ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

سمع أبا عليّ أحمد بن محمد ابن الرّحبي العطّار ، وروى عنه (١).

١٤١٠ ـ داود (٢) بن عليّ بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفّر ابن رئيس الرّؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن ابن المسلمة ، أبو أحمد بن أبي نصر ابن الوزير أبي الفرج.

من بيت معروف بالتّقدّم والولاية. وقد ذكرنا منهم غير واحد.

سمع داود هذا جدّه الوزير أبا الفرج ، والشّريف أبا الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، وأبا الخير صبيح بن عبد الله العطّاري وغيرهم. سمعنا منه أحاديث.

قرأت على أبي أحمد داود بن عليّ المظفّري : أخبرك جدّك الوزير أبو الفرج محمد بن أبي الفتوح بقراءة والدك عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن بونه قراءة عليه.

وأخبرناه عاليا أبو العباس أحمد بن عليّ بن سعيد الصّوفي قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور البزّاز ، قال : حدثنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الوركاني ، قال : حدثنا سعيد بن ميسرة البكري ، عن أنس بن مالك ، قال : كان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا صلّى على جنازة كبّر عليها أربعا ، وأنّه كبّر على حمزة سبعين تكبيرة (٣).

__________________

(١) لم يذكر المؤلف وفاته مع أنها من شرطه ، وقد توفي في رجب من سنة ٦١٦ ، ذكر ذلك المنذري والذهبي.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٦٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٦٨ ، والمشتبه ٢٤٦ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ٤٧٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٣٠٠.

(٣) إسناده تالف ، سعيد بن ميسرة البكري منكر الحديث ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات ، وقال الحاكم : روى عن أنس موضوعات ، وكذبه يحيى القطان (الجرح والتعديل ٤ / ٢٦٦ ،

٢٦١

توفّي داود هذا يوم الأربعاء تاسع عشر شعبان سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن بباب أبرز.

* * *

ذكر من اسمه دلف

١٤١١ ـ دلف (١) بن أحمد بن أبي سعد بن عليّ الطّحّان ، أبو بكر بن أبي نصر ، يعرف بابن كدكده.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدّوري ، وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وغيرهما ، وحدّث عنهما.

سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأبو المعالي أحمد بن يحيى بن هبة ، وأبو الفتوح محمد بن عليّ الجلاجلي في آخرين.

أنبأنا الحافظ عمر بن عليّ بن الخضر القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو بكر دلف ابن أحمد بن كدكده ، قال : أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن ابن أحمد بن عبد الغفّار الفارسيّ النّحوي ، قال : حدثنا الحسين بن عليّ بن معدان ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال : حدثنا هشام صاحب الدّستوائي ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن سعد بن هشام ، عن عائشة عن

__________________

والمجروحين لابن حبان ١ / ٣١٦ ، والكامل لابن عدي ٣ / ١٢٢٣ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٦٠).

أخرجه ابن عدي في الكامل ٣ / ١٢٢٤ وعدّه من منكراته.

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ٦٥.

٢٦٢

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السّفرة الكرام البررة ، والذي يقرأه وهو يشتدّ عليه فله أجران» (١).

١٤١٢ ـ دلف (٢) بن كرم بن فارس ، أبو الفرج المقرئ الخبّاز العكبريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار.

كان يسكن سوق الثّلاثاء بدرب الخبّازين.

سمع الكثير بنفسه من جماعة منهم : القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأمثالهم ، وحدّث عنهم. وكان مفيدا للطلبة.

سمع منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، وأبو الخير صبيح بن عبد الله الحبشي ، وأبو إسحاق مكّي بن أبي القاسم الغرّاد. وروى لنا عنه أبو محمد عبد العزيز بن مكي التّاجر.

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن مكيّ بن أبي العرب الأنصاري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الفرج دلف بن كرم بن فارس المقرئ قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ إملاء ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ابن عبد الله البزّاز ، قال : حدثنا عيسى بن عليّ ، قال : حدثنا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف ، قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق القابوسيّ ،

__________________

(١) حديث قتادة ، عن زرارة ، عن سعيد ، عن عائشة رضي‌الله‌عنها في الصحيحين : البخاري ٦ / ٢٠٦ (٤٩٣٧) ، ومسلم ٢ / ١٩٥ (٧٩٨) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (١٤٥٤).

