ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

الأسماء المفردة في حرف الزّاي

١٤٥٤ ـ زهمان بن بدر بن المطلّب ، أبو طالب.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبا الفضل محمد بن ناصر وروى عنهما.

ذكر أبو بكر عبد الله بن أبي طالب الخبّاز أنّه سمع منه ، وروى عنه في جملة شيوخه الذين كتب عنهم.

١٤٥٥ ـ زكي (١) بن منصور بن مسعود الغزّال ، يكنى أبا منصور.

سمع أبا الفضل بن ناصر ومن بعده ، وكان يلازم حلق الحديث والسّماع على كبر سنّه. وحدث بشيء من مسموعاته ، وطلبناه فلم نظفر به ، وبلغني أنه توفي في سنة خمس وست مئة ، والله أعلم.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧٥.

٣٠١

حرف السّين

ذكر من اسمه سعد الله

١٤٥٦ ـ سعد الله بن عبد الكريم بن عليّ بن محمد بن الحسن ابن المأمون ، أبو ... (١).

سمع أبا علي بن شاذان ، وروى عنه. سمع منه أبو البركات ابن السّقطي وأخرج عنه حديثا ، رواه عنه ابنه وجيه ، رحمهما‌الله.

١٤٥٧ ـ سعد الله بن عبد الملك ابن السّدنك ، أبو الدّلف.

من أهل الحريم الطّاهريّ.

روى عن أبي الفتح عبد الواحد بن علوان الشّيباني (٢). سمع منه المبارك ابن كامل الخفّاف ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

١٤٥٨ ـ سعد الله بن معمّر الخبّاز.

قال القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، ومن خطّه نقلت : حدّث عن أبي عبد الله مالك بن أحمد البانياسي في سنة سبع عشرة وخمس مئة ، وسمع منه المبارك بن كامل.

١٤٥٩ ـ سعد الله (٣) بن محمد بن عليّ بن طاهر الدّقّاق ، أبو الحسن المقرئ.

__________________

(١) بيّض له المؤلف ولم يعد إليه.

(٢) في الأصل : «الشيناني» وهو سبق قلم من الناسخ ، وهو شيخ ثقة صدوق توفي سنة ٤٩١ ه‍ وهو مترجم في تاريخ ابن النجار ١ / ٢٦٠ وتاريخ الإسلام للذهبي ١٠ / ٧٠٩ وغيرهما.

(٣) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٢٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧٦ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ١٨٤ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٣٠٢ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٤٠٥.

٣٠٢

كان يسكن بدرب السّلسلة المجاور للمدرسة النّظامية.

وكان مقرئا حسنا ، قد قرأ بالقراءات على جماعة من الشيوخ ، وسمع الكثير من أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبي عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، وأبي المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري ، وروى عنهم. وأقرأ الناس القرآن الكريم مدة.

سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي ، والشيخان : أبو أحمد عبد الوهّاب بن عليّ الأمين وأبو محمد عبد العزيز بن الأخضر ، وغيرهم. وكان صالحا.

ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في «تاريخه» ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، قلت له : أخبركم أبو الحسن سعد الله بن محمد بن طاهر الدّقّاق بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان.

وأخبرناه عاليا أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد الواسطي بها بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد في شوّال سنة أربع وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد ابن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار ، قال : حدثنا أبو عليّ الحسن بن عرفة العبدي ، قال : حدّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا دخل أهل الجنّة الجنّة نودوا أن يا أهل الجنّة إنّ لكم عند الله عزوجل موعدا لم تروه. قال : فيقولون ما هو ألم يبيّض وجوهنا ويزحزحنا عن النّار ويدخلنا الجنّة؟ قال : فيكشف الحجاب تبارك وتعالى فينظرون إليه. قال : فو الله ما أعطاهم الله عزوجل شيئا هو أحبّ

٣٠٣

إليهم منه ، ثم قرأ (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) [يونس : ٢٦](١).

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ ، ومن خطّه نقلت ، قال :

سألت سعد الله بن طاهر الدّقّاق عن مولده ، فقال : في سنة ست وثمانين وأربع مئة.

قال : وكان جالسا في مسجده بدرب السّلسلة يقرئ القرآن الكريم فمال ووقع ميتا وذلك في يوم الاثنين سادس عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

قال غيره : ودفن بالجانب الغربي عند جامع العقبة المعروف بجامع ابن بهليقا ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) قال الإمام الترمذي بعد أن ذكر الحديث : «هذا الحديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه ، وروى سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد هذا الحديث عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله».

