ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

توفي الحسين بن مهجل في شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١٣٠٥ ـ الحسين (١) بن عليّ بن الحسين بن قنان الأنباريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو عبد الله ، أخو الحسن الذي قدّمنا ذكره (٢) ، وسيأتي ذكر أبيهما ، ويعرف بابن الرّبّي.

سمع الحسين من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، ومن أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وغيرهما. وروى القليل ؛ سمع منه بعض أصحابنا ، وما لقيته.

توفي في اليوم الثاني من شهر رمضان من سنة اثنتين وست مئة ، وصلّي عليه بالمدرسة النّظامية ، ودفن بالجانب الغربي بباب حرب.

١٣٠٦ ـ الحسين (٣) بن عليّ بن الحسين بن خود ، أبو عليّ الطّحّان.

من أهل الجانب الغربي من محلة الحربية ، يعرف بابن السّورانيّ.

__________________

طريقه ابن حبان (٤٣٤٩) والبغوي (٢٤٣٨) ، وسويد بن سعيد في روايته للموطأ (٢٦٢) ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي عند الجوهري في مسند الموطأ (٤٢٨) ، وعبد الله بن وهب عند مسلم ٥ / ٨٥ والبيهقي ١٠ / ٥٣ ، وعبد الرحمن بن القاسم في روايته للموطأ (٤٤٠) ، وقتيبة بن سعيد عند الترمذي (١٥٣٠) ، ومحمد بن الحسن الشيباني في روايته للموطأ (٧٥٣) ، ومصعب بن عبد الله الزبيري عند العلائي في بغية الملتمس (١٣٤) ، ويحيى بن يحيى الليثي في روايته للموطأ (١٣٧٣) بتحقيقنا.

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٧٣١ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٢٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٤٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ١٣١.

(٢) الترجمة ١٢١٧.

(٣) ترجمه ياقوت في معجم البلدان ٣ / ٢٧٨ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٩٣ و ٣ / ٣٦٢ و ٣٦٧ ، والذهبي في المشتبه ١٩٥ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ١ / ٥٥٤ و ٥ / ٢٠٨ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٢٧٢ و ٢ / ٧٥٩.

١٨١

روى عن أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء. سمع منه قوم من الطّلبة ، وأجاز لنا ، رحمه‌الله.

١٣٠٧ ـ الحسين (١) بن عليّ ، أبو المعالي الواعظ يعرف بابن سبنبو.

من أهل أوانا ، أحد نواحي دجيل.

كان له لسان في الوعظ يتكلّم على النّاس بقريته ، وببغداد ، وله صوت جهير. وكان ثطا لا شعر في وجهه.

سمع شيئا من الحديث من المتأخرين ، سمعت وعظه وإنشادات كثيرة منه ببغداد لمّا كان يتكلّم بها بالتّربة الشّريفة على ساكنيها أفضل السّلام ، وكان صديقنا.

توفّي بأوانا في جمادى الآخرة من سنة أربع وست مئة.

١٣٠٨ ـ الحسين (٢) بن عليّ بن صدقة بن عليّ بن صدقة ، أبو طاهر ابن الوزير أبي القاسم بن أبي منصور.

من بيت معروف بالرّياسة والتّقدّم وخدمة الدّيوان العزيز ـ مجّده الله تعالى ـ وتولّى منهم الوزارة غير واحد. وأبو طاهر هذا ما أعلم أنّه دخل في شيء من الولايات.

سمع من أبي حفص عمر بن ظفر المغازلي ، ومن الوزير أبي المظفّر يحيى ابن محمد بن هبيرة ، وروى لنا عنهما.

وكان خيّرا منقطعا إلى ما يعنيه.

قرئ على أبي طاهر الحسين بن عليّ بن صدقة من أصل سماعه بمنزله بمشرعة الإبريين من شرقي مدينة السّلام وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو حفص

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٣٢.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٦٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٤٠.

١٨٢

عمر بن ظفر بن أحمد المقرئ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا القاضي أبو المطهّر سعد بن عبد الله بن أبي الرّجاء الأصبهاني قدم علينا ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ. وأخبرناه عاليا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عليّ الأصبهاني في كتابه إلينا منها ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن فارس ، قال : حدّثنا أبو مسعود أحمد ابن الفرات الرّازي ، قال : أخبرنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «الحمّى من فيح جهنّم فأبردوها بالماء» (١) سمعت أبا طاهر بن صدقة يقول : وقد سئل عن مولده ، فقال : ولدت في ذي الحجة من سنة تسع عشرة وخمس مئة.

وتوفّي يوم السبت سادس عشري ربيع الأوّل سنة سبع وست مئة ، ودفن بمقبرة الشّونيزي.

١٣٠٩ ـ الحسين (٢) ابن الملك المعظّم أبي الحسن عليّ ابن سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافة الأنام القائم لله في خلقه أحسن القيام أبي العبّاس أحمد النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه وأدام أيامه ـ يكنى أبا عبد الله ، ويلقّب بالملك المؤيّد.