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٠٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٥ ، والصفدي في الوافي ١٤ / ٢٨.

٢٦٣

قال : حدثنا أبو عاصم (١) ، عن زكريا بن إسحاق ، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي ، عن أبي معبد ، عن ابن عبّاس أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين بعث معاذا على اليمن قال : إنّك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك بذلك فأعلمهم أنّ الله عزوجل افترض عليهم خمس صلوات في كلّ يوم وليلة ، فإن هم أطاعوك بذلك فأعلمهم أنّ الله عزوجل قد افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وتردّ في فقرائهم ، فإن هم أطاعوك بذلك فإياك وكرائم أموالهم ، واتّق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله عزوجل حجاب» (٢).

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشي ، قال : سألت دلف العكبري عن مولده فلم يحقّقه وقال : ولدت بعد سنة خمس مئة.

قال القرشيّ : وتوفي يوم الثّلاثاء تاسع ذي القعدة سنة تسع وستين وخمس مئة ، وقال غيره مثل ذلك وزاد : ودفن بمقبرة درب الخبّازين.

١٤١٣ ـ دلف (٣) بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ، أبو الخير ، يعرف بابن التّيّان.

من أهل باب الأزج.

تفقه ببغداد على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله ، وسمع بها

__________________

(١) أبو عاصم هو الضحاك بن مخلد النبيل شيخ البخاري.

(٢) حديث أبي عاصم النبيل بهذا الإسناد والمتن في الصحيحين : البخاري في الزكاة ٢ / ١٣٠ و ١٤٧ و ١٥٨ (١٣٩٥) و (١٤٥٨) و (١٤٩٦) ، وفي المظالم ٣ / ١٦٩ (٢٤٤٨) ، وفي المغازي ٥ / ٢٠٥ (٤٣٤٧) ، وفي التوحيد ٩ / ١٤٠ (٧٣٧١) و (٧٣٧٢) ، ومسلم في الإيمان ١ / ٣٨ (١٩). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٦٢٥) أو ابن ماجة (١٧٨٣).

(٣) ترجمه الصفدي في الوافي ١٤ / ٢٧ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٥٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ١٢.

٢٦٤

من أبي صابر عبد الصّبور بن عبد السلام الهروي لمّا قدمها وغيره ، وخرج عنها إلى خراسان ، وأقام عند محمد بن يحيى بنيسابور ، وتفقه عليه ، ثم صار إلى سمرقند فأقام بها ، وحدّث هناك ، سمع منه بها أبو المظفّر عبد الرحيم بن عبد الكريم السّمعاني ، وأبو بكر عبد الله بن علي الخطيب السّمرقندي ، وحدثنا عنه الخطيب ببغداد (١).

١٤١٤ ـ دلف (٢) بن أحمد بن محمد ، أبو القاسم يعرف بابن قوفا (٣).

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وروى عنه. يقال : إنه سمع أيضا أبا منصور عبد الرّحمن بن محمد بن زريق القزّاز. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم دلف بن أحمد بن قوفا ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ،

__________________

(١) قال ابن رجب : «روى عنه أبو سعد ابن السمعاني في ذيله حكايات ، وروى عنه أبو المظفر ابن السمعاني في مشيخته ، وأبو بكر الفرغاني خطيب سمرقند ، وذكر أنه سمع منه في صفر سنة سبع وسبعين وخمس مئة».

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٦٦٤ ، والتقييد ٢٦٦ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٩٤ ، وابن الفوطي في الملقبين بقوام الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٣٠٤٦ نقلا من هذا الكتاب ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣٠ ، والمشتبه ٥٣٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٧ / ٢٥٧. وقال المنذري : «ويقال اسمه زيد ، وكأنه كان مشهورا بكنيته ، فسمّاه كل واحد على اختياره». وقال ابن نقطة في إكمال الإكمال : «وقال أبو المحاسن عمر بن علي القرشي في معجم شيوخه : أخبرنا أبو القاسم زيد بن أحمد بن محمد بن قوفا الحريمي ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، وهو الأول ، كأنه كان معروفا بكنيته فسماه كل واحد على اختياره».

(٣) قال ابن نقطة والمنذري : بضم القاف وسكون الواو وفتح الفاء.

