ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

حرف الثاء

ذكر من اسمه ثابت

١١٢٨ ـ ثابت بن تمّام بن ثابت ، أبو الغنائم التّاني.

روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب في «معجم شيوخه» ، وقال : أنشدني ، قال : أنشدني القاضي أبو عليّ يعقوب بن أحمد ، يعني العكبريّ :

أما الفؤاد فمذ فارقتكم قلق

يمسي ويصبح مهموما من الفكر

والعين لو لم تكن ترجو لقاءكم

إذا لتهلك بين الدّمع والسّهر

١١٢٩ ـ ثابت بن المبارك بن عليّ ، أبو المعالي بن أبي الفرج العطّار.

من أهل باب الأزج.

ذكره القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي فيمن سمع منه وعدّه في شيوخه.

١١٣٠ ـ ثابت بن أبي طالب بن حمدان ، أبو القاسم التّاجر.

كان نسيبا لأبي الفتح يوسف بن محمد الدّمشقي ، وله إجازة من أبي القاسم بن الحصين.

قال القاضي عمر بن عليّ القرشي : سمعت منه بإفادة نسيبه يوسف.

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو القاسم ثابت ابن أبي طالب بن حمدان نسيب يوسف الدّمشقي ، وهو دلّنا عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشّيباني إجازة ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن المحسّن التّنوخي. وأخبرناه عاليا أبو منصور المبارك بن عبد الله ابن محمد البغدادي بقراءتي عليه ، قلت له : حدّثكم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد إملاء ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم عليّ بن

٤١

المحسّن التّنوخي ، قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن سعيد الرّزّاز ، وأبو سعيد الحسن بن جعفر السّمسار ، قالا : حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني ، قال : حدثنا عفّان بن مسلم ، قال : حدثنا همّام ، عن أبي جمرة ، قال : كنت أدفع الزّحام عن ابن عبّاس فاحتبست عنه أياما ، فقال : ما حبسك؟ قلت : الحمّى. فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الحمّى من فيح جهنّم ، فأبردوها عنكم بماء زمزم» (١).

١١٣١ ـ ثابت (٢) بن المظفّر بن الحسن بن المظفّر ابن السّبط ، أبو محمد بن أبي سعد بن أبي عليّ.

هو ابن أخي شيخنا أبي القاسم هبة الله بن الحسن ابن السبط. هكذا سمّاه بعضهم ، ويقال : اسمه الحسن ، وسنذكره في حرف الحاء إن شاء الله.

سمع جدّه أبا عليّ الحسن بن المظفّر ، وروى عنه. سمع منه أحمد بن طارق ، وجعفر بن محمد العبّاس ، وغيرهما. وأجاز لنا.

__________________

(١) إسناده صحيح ، عبد الله بن الحسن الحراني ثقة ، وثقه صالح جزرة والدار قطني ، ولا يؤثر فيه بعض الكلام من كونه كان يأخذ الأجرة على التحديث (ينظر ترجمته في تاريخ الخطيب ١١ / ٩٤ بتحقيقنا ، وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٣٦) ، وهمام هو ابن يحيى ، وأبو جمرة هو الضّبعي واسمه نصر بن عمران ، وهما وعفان ثقات من رجال الشيخين. على أن هذا الحديث بهذا الإسناد وهذا اللفظ لم أقف عليه ، فهو غريب ، إذ المحفوظ : «فأبردوها بالماء» من غير تخصيص بماء زمزم ، كما في حديث عائشة ورافع بن خديج وأسماء بنت أبي بكر وكلها في الصحيحين (ينظر تعليقنا على الترمذي ٢٠٧٣ و ٢٠٧٤ و ٢٠٧٤ م) وكأن هذا الحديث هو الذي أشار إليه الترمذي حين ذكر أحاديث الباب عقيب حديث رافع بن خديج (٢٠٧٣) ، والله أعلم.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٠٢ ، وابن الفوطي في الملقبين بمجاهد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٢٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٦٩ فيمن اسمه الحسن ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٨.

٤٢

أنبأنا أبو محمد بن أبي سعد ، قال : أخبرنا جدّي الحسن بن أبي سعد قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفرّاء ، قال : أخبرنا عليّ بن عمر السّكّري ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصّوفي ، قال : حدثنا الحارث ابن سريج الخوارزمي ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي مريم ، عن ضمرة بن حبيب ، عن شدّاد بن أوس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني» (١).

توفّي أبو محمد ابن السّبط في يوم الثّلاثاء رابع رجب سنة تسع وثمانين وخمس مئة.