النّجل الطّاهر من الدّوحة السّامية في الشّرف الأعظم والسّلالة الشّريفة من عنصر الأئمة الخلفاء الرّاشدين المهديين صلوات الله عليهم وسلامه.

أنعم عليه جدّه ، أعزّ الله أنصاره وضاعف اقتداره ، وملّكه بلاد خوزستان

__________________

(١) حديث عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة حديث صحيح ، وهو في مصنف بن أبي شيبة ٨ / ٨٠ ، ومسند أحمد ٦ / ٥٠ ، ومسلم ٧ / ٢٣ (٢٢١٠). وله طرق أخرى عن هشام بن عروة ذكرناها مفصلة في تعليقنا على تحفة الأشراف ١١ / ٥٠٣ هامش ٢.

(٢) ترجمه الصفدي في الوافي ١٢ / ٤٥١.

١٨٣

وأعمالها وتستر وقلاعها ونواحيها في المحرم من سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وسيّره إليها في الشّهر المذكور ومعه أخوه الملك الموفّق أبو محمد هاشم ، في خدمتهما نائب الوزارة مؤيد الدين محمد بن محمد القمّي ، وأبو اليمن نجاح الشّرابي خاص أمير المؤمنين وجماعة من الأمراء والأعيان ، فدخلوها في عقب الشّهر المذكور ، وخطب له بها ولأخيه من بعده بالملك والسّلطنة. واستوطنها بمن معه ومن في خدمته من الولاة والأصحاب فهو بها الآن على أتمّ حال. وعاد أخوه الملك الموفّق إلى مدينة السّلام بانفراده ، والله المسؤل لأمير المؤمنين حسن الاختيار في جميع الأمور ، إنّه جواد كريم.

١٣١٠ ـ الحسين (١) بن عليّ بن نما ، أبو عبد الله بن أبي القاسم الكاتب من أهل الحلّة المزيدية.

قدم بغداد واستوطنها ، وخدم مع الأمراء. وكان له ترسّل وشعر ، سمعنا منه قطعا من شعره.

أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن نما ببغداد لنفسه مبدأ قصيدة له :

نفى وقدات الكرب عن روح قلبه

نسيم سرى من صوب رضوى وهضبه

فيا حبّذا وانيه ضعفا إذا سرى

يلاعب غصنا من أراك بقضبه

جرى روحه في روح قلبي فزادني اش

تياقا إلى رؤيا الحبيب وقربه

أرى غصنا غضّا ثناه نسيمه

ثنى ما رنا عطفا لصوب مهبّه

فأفلت قلبي من حبائل وقده

وطوّقه روحا أريجا بقطبه

دعاني داعي الشّوق يوم تحمّلوا

فلبّيته يا ليتني لم ألبّه

متى حنّ قلبي أنّ صبري فيرده

بمعترك فيه المنايا ويصبه

تمرّ خطوب الإفتراق تمرّدا

عنيفا فتبّا للفراق وخطبه

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ١٢ / ٤٥٧.

١٨٤

فوالهفتا إذ صار سهل فراقكم

يبعّدكم وعرا كقدس وشعبه

سألت الحسين بن نما عن مولده وسأله غيري ، فقال في ذلك أقوالا مختلفة منها أنّه في سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة ، ومنها في سنة أربع وثلاثين وخمس مئة ؛ سمعت ذلك منه. وقال لغيري : سنة تسع وعشرين وخمس مئة.

وتوفي (١) ببغداد في ليلة الاثنين ثاني عشري ربيع الأول سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن يوم الاثنين.

١٣١١ ـ الحسين بن عليّ بن عبد الله بن سلمان ، أبو عبد الله ابن قاضي القضاة أبي الحسن.

من أهل الحلّة المزيدية أيضا.

قدم مع أبيه بغداد وسكنها. تولّى أبوه قضاء القضاة بها في صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، واستنابه أبوه في الحكم عنه من غير أن يأذن له في سماع البيّنة والإسجال ، بل في العقود والمطالبات والفروض والمحاكمات ، فكان على ذلك مدّة ولاية أبيه ، فلما عزل في جمادى الأولى سنة ست مئة انعزل وعاد مع أبيه إلى بلده.

١٣١٢ ـ الحسين (٢) بن محمد بن الحسين الطّبريّ الأصل ، أبو عبد الله البغداديّ الفقيه الشّافعيّ.

تفقه أولا على القاضي أبي الطّيّب الطّبري ، ثم من بعده على الشّيخ أبي إسحاق الشّيرازي ، ولازمه حتى برع في الفقه وصار من أنبل أصحابه ومعيدي دروسه.

وتولّى التّدريس بالمدرسة النّظامية ببغداد مرّتين أحداهما في سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة ، ثم عزل عنها ، وأخري في سنة تسع وثمانين وأربع مئة بعد

__________________

(١) عبارة وفاته هذه أخلت بها مخطوطة «ش» جملة.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٠ / ٧٦٧.

