ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن حمّاد بالكوفة ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عليّ بن عفّان العامريّ ، قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة ، عن جده (١) ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله عزوجل ليمهل الظالم فإذا أخذه لم يفلته. ثم قرأ (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ)» (٢) ... الآية [هود : ١٠٢].

بلغني أنّ مولد خلف ابن الأمين هذا في سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الاثنين ثاني عشري ذي الحجة سنة سبع وست مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب الشام عند مشهد إسماعيل بن جعفر.

١٣٨٩ ـ خلف (٣) بن محمد بن خلف ، أبو الذّخر المقرئ.

من أهل كنّر (٤) قرية من قرى دجيل قريبة من أوانا.

__________________

(١) في الأصل : «بريد بن أبي بردة ، عن أبيه» وهو غلط محض لا ينبغي الإبقاء عليه لبشاعته ، فأصلحناه مع أن الإبقاء عليه ممكن ، ولكننا افترضنا الخطأ من الناسخ.

(٢) حديث صحيح.

أخرجه الترمذي (٣١١٠) عن أبي كريب بإسناده ومتنه. وهو في الصحيحين : البخاري ٦ / ٩٣ (٤٦٨٦) ، ومسلم ٨ / ١٩ (٢٥٨٣) من طريق أبي معاوية ، به. وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي.

(٣) ترجمه ياقوت في «كنّر» من معجم البلدان ٤ / ٤٨٣ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٣٦١ ، ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ٢ / ١٧٨ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٢٣.

(٤) في الأصل : «كند» غلط من الناسخ بلا ريب بدليل نقل ياقوت في معجم البلدان الاسم على الصواب ، فقال : «بالكسر وتشديد ثانيه وفتحه وآخره راء ، قرية كبيرة من بغداد من نواحي دجيل قرب أوانا ... ينسب إليها من المتأخرين أبو الذخر خلف بن محمد بن خلف الكنّري المقرئ ...» وقد تنبه ابن الصابوني إلى هذا الخطأ حين قرأ النسخة ، فقال في تعليق له : «الصواب : كنر بالنون والراء المهملة ، كتبه ابن المحمودي».

٢٤١

سكن الموصل من صباه ، وسمع بها من أبي منصور بن مكارم المؤدّب وغيره ، وروى عنهم. كتبت عنه بالموصل.

* * *

ذكر من اسمه خطّاب

١٣٩٠ ـ خطّاب (١) بن منصور بن أحمد الدّحروج ، أبو عبد الله.

والدّحروج لقب له أو لأبيه ، كان يسكن باب البصرة.

سمع الكثير من أبي الوقت السّجزي ، وأبي المظفّر ابن الشّبلي ، وأبي الفتح المعروف بابن البطّي وجماعة كثيرين.

وحدّث بالقليل ، وكان أمّيا لا معرفة له بهذا الشأن. سمع منه صاحبنا جعفر بن محمد العبّاسي.

توفي في ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، وما لقيته.

١٣٩١ ـ خطّاب بن عمر بن أبي سعد النّسّاج.

من أهل الحربية ، وسكن بأخرة مشهد الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام.

سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهرويّ ، ويقال : إنّه حدّث بشيء يسير ؛ سمع منه أحمد بن سلمان ، فيما بلغني ، والله أعلم.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩٧. وقيده المنذري فقال : بفتح الخاء المعجمة وتشديد الطاء المهملة وفتحها وبعد الألف باء موحدة.

٢٤٢

ذكر من اسمه خطلخ

١٣٩٢ ـ خطلخ (١) بن عبد الله ، مولى الرّاشد أبي جعفر منصور ابن المسترشد بالله.

وصار معه إلى أصبهان بعد خلعه ، وأقام بها ، وحدّث عن مولاه ، وعن أبي الحسن أحمد بن أبي منصور الفقيه ، ومصعب بن عبد الله الحفّار ، وأبي عبد الله الخيّاط. وحديثه عنهم عند الأصبهانيين. لم يرو شيئا ببغداد.

١٣٩٣ ـ خطلخ بن عبد الله ، أبو الخير ، مولى أبي عبد الله عيسى بن هبة الله النّقّاش.

سمع أبا منصور محمد بن أحمد الخلّال ، وأبا القاسم بن الحصين وغيرهما ، وحدّث عنهم ؛ سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، وأثنى عليه خيرا.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو الخير خطلخ بن عبد الله مولى أبي عبد الله النّقّاش بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن الحسين الخلّال قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ الجوهري ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر ابن الوضّاح ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ، قال : حدثنا عاصم بن عليّ ، عن المسعودي (٢) ، عن الوليد بن العيزار ، عن أبي

__________________

(١) اسم تركي معناه «القحط» أو «المجاعة» ويقال فيه : «قتلغ» و «ختلغ» أيضا.

