.

(٣) ترجمه السلفي في معجم السفر (١٠١) ، وابن الجوزي في المنتظم ٩ / ١٩٤ ، وابن الأثير في الكامل ١٠ / ٥٣٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ١٧٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٨٥ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣١ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٣٢٥ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ٧٣ ، والعيني في عقد الجمان ١٥ / الورقة ٧٢٢.

(٤) عرف بذلك لأنه كان يشق القرون لعمل القسي منها.

١٥٦

فنّه. وأقرأ الناس مدّة ، وانتفع به جماعة.

روى عن قاضي القضاة أبي بكر محمد بن المظفّر بن بكران الشّامي إنشادا سمعه منه. وله شعر حسن.

روى عنه أبو الفضل عبد الله بن أحمد ابن الطّوسي خطيب الموصل.

أنبأنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر ، قال : أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الشّقّاق القرضيّ الحاسب لنفسه وكتب بها إلى زعيم الكفاة ابن المعوّج وهو حاجب الباب يومئذ في أيام الإمام المستظهر بالله رضي‌الله‌عنه ، شفاعة في ابن له كان قد حبسه في جرم عليه (١) :

أزعيم دولتنا السّعيدة إنّني

أرجوك في البأساء والضّرّاء

أرجوك أن تعفو الجريمة إنني

من أجلها متقلقل الأحشاء

واصفح فإنّ الصّفح منك مؤمّل

يا مصطفى من عنصر الآباء

ها قد مددت يدي إليك فردّها

بالعفو لا بشماتة الأعداء

فلما وقف على رقعته رقّ له وأنفذ ولده إليه ، وقال : إنما سجنته إصلاحا له وحفظا لجانبك.

أنبأنا الشّيخ أبو الفرج عبد الرّحمن بن عليّ بن محمد في «تاريخه الكبير» قال (٢) : توفي أبو عبد الله الشّقّاق الفرضيّ يوم الاثنين ، ودفن يوم الثلاثاء ثاني عشري ذي الحجة سنة إحدى عشرة وخمس مئة.

١٢٧٠ ـ الحسين بن أحمد بن عبد الوارث بن مهدي ، أبو القاسم.

سمع أبا القاسم عبد الواحد بن عليّ بن فهد العلّاف ، وروى عنه.

سمع منه أبو بكر بن كامل الخفّاف ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، رحمهم‌الله.

__________________

(١) الأبيات الوافي للصفدي ١٢ / ٣٢٦.

(٢) المنتظم ٩ / ١٩٤.

١٥٧

١٢٧١ ـ الحسين (١) بن أحمد ، أبو عبد الله البيّع ، يعرف بابن الجديّد.

من أهل باب الأزج ، أحد الموصوفين باليسار.

سمع خاله أبا الحسن محمد بن مرزوق الزّعفراني ، وأبا غالب محمد بن الحسن الماوردي ، وغيرهما ، وروى عنهم.

سمع منه أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني.

وذكرته لأحمد ابن البندنيجي المعدّل ، فقال : كان جارنا ، وسمعت منه.

١٢٧٢ ـ الحسين بن أحمد بن عليّ بن موسى القنّائيّ (٢) ، أبو عبد الله ، والد أبي بكر أحمد الذي قدّمنا ذكره (٣).

سمع الكثير من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، ومن أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، ومن هو في طبقتهما وبعدهما ، كأبي الفضل بن ناصر وغيره ، وكتب بخطّه ، وروى القليل ، لأنّ الرّواية لم تنتشر عنه.

١٢٧٣ ـ الحسين (٤) بن أحمد بن عليّ بن محمد بن عليّ الدّامغانيّ ، أبو المظفّر القاضي ابن القاضي أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.

من بيت لم يزالوا أهل ولاية وتقدّم وقضاة وحكّام.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٠ وضبط الجديّد ، فقال : بضم الجيم وفتح الدال المهملة المكررة بينهما ياء مشددة مكسورة ؛ وابن ناصر الدين في التوضيح ٣ / ١٥١ لكن ضبطه بالتصغير ، فوهم في ذلك.

(٢) منسوب إلى دير قنّى ، وهو على مسافة ستة عشر فرسخا جنوبي بغداد باتجاه النعمانية ، بينه وبين دجلة ميل ، وقد نسب إليه جماعة من الكتاب.

(٣) في المجلد الثاني ، الترجمة ٧٠٠.

(٤) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٢٧ نقلا من تاريخ ابن النجار ، وفي المختصر المحتاج ٢ / ٣٢ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٣٣٧ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢٠٧ ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / ١٢٣.

١٥٨

وأبو المظفّر هذا استنابه أخوه قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في الحكم والقضاء بمدينة السّلام يوم الثّلاثاء ثالث عشري ربيع الأوّل سنة ست وأربعين وخمس مئة. ثم قبل شهادته يوم السّبت ثالث ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ، وزكّاه القاضيان أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الكرخي ، وأبو محمد عبيد الله بن محمد السّاوي.

فكان على ولايته إلى أن عزل أخوه قاضي القضاة أبو الحسن المذكور في سنة خمس وخمسين وخمس مئة ، فانعزل ولزم بيته. فلمّا أعيد أخوه إلى قضاء القضاة في ربيع الأول سنة سبعين وخمس مئة استنابه في الحكم والقضاء على عادته المتقدّمة ، فلم يزل على ذلك إلى أن توفي.

وقد سمع أبا القاسم بن الحصين ، وأبا الحسين ابن الفرّاء ، وأبا القاسم بن الطّبر الحريري ، وغيرهم.

سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشيّ ، وقال : سألته عن مولده ، فقال : في ذي القعدة سنة ست عشرة وخمس مئة.

قلت : وتوفّي يوم الأربعاء حادي عشر جمادى الآخرة من سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة الشّونيزي.

«آخر الجزء الرابع والعشرين من الأصل»

١٥٩

١٢٧٤ ـ الحسين بن أحمد بن حمزة الخلّال البيّع.

هكذا ذكره أبو عبد الله محمد بن عثمان العكبري الواعظ في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم وكتب عنهم. فإن لم يكن ابن الجديّد الذي قدّمنا ذكره فهو آخر ، والله أعلم.

١٢٧٥ ـ الحسين (١) بن أحمد بن الحسين بن أيّوب ، أبو عبد الله بن أبي طاهر الكاتب.

من أهل الكرخ ، وانتقل إلى الجانب الشّرقي فسكنه إلى أن مات ، وقد تقدّم ذكر أبيه (٢).

كان الحسين يتولّى بعض الأشغال المتعلّقة بالمخزن المعمور.

سمع من القاضي أبي بكر محمد بن أبي طاهر الأنصاري ، ومن أبي منصور عبد الرّحمن بن محمد القزّاز ، وغيرهما. سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، وسمعنا منه.

قرأت على أبي عبد الله الحسين بن أبي طاهر الكاتب : أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطّبري ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف بجرجان ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن عمر بن سريج الفقيه ، قال : حدثنا أحمد بن منصور الرّمادي ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : أخبرني ابن عون ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من جاء منكم الجمعة فليغتسل» (٣).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٧٥ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٨٢ ، والنجيب عبد اللطيف في مشيخته ، الورقة ٩٧ ـ ٩٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٠ ، والعبر ٥ / ١٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٢ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٤.

(٢) الترجمة ٦٩٨.

(٣) حديث صحيح ، تقدم تخريجه في الترجمة ٤٨ ، وهو مذكور في التراجم ٤١٥ و ٤٨٠ و ٦٢٠.

١٦٠