١٨٥

حجة الإسلام أبي حامد الغزّالي. وشاركه في التّدريس أبو أحمد الفامي في المرّة الأوّلة ، فكان يذكر هذا الدّرس يوما وهذا يوما ، فكان على ذلك إلى أن خرج إلى أصبهان في سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة ، مستدعى من جانب السّلطان في ذلك الزّمان ، فكان بها إلى أن توفّي.

وقد كان شهد ببغداد عند قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن عليّ الدّامغاني. وسمع الحديث من القاضي أبي الطّيّب الطّبري ، وأبي محمد الحسن ابن عليّ الجوهري ، وأبي بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب وغيرهم.

وحدّث ببغداد ، وبأصبهان. سمع منه ببغداد أبو البركات هبة الله بن المبارك السّقطي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه : الحسين بن عليّ بن الحسين الطّبري الفقيه الشّافعيّ فقيه الحرم الشّريف ، وقال : توفي بأصبهان في سنة خمس وتسعين وأربع مئة. وقال عبد الغافر الفارسي : توفّي في شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وأربع مئة. وجعل هذا القول خلافا في وفاة الحسين بن عليّ ، ولم يذكر الحسين بن محمد هذا الذي ذكرناه في كتابه. ووهم في ذلك إذ هما اثنان اشتركا في الاسم والكنية واختلفا في النّسب.

فأما الحسين بن محمد فهو الذي توفّي بأصبهان في سنة خمس وتسعين وأربع مئة ، وأما الحسين بن عليّ فهو الذي توفّي في سنة ثمان وتسعين وأربع مئة بمكة ، وحدث بها «بصحيح مسلم» عن عبد الغافر بن محمد الفارسي ، وهو جعلهما واحدا لغلبة الكنية من غير تحقيق في النّسب ، والله الموفق للصّواب (١).

__________________

(١) وكذلك فعل التاج السبكي في الطبقات فوهّم شيخه الذهبي بغير دليل وظن أن الاسم تكرر عليه لاختلاف المصادر (ينظر طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠ وما نقله محققه عن الطبقات الواسطي ، وراجع بلا بد العقد الثمين للفاسي ٤ / ٢٠٠ فما بعد.

١٨٦

١٣١٣ ـ الحسين (١) بن محمد بن الحسين بن محمد ، أبو منصور ، الوزير الملقّب بالرّبيب ابن الوزير أبي شجاع بن أبي يعلى الرّوذراوريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار.

من أهل باب المراتب.

كان والده وزيرا للإمام المقتدي بأمر الله رضي‌الله‌عنه.

وأبو منصور هذا تولّى الوزارة للإمام المستظهر بالله قدس الله روحه بعد وفاة الوزير أبي القاسم بن جهير وذلك في يوم الأحد ثالث شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وخمس مئة ، ولم يخلع عليه في هذا اليوم. وفي يوم الأحد سابع عشر الشهر المذكور مثل بباب الحجرة الشّريفة المستظهرية ، وخلع عليه خلعا سنية بمحضر من أرباب الدّولة القاهرة ، وركب من هناك إلى الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ.

ولم يزل على ولايته إلى أن خرج مع السّلطان أبي شجاع محمد بن ملكشاه السّلجوقي إلى أصبهان متّصلا به متوليا لأشغاله ، فأقام هناك إلى أن توفي السّلطان محمد في آخر سنة إحدى عشرة وخمس مئة ، وتولّى بعده ابنه أبو القاسم محمود بن محمد فكان معه إلى أن توفي بأصبهان ، أعني الوزير أبا منصور ، في سابع عشري ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وخمس مئة ، ودفن بها ، ثم نقل إلى بغداد ، فوصل تابوته إليها في شعبان من السنة المذكورة فدفن في تربة له بالجانب الغربي في محلة الحربية.

١٣١٤ ـ الحسين بن محمد بن الحسين ، أبو عبد الله الواسطيّ ، يعرف بابن خصية البزّاز.

كان أحد الشّهود المعدّلين ، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٠ / ٤٩٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ١٧٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٤٢ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٣٨.

١٨٧

الحسين الزّينبي ؛ أخبرنا بذلك أبو عبد الله محمد بن أحمد النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» تصنيفه ، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وسمع تزكيته : أبو عبد الله الحسين بن محمد الواسطي في يوم السّبت ثامن عشري رجب من سنة ثلاث عشرة وخمس مئة ، وزكّاه أبو القاسم عليّ بن عبد السيّد ابن الصّبّاغ ، وأبو بكر أحمد بن محمد الزّيتوني.

قال ابن المندائي : وتوفي ، يعني أبا عبد الله الواسطي ، يوم الاثنين مستهل جمادى الأولى من سنة ثمان عشرة وخمس مئة.

قلت : وسمع الحديث من جماعة منهم : أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون ، وأبو طاهر أحمد بن الحسين الباقلّاني ، وأبو سعد أحمد بن عليّ بن تحريش (١) القزّاز وغيرهم ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء ، والله أعلم.