(٢) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي المسعودي ، قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» : «صدوق اختلط قبل موته» وتعقبناه في «تحرير التقريب» فبينا أنه ثقة أجمع جهابذة الجرح والتعديل على توثيقه : ابن معين ، وعلي ابن المديني ، وأحمد بن حنبل ، وابن نمير ، وابن سعد ، والعجلي ، ويعقوب بن شيبة ، وابن عمار وغيرهم ، وكان من

٢٤٣

عمرو الشّيباني ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّ الأعمال أفضل؟ قال : «الصّلاة لميقاتها». قلت : ثم ماذا يا رسول الله؟ قال : «برّ الوالدين». قلت : ثم ماذا يا رسول الله؟ قال : «الجهاد في سبيل الله عزوجل». ثم سكتّ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولو استزدته لزادني (١).

١٣٩٤ ـ خطلخ (٢) بن عبد الله ، أبو عليّ ، وقيل : أبو يونس الدّبّاس ، مولى أبي الفتح بن شاتيل.

سمع مع مولاه من أبي القاسم عليّ بن الحسين الرّبعي ، وروى عنه. سمع منه أبو الخطّاب عمر بن محمد العليمي ، وأبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي وجماعة.

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ بن الخضر الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو يونس خطلخ بن عبد الله مولى ابن شاتيل ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسين بن عبد الله الرّبعي قراءة عليه.

وأخبرناه عاليا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن شاتيل بقراءتي

__________________

أعلم الناس بحديث ابن مسعود في زمانه ، لكنه اختلط قبل موته بسنة أو سنتين ، فمن سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه قبل اختلاطه ، ومن سمع منه ببغداد فحديثه ضعيف لأجل اختلاطه ، وعاصم بن علي بن عاصم الواسطي سمع منه بعد اختلاطه (تحرير التقريب ٢ / ٣٣١).

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد فيه المسعودي قد اختلط بأخرة وعاصم بن علي ممن سمع منه بعد اختلاطه ، لكنه توبع على رواية هذا الحديث فهو في الصحيحين من طريق : شعبة بن الحجاج ، ومالك بن مغول ، وأبي إسحاق الشيباني ، وأبي يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس ، أربعتهم عن الوليد بن العيزار ، فعلم أن هذا من صحيح حديثه الذي لم يخلّط فيه.

أخرجه البخاري في الصلاة ١ / ١٤٠ (٥٢٧) ، وفي الجهاد ٤ / ١٧ (٢٧٨٢) ، وفي الأدب ٨ / ٢ (٥٩٧٠) ، وفي التوحيد ٩ / ١٩١ (٧٥٣٤) ، ومسلم في الإيمان ١ / ٦٣ (٨٥). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على جامع الترمذي (١٧٣).

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٣٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٥٨.

٢٤٤

عليه على باب داره بباب المراتب ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن الحسين ابن عبد الله الرّبعي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين عمر ابن عليّ بن الحسن الأشناني ، قال : حدثنا محمد بن مسلمة بن الوليد ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الدّجال لا يدخل مكة والمدينة ، على كلّ نقب (١) من أنقابها ملك شاهر سيفه» (٢).

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ومن خطّه نقلت ، قال : توفي خطلخ مولى ابن شاتيل في سنة خمس أو ست وستين وخمس مئة بالموصل.

* * *

__________________

(١) النّقب ، بفتح النون : الطريق بين الجبلين ، وأنقاب : جمع قلة.

(٢) إسناده ضعيف ، محمد بن مسلمة بن الوليد الواسطي في حديثه مناكير بأسانيد واضحة كما قال الخطيب في تاريخه (٤ / ٤٩١) وضعّفه غير واحد ، وقد خولف في هذا الحديث الذي رواه عن يزيد بن هارون ، فرواه أحمد في المسند ٣ / ١٢٣ و ٢٠٢ و ٢٧٧ ويحيى بن موسى عند البخاري ٩ / ٧٦ ، وإسحاق بن أبي عيسى عند البخاري أيضا ٩ / ١٧٠ ، وعبدة بن عبد الله الخزاعي عند الترمذي (٢٢٤٢) أربعتهم عن يزيد بن هارون بمتن مخالف نصه : «المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقر بها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله» ، لفظ البخاري : فلا ذكر لمكة في حديث يزيد بن هارون هذا ولا «على كل نقب من أنقابها ملك شاهر سيفه». على أن في حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس مرفوعا : «يجيئ الدجال فيطأ الأرض إلا مكة والمدينة ، فيأتي المدينة فيجد بكل نقب من نقابها صفوفا من الملائكة ، فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه ، فترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة» أخرجه أحمد ٣ / ١٩١ و ٢٣٨ والبخاري ٣ / ٢٨ و ٩ / ٧٤ ، ومسلم ٨ / ٢٠٦ ، واللفظ له ، ولا علاقة لهذا بحديث قتادة عن أنس ، فعدم دخول الدجال مكة والمدينة صحيح.