قال بشار : رواية سليمان بن المغيرة أخرجها الطبري في تفسيره (١٧٦٢٠) و (١٧٦٢١) ، ورواية حماد بن زيد أخرجها الطبري في تفسيره أيضا (١٧٦١٩) و (١٧٦٢٢) وابن خزيمة في التوحيد ١٨٢ ، والدار قطني في التتبع ٣٠٥.

قلت أيضا : وأخرجه موقوفا الطبري في تفسيره (١٧٦٢٣) وابن خزيمة في التوحيد ١٨٢ من طريق معمر بن ثابت. وكذلك رواه حماد بن واقد عن ثابت كما نص عليه المزي في تحفة الأشراف (٤ / ٥٥ حديث ٤٩٦٨ بتحقيقنا) نقلا عن أبي مسعود الدمشقي ، ولذلك فإن الرواية الموقوفة على عبد الرحمن بن أبي ليلى هي الأصح لأرجحية الجماعة الذين رووه واجتماعهم.

وقد أخرج الرواية المرفوعة : أبو داود الطيالسي (١٣١٥) ، وأحمد ٤ / ٣٣٢ و ٦ / ١٥ ، وهناد بن السري في الزهد (١٧١) ، ومسلم ١ / ١١٢ (١٨١) ، والترمذي (٢٥٥٢) ، وابن ماجة (١٨٧) ، وابن أبي عاصم في السنة (٤٧٢) ، والنسائي في الكبرى (٧٧٦٦) و (١١٢٣٤) ، وعبد الله بن أحمد في السنة (٢٧١) ، والطبري في التفسير (١٧٦٢٦) ، وأبو عوانة ١ / ١٥٦ ، وابن حبان (٧٤٤١) وغيرهم.

٣٠٤

١٤٦٠ ـ سعد الله (١) بن نصر بن سعيد بن عليّ ابن الدّجاجيّ ، أبو الحسن الواعظ المقرئ.

من أهل الجانب الشرقي ، وانتقل إلى الجانب الغربي قبل وفاته ، وسكن باب البصرة إلى أن مات.

قرأ القرآن المجيد بشيء من القراءات على الشّيخ أبي منصور محمد بن أحمد الخيّاط ، وعلى الرئيس أبي الخطاب عليّ بن عبد الرحمن ابن الجرّاح ، وسمع منهما ، ومن جماعة بعدهما. ووعظ سنين كثيرة ، وأقرأ النّاس ، وحدّث.

سمع منه القاضي عمر القرشي ، وأبو العز يوسف بن أحمد الشّيرازي ، وأبو المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر. وروى لنا عنه ابنه أبو نصر محمد ، وجماعة.

قرأت على أبي الفضل محمد بن أبي نصر المقرئ ، قلت له : أخبركم أبو الحسن سعد الله ابن الدّجاجي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد الخيّاط ، قال : أخبرنا أبو سعد المظفّر بن الحسن ابن السّبط قراءة عليه ، قيل له : حدّثكم أبو القاسم عليّ بن عبد الله بن محمد بن خراش ، قال : حدثنا أبو العباس الكندي ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الخوارزمي ، قال : حدثنا ميمون بن الأصبغ ، قال : حدثنا سنان بن حاتم ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : حدثنا عبد الرّحمن بن إسحاق ، عن

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٢٨ ، وابن نقطة في التقييد ٢٩٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣١٧ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٣٢ ، والمشتبه ٢٣٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٠ ، وذكر وفاته في السير ٢٠ / ٤٨٣ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ١٨٦ ، وابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات ٢ / ٤٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ٢٥٨ ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٠٢ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٣٠٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٤٩٨ و ٤ / ٢٨٥ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٤٥٢ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٤ / ٢١٢.

٣٠٥

القاسم بن عبد الرّحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مررت ليلة أسري بي بإبراهيم عليه‌السلام ، فقال : يا محمد ، أقرأ أمّتك مني السّلام وأخبرهم أنّ الجنّة طيّبة التّربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأنّ غراسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله» (١).