١٣١٥ ـ الحسين بن محمد بن الحسين ابن الخراسانيّ ، أبو عبد الله البزّاز.

من أهل باب المراتب.

سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسي ، وحدّث عنه بالبصرة في سنة تسع عشرة وخمس مئة. فسمع منه بها جماعة من أهلها منهم : أبو الخير بدر ابن عمر بن أحمد الفرضي. وقد أجاز لنا بدر هذا.

أخبرنا أبو الخير المالكيّ في كتابه إلينا من البصرة ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين ابن الخراسانيّ البزّاز البغدادي قراءة عليه ونحن نسمع في مستهل ذي الحجة من سنة سبع عشرة وخمس مئة بالبصرة ، قيل له : أخبركم أبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو

__________________

(١) جوّد ناسخ «ش» ضبطها فوضع حاء مهملة صغيرة تحت الحاء علامة أهمالها.

١٨٨

الحسن عليّ بن محمد بن كيسان ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا محمد بن طلحة ، عن عبد الرّحمن بن عوسجة ، عن البراء بن عازب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، كان له عدل رقبة أو نسمة» (١).

١٣١٦ ـ الحسين بن محمد الفقيه الصّوفيّ.

هكذا ذكره المبارك بن كامل في «معجم شيوخه» غير مكنّى ، وذكر أنّه أنشده أبياتا من الشّعر لم يسمّ قائلها ، لم أقف له على ذكر في غير ذلك.

١٣١٧ ـ الحسين (٢) بن محمد بن عبد الله الزّرندريّ ، أبو عبد الله الصّوفيّ.

ذكره القاضي عمر القرشيّ في «معجم شيوخه». وقال : سمعت منه بمنى وقد سمع ببغداد من أبي منصور سعيد بن محمد ابن الرّزّاز الفقيه.

قال القرشيّ : وببغداد كانت وفاته.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله الزّرندريّ ، قال : أخبرنا أبو منصور سعيد ابن محمد ابن الرّزّاز ، قال : أخبرنا أبو الفضل عبد الملك بن إبراهيم المقدسي ، قال : حدثنا عثمان بن محمد الشّيرازي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن التّستري ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف ، قال : حدثنا الحسن بن أبي الحسن ، قال : حدثنا يحيى بن المتوكل ، قال : حدثنا هلال بن أبي

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه الطيالسي (٧٤٠) ، وأحمد ٤ / ٢٨٥ و ٢٨٦ ، والبخاري في الأدب المفرد (٨٩٠) ، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٣٨٥).

(٢) ترجمه ياقوت في «زرندر» من معجم البلدان ٣ / ١٣٨.

١٨٩

هلال ، عن أنس ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا صافح رجلا فأخذ بيده لم يدع يده حتى يكون هو التّارك ليد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

قال القرشيّ : توفي أبو عبد الله الزّرندري في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، ودفن عند جامع المدينة بالجانب الشّرقي من مدينة السّلام.

١٣١٨ ـ الحسين (٢) بن محمد بن عبد الوهّاب ابن السّيبيّ ، أبو المظفّر ابن أبي عبد الله ، أخو أبي محمد الحسن الذي قدّمنا ذكره (٣).

من أهل البيوت القديمة ، وقد ذكرنا جماعة من أهله وسلفه.

كان يتولّى بعض أعمال السّواد في أيام الإمام المستنجد بالله فعزله الوزير أبو جعفر ابن البلدي واعتقله وطالبه بأموال رفعت عليه واقتطعها ، ثم قطعت يده ورجله بباب النّوبي المحروس ، وحمل إلى المارستان العضدي بالجانب الغربي وذلك في ذي الحجة سنة أربع وستين وخمس مئة فكان به إلى أن مات يوم السّبت ثالث محرم سنة خمس وستين وخمس مئة. ويقال : إنّه كان فيه فضل ويقول الشّعر ، ومن شعره ما قاله في نكبته هذه قبل قطع يده ورجله :

سلام على أهلي وصحبي وجلّاسي

ومن في فؤادي ذكرهم راست راسي

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف هلال بن أبي هلال ، وهو أبو ظلال القسملي البصري الأعمى.

وأخرجه ابن المبارك في الزهد (٣٩٢) ، وابن سعد ١ / ٣٧٨ ، وعلي بن الجعد (٣٥٦٨) ، والترمذي (٢٤٩٠) ، وابن ماجة (٣٧١٦) ، والبيهقي في السنن ١٠ / ١٩٢ ، وغيرهم من طريق زيد العمي عن أنس ، وهو ضعيف ، لذلك قال الترمذي : هذا حديث غريب (يعني : ضعيف).

وأخرجه أبو داود (٤٧٩٤) ، وأبو يعلى (٣٤٧١) ، وابن حبان (٦٤٣٥) ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ٣١ ، والبيهقي في دلائل النبوة ١ / ٣٢٠ من طريق مبارك بن فضالة وهو مدلس ـ عن ثابت عن أنس ، وقد عنعنه مبارك ، فإسناده ضعيف أيضا.