٢٤٥

ذكر من اسمه خمرتاش

١٣٩٥ ـ خمرتاش (١) بن عبد الله ، أبو عبد الله مولى أبي الفرج هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرّؤساء.

سمع مع مولاه من أبي الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وروى عنه. سمع منه أبو المظفّر المبارك بن طاهر الخزاعي الصّوفي ، وابنه أبو الفتوح عبد الله ، والقاضي أبو المحاسن الدّمشقي وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، وأبو الفتح عبد الوهّاب بن بزغش المقرئ ، وحدّثنا عنه غير واحد.

أخبرنا أبو المظفّر المبارك بن طاهر بن المبارك الخزاعي في كتابه إلينا ، قال : أخبرنا أبو عبد الله خمرتاش بن عبد الله الرّؤسائي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ ابن العلّاف قراءة عليه.

وأخبرناه أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد ابن الكتّاني قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ ابن العلّاف قراءة عليه وأنا أسمع في شوّال سنة أربع وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الجمحيّ بمكة ، قال : حدثنا أبو الحسن عليّ بن عبد العزيز ، قال : حدثنا عارم ، قال : حدثنا ابن المبارك ، قال : حدثنا حرملة بن عمران ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الرّجل في ظلّ صدقته حتّى يقضي بين النّاس» أو قال : «يحكم بين النّاس» (٢). وكان أبو الخير لا يأتي عليه يوم إلا تصدّق فيه ولو بكعكة أو ببصلة.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٥٩ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٤١٨.

(٢) حديث صحيح ، تقدم في الترجمتين ٧٨ و ٣٥٨.

٢٤٦

توفي خمرتاش مولى ابن رئيس الرؤساء ليلة السبت سادس عشر شهر رمضان سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١٣٩٦ ـ خمرتاش بن عبد الله ، مولى أبي الرّضا محمد بن بدر الشّيحيّ ، أبو عبد الله.

سمع مع مولاه من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقيّ ببغداد.

أنبأنا الحافظ عمر بن عليّ بن الخضر القرشيّ ، ومن خطّه نقلت ، قال : أخبرنا أبو عبد الله خمرتاش بن عبد الله ومولاه أبو الرّضا محمد بن بدر بن عبد الله الشّيحي ، قالا : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين.

وأخبرناه عاليا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي بها وأبو الحسن عليّ بن محمد بن يعيش ببغداد بقراءتي عليهما ، قلت لكل واحد : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزّاز ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، قال (١) : حدثنا أبو يعلى محمد بن شدّاد المسمعيّ ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطّان ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يرحم الله من لا يرحم النّاس» (٢).

__________________

(١) الغيلانيات (٣٨٦).

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي يعلى محمد بن شداد المسمعي ، لكنه توبع في هذا الحديث ، فممن تابعه محمد بن بشار العبدي عند أحمد ٤ / ٣٦٥ والترمذي (١٩٢٢) فرواه عن يحيى بن سعيد به ، وقال : حسن صحيح. وأخرجه الطبراني في الكبير ٢ / ٣٣٥ من طريق مسدد بن مسرهد ، عن يحيى بن سعيد ، ومسدد من أثبت الناس في يحيى بن سعيد. وأخرجه مسلم ٧ / ٧٧ (٢٣١٩) من طريق وكيع وعبد الله بن نمير عن إسماعيل ، به. وله طرق أخرى بيناها في تعليقنا على الترمذي.

٢٤٧

الأسماء المفردة في حرف الخاء(١)

١٣٩٧ ـ خليفان بن أحمد بن خليفان ، أبو القاسم الهاشميّ الرّشيديّ ، من ولد الرّشيد أمير المؤمنين أبي جعفر هارون.

سمع أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهاني ببغداد لما قدمها ، وأملى بها ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي وخرّج عنه حديثا في جملة شيوخه.

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : أخبرنا أبو القاسم خليفان بن أحمد الرّشيدي ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد بن ملّة ، قال : حدثنا أبو سعيد محمد ابن أحمد بن جعفر إملاء ، قال : حدثنا أحمد بن محمد زهران ببغداد ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، قال : حدثنا أبو السّائب سلم بن جنادة ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اتركوني ما تركتكم فإذا حدّثتكم فخذوا عنّي ، فإنما هلك من قبلكم لكثرة سؤالهم وخلفهم على أنبيائهم» (٢).