أنبأنا الشّيخ أبو الفرج عبد الرّحمن بن عليّ ابن الجوزي فيما ذكره في كتابه المسمّى بالمنتظم ، قال (٢) : قال سعد الله ابن الدّجاجي : كنت خائفا لحادثة نزلت بي ، فاختفيت ، فرأيت في المنام كأنّي في غرفة أكتب شيئا ، فجاء رجل فوقف بإزائي ، وقال لي : اكتب ما أملي عليك وأنشد :

ادفع بصبرك حادث الأيام

وترجّ لطف الواحد العلّام

لا تأيسنّ وإن تضايق كربها

ورماك ريب صروفها بسهام

فله تعالى بين ذلك فرجة

تخفى على الأبصار والأفهام

كم من نجا من بين أطراف القنا

وفريسة سلمت من الضّرغام

ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني سعد الله ابن الدّجاجي في «كتابه» ، وتأخرت وفاته عنه ، فذكرناه نحن.

أخبرنا الحافظ أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي أنّ سعد الله ابن الدّجاجي ذكر أنّه ولد في رجب سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة.

قال القرشيّ : وبلغني أنّ مولده في سنة ثمانين.

قلت : وهو الصّواب ؛ سمعت أبا نصر محمد بن سعد الله ابن الدّجاجي يقول : ولد والدي في سنة ثمانين وأربع مئة وتوفي في سنة أربع وستين وخمس مئة.

__________________

(١) حديث ضعيف تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٦٤٨.

(٢) المنتظم ١٠ / ٢٢٨.

٣٠٦

وقال القرشيّ : وتوفي ، يعني سعد الله ابن الدّجاجي يوم الاثنين ثاني عشري شعبان سنة أربع وستين وخمس مئة ، ودفن غد ذلك اليوم.

١٤٦١ ـ سعد الله (١) بن مصعب بن محمد بن عبد العزيز ، أبو القاسم المقرئ ، يعرف بابن ساقي الماء.

كان مقيما بالمسجد المجاور لعقد المصطنع بالجانب الشّرقي ، أقام فيه أكثر من سبعين سنة.

وكان حافظا للقرآن الكريم ، قد قرأه بالقراءات على أبي عبد الله الحسين ابن محمد الدّبّاس ، وغيره ، وسمع من أبي القاسم بن بيان ، وأبي طاهر بن يوسف ، وغيرهما.

قال القاضي عمر القرشي : كتبت عنه ، وليس به بأس.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، ومن خطّه نقلت ، قال :

أخبرنا سعد الله بن مصعب بن محمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان.

وأخبرناه عاليا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب التّاجر قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن بيان قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الفرج الحسين بن عليّ الطّناجيري ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : أخبرنا خلف بن هشام وسريج بن يونس ، قالا : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه (٢) ، عن عمرو ابن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لن يؤمن عبد حتى يؤمن

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٠٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧٨ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ١٨٥.

(٢) أبو حازم اسمه سلمة بن دينار ، وهو ثقة.

٣٠٧

بالقدر خيره وشرّه» (١).

أنبأنا القرشيّ ، قال : سألته ، يعني ابن مصعب ، في سنة اثنتين وستين وخمس مئة عن مولده ، فقال : لي في هذه السنة ثمانون سنة. فيكون مولده على هذا القول في سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة.

قلت : وتوفي في محرم سنة تسع وستين وخمس مئة.

١٤٦٢ ـ سعد الله (٢) بن الحسين بن محمد بن أبي تمّام ، واسمه يحيى ، ابن السّري ، أبو السعادات بن أبي عبد الله بن أبي غالب.

من أهل تكريت ، والد شيخنا أبي الفتوح يحيى ، أظنّه تولّى القضاء ببلده.

قدم بغداد مرارا في صباه وعلوّ سنّه ، وسمع بها من أبي الحسن عليّ بن عبد الواحد الدّينوري ، ومن أبي بكر محمد بن عبد الله العامري الواعظ وجماعة.

وعاد إلى بلده ، وجمع وألّف ، وخرّج لنفسه تخريجات عن شيوخه ، وحدّث هناك ، فسمع منه ولده يحيى وجماعة من أهل تكريت.

ثم قدم بغداد ، وروى بها ، فكتب عنه القاضي عمر القرشي وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو السعادات سعد الله بن الحسين بن أبي تمّام التّكريتي قدم علينا مدينة السّلام ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد بن أحمد الدينوري.

__________________

(١) إسناده حسن ، فإن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده حسنة الإسناد.