(٢) ترجمه ابن الجوزري في المنتظم ١٠ / ٢٣١ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٣٤٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٣٧ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٤٠.

(٣) الترجمة ١٢٣٢.

١٩٠

أعالج فيكم كلّ همّ ولا أرى

لداء همومي غير رؤيتكم آسي

لقد أبدت الأيام لي كلّ شدّة

تشيب لها الأكباد فضلا عن الرّاس

حرمت خلاصي إن نسيت ودادكم

فهل فيكم خلّ لعشرته ناسي

أحبّة قلبي قلّ صبري عنكم

وزاد بكم حزني ووجدي ووسواسي

خذوا الواكف المدرار من فيض أدمعي

وحرّ لهيب النّار من كرب أنفاسي

وهي أبيات كثيرة هذا القدر منها.

١٣١٩ ـ الحسين (١) بن محمد بن الحسين بن جما ، أبو عبد الله الوكيل بباب القضاة.

سمع جدّه لأمّه أبا سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي وغيره.

أنبأنا القرشي ، قال : سألت أبا عبد الله بن جما عن مولده ، فقال : قبل سنة تسعين وأربع مئة. وتوفي ، ودفن ، يوم الاثنين عاشر شوّال سنة تسع وستين وخمس مئة.

وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن يحيى الوكيل إذنا ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي أبو عبد الله بن جما ليلة الثّلاثاء عاشر شوّال من السنة المذكورة ، ودفن يوم الثلاثاء ضحوة بمقبرة معروف ، رحمه‌الله وإيانا.

١٣٢٠ ـ الحسين بن محمد بن الحصين بن أبي سهل المضريّ الدّيبليّ ، قاضي بلاد السّند.

قدم بغداد حاجا ، وحدّث بها عن مسعود بن أبيّ. سمع منه بها أبو الفضل

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام مرتين ، الأولى في وفيات سنة ٥٦٠ (١٢ / ١٦٩) لأنّه حدث فيها ، ولا أدري من أين نقلها ، والثانية في وفيات سنة ٥٦٩ نقلا من تاريخ ابن النجار ، وهي موافقة لما هنا ، لكنه جاء عنده «حما» بالحاء المهملة ، وكذلك في المختصر المحتاج ٢ / ٤٣.

١٩١

إلياس بن جامع الإربليّ ، وروى عنه حديثا في «أربعين» جمعها عن شيوخه ولم يكنّه ، وسماعه منه بعد سنة سبعين وخمس مئة.

١٣٢١ ـ الحسين (١) بن أبي نصر ، واسمه محمد ويقال سعيد ، ابن الحسين (٢) بن هبة الله بن أبي حنيفة ، أبو عبد الله المقرئ ، يعرف بابن القارص (٣).

من أهل الحريم الطّاهري ، بلغني أنّه كان يقول : إني من ولد أبي حنيفة الفقيه صاحب المذهب.

سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وهو آخر من روى عنه شيئا من «مسند» أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ، سمعنا منه بعد أن أضرّ.

قرأت على أبي عبد الله الحسين بن أبي نصر بن أبي حنيفة ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد الكاتب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد بن

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٤٥٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٧٠ ، وابن الفوطي في الملقبين بقوام الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٣٠٣٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٣٣ ، والعبر ٥ / ١٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٤٣ ، والمشتبه ٤٩٣ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢١٩ ، وخلط بينه وبين أخيه الحسن فظنهما واحدا وأطال المقال من غير فائدة ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٧ / ١٩ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٩٦ ، ابن العماد في الشذرات ٥ / ١٤.

(٢) في تاريخ الإسلام والسير : «الحسن».

(٣) قيده المنذري في ترجمة أخيه فقال : بالقاف وبعد الألف راء مهملة مكسورة وصاد مهملة (التكملة ١ / الترجمة ٢٠٥).

١٩٢

حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (١) : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، يعني ابن مسعود ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه كان يقول : «اللهمّ إنّي أسألك الهدى والتّقى والعفاف والغنى» (٢).

سألت أبا عبد الله بن أبي حنيفة عن مولده ، فقال : في سنة خمس عشرة وخمس مئة. وهكذا سأله القرشيّ قبلنا فقال مثل ذلك.

وتوفي فجاءة بعد صلاة الغداة من يوم الأحد التاسع والعشرين من شعبان سنة خمس وست مئة ، ودفن من يومه بباب حرب عن تسعين سنة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٣٢٢ ـ الحسين (٣) بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن الحسين ابن الآمديّ ، أبو الفضل بن أبي المفضّل.

من أهل واسط ، وقد قدّمنا ذكر أبيه (٤).

كان الحسين هذا من العدول بواسط ، ومن بيت أهل ديانة ورواية. سمع جدّه أبا محمد أحمد بن عبيد الله وغيره. وقدم بغداد مرارا كثيرة ، وسافر إلى الشّام. وحدّث ببغداد ، والموصل ، وواسط. سمعنا منه.