١١٣٢ ـ ثابت بن أبي الكرم بن المبارك بن أبي الجود ، أبو محمد.

من أهل محلة العتّابيين.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وغيرهما ، وروى عنهم. وأجاز لنا.

أنبأنا ثابت بن أبي الكرم ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن محمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال (٢) : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن سليمان التّيمي ، عن سيّار ، عن أبي أمامة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «فضّلني الله على الأنبياء ، أو قال : على الأمم ، بأربع : أرسلت إلى النّاس كافة ، وجعلت لي الأرض كلّها ولأمّتي مسجدا وطهورا فأينما أدركت رجلا من أمّتي الصّلاة فعنده

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف أبي بكر بن أبي مريم ، واقتصر الترمذي على تحسينه ، وتقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة (٣٢).

(٢) مسند أحمد ٥ / ٢٤٨.

٤٣

مسجده وطهوره ، ونصرت بالرّعب مسيرة شهرين (١) يقذف في قلوب أعدائي ، وأحلّت لي الغنائم» (٢).

١١٣٣ ـ ثابت (٣) بن محمد بن أبي الفرج ، أبو الفرج المدينيّ.

من أهل أصبهان ، منسوب إلى المدينة القديمة المعروفة بشهرستانة بأصبهان. كان يتولى الخطابة بجامع أصبهان ، وقد سمع الكثير بها.

قدم بغداد في سنة أربعين وخمس مئة ، وسمع بها من جماعة منهم : أبو بكر المبارك بن كامل ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وغيرهما. وعاد إلى بلده ، وحدّث به ، وأملى بجامع أصبهان ؛ سمع منه هناك الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي ، وأبو الخطّاب نصر بن أبي الرّشيد الأصبهاني الصّوفي صديقنا ، وخلق من أهل أصبهان. وكان له معرفة بهذا الشأن.

كتب إلينا بالإجازة في سنة تسع وسبعين وخمس مئة.

أخبرنا أبو الفرج ثابت بن محمد خطيب أصبهان في كتابه إلينا منها ، قال : قرأت على القاضي أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ببغداد في ذي القعدة سنة أربعين وخمس مئة ، قلت له : أخبركم أبو الغنائم عبد الصّمد بن عليّ ابن المأمون ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن أحمد الدّارقطني ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا سريج بن يونس أبو الحارث ، قال : حدثنا عبد الرّحمن بن عبد الملك بن أبجر ، عن أبيه ، عن واصل الأحدب ، عن أبي وائل ، قال : خطبنا عمّار فأبلغ وأوجز ، وقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) هكذا في النسخ ، وفي المطبوع من مسند أحمد «شهر» ، وهو المحفوظ.

(٢) إسناده حسن ، سيار هو ابن عبد الله الشامي صدوق حسن الحديث ، وباقي رجاله ثقات.

أخرجه أحمد كما تقدم ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ٣١٨.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٩٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٢٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٨.

٤٤

يقول : «إنّ طول صلاة الرّجل وقصر خطبته مئنّة من فقهه ، فأطيلوا الصّلاة وأقصروا الخطب ، فإنّ من البيان سحرا». أخرجه مسلم في صحيحه عن سريج هكذا (١).

بلغنا أنّ أبا الفرج الخطيب توفي بأصبهان في العشر الأخر من شهر رمضان من سنة خمس وتسعين وخمس مئة.

١١٣٤ ـ ثابت (٢) بن أحمد بن عبد الملك بن الحسن ، أبو البركات ، يعرف بابن القاضي.

هو ابن عمّ القاضي أبي منصور عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك قاضي الحريم الطّاهري. وأبو البركات هذا كان يسكن بالحريم الطّاهري ، ويقال : اسمه المبارك.

سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبا عليّ الحسن بن محبوب القزّاز وغيرهما. روى شيئا يسيرا ، لم أسمع منه.

بلغني أنّه كان يزوّر لبقاء بن أبي شاكر الذي قدّمنا ذكره (٣) سماعات لم يسمعها ، وأكثر طباقه التي يدّعي أنّه سمعها بخطّه ، تركه النّاس لذلك (٤).

١١٣٥ ـ ثابت (٥) بن مشرّف بن أبي سعد ، واسمه ثابت ، ويقال :

__________________

(١) صحيح مسلم ٣ / ١٢ (٨٦٩) ، وتقدم في الترجمة (٨٥٨).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / ٨٧٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٩.

(٣) الترجمة ٧٣٨.

