ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

نخل الأنصار ، فقيل للنّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إنّ ها هنا غلاما يرمي النّخل ، أو يرمي نخلنا ، فأتي بي إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا غلام لم ترمي النّخل؟ قال : قلت : آكل. قال : فلا ترم النّخل وكل مما يسقط من أسافلها ومسح رأسي ، وقال : اللهم أشبع بطنه (١).

مولد بدر هذا يوم الثّلاثاء سابع عشر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وخمس مئة فيما قرى عليه وأنا أسمع فأقرّ به.

* * *

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لجهالة ابن أبي الحكم الغفاري وجدته.

أخرجه ابن أبي شيبة ٦ / ٨١ ـ ٨٢ ، وأحمد ٥ / ٣١ ، وأبو داود (٢٦٢٢) ، وابن ماجة (٢٢٩٩) ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١٠٢٠) ، والطبراني في الكبير (٤٤٥٩) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٤٤٣ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٢ ـ ٣ ، والمزي في تهذيب الكمال ٩ / ٣٠.

على أن الحديث حسن ، فقد أخرجه الترمذي (١٢٨٨) ، والطبراني في الكبير (٤٤٦٠) ، والحاكم ٣ / ٤٤٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٢ من طريق الفضل بن موسى السيناني ، عن صالح بن أبي جبير ، عن أبيه ، عن رافع بن عمرو الغفاري ، وصالح بن أبي جبير وأبوه مقبولان حيثما توبعا ، ومع ذلك قال الترمذي : حسن صحيح غريب ، والترمذي إمام كبير.

٢١

ذكر من اسمه بشير

١٠٥ ـ بشير (١) بن عبد الله الهنديّ ، أبو الخير.

سمع مع مولاه أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف من أبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش ، وأبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان وغيرهما ، وروى عنهم وكان صالحا.

سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود ابن الأخضر ، وغيرهما.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر : أخبركم أبو الخير بشير بن عبد الله مولى ابن يوسف بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ ابن أحمد بن محمد الرّزّاز ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن الأعمش وابن أبي ليلى وكثير النوّاء وعبد الله بن صهبان ، كلّهم عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أهل الدّرجات العلى ليراهم من تحتهم كما يرى النّجم الطّالع في أفق من آفاق السّماء وإنّ أبا بكر وعمر منهم وأنعما» (٢).

أنبأنا عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : توفّي بشير مولى ابن يوسف يوم السّبت خامس ذي الحجة سنة اثنين وسبعين وخمس مئة.

١١٠٦ ـ بشير (٣) بن محفوظ بن غنيمة ، أبو الخير.

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢٦٢.

(٢) إسناده ضعيف ، وقد تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة (٧٥٠).

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٧٠ ، وابن الساعي في أخبار الزهاد ، الورقة ٤٦ ،

٢٢

من أهل باب الأزج.

صحب الشّيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، وسمع معه ومع أولاده من جماعة منهم : أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد ، وأبو الوقت عبد الأوّل ابن عيسى السّجزي ، وغيرهما. وانقطع إلى النّسك والعبادة ، وكان صالحا يثنى عليه خير ، وله كلام على طريقة أهل الحقيقة ، يتبرك به النّاس ويزورونه.

توفي في ليلة الاثنين حادي عشر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بباب الأزج بالمقبرة المعروفة بمقبرة عبد الدّائم.

١١٠٧ ـ بشير (١) بن أبي بكر ، واسمه حامد ، بن سليمان بن يوسف الجعفريّ ، ذكر أنّه من ولد جعفر بن أبي طالب ، أبو النّعمان.

من أهل تبريز.

قدم بغداد وتفقّه بها على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه وحصّل معرفة المذهب والخلاف ، وتكلّم في المسائل ، وأعاد بالمدرسة النّظامية لمدرّسيها. وأجاز له سيّدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ وشرّفه بالرّواية عنه ، وقطن بها ، فهو اليوم من أهلها وفقهائها.

* * *

__________________

والذهبي في تاريخ الإسلام ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٣.

(١) تأخرت وفاته إلى تسع من السنين بعد وفاة المؤلف حيث توفي سنة ٦٤٦ ، وقد ترجمه الحسيني في صلة التكملة ، الورقة ٥١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٥٤٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٥٦ ، والصفدي في الوافي ١٠ / ١٦٢ ووقع فيه : «بشير بن أبي حامد» ، محرف ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ١٣٣ ، والفاسي في العقد الثمين ٣ / ٣٧١ ، والسيوطي في طبقات المفسرين ٣٩ ، والداودي في طبقات المفسرين أيضا ١ / ١١٥.