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ٤٣٧.

(٢) حديث صحيح.

أخرجه الطيالسي (٣٠٣) و (١٢٧٠) ، وابن أبي شيبة ١٠ / ٢٠٨ ، وأحمد ١ / ٣٨٩ و ٤١١ و ٤١٦ و ٤٣٤ و ٤٤٣ فضلا عما ذكرناه في الهامش السابق ، والبخاري في الأدب المفرد (٦٧٤) ، ومسلم ٨ / ٨١ (٢٧٢١) ، والترمذي (٤٣٨٩) وقال : حسن صحيح ، وابن ماجة (٣٨٣٢) ، وأبو يعلى (٥٢٨٣) ، والطحاوي في شرح المشكل (٦٠٥١) ، وابن حبان (٩٠٠) ، والطبراني في الكبير (١٠٠٩٦) وغيرهم.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٥٢ ، ابن الفوطي في الملقبين بقوام الدين من تلخيص مجمع الآداب ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٤٣ كلهم نقلا من مؤلف هذا الكتاب.

(٤) الترجمة ٣١.

١٩٣

قرأت على أبي الفضل الحسين بن محمد ابن الآمديّ ببغداد بجامع القصر الشّريف ، قلت له : أخبركم جدّك أبو محمد أحمد بن عبيد الله بن الحسين قراءة عليه وأنت تسمع بواسط فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو الوفاء محمد بن عبد السّلام ابن عفّان الواعظ البغدادي قدم علينا واسطا قراءة عليه بها ونحن نسمع ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الفاكهي ، قال : حدّثنا ابن أبي مسرة ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال : حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، قال : حدثني ابن عجلان ، عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» (١).

سألت الحسين ابن الآمدي عن مولده فقال : في رجب من سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي يوم الجمعة سابع عشر رجب سنة إحدى عشرة وست مئة بواسط.

١٣٢٣ ـ الحسين (٢) بن محمد بن عبد القاهر بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن الوكيل ، أبو عبد الله بن أبي البركات بن أبي الفتوح بن أبي البركات ، ويعرف بابن الشّطوي.

__________________

(١) إسناده حسن من أجل محمد بن عجلان ، فإن حديثه لا يرتقي إلى مراتب الصحة ، ولكن طرق الحديث تثبت صحته ، ولذلك قال الترمذي عن حديث محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة : حسن صحيح (الجامع ١١٦٢).

أخرجه ابن أبي شيبة ٨ / ٥١٦ و ١١ / ٢٧ ـ ٢٨ ، وأحمد ٢ / ٥٢٧ ، والدارمي ٢٧٩٢ ، والحاكم ١ / ٣ ، والبيهقي في شعب الإيمان (٢٦) و (٧٩٧٦) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ ، به.

وأخرجه الطحاوي في شرح المشكل (٤٤٣٠) ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ١٩٢ وفي الشعب (٧٩٧٧) من طرق عن ابن عجلان ، به.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٤٧٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩١٨.

١٩٤

من أهل الجانب الغربي ، من أهل الكرخ ، من بيت أهل عدالة ورواية. وقد تقدّم ذكر أبيه (١) ، وسيأتي ذكر جدّه.

شهد الحسين هذا عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى ابن الشّهرزوري في يوم الجمعة بعد الصّلاة يوم عرفة من سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو الحسن عليّ بن المبارك بن جابر وأبو الفتح محمد بن عليّ بن سراج. وتولّى الحسبة بجانبي مدينة السّلام يوم السبت ثاني جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وخلع عليه من المخزن المعمور ، ومضى إلى باب بدر المحروس ، وقعد في الموضع الذي جرت به العادة في قعود المحتسبين.

وقد سمع الحديث من أبي الفرج محمد بن أحمد بن نبهان ، وغيره. وسمعت منه أحاديث وسألته عن مولده ، فقال : في يوم الثلاثاء رابع عشر شهر ربيع الأوّل سنة سبع وخمسين وخمس مئة (٢).

١٣٢٤ ـ الحسين (٣) بن محمد بن الحسين ، أبو المعالي البزّاز.

كان أبوه صاحب أبي تمّام ابن اللّمغاني.

أحد العدول ، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدّامغاني في يوم الثّلاثاء سادس عشري شهر ربيع الآخر سنة تسع وست مئة ، وزكّاه العدلان أبو الفضل محمد بن الحسن ابن الشّنكاتي العبّاسي ، وأبو المعالي أحمد بن عمر بن بكرون (٤).

__________________

(١) الترجمة ٣٠١.

(٢) لم يذكر المؤلف وفاته لأنها تأخرت عن النشرة الأخيرة لكتابه ، وقد توفي سنة ٦٣٠ كما ذكر المنذري والذهبي.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٠٢٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بمجد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٢٥٠ ، وتخطّاه الذهبي في تاريخ الإسلام.