١٣٩٨ ـ خليفة (٣) بن أبي بكر بن أحمد ، أبو نصر يعرف بابن قطوّة (٤).

__________________

(١) في الهامش تعليق نصه : «خزيفة بن سعد ، ذكره في العين واسمه عبد الله بن سعد».

(٢) حديث صحيح.

أخرجه مسلم ٧ / ٩١ (١٣٣٧) (١٣١) ، والترمذي (٢٦٧٩) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير ، به ، وقال الترمذي : حسن صحيح.

وأخرجه ابن ماجة (٢) من طريق جرير بن عبد الحميد ، وأحمد ٢ / ٤٩٥ ، مسلم ٧ / ٩١ (١٣٣٧) (١٣١) من طريق عبد الله بن نمير ، كلاهما عن الأعمش ، به.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٦٣٩ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٩٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٥٩ ، والمشتبه ٥٣٣ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٧ / ٢٣٧ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١١٣٦).

(٤) وجدت الواو مشددة في المجلد الباريسي ، وهو صنيع ابن نقطة في إكمال الإكمال حيث

٢٤٨

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبا البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وروى عنهما ، سمعنا منه مع أحمد بن سلمان الحربي فيما خرّجه من «مشيخة الحربية».

قرأت على أبي نصر خليفة بن أبي بكر الحربي بها ، قلت له : أخبركم أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي قراءة عليه وأنت تسمع في سنة ثلاثين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا محمد بن عليّ بن ميمون ، قال : حدثنا محمد بن عليّ بن عبد الرّحمن ، قال : حدثنا محمد بن الحسين التّيملي ، قال : حدثنا عبد الله بن زيدان (١) ، قال : حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب ، قال : حدثنا أبو أسامة (٢) ، عن بريد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن جدّه (٣) ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المؤمن يأكل في معى واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء» (٤).

__________________

ضبطها بالحروف فقال : بفتح الطاء المهملة وتشديد الواو وفتحها ، وتبعه كتاب المشتبه. أما المنذري فذكرها مخففة.

(١) هو محمد بن زيدان بن بريد البجلي ، أبو محمد الكوفي المتوفى سنة ٣١٣ ه‍ أحد الثقات والعبّاد (الذهبي : تاريخ الإسلام ٧ / ٢٦٥).

(٢) حماد بن أسامة.

(٣) يعني أبا موسى الأشعري ، عبد الله بن قيس رضي‌الله‌عنه. وفي هذا الإسناد إشكال بيّن حيث لا يصح بهذه الصيغة ، فبريد هو ابن عبد الله بن أبي بردة ، وهو يروي هذا الحديث عن جده أبي بردة ، عن أبي موسى ، لا عن أبيه ، عن جده ، فهذا بلا شك إسناد خطأ ، لكننا أبقينا عليه لاحتمال كبير أن يكون هذا من خطأ المؤلف الذي كان يتعين التنبيه عليه.

(٤) حديث صحيح ، واستغرب الترمذي هذا الطريق.

أخرجه مسلم ٦ / ١٣٣ (٢٠٦٢) وابن ماجة (٣٢٥٨) عن أبي كريب محمد بن العلاء ، عن أبي أسامة ، عن بريد ، عن جده ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، به. ولا يعرف هذا الحديث إلا من طريق أبي كريب. وقد رواه الترمذي في العلل الصغير ٦ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤

٢٤٩

توفّي خليفة بن أبي بكر الحربي في يوم الأحد تاسع شعبان سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

«آخر الجزء السادس والعشرين من الأصل»

* * *

__________________

عن أبي هشام الرفاعي وأبي السائب سلم بن جنادة والحسين بن علي بن الأسود ، وأبي كريب ، أربعتهم عن أبي أسامة ، وحين سأل شيخه البخاري عنه تعجب من ذلك وذكر أنه لا يعلم أحدا حدّث به غير أبي كريب ، وقال : «وكنّا نرى أنّ أبا كريب أخذ هذا الحديث عن أبي أسامة في المذاكرة». والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة.

٢٥٠

حرف الدّال المهملة

ذكر من اسمه داود

١٣٩٩ ـ داود (١) بن محمود بن محمد بن ملكشاه بن ألب رسلان بن داود بن ميكال بن سلجوق ، أبو سليمان الملك.