٢٣

ذكر من اسمه بزغش (١)

١١٠٨ ـ بزغش (٢) بن عبد الله الرّوميّ ، أبو منصور ، وقيل : أبو الحسن ، مولى القاضي أبي سعد الهروي (٣).

سمع ببغداد أبا عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، وبنيسابور أبا بكر عبد الغفار بن محمد الشّيرويي ، وغيرهما.

وحدّث ببغداد ؛ سمع منه بها : أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه». وسمع منه أبو الخطّاب عمر بن محمد العليميّ الدّمشقيّ بالموصل فيما قرأت بخطّه (٤).

١١٠٩ ـ بزغش (٥) بن عبد الله ، أبو عليّ ، عتيق أبي طاهر محمد بن عليّ الأنصاريّ الدّبّاس.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وروى عنهم. أجاز لنا ، ولم يتفق لنا منه سماع.

وتوفّي في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، ويقال : إنّه كان

__________________

(١) هذا الاسم قيّده العلامة ابن ناصر الدين فقال : «أوله موحدة مضمومة ، ثم زاي ساكنة ، ثم غين معجمة مضمومة ، ثم شين معجمة».

(٢) ترجمه ابن عساكر في معجم شيوخه ، الورقة ٣٤ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ٢٤٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ٢١٢.

(٣) أبو سعد الهروي هو القاضي محمد بن نصر.

(٤) وسمع منه الحافظ ابن عساكر ، كما هو ثابت في معجم شيوخه.

(٥) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ٢٤٦ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢١٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٦٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ٢١٢.

٢٤

صالحا ، رحمه‌الله وإيانا.

١١١٠ ـ بزغش (١) بن عبد الله ، عتيق أحمد بن شافع الكفر طابيّ التّاجر.

سمع ببغداد من أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى الصّوفي ، وحدّث عنه.

سمع منه بعض الطّلبة.

وبلغنا أنه توفّي بدمشق في ثالث عشر صفر سنة ست مئة ، والله أعلم.

١١١١ ـ بزغش (٢) بن عبد الله الرّوميّ ، أبو منصور عتيق أبي جعفر أحمد بن محمد بن حمدي.

سمع أبا عبد الله الحسين بن محمد بن حمدي ، وأبا الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبا المعالي الفضل بن سهل الإسفراييني ، وجماعة آخرين. سمعنا منه.

قرأت على أبي منصور بزغش بن عبد الله مولى ابن حمدي ، قلت له : أخبركم أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف القاضي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري ، قال : أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري ، قال : حدثنا بشر بن مطر الواسطيّ ، قال :

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ٢٤٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٦٨ ، وابن الفوطي في الملقبين بعفيف الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٦٧٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٤ ، والمشتبه ٦٦٦ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٩ / ٢١١ ، وابن حجر في التبصير ٤ / ١٤٨٩.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ٢٤٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٥٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٦٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٤ ، والمشتبه ٦٦٦ ، والصفدي في الوافي ١٠ / ١٢٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ٢١٢ ، وابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٤١.

٢٥

حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، عن أبي مسعود ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن ثمن الكلب ، ومهر البغي ، وحلوان الكاهن (١).

توفي بزغش هذا يوم الخميس غرّة صفر سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن بمقبرة درب الخبّازين.

* * *

الأسماء المفردة في حرف الباء

١١١٢ ـ بهروز (٢) بن عبد الله ، أبو الحسن الخادم الأبيض الملقّب مجاهد الدين ، مولى السّلطان غياث الدين محمد بن ملكشاه السّلجوقي.

ولي الإمارة بالعراق نيّفا وثلاثين سنة وبنى رباطا للصّوفية على دجلة عند سوق المدرسة النّظامية ، ورباطا آخر للخدم أعلى البلد ، وعمّر النّهروان ، وأجرى فيه الماء بعد أن كان قد خرب سنين ، وكان حسن السّيرة.

ذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع أنّ بهروز توفّي ببغداد في رجب سنة أربعين وخمس مئة ، ودفن برباط الخدم الذي أنشأه بعد أن صلّي عليه بجامع السّلطان بظاهر البلد.

__________________

(١) حديث سفيان بن عيينة هذا في الصحيحين : البخاري ٧ / ٧٩ (٥٣٤٦) و ٧ / ١٧٦ (٥٧٦١) ، ومسلم ٥ / ٣٥ (١٥٦٧). وله طرق أخرى عن الزهري راجعها إن شئت في تعليقنا على الترمذي (١١٣٣) ، وتعليقنا على الموطأ برواية الليثي (١٩١٨).

(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ١١٧ ، وسبطه في مرآة الزمان ٨ / ١٨٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٧٢٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٥ ، والصفدي في الوافي ١٠ / ٣٠٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٢٧٧ ، وأخباره في الكتب التاريخية المستوعبة لعصره.