(٤) لم يذكر المؤلف وفاته ، وذكرها المنذري وأنها في العشرين من شهر ربيع الأول من سنة ٦٠١.

(٥) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٢٥ ، وإكمال الإكمال ٣ / ١٧٠ وذمّه ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٠٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٧٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٥٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ٩٣ ،

٤٥

محمد بن إبراهيم ، أبو سعد ، يعرف بابن شستان (١) البناء.

هو ابن أخي أبي الحسن بن أبي سعد الخبّاز الأزجي.

سمع ثابت الكثير بإفادة عمّه المذكور وبنفسه من أبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي ، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبي الفضائل أحمد بن هبة الله ابن الواثق الخطيب ، وأبي منصور واثق بن تمّام العيسوي ، وأبي محمد الحسن بن عبد الملك الإسكافي ، ومن الغرباء مثل : أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وأبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، وأبي العباس أحمد بن يحيى بن ناقة الكوفي ، وجماعة يطول ذكرهم.

وكان صحيح السّماع ، من بيت الرّواية ، حدّث هو وأبوه وعمّه وعمّتاه ، وسيأتي ذكرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي سعد ثابت بن مشرّف بن أبي سعد ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر الزّاغوني قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا الشّريف أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الورّاق ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود السّجستاني ، قال : حدثنا عيسى بن حمّاد الملقّب زغبة التّجيبي ، قال : حدثنا اللّيث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن عروة ، عن سفيان بن عبد الله ، أنّه قال : يا رسول الله : قل في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال : «قل آمنت بالله ، ثم استقم» (٢).

__________________

وابن تغري بردي في النجوم الزاهرة ٦ / ٢٥٤ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٨٤ ـ ٨٥.

(١) قيده المنذري بالحروف فقال : بكسر الشين المعجمة وبعدها سين مهملة ساكنة وتاء ثالث الحروف وبعد الألف نون.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة (٣٨٣) ، وتقدم في (٧٠٧) أيضا.

٤٦

توفّي ثابت بن مشرّف هذا ليلة الاثنين خامس ذي الحجة سنة تسع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الاثنين بباب حرب ، وقد بلغ الثمانين ، والله أعلم.

* * *

ذكر من اسمه ثعلب

١١٣٦ ـ ثعلب بن يحيى بن المبارك ، أبو محمد الموصليّ الأصل البغداديّ المولد والدّار.

من أهل باب البصرة.

ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق البيّع في «معجم شيوخه» وقال : كان خبّازا ، سمع أبا القاسم عبد الرحيم بن محمد بن أبي موسى الهاشمي ، وروى عنه ، وتوفي في سنة سبع وخمسين وخمس مئة. أخبرنا بذلك كلّه في كتابه.

١١٣٧ ـ ثعلب (١) بن مذكور بن أرنب الأكّاف ، أبو الحسن بن أبي المختار ، أخو شيخنا رجب بن مذكور ، وكان ثعلب الأسن.

أسمعه والده في صباه من جماعة منهم : أبو العز محمد بن جابر الحنّائي ، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وطبقتهم. ولما بلغ أوان الرّواية وطلب ليسمع منه لم يكن أهلا لذلك لسوء طريقته وعدم أهليته.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٦١ ، والنعال في مشيخته ٦٨ (الشيخ السادس) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٢٦ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٧١ ، والمشتبه ١١٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٧٠ ، والصفدي في الوافي ١١ / ١٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤١ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ١١٩ ، ولسان الميزان ٢ / ٨٣.

٤٧

قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن عثمان بن عبد الله العكبري الأصل الواعظ البغدادي ، ومنه نقلت ، قال : ثعلب بن مذكور كان حارسا بدار الخلافة المعظّمة ، وكان أعور يخضب بالحنّاء ، ويخالط الخاطئين ، يسكن درب فراشا.

ذكرت لشيخنا أبي بكر الحازمي ثعلبا هذا فقال : اجتمع جماعة من طلبة الحديث وعزموا على قصده ليسمعوا منه شيئا وطلبوا مني أن أحضر معهم ، ولم أكن عرفته ، فمضيت إلى درب فراشا لأنّه كان يسكن هناك في خان ، فلما انتهينا إلى الموضع المذكور وقفت قريبا منه ، وتقدّم الجماعة ليسألوا عنه هل هو حاضر أم لا. فبينا أنا واقف إذ مرّ بي شخص كان يعرفني فسلّم عليّ واستعرض حوائجي ، وسألني عن سبب وقوفي ، فذكرت له أني مع قوم من طلبة الحديث وقد جئنا لنسمع من شيخ يسمّى ثعلبا في هذا الموضع. فلما ذكرته له أكبر ذلك ، وقال : أعلى ثعيلب يسمعون؟ وصغّر شأنه ، وذكر من حاله ما لا يجوز السّماع منه ، فتركت الجماعة وانصرفت وما لقيته.