٢٦٥

فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ ابن المذهب الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (١) : حدثنا عفّان ، قال : حدثنا همّام ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس أنّ أبا بكر حدّثه قال : قلت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في الغار ـ وقال مرة : ونحن في الغار : لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه ، فقال : «يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما» (٢).

توفي دلف بن قوفا يوم السبت خامس شوّال سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

* * *

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ٤.

(٢) عفان هو ابن مسلم الصفار ، وهمّام هو ابن يحيى ، وثابت هو البناني ، وحديث همام بهذا الإسناد واللفظ في الصحيحين : البخاري في فضل أبي بكر ٥ / ٤ (٣٦٥٣) ، وفي الهجرة ٥ / ٨٣ (٣٩٢٢) ، وفي التفسير ٦ / ٨٣ (٦٦٦٣) ، ومسلم في الفضائل ٧ / ١٠٨ ، (٢٣٨١). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٣٠٩٦).

٢٦٦

الأسماء المفردة في حرف الدّال

١٤١٥ ـ دلّان (١) بن محمد بن طاهر ، أبو شجاع الكاتب.

من أهل براز الرّوز (٢) ، وهي من معاملة النّهروان.

ذكر القاضي أبو المحاسن القرشي أنّ أبا البركات هبة الله بن المبارك ابن السّقطي روى عنه أبياتا أنشده إياها ، رواها له عن أبي سلمة البرازروزي لنفسه ، ولم نر ذكره في غير ذلك.

١٤١٦ ـ دهبل (٣) بن عليّ بن منصور بن إبراهيم بن عبد الله ، أبو الحسن يعرف بابن كاره.

من أهل الحريم الطاهري ، والد شيخنا عبد الله بن دهبل.

كانت له معرفة بفقه أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله. وقد سمع من جماعة ، منهم : أبو عبد الله الحسين بن علي البسري ، وأبو علي محمد بن سعيد ابن نبهان الكاتب ، وأبو القاسم علي بن أحمد بيان ، وغيرهم.

قال القرشي فيما قرأت بخطه : وكان فقيها حسنا فاضلا زاهدا صادقا ثقة.

قلت : وحدّث دهبل قديما ، سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني بعد سنة ثلاثين وخمس مئة ، وذكره في «تاريخه» ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته.

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ١٤ / ٣٣ نقلا من تاريخ ابن النجار ، ووقع فيه اسمه «دلال» ، وما أظنه إلا محرفا.

(٢) تسمى اليوم «بلدروز» وهي من محافظة ديالى.

(٣) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٦٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٠٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٦ ، والصفدي في الوافي ١٤ / ٣٢ ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٢٩ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٤ / ٢٣٢.

٢٦٧

سمع منه القاضي القرشيّ ، والشّريف أبو الحسن الزّيدي ، وإبراهيم ابن الشّعّار ، وروى لنا عنه الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، وجماعة.

قرأت على أبي محمد بن أبي نصر البزّاز من كتابه : أخبركم أبو الحسن دهبل بن عليّ بن كاره قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد ابن محمد بن بيان.

وأخبرناه عاليا أبو السّعادات نصر الله بن عبد الرّحمن بن محمد بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : أخبرنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا ابن عليّة ، عن يزيد ، عن مطرّف بن عبد الله ابن الشّخّير ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رجل : يا رسول الله أعلم أهل الجنّة من أهل النّار؟ قال : نعم. قال : ففيم يعمل العاملون؟ قال : اعملوا فكلّ ميسّر» ، أو كما قال (١).

أنبأنا عمر بن عليّ القرشي ، قال : توفي دهبل بن كاره يوم الثلاثاء ثاني محرم سنة سبع (٢) وستين وخمس مئة. وقال صدقة بن الحسين الفرضي في «تاريخه» : يوم الأربعاء ثالث الشهر المذكور ، ودفن بباب حرب ، وكان قد أضرّ.

* * *

__________________

(١) حديث صحيح ، تقدم تخريجه في الترجمة ٨٢٧.

(٢) توهم ابن العماد في الشذرات فأدرجه ضمن وفيات سنة تسع وستين.

٢٦٨

حرف الذّال

من اسمه ذاكر

١٤١٧ ـ ذاكر بن عبد العزيز المقرئ.

من شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل الخفّاف ، ذكره في «معجم شيوخه» وقال : أنشدني ، ولم يسم قائلا :

أشتاقه فإذا بدا أطرقت من إجلاله

لا خيفة بل هيبة وصيانة لجماله

فالعيش في إقباله والموت من إعراضه

يا قاتلي بفراقه ومعذّبي (١) بدلاله

١٤١٨ ـ ذاكر (٢) بن كامل بن أبي غالب ـ واسم أبي غالب محمد ـ بن الحسين ، ويقال : الحسين بن محمد ، الخفّاف ، أبو القاسم الحذّاء ، أخو أبي بكر المبارك ، وكان ذاكر الأصغر.

سمع بإفادة أخيه أبي بكر المذكور الكثير من الشّيوخ مثل : أبي نصر المعمّر ابن محمد بن جامع البيّع ، وأبي عليّ الحسن بن إسحاق الباقرحي ، وأبي محمد عبد الله بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبي عليّ محمد بن محمد ابن المهدي ، وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبي الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي ، وأبي سعد أحمد بن عبد الجبّار ابن الطّيوري ، وأبي عبد الله محمد ابن عبد الباقي الدّوري السّمسار ، وأبي القاسم بن الحصين ، وأبي غالب ابن البنّاء ، والقاضي أبي بكر الأنصاري. ومن الغرباء مثل : أبي العز محمد بن الحسين القلانسي الواسطي ، وأبي عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلّال

__________________

(١) جاء في حاشية المجلد الباريسي : في الأصل : ومعتدي ، بالتاء.

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٦٨ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٧٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٥٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٥٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٦ ، والعبر ٤ / ٢٧٦ ، والصفدي في الوافي ١٤ / ٣٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٠٦.

٢٦٩

الأصبهاني وغيرهما.

وأجاز له أبو القاسم بن بيان ، وأبيّ النّرسي ، وأبو البركات هبة الله وأبو المعالي أحمد ابنا عليّ ابن البخاري ، وهزارسب بن عوض الهروي ، وخلق كثير من أهل بغداد ، والبصرة ، وواسط ، وغيرها.

وبورك له فيما سمعه حتى حدّث سنين كثيرة. وكان صالحا ، قليل الكلام ، مضى على الصّحّة والاستقامة. سمعنا منه الكثير.

قرأت على الشيخ أبي القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب ، قلت له : أخبركم أبو عليّ الحسن بن إسحاق بن مخلد الباقرحي قراءة عليه وأنت تسمع في ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن يوسف ابن العلّاف ، قال : أخبرنا أبو عليّ مخلد بن جعفر الباقرحي ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن علّوية القطّان ، قال : حدثنا إسماعيل بن عيسى العطّار ، قال : حدثنا داود بن الزّبرقان ، عن مطر الورّاق وهشام ويونس ، عن الحسن ، عن عبد الرحمن بن سمرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «يا عبد الرّحمن لا تسأل الإمارة ، فإنّك إن أعطيتها عن مسألة وكّلت إليها ، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها ، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفّر عن يمينك» (١).

توفّي ذاكر بن كامل يوم السّبت عشيّة سادس رجب سنة إحدى وتسعين وخمس مئة عن ستّ وثمانين سنة تقريبا ، وصلّي عليه يوم الأحد سابع الشّهر المذكور ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.

__________________

(١) حديث الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة في الصحيحين : البخاري في النذور ٨ / ١٥٩ (٦٦٢٢) ، وفي الكفارات ٨ / ١٨٣ (٦٧٢٢) ، وفي الأحكام ٩ / ٧٩ (٧١٤٦) ، و (٧١٤٧) ، ومسلم في الأيمان والنذور ٥ / ٨٦ (١٦٥٢) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (١٥٢٩).

٢٧٠

١٤١٩ ـ ذاكر الله (١) بن إبراهيم بن محمد بن عليّ القارئ ، أبو الفرج ، يعرف بابن البرني.

من أهل الحربية ، أخو أبي منصور المظفّر الذي يأتي ذكره.

سمع القاضي أبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وجدّه لأمه أبا محمد عبد الرحمن بن عليّ بن الأشقر الحربي وغيرهما ، وروى عنهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي الفرج ذاكر الله بن إبراهيم بن محمد القارئ ، قلت له : أخبركم القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين ابن الفرّاء قراءة عليه في رجب سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب ، قال : قرأت على القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي بالبصرة ، قلت له : أخبركم أبو عليّ محمد بن أحمد بن عمرو اللّؤلؤي ، قال : حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني ، قال (٢) : حدثنا إبراهيم بن موسى الرّازي ، قال : حدثنا هشام (٣) ، عن عبد الله بن بحير ، عن هانئ مولى عثمان ، عن عثمان ، قال : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا فرغ من دفن الميّت وقف عليه فقال : «استغفروا لأخيكم وسلوا له التّثبيت فإنه الآن يسأل» (٤).