خطب له ببغداد بالسّلطنة بعد وفاة أبيه أبي القاسم محمود وذلك في سنة خمس وعشرين وخمس مئة. وقدم بغداد غير مرّة ونزل دار المملكة بها ظاهر البلد. وكان بينه وبين عمّه مسعود بن محمد حروب كثيرة إلى أن وصل مسعود بغداد في صفر سنة سبع وعشرين وخمس مئة ومحمود بها ، فاصطلحا على أن يخطب لمسعود بالملك ومن بعده لداود ، فكان الأمر على ذلك إلى أن هلك داود (٢) واستقلّ مسعود بالأمر إلى أن مات في سنة سبع وأربعين وخمس مئة.

١٤٠٠ ـ داود (٣) بن سليمان بن أحمد ابن نظام الملك أبي عليّ الحسن ابن عليّ بن إسحاق ، أبو عليّ.

ولد بأصبهان ونشأ بها ، وقدم بغداد مرارا كثيرة ، وأقام بها ، وسمع أبا منصور سعيد بن محمد ابن الرّزّاز المدرس بمدرسة جدّه نظام الملك وغيره. وسمع بأصبهان من أبي منصور سعيد بن أبي الرّجاء الصّيرفي ، ومن أبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثّقفي ، ومن أبي عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلّال ،

__________________

(١) أخباره في الكامل لابن الأثير ، وترجمه القلانسي في ذيل تاريخ دمشق ٢٧٧ ، والبنداري في تاريخ دولة آل سلجوق ١٧٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٦٨٣ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٤٩٥ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٢٧١ وغيرهم.

(٢) وذلك في سنة ٥٣٨.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٦٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٧١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٠ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٤٦٦.

٢٥١

ومن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية ، وغيرهم. وحدّث ببغداد عنهم ، وسمعنا منه بها.

أخبرنا أبو عليّ داود بن سليمان بن أحمد النّظاميّ قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم الجوزدانية وخجستة بنت علي بن أبي ذر الصّالحاني قراءة عليهما بأصبهان وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قالتا : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم سليمان ابن أحمد الطّبراني ، قال (١) : حدثنا أحمد بن بشر بن حبيب ، قال : حدثنا محمد ابن مصفّى ، قال : حدثنا العباس بن إسماعيل الهاشميّ ، قال : حدثنا الحكم بن عطية ، عن عاصم الأحول ، عن أنس بن مالك ، عنه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم» (٢).

سألت داود بن سليمان هذا عن مولده ، فقال : في شوّال سنة ثمان عشرة وخمس مئة بأصبهان.

وتوفي بها في سنة ست وتسعين وخمس مئة ، فيما بلغنا ، والله أعلم.

١٤٠١ ـ داود (٣) بن أحمد بن الحسين الدّبّاس ، أبو الغنائم يعرف بابن المتشّ (٤).

__________________

(١) المعجم الأوسط (٢٠٢٩).

(٢) إسناده ضعيف ، العباس بن إسماعيل الهاشمي مجهول ، والحكم بن عطية ضعيف يعتبر به عند المتابعة ، ولم يتابع. وهذا الحديث يروى من طرق عديدة عن أنس كلها ضعيفة أو تالفة أو موضوعة.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ٤٩٤ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٧٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٤١ ، والمشتبه ٦٢٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٠ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٤٥٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٨ / ٣٢١ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٣٣٣.

(٤) قيده ابن نقطة والمنذري فقالا : بفتح الميم وضم التاء ثالث الحروف وبعدها شين معجمة

٢٥٢

من أهل الحريم الطاهري.

سمع بإفادة خاله عمر بن المبارك بن سهلان من جماعة منهم : أبو الفضل محمد بن أحمد بن الأشقر ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وغيرهما. واستجاز له ولأخيه يوسف من جماعة.

وحدّث داود بشيء قليل. ورأيته وما اتفق لي منه سماع ، وقد أجاز لي.

أنبأنا أبو الغنائم داود بن أحمد بن الحسين ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد ابن أحمد بن عليّ الدّلّال. وقرأته على أبي محمد يوسف بن أحمد بن الحسن أخي داود المذكور ، قلت له : أخبركم أبو الفضل محمد بن أحمد بن عليّ قراءة عليه مع أخيك داود وأنتما تسمعان ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عمر المعدّل ، قال : حدثنا قاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد ابن معروف ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقي ، قال : حدثنا إسماعيل بن عليّة ، عن يحيى بن عتيق ، عن محمد ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يبولنّ أحدكم في الماء الدّائم ثم يغتسل منه» (١).

__________________

مشددة. وقيده الذهبي بضم الميم والباقي مثلهما ، وهما أعلم.

(١) حديث صحيح.