قلت : ومع ما ذكرنا من حاله فقد سمع منه قوم للشّره في الرّواية وطلب التّكثير ، والأولى ترك الرّواية عنه لما شاع من سوء طريقته ، عفا الله عنا وعنه.

توفّي ليلة خامس عشري شهر رمضان من سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، ودفن بالمقبرة المعروفة بالدّمشقي قريبا من الخاتونية الدّاخلة.

* * *

٤٨

الأسماء المفردة في حرف الثّاء

١١٣٨ ـ ثامر (١) بن جامع بن مختار ، أبو البركات القطّان.

من أهل الحربية.

روى عن أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف شيئا من «مغازي» محمد ابن إسحاق. سمعنا منه.

قرأت على أبي البركات ثامر بن جامع : أخبركم أبو القاسم بن أبي الحسين اليوسفي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : أخبرنا رضوان بن أحمد الصّيدلاني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، قال : أخبرنا يونس بن بكير ، عن هشام عن عروة ، عن عبّاد بن عبد الله ، عن عائشة ، قالت : أصغيت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل أن يموت فسمعته يقول : «اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرّفيق» (٢).

١١٣٩ ـ ثناء (٣) بن أحمد بن محمد بن عليّ ، أبو حامد يعرف بالجمعيّ.

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢٧٠ وزاد على ترجمته قوله : «روى عنه المؤلف ، وأبو الحجاج بن خليل ، وأجاز لأحمد بن أبي الخير».

(٢) حديث هشام بن عروة في الصحيحين : البخاري في المغازي ٦ / ١٣ (٤٤٤٠) من طريق عبد العزيز بن المختار ، وفي الطب ٧ / ١٥٧ (٥٦٧٤) من طريق أبي أسامة ، ومسلم في فضائل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ٧ / ١٣٧ (٢٤٤٤) من طريق مالك ، وأبي أسامة ، وعبد الله بن نمير ، وعبدة بن سليمان ؛ خمستهم (عبد العزيز ، وأبو أسامة ، ومالك ، وابن نمير ، وعبدة) عنه ، به. وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٣٤٩٦).

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٥٤٢ و ٢ / ١٥٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٦٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٠٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٧٠ ، والمشتبه ١٢٢ و ١٧٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٩٨ و ٤٢٨ ، وابن حجر في

٤٩

من أهل الحربية أيضا.

سمع أبا محمد عبد الرّحمن بن عليّ بن الأشقر المعروف بابن البرني ، وروى عنه. سمع منه أصحابنا. وأجاز لنا.

أنبأنا أبو حامد الجمعي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عليّ بن الأشقر. وقرأته على أبي منصور المظفّر بن إبراهيم بن محمد سبط ابن البرني قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن الشّاشيّ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف بنيسابور ، قال : حدثنا محمد بن صالح بن هاني ، قال : حدثنا السّري بن خزيمة ، قال : حدثنا أحمد بن أسد الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له كل ذنب». أخرجه البخاريّ (١) عن محمد بن سلام ، عن محمد بن فضيل.

توفي ثناء بن أحمد هذا يوم الأحد ثاني عشري شعبان سنة خمس وست مئة ، ودفن بباب حرب.

* * *

__________________

تبصير المنتبه ١ / ٢٢١. وقيّد المنذري ثناء بالحروف فقال : بفتح الثاء المثلثة وبعدها نون مفتوحة.

(١) في الإيمان من صحيحه ١ / ١٦ (٣٨) ، وتقدم في الترجمة (٣١٦) ، وقد استنكره النسائي من هذا الوجه ، فقال بعد أن رواه في الصوم من المجتبى ٤ / ١٥٧ وفي الكبرى (٢٥١٥) : «هذا حديث منكر من حديث يحيى ، لا أعلم أحدا رواه غير ابن فضيل ، وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل».

٥٠

حرف الجيم

ذكر من اسمه جعفر

١١٤٠ ـ جعفر (١) بن محمد بن داود السّلماسيّ الأصل ، أبو القاسم البغداديّ.