توفّي ذاكر الله هذا في ليلة الخميس ثامن عشر صفر سنة إحدى وست مئة ، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب.

* * *

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٧٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٦٩ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٥٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٥ ، والمشتبه ٥٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤١٧ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ١٣٤.

(٢) سنن أبي داود (٣٢٢١).

(٣) هو هشام بن يوسف الصنعاني ، أبو عبد الرحمن القاضي ، ثقة من رجال البخاري.

(٤) إسناده حسن ، فإن هانئ أبا سعيد مولى عثمان صدوق حسن الحديث ، وباقي رجاله ثقات.

٢٧١

اسم مفرد في حرف الذّال

١٤٢٠ ـ ذو الكفل بن محمد العبدريّ ، أبو محمد الأندلسيّ الخيّاط.

قدم بغداد وسكنها ، وسمع بها من أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهّاب ، وروى عنه.

سمع منه المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

حرف الراء

ذكر من اسمه راشد

١٤٢١ ـ راشد بن عليّ ، أبو سعد الكيليّ (١) ثم البغداديّ.

سمع أبا الفضل محمد بن عبد السّلام الأنصاري ، وحدث عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

١٤٢٢ ـ راشد بن الفرج بن راشد المدنيّ.

منسوب إلى المدينة التي بناها السّفّاح مجاورة الأنبار ، وسكنها لما ولي الخلافة. كان يسكن محلة دار القز.

سمع من جماعة ، وروى عن أبي العز محمد بن المختار الهاشمي بالإجازة. سمع منه أبو العز عبد المغيث بن زهير الحربي ، وخرّج عنه في مصنفاته ، وأثنى عليه.

أنبأنا أبو العز عبد المغيث بن أبي حرب الشيخ الثّقة ، قال : قرأت على

__________________

(١) لعله منسوب إلى كيل ، وهو موضع ذكره ياقوت في معجم البلدان ٤ / ٤٩٨.

٢٧٢

الشيخ الصالح راشد بن الفرج بن راشد المدني ، قلت له : أخبركم أبو العز محمد ابن المختار بن محمد إذنا ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن عليّ الأزجي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد ، قال : حدثنا أحمد بن عليّ بن المثنّى ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى الرّقاشيّ ، قال : أخبرنا يوسف بن خالد ، قال : حدثنا موسى بن دينار المكّي ، قال : حدثنا موسى بن صالح ، عن عائشة بنت سعد ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليصلّ أبو بكر بالناس. قالوا : يا رسول الله لو أمرت غيره أن يصلّي فقال : لا ينبغي أن يؤمّهم إمام وفيهم أبو بكر» (١).

١٤٣٢ ـ راشد بن عليّ بن معلّى ، أبو المظفّر المقرئ.

من ساكني المأمونية.

ذكر أبو بكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ أنّه حدّثه عن أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي المقرئ ، وأنّه توفي في سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) إسناده تالف ، موسى بن دينار المكي ضعّفه البخاري والدار قطني وكذبه حفص بن غياث ، كما في الميزان ٤ / ٢٠٤ ، وموسى بن صالح منكر الحديث (الجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٦٦٥) ، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص لا رواية بها عن عائشة ، لكنها تروي عن أمّ ذرة عن عائشة ، كما في ترجمتها من تهذيب الكمال ٣٥ / ٢٣٦. على أنّ طلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يصلي أبو بكر بالناس صحيح ثابت.

٢٧٣

ذكر من اسمه رشيد

١٤٢٤ ـ رشيد بن شاذي بن عبد الله ، مولى الحسن بن فضل ، الأدميّ الأصبهانيّ.

قدم بغداد ، وحدّث بها عن أبي عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد الأصبهاني فيما ذكر أبو بكر بن كامل ، وسمع منه ، وروى عنه حديثا في «معجمه».

١٤٢٥ ـ رشيد (١) بن عبد الله ، مولى صندل بن عبد الله المقتفويّ.