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (١٣٤) والآجري في الشريعة ، ص ١٨٨ من طريق أبي حازم سلمة بن دينار ، بهذا الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي عاصم (١٣٣) من طريق هشام بن سعد ، عن عمرو بن شعيب.

(٢) اختاره الذهيب في المختصر المحتاج ٢ / ٧٨.

٣٠٨

وأخبرناه عاليا الشّيخ أبو الفرج عبد الرّحمن بن عليّ بن محمد ابن الجوزي بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد الدّينوري قراءة عليه وأنت تسمع في سنة عشرين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلّال ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال : حدثنا إدريس بن عبد الكريم المقرئ ، قال : حدثنا خلف ابن هشام ، عن بشر بن نمير (١) ، عن القاسم مولى خالد بن يزيد ، قال : حدثنا أبو أمامة الباهليّ أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النّبوة ، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النّبوة ، ومن قرأ القرآن كلّه فكأنّما أعطي النّبوة كلّها» (٢).

١٤٦٣ ـ سعد الله (٣) بن نجا بن محمد بن فهد ، أبو صالح المعروف بابن الوادي ، دلّال الدّور.

من ساكني المأمونية.

طلب بنفسه ، وسمع الكثير من الشيوخ مثل : أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأخيه أبي عبد الله يحيى ، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ،

__________________

(١) في الأصل : «بشر بن تميم» ، وهو تحريف ظاهر ، إذ لا يوجد مثل هذا الاسم في الرواة ، فضلا عن أن يكون من الرواة عن القاسم بن عبد الرحمن مولى خالد بن يزيد الأموي ، وما أثبتناه هو الصواب ، وقد نص المزي في ترجمته من التهذيب ٤ / ١٥٥ على روايته عن القاسم صاحب أبي أمامة ، كما نص في ترجمة القاسم على روايته عنه ٢٣ / ٣٨٤ ، وهو بصري متروك كذاب.

(٢) موضوع ، وآفته بشر بن نمير القشيري البصري فهو متروك ، قال يحيى بن سعيد القطان : ركن من أركان الكذب.

ذكره ابن الجوزي شيخ المؤلف في كتابه الموضوعات (٢٦٤) وقال : هذا حديث لا يصح عن رسول الله ، وتعقّب بما لا طائل تحته ، فينظر تنزيه الشريعة ١ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣.

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٣٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧٩ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ١٨٥.

٣٠٩

وأبي القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي ، وأبي البركات يحيى بن عبد الرّحمن ابن حبيش ، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، وإسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ومن بعدهم.

وكتب بخطّه ، وبورك له في مسموعاته فحدّث أكثر من ثلاثين سنة ، وسمع منه خلق منهم : أبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري ، والشريف أبو الحسن الزّيدي ، وأبو أحمد البصري ، والقاضي عمر القرشي ، وأحمد بن طارق ، ومكيّ ابن أبي القاسم الغرّاد ، وغيرهم. وأجاز لنا.

وكان ثقة صحيح السّماع ، مضى على الصّحّة والسّداد.

أنبأنا أبو صالح سعد الله بن نجا ابن الوادي ، قال : أخبرنا أبو القاسم زاهر ابن طاهر بن محمد النّيسابوري ، قدم علينا حاجا ، قراءة عليه وأنا أسمع في شوّال سنة خمس وعشرين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري ، قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ، قال : حدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان ، قال : حدثنا سهل بن عثمان ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن سعد بن طارق وهو أبو مالك الأشجعي ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «بني الإسلام على خمس : على أن يعبد الله ويكفر بما دونه ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، وحجّ البيت ، وصيام رمضان» (١).

توفّي سعد الله ابن الوادي وقت صلاة العصر من يوم الاثنين رابع ذي الحجة سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الثلاثاء خامس الشّهر

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه مسلم ١ / ٣٤ (١٦) (٢٠) عن سهل بن عثمان ، به.

٣١٠

المذكور بالحلبة (١) ، وتقدّم في الصّلاة عليه أبو الفتح ابن المنّي ، ودفن بمقبرة الطّبري بالرّخّجيّة ، عن أربع وثمانين سنة.

١٤٦٤ ـ سعد الله (٢) بن محمد بن سعد الله بن عبد الباقي بن مجالد البجليّ ، أبو محمد.

من أهل الكوفة ، من بيت معروفين بالرّواية والتّحديث ، قد روى منهم غير واحد.