سمع أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان البزّاز ، وروى عنه. سمع منه أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني في محرم سنة خمس مئة ، وأخرج عنه حديثا في «مشيخته من أهل بغداد» ، قال : وسألته عن مولده فقال : في سنة تسع وعشرين وأربع مئة.

وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه جعفر بن المحسّن بن جعفر السّلماسيّ وكنّاه بأبي القاسم ، وذكر أنّه سمع من أبي طالب بن غيلان ، وأنه توفي في رجب سنة خمس عشرة وخمس مئة ، وقد حدّث. ولم يذكر جعفر ابن محمد بن داود هذا الذي قد ذكرناه. وجعفر بن المحسّن الذي ذكره ، قد سمع منه أيضا أحمد بن سلفه وكنّاه بأبي الحسن ، وذكر أنّه روى له عن أبي عبد الله الحسين بن جعفر السّلماسي ، وأظنه عمّه ، وجعلهما ابن سلفة اثنين ، وفرّق بينهما بالكنية والرّواية عن شيخين ، وتاج الإسلام جعلهما واحدا ، والأظهر أنّهما اثنان كما ذكر ابن سلفة لا ختلافهما في الكنية والنّسب والرّواية عن شيخين ، والله الموفّق.

١١٤١ ـ جعفر بن عليّ بن محمد بن محمد بن جهير ، أبو عليّ ابن الوزير أبي القاسم.

من بيت الوزارة والتّقدّم.

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢٧١.

٥١

سمع أبا الفضل محمد بن عبد السّلام الأنصاريّ ، وأبا المعالي ثابت بن بندار المقرئ ، وغيرهما. وتولّى وزارة صدقة بن دبيس الأسدي ، وأقام عنده بحلّته مدة ، ثم عاد إلى بغداد ، فأقام بها إلى أن توفي.

ذكر أبو الحسن عليّ بن عبيد الله ابن الزّاغوني في «تاريخه» ومن خطّه نقلت أنّ شرف الدّولة أبا عليّ جعفر بن عليّ بن جهير ، توفي يوم الأربعاء سادس عشر صفر سنة ثلاث عشرة وخمس مئة ، وصلّي عليه بجامع القصر ودفن بتربة عمّه عميد الدولة ، يعني بقراح ابن رزين ، قال : قد سمع الحديث الكثير ، ولم يحدّث ، رحمه‌الله وإيانا.

١١٤٢ ـ جعفر (١) بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن ثابت بن الأسود بن مسعود الثّقفيّ.

والأسود هذا هو أخو عروة بن مسعود الثّقفي.

وجعفر هذا يكنى أبا البركات قاضي القضاة ابن قاضي القضاة أبي جعفر.

أصله من الكوفة. ولد ببغداد ، وشهد أولا عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في كتاب «تاريخ الحكّام» تأليفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو البركات جعفر بن

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٢٤ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٣٣٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٧١ ، والعبر ٤ / ١٨١ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٣٢٠ ، والصفدي في الوافي ١١ / ١١١ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٢٥٤ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٤٠٤ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٠٨ وغيرهم.

٥٢

عبد الواحد ابن الثّقفي في يوم الجمعة السابع والعشرين من جمادى الآخرة من سنة أربعين وخمس مئة ، وزكاه القاضي أبو القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ وأبو نصر أحمد بن محمد ابن الحديثي.

قلت : وفي رجب سنة خمس وخمسين وخمس مئة ولي والده أبو جعفر عبد الواحد قضاء القضاة شرقا وغربا ، وولي ولده أبو البركات جعفر هذا أقضى القضاة ، فكان على ذلك إلى أن توفي والده في ليلة الجمعة تاسع عشري ذي الحجة من السنة المذكورة ، وتولّى قضاء القضاة وما كان إلى والده في يوم الثّلاثاء تاسع صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة ، وخلع عليه ، وقرى عهده بجامع القصر الشّريف.

فلم يزل على حكمه وقضائه إلى أن توفّي الوزير أبو المظفّر يحيى بن محمد ابن هبيرة وزير الإمام المستنجد بالله رضي‌الله‌عنه في ثالث عشر جمادى الأولى سنة ستين وخمس مئة فاستنيب قاضي القضاة أبو البركات جعفر ابن الثّقفي في الوزارة مضافا إلى ولايته لقضاء القضاة في يوم الخميس ثامن عشر الشهر المذكور. فكان على ذلك إلى أن قدم الوزير أبو جعفر أحمد بن محمد البلدي من واسط يوم الأحد رابع صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، وخرج إلى تلقّيه ، وهو صدر موكب الدّيوان العزيز ، ودخل الوزير في اليوم المذكور ولقي الإمام المستنجد واستوزره وجلس بالدّيوان العزيز على ما شرحناه في ذكرنا له ، وبقي قاضي القضاة أبو البركات على حكمه وقضائه إلى أن توفي.