سمع مع مولاه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطّي وغيره ، وروى شيئا يسيرا.

سمع منه بعض أصحابنا ، وطلبناه في سنة ست وست مئة فأخبرنا بموته في هذه السنة ، والله أعلم.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٣١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٣١.

٢٧٤

ذكر من اسمه رضوان

١٤٢٦ ـ رضوان بن الفضل بن أحمد بن الحسن بن خيرون ، أبو بكر ابن أبي محمد بن أبي الفضل.

من أولاد العدول وأهل الرّواية.

ذكر أبو الفضل أحمد بن شافع في «تاريخه» ، ومن خطه نقلت ، أنّ رضوان هذا سمع شيئا من الحديث في صغره ، وأنه تولّى إشراف العقار وما روى شيئا ، وتوفّي في صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

١٤٢٧ ـ رضوان بن عبد الواحد بن محمد بن شنيف ، أبو محمد بن أبي الفرج ، أخو أبي عليّ عون وسيأتي ذكره.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن محلة دار القز ، وهو من بيت معروف بالأمانة والرّواية ، قد ذكرنا ونذكر منهم جماعة (١).

سمع رضوان هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي ، وغيرهما ، وأظنه روى شيئا.

توفي في شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمس مئة فيما ذكر محمد بن المبارك بن مشّق ، والله أعلم.

١٤٢٨ ـ رضوان بن محمد بن عليّ ابن الصّائغ ، أبو محمد بن أبي البركات.

وقد تقدم ذكر أبيه (٢).

ورضوان هذا كان وكيلا بباب القضاة ، وسكن واسطا مدة ، ورأيته بها بباب

__________________

(١) وينظر إكمال الإكمال لابن نقطة ٣ / ٤٤٨ فما بعد.

(٢) ١ / الترجمة ٣٣٦.

٢٧٥

القاضي أبي محمد الحسن بن أحمد ابن الدّامغاني لمّا كان قاضيا بها ، وعاد إلى بغداد ، وتوفّي بها.

وسمع من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، ومن أبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني وغيرهما ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

توفي قبل سنة تسعين وخمس مئة بيسير.

* * *

ذكر من اسمه ريحان

١٤٢٩ ـ ريحان (١) بن عبد الله الحبشيّ ، أبو روح الخادم ، عتيق أبي المعالي المكيّ.

كان يسكن الحريم الطّاهري ، وكان صالحا.

سمع الكثير بنفسه ، وطلب الحديث ولازم قراءته على الشيوخ إلى أن أسنّ. وكان سماعه من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وأبي الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ، ومن بعدهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأبو محمد العليمي ، وأبو بكر ابن مشّق ، وغيرهم.

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشي ، قال : أخبرنا أبو روح ريحان بن عبد الله عتيق أبي المعالي المكي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ١٤ / ١٥٩.

٢٧٦

عيسى الباقلّاني ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : حدثنا أبو مسلم البصري ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال وهو يبشّر أصحابه : «جاءكم شهر كتب الله عزوجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنّة وتغلق أبواب الجحيم ، وتغلّ فيه الشّياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم» (١).

قال القرشيّ : توفي ريحان عتيق المكيّ في ليلة الأحد ثالث عشر محرم سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

وقال محمد بن المبارك بن مشّق مثل ذلك ، وزاد : وعمره ستون سنة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٤٣٠ ـ ريحان (٢) بن تيكان بن موسك بن عليّ ، أبو الخير المقرئ.

من أهل الحربية.

قرأ القرآن الكريم بشيء من القراءات على جماعة من الشّيوخ ، منهم : أبو

__________________

(١) إسناده ضعيف لانقطاعه ، فإن أبا قلابة واسمه عبد الله بن زيد الجرمي لم يسمع من أبي هريرة فروايته عنه مرسلة ، وأيوب : هو ابن أبي تميمة السختياني.

أخرجه عبد الرزاق (٨٣٨٣) ، وابن أبي شيبة ٣ / ١ ، وأحمد ٢ / ٢٣٠ و ٣٨٥ ، والنسائي ٤ / ١٢٩ ، وابن عبد البر في التمهيد ١٦ / ١٥٤ من طرق عن أيوب بهذا الإسناد.