(٤) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه سنة ٦٢١ ه‍ ، والمترجم توفي بعد

١٩٥

١٣٢٥ ـ الحسين بن المبارك بن الحسين ، أبو عبد الله ، يعرف بابن المالحانيّ.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد بن محمد الخطيب الأنباريّ ، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم.

١٣٢٦ ـ الحسين (١) بن المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم الزّبيديّ ، أبو عبد الله ، أخو أبي عليّ الحسن الذي قدّمنا ذكره (٢) ، والحسين الأصغر.

سمع أبا الوقت السّجزي ، وأبا جعفر الطّائي ، وأبا حامد الغرناطي ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بالجانب الغربي من بغداد في القريّة ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا العلاء بن موسى الباهلي ، قال : حدثنا اللّيث بن سعد ، عن أبي الزّبير ، عن جابر

__________________

ذلك في سنة ٦٢٢.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٥١٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٤٠ ، والعبر ٥ / ١٢٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٥٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٤٤ ، ودول الإسلام ٢ / ١٠٣ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٣٠ ، والفيومي في نثر الجمان ٢ / الورقة ٦٦ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢١٦ ظنه حنفيا مثل أخيه الحسن فوهم وتابعه على وهمه التميمي في الطبقات السنية ٣ / ١٥٦ ، والرجل كان حنبليا وقد ترجمه ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ١٨٨. وترجمه أيضا الفاسي في ذيل التقييد ١ / ٥١٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٨٦ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٤٤ وغيرهم.

(٢) الترجمة ١٢٤٦.

١٩٦

أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من رآني في النّوم فقد رآني ، فإنّه لا ينبغي للشّيطان أن يتمثّل في صورتي» (١).

سألت الحسين ابن الزّبيدي عن مولده فلم يحققه ، وكان أخوه الحسن حاضرا ، فقال : أنا أسنّ منه بسنتين ونصف ، ومولدي في سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة ، فيكون مولده على هذا القول في سنة خمس وأربعين وخمس مئة ، والله أعلم.

١٣٢٧ ـ الحسين (٢) بن مسافر بن تغلب ، أبو عبد الله المقرئ الضّرير.

من أهل واسط ؛ كان يسكن محلة بالجانب الشّرقي منها ، تعرف ببرجوني (٣).

قدم بغداد في صباه ، وتلقّن بها القرآن الكريم ، وقرأه بالقراءات العشر على أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط الشّيخ أبي منصور الخيّاط ، وسمع منه عدّة كتب من مصنّفاته في القراءات. وعاد إلى بلده ، وأسنّ ، وأقرأ النّاس ، وروى عنه.

وكان حسن التّلاوة ، عارفا بوجوه القراءات ، سمعنا منه كتاب «المؤيّدة في القراءات العشر» (٤) من نظم شيخه أبي محمد المذكور بسماعه لها منه ، وكتاب

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه ابن أبي شيبة ١١ / ٥٦ ، وأحمد ٣ / ٣٥٠ ، وعبد بن حميد (١٠٤٦) ، ومسلم ٧ / ٥٤ (٢٢٦٥) (٩) ، وابن ماجة (٣٩٠٢) ، والنسائي في الكبرى (٧٦٢٩) من طرق عن الليث بن سعد ، به.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٧٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٤٥.

(٣) سماها ياقوت : «برجونية» وقيدها بالحروف فقال : بالفتح والواو ساكنة ونون مكسورة وياء خفيفة وهاء.

(٤) هكذا قال ، وما أظنه إلا سبق قلم منه ، فالمؤيدة لشيخه في القراءات السبع ، أما الذي في القراءات العشر فاسمه «الموضحة» ، كما في ترجمته ، فانظر مثلا معرفة القراء الكبار للذهبي ١ / ٤٩٥ ، وغاية النهاية لابن الجزري ١ / ٤٣٥ ، والله الموفق للصواب.

١٩٧

«مخارج الحروف» له أيضا نظما عنه.

توفي في ذي الحجة سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، ودفن ببرجوني شرقي واسط.

١٣٢٨ ـ الحسين بن هبة الله بن بكر الفرضيّ ، أبو عبد الله.

من شيوخ أبي بكر بن كامل ، ذكره في «معجم شيوخه». وقال : أنشدني أبياتا للملك العزيز ابن بويه وهي :

ومدلّل شربت دمي وجناته

وتلمّظت أجفانه بفؤادي

هشّ الدّلال فإن طلبت وصاله

أنساك عنه تقشّف الزّهّاد

كيف السّبيل إلى الخلاص من الهوى

وهواه غاية مقصدي ومرادي

١٣٢٩ ـ الحسين (١) بن هبة الله ، أبو عبد الله ، يعرف بابن رطبة (٢).

من أهل سورا أحد البلاد المزيديّة من سقي الفرات.