قدم سعد الله هذا بغداد واستوطنها ، وسمع بها من عمّه أبي منصور يحيى ابن سعد الله بن مجالد الكوفي ، ووجدنا سماعه منه في كتاب شيخنا عبد العزيز ابن الأخضر ، فسمعنا منه.

قرأت على أبي محمد سعد الله بن محمد بن سعد الله الكوفي ببغداد بمنزله بدرب فيروز من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم عمّك أبو منصور يحيى ابن سعد الله بن عبد الباقي قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد في ربيع الأوّل سنة إحدى وستين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا عمّي أبو منصور محمد بن عبد الباقي بن مجالد وأبو الغنائم محمد بن عليّ المعروف بابن النّرسي ، قالا : أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن فدّوية ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن أبي السّري ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق ، عن النّعمان بن سعد ، عن عليّ عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» (٣).

__________________

(١) في الجانب الشرقي من بغداد.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٧٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١٣.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف عبد الرحمن بن إسحاق وجهالة النعمان بن سعد.

أخرجه ابن أبي شيبة ١٠ / ٥٠٣ ، والدارمي (٣٣٤٠) ، والترمذي (٢٩٠٩) ،

٣١١

سألت سعد الله بن مجالد هذا عن مولده ، فقال : ولدت في سنة خمس وعشرين وخمس مئة بالكوفة.

وتوفي ببغداد في آخر نهار يوم الجمعة خامس جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وست مئة ، وصلّي عليه يوم السّبت سادسه ، وحمل إلى الكوفة ، فدفن بها عند أهله.

__________________

وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه ١ / ١٥٤ ، والبزار كما في البحر الزخار (٦٩٨) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٥١٢٦) و (٥١٢٧) ، وابن الضريس في فضائل القرآن (١٣٧) ، وابن عدي في الكامل ٤ / ١٦١٤ ، والخطيب في تاريخه ١٢ / ٢٣٠ (بتحقيقنا) ، وقال الترمذي : «هذا حديث لا نعرفه من حديث علي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق».

على أن متن الحديث صحيح من حديث عثمان بن عفان ، وقد تقدم تخريجه في الترجمة ٦٩٤.

٣١٢

ذكر من اسمه سعد

١٤٦٥ ـ سعد (١) بن الحسن بن عليّ بن قضاعة ، أبو البدر.

هكذا كنّاه أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني عند ذكره له في تاريخه ، وقال : إنه كان وزيرا لأبي الحسن صدقة بن دبيس الأسدي أمير العرب. فلما قتل صدقة في سنة إحدى وخمس مئة في حرب كان بينه وبين السّلطان أبي شجاع محمد بن ملكشاه السّلجوقي ، أسر أصحاب السّلطان سعدا هذا ، ثم إنّ السّلطان محمدا أطلقه وولّاه النّظر بالحلّة المزيدية من سقي الفرات وخلع عليه ولقّبه كمال الدّولة عماد الرّؤساء ، وسكن دار أخيه أبي الدّلف بن قضاعة بالرّحبة من شرقي بغداد. هذا آخر ما ذكر ابن الهمذاني.

وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في تاريخه ، ومنه نقلت وكان بخطّه : إنّ سعد بن الحسن بن قضاعة أبا المعالي ، وهكذا كنّاه ، سمع من أبي منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري وحدث. قال : وتوفي ليلة الخميس ثامن عشري محرم سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة.

١٤٦٦ ـ سعد بن عبد الله البزّاز.

أحد شيوخ أبي بكر بن كامل ، البغداديان ، روى عنه في «معجمه» بيتين من الشّعر ، وقال : أنشدنيهما عن بعض إخوانه :

لست أرضى لك يا قل

ب بأن ترضى بذلّي

هذه إن شئت تسلو

ه طريق للتسلّي

١٤٦٧ ـ سعد (٢) بن عليّ بن القاسم بن عليّ ، أبو المعالي الحظيريّ ،

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ١٥ / ١٧٨.

(٢) ترجمه العماد في القسم العراقي من الخريدة ٤ / ١ / ٢٨ ، وابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٤١ ، وياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١٣٤٩ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان

٣١٣

يعرف بالكتبيّ.

كان دلّال الكتب ، ومعاشه فيها. وكان أديبا فاضلا له معرفة حسنة بالشّعر وفنونه.