أخرجه النسائي في المجتبى ١ / ٤٩ وفي الكبرى (٥٧) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، به.

وأخرجه مسلم ١ / ١٦٢ (٢٨٢) (٩٥) عن زهير بن حرب ، عن جرير بن عبد الحميد عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، به. وأخرجه أحمد ٢ / ٣٦٢ من طريق عبد الله بن يزيد ، عن هشام ، به. وأخرجه أبو داود (٦٩) والدارمي (٧٣٦) من طريق زائدة بن قدامة ، عن هشام ، به. وأخرجه الحميدي (٩٧٠) وأحمد ٢ / ٢٦٥ وابن خزيمة (٦٦) من طريق أيوب السختياني عن ابن سيرين ، به. ورواه النسائي ١ / ١٩٧ عن قتيبة بن سعيد ، عن سفيان ، عن أيوب السختياني ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة موقوفا ، قال سفيان : قالوا لهشام بن حسان : إن أيوب إنما ينتهي بهذا الحديث إلى أبي هريرة ، فقال : إن أيوب لو

٢٥٣

توفي داود بن أحمد الدّبّاس في ثالث عشري شهر رمضان (١) سنة ثمان وتسعين وخمس مئة.

١٤٠٢ ـ داود بن رضا بن مهدي ، أبو سليمان.

من أهل جيلان.

قدم واسطا ، وحفظ بها القرآن المجيد ، وقرأ بشيء من القراءات على الشيوخ بها ، ثم دخل بغداد وأقام بها مدة ، وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد ابن محمد بن حنبل رحمه‌الله ، وحدث بها عن أبي جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقي الواسطي. فسمع منه بها أبو الفضل إلياس بن جامع بن عليّ الإربليّ ، وحدث عنه في «أربعين حديثا» جمعها عن شيوخه.

وعاد داود إلى واسط ، وأقام بها إلى أن توفي بعد سنة ست مئة ، والله أعلم.

١٤٠٣ ـ داود (٢) بن يوسف بن إبراهيم ، أبو السّعادات.

من أهل الحربية.

سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزّاهد ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وروى عنهما ؛ سمع منه أصحابنا ، وأذن لنا في

__________________

استطاع أن لا يرفع حديثا لم يرفعه. وقال الدار قطني في العلل ٨ / س ١٤٤٦ : «اختلف على ابن سيرين في رفعه ، فرواه يحيى بن عتيق عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا. واختلف عن هشام بن حسان ، رفعه زائدة ومكي بن إبراهيم عنه. ووقفه هشيم عن هشام ويونس عن ابن سيرين عن أبي هريرة. واختلف عن أيوب ، فروي عن معمر عن أيوب مرفوعا ، ووقفه عبد الوهاب الثقفي عن أيوب». قال بشار : قد ثبت المرفوع ، وله طرق أخرى عن أبي هريرة.

(١) قال المنذري : ويقال : إنه توفي في سادس عشر الشهر المذكور.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٣٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦١.

٢٥٤

الرّواية عنه ، والله الموفق.

توفي يوم الأحد ثالث عشري جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمس مئة.

١٤٠٤ ـ داود (١) بن يونس بن الحسين بن سليمان الأنصاريّ ، أبو الفتح.

شيخ من أهل الكتابة وخدمة الدّيوان العزيز مجّده الله.

تولّى الإشراف بالدّيوان العزيز في أيام الإمام المستضيء بأمر الله قدّس الله روحه ، ثم ديوان الزّمام في أيام سيّدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين خلّد الله ملكه وذلك في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، وعزل عنه في صفر سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، ولم يستخدم بعد ذلك. وكان مشكورا في ولايته.

وقد سمع الحديث من جماعة ، منهم : أبو المعمّر (٢) المبارك بن أحمد الأنصاري ، وأبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين ، وأبو العباس أحمد ابن عبد الله بن مرزوق الأصبهاني. وروى عنهم ، سمعنا منه.

أخبرنا أبو الفتح داود بن يونس بن الحسين الأنصاريّ قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن عبد الله بن مرزوق الأصبهاني ، قدم علينا ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل التّفليسيّ ، قال : أخبرنا أبو عبد الرّحمن محمد بن الحسين السّلمي ، قال : حدثنا عبد الله بن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٦٥ ، وابن الفوطي في الملقبين بالكمال من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٣٤٩ نقلا من كتاب الروض الناضر في أخبار الإمام الناصر ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٦٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦١ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٥٠٣.

(٢) بالتثقيل ، قيّده الذهبي في المشتبه ٦٠٤.