كان فيه فضل وتميّز ، وله معرفة بالأدب. قدم بغداد وجالس أبا محمد ابن الخشّاب ، وأخذ عنه ، وعاد إلى بلده ، وأقرأ الأدب. قرأ عليه أبو الحسن عليّ بن نصر الحلبي وغيره ، رحمه‌الله وإيانا.

١٣٣٠ ـ الحسين بن هبة الله بن العلاء بن منصور ، أبو محمد بن أبي المعالي يعرف والده بالزّاهد.

من أهل باب الأزج ، وهو أخو أحمد الذي قدّمنا ذكره (٣) ، والحسين الأصغر.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٢٨ نقلا من تاريخ ابن النجار فيما أظن ، ونعته بشيخ الشيعة وأبي شيخهم الفقيه العلامة أبي طاهر هبة الله ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٧٩ ، وابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٣١٦ ، والعاملي في أعيان الشيعة ٢٧ / ٣٦٠.

(٢) قيده الصفدي فقال : واحدة الرطب.

(٣) الترجمة ٩٠٦.

١٩٨

تفقه بالمدرسة النّظامية ، وأقام بها مدة وسمع بها من أبي محمد ابن الخشّاب وغيره.

وذكره أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب الأصبهاني ، كاتب أمراء الشّام في كتابه المسمّى «بخريدة القصر في ذكر شعراء العصر» وذكر أنّه مدح صلاح الدّين يوسف بن أيّوب ملك الشّام بقصيدة ، وكتب بها إليه.

قلت : ولم يكن مشهورا بين أهل الفضل ببغداد. رأيته ولم تكن تحمد طريقته ، سامحنا الله وإياه.

١٣٣١ ـ الحسين (١) بن هدّاب بن محمد بن ثابت ، أبو عبد الله المقرئ الضّرير ، يعرف بالنّوري ، منسوب إلى قرية تعرف بالنّوريّة من قرى الحلّة السّيفيّة من سقي الفرات.

قدم بغداد في صباه واستوطنها إلى حين وفاته. وقرأ بها القرآن الكريم على جماعة منهم : أبو العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي الواسطي ، وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي وغيرهما. وتفقّه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه.

ذكره القاضي عمر بن عليّ القرشي فيما رسمه من «التاريخ» ، فقال : كان عارفا بفقه الشافعي ، فهما بالنّحو واللّغة ، حافظا لدواوين كثيرة من شعر العرب ، ذا نزاهة وتصوّن ، متدينا ، منعكفا على إقراء القرآن ونشر العلم ، قال لي الشريف أبو الحسن الزّيدي : لم أر ضريرا مثله. حدّث بكتاب «الوقف والابتداء» لابن

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١١٦٣ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٥٥٥ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ٤٦ ، والمشتبه ٩٨ لكنه أخطأ فقال : «الحسين بن عبد الله» بدلا من «الحسين أبو عبد الله» وتعقبه لأجل ذلك العلامة ابن ناصر الدين في التوضيح ١ / ٦٣٤. وترجمه أيضا الصفدي في الوافي ١٣ / ٨٠ ، وفي نكت الهميان ١٤٥ ، وابن حجر في التبصير ١ / ١٧٨ ، والسيوطي في البغية ١ / ٥٤٢.

١٩٩

الأنباري فسمعه منه بعض أصحابنا. هذا آخر كلام القرشي.

قلت : وكان النّوري هذا يقرئ بدار الخلافة المعظّمة ، شيّد الله قواعدها بالعز ، جماعة من السّادة الأمراء من أولاد الخلفاء رضي‌الله‌عنهم ، لم يزل على ذلك إلى أن توفي في يوم الأربعاء ثامن عشر رجب من سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، فيما قاله القرشي ، ومن خطّه نقلت.

وقال صدقة بن الحسين في «تاريخه» : يوم الخميس تاسع عشر الشّهر المذكور.

زاد القرشيّ : ودفن من الغد بالشّونيزي.

١٣٣٢ ـ الحسين (١) بن يوسف بن إسماعيل بن عبد الرّحمن ابن اللّمغانيّ ، أبو عبد الله.

أحد الشّهود المعدّلين ، من أهل محلة أبي حنيفة رحمه‌الله ، وسكن نهر معلّى.

وكانت له معرفة بالفقه على مذهب أبي حنيفة رحمه‌الله ، تفقه على أبيه.

وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين الدّامغاني في يوم الجمعة بعد الصّلاة السابع من محرم سنة أربع وست مئة ، وزكّاه العدلان أبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير ، وأبو الحسن عليّ بن روح ابن النّهرواني ، وتولّى التدريس بجامع السّلطان بعد وفاة أبيه ، فهو على ذلك الآن.

١٣٣٣ ـ الحسين بن يلدرك ، أبو شجاع الكاتب.

سمع أبا محمد جعفر بن أحمد السّرّاج القارئ ، وحدّث عنه. سمع منه المبارك بن كامل ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» وسماه الحسين.

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ١٣ / ٨٤ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢٢٠ ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / ١٦٩.

٢٠٠