ذكره القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي فيما رسمه من التاريخ ، ومن خطّه نقلت ، قال : سعد بن عليّ أبو المعالي الحظيري أحد الفضلاء. صحب أبا القاسم عليّ بن أفلح الشّاعر مدة ، واشتغل بالأدب حتّى برع فيه ، وقال الشّعر. وتفقّه على مذهب أبي حنيفة ، وغلبت عليه الفكرة ، وأحبّ الخلوة والانقطاع ، فخرج على التّجريد سائحا ، ورأى عجائب ، وحصّل أشياء جيّدة. وخرج إلى الشّام ، وجال في أقطارها ، وحجّ ، وعاد إلى بغداد ، واشتهر بين النّاس بالدّين ، والثّقة ، والأمانة ، والفضل ، والعلم. وكان له دكان يبيع فيه الكتب ويجتمع عنده فيه العلماء والفضلاء. وألّف كتبا. كتبت عنه شيئا من شعره. آخر كلام القرشي.

قلت : ومن تصانيفه «لمح الملح» ذكر فيه البلاغة وأقسامها ، وأورد فيه جملا من كلام البلغاء وأشعارهم ، وعمله على حروف المعجم. ومنها «الإعجاز في الألغاز» وفي آخره «التّصحيف» أيضا. وكتاب «زينة الدّهر في ذكر شعراء العصر» ، وله «ديوان شعر» ، وغير ذلك.

أنشدنا عنه جماعة قطعا من الشّعر له ولغيره فمن ذلك : أنشدنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ المجلّد ، قال : أنشدني أستاذي أبو المعالي سعد بن عليّ الكتبي لنفسه رحمه‌الله وإيانا :

شكوت إلى من شفّ قلبي بعده

توقّد نارا ليس يطفى سعيرها

__________________

٨ / ٢٩٥ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٢ / ١٠٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٩٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٨٠ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ١٦٩ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٥٠٩ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٦٨.

٣١٤

فقال بعادي عنك أكبر راحة

ولولا بعاد الشّمس أحرق نورها (١)

وأنشدنا أيضا ، قال : أنشدنا لنفسه في غلام محموم :

ولمّا حمي جسم الحبيب تزايدت

شجوني ولم أملك سوابق أدمعي

وما ذاك إلا حين حلّ بخاطري

تلهّب منه الجسم من نار أضلعي (٢)

توفي أبو المعالي الكتبي يوم الاثنين خامس عشري صفر سنة ثمان وستين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.

١٤٦٨ ـ سعد (٣) بن أحمد بن إسماعيل ، أبو الفتوح الإسفرايينيّ الصّوفيّ ، وإسفرايين المنسوب إليها أحد بلاد خراسان.

قدم بغداد في صباه وأقام في رباط شّيخ الشّيوخ إسماعيل بن أبي سعد النّيسابوري مدة ، وسمع بها من أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي ، ونقيب النّقباء أبي الفوارس طراد بن محمد الزّينبي ، وأبي المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري ، وغيرهم. ثم صار إلى واسط وسكن قرية تعرف بقرية عبد الله تحت واسط بفرسخين يخدم الفقراء برباط هناك إلى أن مات.

وحدّث بواسط ، سمع منه جماعة من أهلها ، وروى لنا عنه بها أبو القاسم موهوب بن المبارك المقرئ ، والقاضي أبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي ، والشريف أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد الهاشميّ ، وغيرهم.

أخبرنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن عليّ الواسطي بها قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الفتوح سعد بن أحمد الصّوفي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري قراءة

__________________

(١) البيتان في معجم الأدباء ٣ / ١٣٥١.

(٢) كذلك.

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩٧ نقلا من المؤلف ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨١.

٣١٥

عليه ، قال : أخبرنا أبي ، قال : أخبرنا أبو نعيم الإسفراييني ، قال : حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو داود الحرّاني ، قال : حدثنا عليّ بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان ، عن هشام بن عروة ، قال : سمعت أبي ، عن سفيان ابن عبد الله الثّقفي ، قال : قلت يا رسول الله : قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال : «قل آمنت بالله ثم استقم» (١).

توفّي أبو الفتوح هذا بقرية عبد الله في غرّة صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، عن تسعين سنة ، والله أعلم.

١٤٦٩ ـ سعد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن المحسّن ، أبو خازن الواعظ.