٢٥٥

محمد الرّازي ، قال : حدثنا الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عمّار ، قال : حدثنا المعافى ، عن عبد الأعلى بن أبي المساور ، عن عكرمة ، عن الحارث بن عميرة ، عن سلمان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» (١).

سألت داود الأنصاريّ هذا عن مولده ، فقال : ولدت يوم الخميس تاسع المحرم سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي يوم الخميس تاسع عشر ربيع الآخر سنة ست عشرة وست مئة ، ونقل إلى الكوفة فدفن هناك.

١٤٠٥ ـ داود (٢) بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر بن رجاء القرشيّ ، أبو الفتوح بن أبي أحمد.

من أهل أصبهان. وسيأتي ذكر أبيه فيما بعد ، وقد تقدم ذكرنا لأخيه محمد (٣) ، وهم أهل بيت كلّهم رواة مشهورون بالتّحديث.

قدم داود هذا بغداد مرارا مع أبيه قديما ، وسمع بها من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي وغيره ، وبعد ذلك مع أخيه محمد. وقد سمع

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف جدا فيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك.

أخرجه الطبراني في الكبير (٦١٧٢) وفي الأوسط (١٦٠٠) من حديث سلمان ، وينظر مجمع الزوائد ٨ / ١٠٩ ـ ١١٠ (١٣١٠١). على أن متن الحديث صحيح من حديث عائشة عند البخاري ٤ / ١٦٢ (٣٣٣٦) ، ومن حديث أبي هريرة عند مسلم ٨ / ٤١ ـ ٤٢ (٢٦٣٨) ، ومن حديث عبد الله بن مسعود عند الطبراني في الكبير (٨٩٧٦).

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٦٦ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٦٢ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٩٤٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٦٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٦٨ ، ودول الإسلام ٢ / ٩٨ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٦٩.

(٣) الترجمة ٥٦٧.

٢٥٦

بأصبهان من أبي القاسم غانم بن خالد البيّع ، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان وجماعة ، وبهمذان من أبي المحاسن نصر بن المظفّر البرمكي. وحدّث ببلده ، وكتب إلينا بالإجازة غير مرّة ، وقال : مولدي في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مئة (١).

١٤٠٦ ـ داود (٢) بن أحمد بن ملاعب ، أبو البركات بن أبي عبد الله البغداديّ.

من أهل باب الأزج.

كان وكيلا بباب القضاة. أسمعه والده في صباه من جماعة منهم : أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي ، وغيرهم.

وحدّث ببغداد بيسير ، وسافر إلى الشّام وسكن دمشق ، وروى هناك الكثير ، وسمع منه أهلها وجماعة من الطّلبة الواردين إليها. ورأيته ببغداد وما اتّفق أني سمعت منه شيئا فكتب إلينا بالإجازة من دمشق ، وذكر لنا أنّه ولد في ليلة النّصف من محرم سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة ببغداد.

وبلغنا أنّه توفي بدمشق في رجب سنة ست عشرة وست مئة ، والله أعلم ،

__________________

(١) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، وقد كانت وفاته في سنة ٦٢٤ ، كما في مصادر ترجمته.

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٦٧ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥١٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٨٢ ، وابن العديم في بغية الطلب ٢ / الورقة ٢٧٦ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١١٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٦٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٩٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٢ ، والعبر ٥ / ٦٠ ، ودول الإسلام ٢ / ١٢٠ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٤٥٨ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٢٧٨ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٤٦ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٦٧ ، وغيرهم.

٢٥٧

رحمه‌الله وإيانا.

١٤٠٧ ـ داود (١) بن بندار بن إبراهيم ، أبو الخير.

من أهل جيلان.

قدم بغداد ، وتفقّه بها على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه بالمدرسة النّظامية والمدرس بها يوسف بن بندار الدّمشقي ومن بعده ، وأعاد لمدرسيها سنين كثيرة ، ودرّس بالمدرسة البهائية القريبة من النّظامية ، وأفتى ، وسمع ببغداد من أبي الوقت السّجزي وغيره. سمعنا منه.

قرئ على أبي الخير داود بن بندار الجيليّ بالمدرسة النّظامية وأنا أسمع ، قيل له : قرئ على أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي شريح الأنصاري ، قال : حدثنا إسماعيل بن العباس الورّاق ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة العبدي ، قال : حدثنا الوليد بن بكير أبو خبّاب ، عن سلّام الخزّاز ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما دعاء إلا بينه وبين السّماء حجاب حتى يصلّي على محمد وعلى آله ، فإذا صلّى على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم انخرق الحجاب واستجيب الدّعاء ، وإذا لم يصلّ على النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يستجب الدّعاء» (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٤٩٢ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٢٢ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٨٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٤ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٤٦٠ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ١٤٤ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٩٧. ويقال له : داود شاه ، وداور شاه.