ولكن ثبت في الصحيحين (البخاري ١٨٩٩ ومسلم ١٠٧٩) من حديث أبي هريرة مرفوعا : «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة (أو السماء أو الرحمة) ، وغلّقت أبواب النار ، وصفّدت الشياطين».

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٧٩ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٦٠٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٥٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٦٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٩٥ ، والعبر ٥ / ٦٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٨ ، والصفدي في الوافي ١٤ / ١٥٩ ، ونكت الهميان ١٥٣ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٢٨٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣٧٩ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٥ / ٦٧.

٢٧٧

حفص عمر بن عبد الله الحربي وغيره ، وسمع منه ومن أبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وأبي المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبي الوقت السّجزي ، وغيرهم.

وأقرأ النّاس ، وحدّث ، وأضر في آخر عمره. سمعنا منه.

قرأت على أبي الخير ريحان بن تيكان المقرئ بمسجده بالحربية ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزّاهد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا شعيب ، عن الأوزاعي أنّ عمرو بن يحيى بن عمارة أخبره عن أبيه أنّه سمع أبا سعيد الخدريّ يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس فيما دون خمس أواق صدقة ، وليس فيما دون خمس ذود صدقة ، وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» (١).

توفي ريحان هذا يوم الأربعاء رابع عشر صفر سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن يوم الخميس بباب حرب.

* * *

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في المجلد الأول ، الترجمة ٢٦ ، وتقدم في المجلد الثاني ، الترجمة ٧٩٩ أيضا.

٢٧٨

ذكر من اسمه رزق الله

١٤٣١ ـ رزق الله بن عليّ بن محمد ابن الخطيب ، أبو (١) ...

من أهل الأنبار ، من بيت العدالة والرّواية بها.

ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق في «معجم شيوخه» ، وقال : أجاز لي. ولم يزد على ذلك.

١٤٣٢ ـ رزق الله (٢) بن هبة الله بن محمد ، أبو البركات القزوينيّ الأصل الأصبهانيّ.

قدم بغداد غير مرّة ، وذكر أنه حدّث بها بإجازة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ له ، وعاد إلى بلده ، وروى به (٣).

* * *

__________________

(١) هكذا بيّض له المؤلف ولم يعد إليه.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٠٧ ، والصفدي في الوافي ١٤ / ١١٤ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢٤٢ ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / ٢٤٦.

(٣) لم يذكر المؤلف وفاته فكأنها لم تقع له ، وذكره الذهبي في وفيات سنة ٦١٤ نقلا من معجم شيوخ الزكي البرزالي ، وذكر الصفدي وفاته سنة ٦١٥ ، نقلا من تاريخ ابن النجار وإن لم يصرح به ، فقد صرّح به القرشي في الجواهر حيث قال : قال ابن النجار : «... وقد لقيته بأصبهان وسمعت منه ... سألته عن مولده فقال : في سلخ شعبان سنة ست وثلاثين وخمس مئة بأصبهان ، وتوفي سحرة يوم الجمعة الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن من الغد بمدرسة محلة جوهان».

٢٧٩

ذكر من اسمه روح

١٤٣٣ ـ روح (١) بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح ، أبو طالب بن أبي نصر الحديثيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار.

والحديثة المنسوب إليها من سقي الفرات.

قاضي القضاة ؛ شهد أوّلا عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن عليّ المندائي قراءة عليه في كتاب «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» تأليفه ، قال : ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته منهم : أبو طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في تاسع عشري شهر رمضان سنة أربع وعشرين وخمس مئة ، وزكّاه أبو القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ وأبو الفرج عبد الملك بن مسعود الدّينوري.

قلت : وفي يوم الخميس خامس عشر رجب سنة ثلاث وستين وخمس مئة رتّب نائبا في الحكم بمدينة السّلام من الدّيوان العزيز مجّده الله ، وأذن له في العقود والمطالبات والحبس والإطلاق من غير سماع بيّنة ولا إسجال ، فكان على ذلك إلى شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين فإنّه أذن له في سماع البيّنة وإنشاء قضيّة يكتب له فيها بالإذن الإماميّ المستنجدي بالله ، وأن يكتب الكتب الحكميّة بما يثبت عنده.

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٥٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٤٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٥٠ والمختصر المحتاج ٢ / ٦٩ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢٤٣ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ٢٩١ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٥٧٤ ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / ٢٥١.

٢٨٠