وقد سمع الحديث من أبوي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وهبة الله بن أحمد ابن الطّبري الحريري ، وأبي القاسم هبة الله بن عبد الله الشّروطي الواسطي ، ومن بعدهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر القرشيّ ، وغيره.

أنبأنا الحافظ عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا قاضي القضاة أبو البركات جعفر بن عبد الواحد بن أحمد ابن الثّقفي ، قال : أخبرنا أبو القاسم

٥٣

هبة الله بن أحمد بن عمر المقرئ ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي ، قال : حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن جعفر ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الفريابيّ ، قال : حدثنا شيبان بن فرّوخ ، قال : حدّثنا أبو الأشهب ، قال : حدثنا أبو رجاء ، عن ابن عبّاس أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم اطّلع في النّار فرأى أكثر أهلها النّساء ، واطّلع في الجنّة فرأى أكثر أهلها الفقراء (١).

قال أبو الفضل بن شافع في تاريخه : مولده ، يعني ابن الثّقفي ، في سنة سبع عشرة وخمس مئة.

توفي قاضي القضاة أبو البركات ابن الثّقفي في يوم الثّلاثاء حادي عشري جمادى الآخرة من سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، وصلّي عليه في اليوم المذكور ، ودفن عند أبيه بالجانب الغربي بالتّربة المجاورة لرباط الزّوزني مقابل جامع المنصور.

١١٤٣ ـ جعفر (٢) بن أحمد بن عليّ بن أحمد ابن المجلي ، أبو الفضل ابن أبي السّعود.

من أهل باب البصرة ، من أولاد المحدّثين والرّواة المذكورين ، روى هو ، وأبوه ، وأخته أمة الواهب ، وسيأتي ذكرهما وأخوهما يحيى ، وكلّهم ثقة صحيح السّماع.

سمع جعفر هذا من أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، ومن أبيه وغيرهما.

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه مسلم ٨ / ٨٨ (٢٧٣٧) عن شيبان بن فروخ ، به. وأخرجه عن غيره. وأخرجه أحمد ١ / ٢٣٤ و ٣٥٩ و ٤ / ٤٢٩ ، وهناد في الزهد (١٩٥) ، وعبد بن حميد (٦٩١) ، والترمذي (٢٦٠٢) ، والنسائي في الكبرى (٩٢٦١) و (٩٢٦٣) و (٩٢٦٤) ، والطبراني في الكبير (١٢٧٦٥) و (١٢٧٦٦) و (١٢٧٦٧) و (١٢٧٦٨) و (١٢٧٦٩) ، والآجري في الشريعة (٣٩٠) ، والبيهقي في البعث والنشور (١٩٥) من طرق عن أبي رجاء العطاردي ، به.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٧١.

٥٤

سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني وذكره في كتابه ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته كما شرطنا وجماعة بعده. وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو الفضل جعفر بن أحمد ابن المجلي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان. وأخبرناه عاليا أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد الواسطيّ بقراءتي عليه في آخرين : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنت تسمع في شوّال سنة أربع وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا إسماعيل بن عيّاش الحمصي ، عن بحير بن سعد الكلاعيّ ، عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرّة الحضرمي ، عن عقبة بن عامر الجهني ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصّدقة ، والمسرّ بالقرآن كالمسرّ بالصّدقة» (١).

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : توفي جعفر ابن المجلي يوم السّبت سادس عشر ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

__________________

(١) إسناده حسن ، الحسن بن عرفة صدوق حسن الحديث ، وإسماعيل بن عياش صدوق حسن الحديث في روايته عن أهل بلده ، وبحير بلديّه فهو حمصي.

أخرجه الترمذي (٢٩١٩) عن الحسن بن عرفة ، به ، وقال : حسن غريب.

وأخرجه أحمد ٤ / ١٥١ و ١٥٨ و ٢٠١ ، والبخاري في خلق أفعال العباد (٧١) ، وأبو داود (١٣٣٣) ، والنسائي ٣ / ٢٢٥ و ٥ / ٨٠ ، وأبو يعلى (١٧٣٧) ، وابن حبان (٧٣٤) ، والطبراني في الكبير ١٧ / حديث (٩٢٣) و (٩٢٥) ، وفي الأوسط (٣٢٥٩) ، وفي مسند الشاميين (١١٦٤) و (١١٦٥) و (١٢٠٩) و (١٩٩١) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٣ / ١٣ من طرق عن كثير بن مرة الحضرمي ، به.