بغداديّ نزل الموصل ، فيما ذكر القاضي أبو المحاسن القرشي ومن خطّه نقلت ، قال : وحدّث بها عن أبي سعد بن أبي عمامة الواعظ.

١٤٧٠ ـ سعد (٢) بن محمد بن سعد بن الصّيفي ، أبو الفوارس التّميميّ المعروف بحيص بيص.

وهاتان الكلمتان معناهما : الشّدّة والاختلاط ، تقول العرب : وقعوا في حيص بيص ، أي : شدّة واختلاط. وهذا الرّجل يقال : إنّه رأى النّاس في حركة مزعجة وأمر محفّز ، فقال : ما للناس في حيص بيص فنقلت عنه وسارت ،

__________________

(١) حديث صحيح ، تقدم تخريجه في الترجمة ٣٨٣ ، وتكرر في التراجم ٧٠٧ و ١١٣٥.

(٢) ترجمه العماد في القسم العراقي من الخريدة ١ / ٢٠٢ ، وابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٨٨ ، وياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١٣٥٢ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٥٤ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٥٢ ، وابن خلّكان في وفيات الأعيان ٢ / ٣٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٣٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٦١ ، والعبر ٤ / ٢١٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨٢ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ١٦٥ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٧ / ٩١ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٣٠١ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٦١٨ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٨٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٤٦ وغيرهم.

٣١٦

ولقّب بذلك.

وقد كان فاضلا عالما ، له معرفة حسنة باللغة العربية ، وأشعار العرب. وقد تفقه على مذهب الشّافعي رحمه‌الله ، وتكلّم في مسائل الخلاف.

ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في «تاريخه» وقال : كان حسن الشّعر فصيحا ، بلغني أنّه تفقّه على القاضي محمد بن عبد الكريم ابن الوزّان بالرّي. وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته.

قلت : وقد سمع الحديث ببغداد من الشّريف أبي طالب الحسين بن محمد الزّينبي ، وبواسط من أبي المجد محمد بن محمد بن جهور وغيرهما. وله «ديوان شعر» (١) أحسن القول فيه وأجاد ، و «رسائل» (٢) فصيحة بليغة جيّدة الوصف تامّة المعاني.

حدّث بشيء من مسموعاته وقرئ عليه ديوانه ورسائله ، وأخذ النّاس عنه أدبا وفضلا كثيرا. وأدركته ولم يقدّر لي به اجتماع ، فكتبت عن جماعة سمعوا منه.

أنشدني أبو العبّاس أحمد بن هبة الله بن العلاء الأديب لفظا من حفظه ، قال : أنشدني أبو الفوارس سعد بن محمد بن الصّيفي لنفسه :

أجنّب أهل الأمر والنّهي زورتي

وأغشى امرءا في بيته وهو عاطل

وإني لسمح بالسّلام لأشعث

وعند الهمام القيل بالرّدّ باخل

وما ذاك من كبر ولكن سجيّة

تعارض تيها عندهم وتساحل

وأنشدني أبو المعالي صاعد بن عليّ بن محمد ، قال : أنشدني أبو الفوارس

__________________

(١) طبع ببغداد (١٩٧٤ ـ ١٩٧٥) في ثلاثة مجلدات بتحقيق الفاضلين : مكي السيد جاسم وشاكر هادي شكر.

(٢) يعني : و «ديوان رسائل».

٣١٧

ابن الصّيفي لنفسه (١) :

علمي بسابقة المقدور ألزمني

صمتي وصبري فلم أحرص ولم أسل

لو نيل بالقول مطلوب لما حرم الرؤيا الكليم وكان الحظّ للجبل

وحكمة العقل إن عزّت وإن شرفت

جهالة عند حكم الرّزق والأجل

مدح ابن الصّيفي الأئمة الخلفاء الرّاشدين رضي‌الله‌عنهم والوزراء والأكابر واكتسب بالشّعر وفرا وذكرا.

وتوفي ليلة الأربعاء سادس شعبان سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، ودفن يوم الأربعاء بالجانب الغربي بمقابر قريش ، ولا عقب له.

١٤٧١ ـ سعد بن سالم بن الحسن ، أبو الخير المقرئ ، يعرف بالعمّوري.

سمع الكثير من جماعة منهم : القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبو محمد يحيى بن عليّ ابن الطّرّاح المدير ، ومن أبي محمد عبد الله بن عليّ المقرئ سبط الخيّاط ، وقرأ عليه بشيء من القراءات.