(٢) إسناده ضعيف ، لضعف الحارث الأعور ، وسلّام الخزاز إن لم يكن سلام بن سليم الحنفي فلا أعرفه. ورواه الطبراني في الأوسط (٧٢٥) من طريق عبد الكريم الخراز ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث وعاصم بن ضمرة ، عن علي ، وقال : لم يرو هذا الحديث عن

٢٥٨

توفي داود بن بندار هذا ليلة الجمعة حادي عشري رجب سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٤٠٨ ـ داود (١) بن أحمد بن يحيى ، أبو سليمان الضّرير الملهميّ ، وملهم الذي ينتسب إليه بطن من عبادة فيما زعم.

من أهل قرية من قرى نهر عيسى.

حفظ القرآن ، وقرأه بشيء من القراءات ببغداد على جماعة منهم : أبو الفضل أحمد بن محمد بن شنيف ، وأبو الحسن عليّ بن عساكر البطائحي ، وأبو محمد الحسن بن عليّ بن عبيدة الكرخي.

وانتحل في الفقه مذهب داود بن عليّ الأصبهاني ، وأخذ ذلك من الكتب من غير أن يلقى أحدا من أصحابه.

واشتغل بالأدب وجالس أبا محمد بن عبيدة المذكور ، وأبا الفرج محمد بن الحسين الجفني (٢) المعروف بابن الدّبّاغ ، وأخذ عنهما وعن غيرهما.

وكان يذبّ عن أبي العلاء المعري (٣) ويعجبه شعره ويحفظ منه ومن غيره الكثير.

__________________

أبي إسحاق إلا عبد الكريم الخراز. وزعم الهيثمي في مجمع الزوائد أن رجال الطبراني ثقات (مجمع الزوائد ١٠ / ١٨٠ (١٧٢٧٨) وفي قوله نظر ، فعبد الكريم المذكور لا يعرف في الرواة عن أبي إسحاق السبيعي الهمداني. أما عاصم بن ضمرة فصدوق حسن الحديث.

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١٢٨٠ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٥٩٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٧٦ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١١٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٤ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٦٠٧ ، والصفدي في نكت الهميان ١٥٠ ، والوافي ١٣ / ٤٥٨ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٢٧٨ ، وابن حجر في اللسان ٢ / ٤٢٤ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٩٠.

(٢) تقدمت ترجمته في المجلد الأول من هذا الكتاب (الترجمة ١٤٢) ونقلنا هناك قول الصلاح الصفدي : كان يزعم أنه من غسان ، من بني جفنة.

(٣) ومن أجل ذلك تكلّم بعض الناس فيه!

٢٥٩

سمعت منه أناشيد له ولغيره ، وعلّقت عنه شيئا يسيرا ؛ سمعت أبا سليمان داود بن أحمد الدّاودي يقول : سمعت أبا يوسف يعقوب بن يوسف المقرئ يقول : رأيت أبا العز عبد المغيث بن زهير الحربيّ (١) في المنام بعد موته فقلت له : ما فعل الله بك؟ فأنشدني :

العلم يحيي أناسا في قبورهم

قد مات قوم وهم في النّاس إحياء

وأنشدني داود بن أحمد الضّرير لنفسه من جملة أبيات كتبها إليّ له :

ألم تر أنّ الدّهر للمرء مخلق

كما أنّ غرب العضب (٢) مخلق غمده

وما عزّ في الأيام من لم يكن له

معين على كيد الزّمان وكدّه

وما نال من دنياه ما رام وابتغى

فتى مكّن الأعداء من حلّ عقده

وما أدرك المسؤول من عاش بالمنى

ولا بلغ المأمول إلّا بجدّه

وإني بأعلام الرّجال لعالم

ومن هو منهم مستحقّ لحمده

توفّي داود الملهميّ في يوم الاثنين ثامن عشر محرم سنة خمس عشرة وست مئة بقرية تعرف بقرداباذ ، ودفن بالشّونيزي ، وقيل : بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٤٠٩ ـ داود (٣) بن عليّ بن عمر القزّاز ، أبو القاسم ، يعرف بابن صعوة (٤).

من أهل الحريم الطّاهريّ.

__________________

(١) كان عبد المغيث الحربي من كبار علماء الحنابلة المتمسكين بالسنة النبوية المشرفة ، وتوفي سنة ٥٨٣ ، وستأتي ترجمته في موضعها من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

(٢) العضب : السيف.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٦٨.

(٤) قيده المنذري فقال : بفتح الصاد وسكون العين المهملتين وواو مفتوحة وتاء تأنيث.

٢٦٠