٥٥

١١٤٤ ـ جعفر (١) بن عبد الله بن محمد بن عليّ بن محمد بن عبد الملك الدّامغانيّ ، أبو منصور بن أبي جعفر ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.

من بيت القضاء والولاية ، وأهل التّقدّم والرّواية.

سمع أبا زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة الأصبهاني ببغداد لما قدمها حاجا ، وأبا مسلم عبد الرّحمن بن عمر السّمناني ، وأبا عليّ محمد بن محمد ابن المهدي ، وغيرهم ، وروى عنهم.

وكان يتولّى ديوان الأبنية بدار الخلافة المعظمة.

سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأبو محمد بن الأخضر ، وابنه أبو جعفر يحيى بن جعفر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزّاز ، قلت له : أخبركم أبو منصور جعفر بن عبد الله بن محمد الدّامغاني ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن محمد بن عبد العزيز ابن المهدي ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان. وأخبرناه عاليا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي قراءة عليه وأنا أسمع. وقرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن المعمّر ، قالا : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النّيسابوري ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن زيد إملاء بعبّادان ، قال : حدثنا عمر بن عاصم ، قال : حدثنا الحسن بن رزين ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٩١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٧٢ ، والعبر ٤ / ٢٠٤ ، والصفدي في الوافي ١١ / ١٠٨ ، والقرشي في الجواهر ١ / ١٧٩ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٢٧.

٥٦

عبّاس ، ولا أعلمه إلا رفعه إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يلتقي الخضر وإلياس عليهما‌السلام كلّ عام في الموسم ، فيحلق كلّ واحد منهما رأس صاحبه ويتفرّقان عن هؤلاء الكلمات : بسم الله ما شاء الله ، لا يصرف السّوء إلا الله ما شاء الله ، ما كان من نعمة فمن الله ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله». قال ابن عباس : من قالهنّ حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرّات آمنه الله تعالى من الغرق والحرق ، وأحسبه قال : ومن الشّيطان والسّلطان والحيّة والعقرب (١).

أخبرنا أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي في كتابه ، قال : سألت جعفر ابن الدّامغاني عن مولده فقال : في ليلة الثلاثاء سابع عشر صفر سنة تسعين وأربع مئة.

وأنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك البيّع ، قال : توفي أبو منصور ابن الدّامغاني في ليلة الثلاثاء سابع جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة الشّونيزي.

وقال صدقة بن الحسين الحدّاد في تاريخه : توفي يوم الاثنين سادس الشّهر المذكور ، وصلّي عليه يوم الثّلاثاء سابعه بجامع القصر الشّريف ، ودفن بالجانب الغربي. وكان شيخا مسنا فاضلا خيّرا.

١١٤٥ ـ جعفر (٢) بن صدقة بن عليّ بن صدقة الكاتب ، أبو المكارم بن أبي منصور ، أخو الوزير أبي القاسم عليّ بن صدقة بن عليّ ، وسيأتي ذكره.

كان أبو المكارم من أرباب البيوت المعروفة بالرّئاسة والتّقدّم ، وكان فيه

__________________

(١) موضوع ، وآفته الحسن بن رزين ، فهو مجهول وحديثه منكر.

أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق شيخه ابن الحصين بهذا الإسناد (١٧٣) ، وساقه من طريق آخر ، وتعقّب بما لا طائل تحته (ينظر تنزيه الشريعة لابن عراق ١ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥). وذكره ابن عدي في الكامل ٢ / ٧٤٠ ، وصاحب تذكرة الموضوعات ١٠٨ وغيرهما.

(٢) ترجمه الصفدي في الوافي ١١ / ١٠٧.

٥٧

فضل وتميّز ، وله خطّ في غاية الجودة. تولّى النّظر في الدّيوان المعمور بواسط في أيام الإمام المستضيء بأمر الله رضي‌الله‌عنه وعزل عن ذلك فعاد إلى بغداد ، وأقام بها إلى أن توفي في يوم الجمعة خامس عشري ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة فيما ذكر عبيد الله بن عليّ المارستاني.

١١٤٦ ـ جعفر بن أبي الفرج بن حمزة ، أبو محمد الدّقّاق ، يعرف بابن المعّاز ، ويقال : اسمه محمد وكنيته أبو جعفر.