سمع منه القاضي عمر القرشي ، وإلياس بن جامع ، وغيرهما.

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا سعد بن سالم العمّوري ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد ، قال : حدثنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفرّاء ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا محمد بن عبّاد المكي ، قال : حدثنا محمد بن طلحة المديني ، عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الله (٢) بن عويم بن ساعدة ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله اختار لي أصحابا فجعل لي منهم

__________________

(١) الأبيات في الخريدة باختلاف لفظي يسير ١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤.

(٢) ويقال فيه : عتبة ، كما في تهذيب الكمال وغيره.

٣١٨

وزراء وأنصارا وأصهارا ، فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا» (١).

١٤٧٢ ـ سعد (٢) بن الحسن بن سلمان ، أبو محمد الحرّانيّ الأصل البغداديّ الدّار والوفاة ، يعرف بابن التّوراني ، وتوران ضيعة بباب حرّان.

أحد التجار ، كان يسكن بدار الخلافة المعظّمة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ بباب النّوبي ، وكانت له معرفة باللّغة العربية ، جالس الشيخ أبا منصور ابن الجواليقي وأخذ عنه وعن غيره. وكان ساكنا متواضعا يأبى الرّئاسة والتّقدّم ، ويكره أن يومى إليه ، ويحبّ الخمول ، وإذا سئل عن شيء أجاب ، وله شعر حسن.

ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في «تاريخه» ، قال : لقيته بنيسابور ، وكتبت عنه. وأورد عنه قطعة من شعره. وذكرناه لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته.

توفي ببغداد في العشر الأخر من ذي القعدة سنة ثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١٤٧٣ ـ سعد (٣) بن عثمان بن مرزوق ، أبو الخير الزّاهد.

من أهل مصر ، قدم بغداد وسكنها إلى حين وفاته ، وكان يسكن بالحلبة من

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لجهالة عبد الرحمن بن سالم بن عبد الله بن عويم ، وأبيه سالم.

أخرجه الطبراني في الكبير ١٧ / ١٤٠.

(٢) ترجمه ياقوت في «توران» من معجم البلدان ٢ / ٥٧ ، وفي معجم الأدباء ٣ / ١٣٤٧ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٥١٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٣٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨٣ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ١٧٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٦٤٥ ، وابن حجر في التبصير ١ / ٦٤٥ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ٢٥٢.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٢٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨٤ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٤٨٤.

٣١٩

باب الأزج. وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله ، وجالس أبا محمد ابن الخشّاب النّحوي ، وسمع منه ومن غيره ، وانقطع إلى النّسك والتّعبّد. وكان من الموصوفين بالصّلاح والدّين والورع. ولمّا حضرت أبا الفتح ابن المنّي الفقيه الحنبلي الوفاة ، وصّى أن يتقدّم في الصّلاة عليه سعد المصري هذا لما كا يرى من دينه وخيره ، فصلّى عليه بجامع القصر إماما.

توفي سعد هذا ببغداد عشيّة الثّلاثاء سادس عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، وحضر الصّلاة عليه الخلق الكثير يوم الأربعاء بظاهر السّور عند باب الحلبة ، وحمل جنازته النّاس إلى الجانب الغربي ليدفن بباب حرب ، فطلبت الجهة السّعيدة والدة سيّدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين أدام الله أيامه أن يدفن عند تربتها المستجدّة بمقبرة معروف الكرخي ونفّذت من خدمها من ردّ جنازته ، ودفن مقابل التّربة المذكورة في اليوم المقدّم ذكره.

١٤٧٤ ـ سعد بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن الخلّال ، أبو منصور بن أبي العبّاس.

من أهل الأنبار ، سكن بغداد ، وتفقه بها على مذهب أبي حنيفة رحمة الله عليه. وكان من بيت العدالة والقضاء والرّواية ببلده. وشهد هو وأبوه ببغداد ، وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (١).

فأما سعد هذا فشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية يوم الاثنين ثالث عشري شوّال سنة ثمانين وخمس مئة ، وزكّاه القاضي أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ ، والشّريف أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب. وكان خيّرا.

توفّي ببغداد في ليلة الاثنين خامس عشر جمادى الآخرة من سنة تسع وست مئة ، ودفن يوم الاثنين بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي.

__________________

(١) في المجلد الثاني ، الترجمة ٨٤٧.

٣٢٠