وقد ذكرناه فيما تقدّم فيمن اسمه محمد (١) ، وذكرناه ها هنا وفاء بما وعدنا من إعادتنا لذكره جمعا بين القولين في اسمه ، والله الموفق.

١١٤٧ ـ جعفر (٢) بن محمد بن عبد السّميع ، أبو الفضائل بن أبي الفتح الهاشميّ.

من أهل واسط ، وقد تقدم ذكر نسبه عند ذكرنا لأبيه (٣).

كان من أهل الفضل والتميز ، وله معرفة حسنة بالحساب وأنواعه ، وبالفرائض وقسمة التّركات ، وبالشّروط ، ويقول الشّعر.

قدم بغداد غير مرّة ولقيته بها ، وكان سمع شيئا من الحديث إلا أنّه لم يعن بروايته.

كتب النّاس عنه شيئا من مصنّفاته في الحساب والفرائض ومن شعره ، وعلّقت عنه من ذلك شيئا.

أنشدني أبو الفضائل جعفر بن محمد بن عبد السّميع الهاشمي لنفسه وكتبه لي بخطه :

__________________

(١) الترجمة ٦٤٠.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الشرف من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٥١ نقلا من المؤلف.

(٣) الترجمة ٢٩٢.

٥٨

أحاديث نفسي هل إليك سبيل

وقد حان من عصر الشّباب قفول

دعيني ووجدي والغرام فإنّني

جليد لأثقال الغرام حمول

وكفّي ملامي واعلمي أنما المنى

ينال وإبرام القضاء كفيل

ويكفيك ـ إن شكّكت ـ حرمان عالم

لبيب وتخصيص الجهول دليل

أما إنّه لو كان للمجد غاية

تنال بسعي من فتى وتنيل

ركبت إليها ثاقب العزم ثاقبا

وجرّدت سيف العزم وهو صقيل

ولكنّني أيقنت بالغيب صابرا

لحكميه أنّ الصّبر فيه جميل

سمعت أبا الفضائل بن عبد السميع الهاشميّ يقول : مولدي في سنة أربع وأربعين وخمس مئة.

وغرق في دجلة منحدرا من بغداد إلى واسط في ليلة الجمعة عاشر شوّال سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، ولم يوجد ، وذلك قريبا من الكيل ، وله أربعون سنة ، رحمه‌الله وإيانا.

١١٤٨ ـ جعفر بن محمد بن فطر ، أبو الحسن بن أبي البركات.

من أهل المذار ، والمذار من أعمال البصرة. كان أحد رؤسائها وذوي المكانة بها. وترقّت به الأحوال إلى أن تولّى النّظر في الأعمال الدّيوانية بواسط والبصرة وسوادهما سنين.

وقدم بغداد مرارا كثيرة في أيام نظره وبعد عزله ، وأقام بها ، وكان صاحب نوادر وحكايات وحفظة للأشعار والاستشهادات ، حادّ الخاطر ، موصوفا بالسّماحة والكرم ، مدحه الشّعراء كأبي الغنائم ابن المعلّم وغيره.

بلغني أنّ مولده في سنة سبع وخمس مئة.

وتوفّي بواسط في ليلة السبت ثامن محرم سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، ودفن يوم السبت بها في مشهد العلويين.

٥٩

١١٤٩ ـ جعفر (١) بن المظفّر بن أبي سعد ، أبو القاسم البورانيّ ، يعرف بابن المنمنم.

من أهل الجانب الغربي ، من محلة تعرف بدرب الشّعير.

سمع أبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري ، وأبا بكر أحمد بن عليّ ابن الأشقر ، وأبا الوقت السّجزي. وذكر لي أنّه سمع أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم جعفر بن المظفّر بن أبي سعد البوراني على باب منزله بدرب الشّعير ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسيّ ، قال : أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي شريح الأنصاريّ ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغويّ ، قال : حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى ، قال : حدثنا اللّيث بن سعد ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشّجرة النّار» (٢).

توفي أبو القاسم ابن المنمنم يوم الخميس تاسع عشري ذي الحجة سنة ثلاث وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١١٥٠ ـ جعفر بن الحسن بن علوان ، أبو عبد الله.

رجل صالح ، كان يعرف بمربّي الأيتام ، يسعى في الخير ، ويعنى بخدمة الأيتام ، ويقوم بمصالحهم.

سمع أبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٥١٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٨٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٧٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٦٤٤.

(٢) حديث صحيح ، تقدم تخريجه في الترجمة (٣٨٢).

٦٠