٢٦

١١١٣ ـ بريدة بن عبد الجبّار بن محمد بن عليّ الأسوديّ ، أبو بكر ، خال فخر الدين أبي المظفّر عبد الرحيم بن محمد ابن السّمعاني.

ولد بمرو الشّاهجان ، وحمل إلى أصبهان فنشأ بها ، وقدم بغداد وأقام بها مدّة. وسمع بها مع تاج الإسلام أبي سعد ابن السّمعاني بعد سنة ثلاثين وخمس مئة من جماعة منهم : القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبو منصور عبد الرّحمن بن محمد القزّاز ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم ، وعاد إلى مرو فحدّث بها.

ذكره فخر الدّين أبو المظفّر ابن السّمعاني في «معجم شيوخه» ، وقال : سمعت منه جزءا واحدا ، قال : وعاد إلى العراق فتوفّي بالبصرة سنة أربع وأربعين وخمس مئة ، وعمره خمس وعشرون سنة ، رحمه‌الله وإيانا.

«آخر الجزء الحادي والعشرين من الأصل»

٢٧

١١١٤ ـ باقي (١) بن أبي سعد بن الحسين ، أبو سعيد الفرّاش ، صاحب بني رئيس الرؤساء.

كان يسكن بالقصر من دار الخلافة المعظّمة ـ شيد الله قواعدها بالعز ـ.

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان الرّزّاز ، وروى عنه.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو الفتوح نصر ابن أبي الفرج الحصري ، في آخرين.

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو سعيد باقي بن أبي سعد الفرّاش ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد العمري. وقرأته على القاضي أبي طالب محمد بن عليّ بن أحمد الواسطي بها ، وعلى أبي الفتح عبيد الله بن أبي محمد الدّبّاس ببغداد ، قلت له : أخبركما أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ، قالا : حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قالا : أخبرنا الحسن بن عرفة ، قال : حدّثنا سلم بن سالم البلخي ، عن عبد الرّحيم بن زيد العمّي ، قال : أخبرني أبي ، قال : أدركت أربعين من التّابعين كلّهم حدّثونا عن أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أحبّ جميع أصحابي وتولّاهم واستغفر لهم جعله الله يوم القيامة معهم» (٢).

١١١٥ ـ بدل (٣) بن أبي طاهر بن شير شهر بن جاجا (٤) بن عبد الله بن محمد ، أبو محمد المقرئ.

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢٦٦.

(٢) إسناده ضعيف جدّا ، عبد الرحيم بن زيد العمي متروك كذّبه ابن معين ، فهو آفته ، فضلا عن إرساله. وهو في كنز العمال برقم (٣٢٥٢٤).

(٣) ترجمه الصفدي في الوافي ١٠ / ١٠٠.

(٤) في المطبوع من الوافي : «جاكاه».

٢٨

من أهل جيلان.

رحل من بلده إلى أصبهان ثم همذان ، وقرأ بها القرآن الكريم بالقراءات على الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد ابن العطّار. ثم قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته.

وكان ينزل بدرب القيّار ، ويقرئ النّاس القرآن المجيد بمدرسة ابن بكروس ، وكان حسن القراءة له معرفة بوجوه القراءات.

قرأ عليه جماعة كثيرة منهم : أبو عبد الله محمد بن أحمد الدّوري وغيره ، وحدّث بها عن أبي الفتح محمد بن الحسن الصّيدلاني الأصبهاني. وكان في سنة سبع وثمانين وخمس مئة حيا لأنّه روى فيها (١).

١١١٦ ـ بارس (٢) بن زيد بن أحمد بن عليّ بن بارس ، أبو العباس.

من أهل باب الأزج. من بيت مشهور ، روى منهم غير واحد.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي.

أخبرنا الحافظ عمر بن عليّ بن الخضر الدّمشقي إذنا ، قال : أخبرنا أبو العباس بارس بن زيد بن بارس الأزجي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ ابن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (٣) : حدّثنا محمد بن جعفر ، قال : حدّثنا شعبة ، قال : سمعت خالدا العنزي (٤) ، عن أبي بشر العنبري ، عن حمران بن أبان ، عن

__________________

(١) ذكر الصفدي أنّه توفي سنة تسع وثمانين وخمس مئة.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢١٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣٢١.

(٣) المسند ١ / ٦٥.

(٤) هكذا نسبه عنزيا ، وهو كذلك في جميع النسخ الخطية المعروفة من المسند ، وبدلالة نقل

٢٩

عثمان بن عفّان ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنّة» (١).

أنبأنا عمر بن عليّ ، قال : سألت أبا العباس بن بارس عن مولده ، فقال : في جمادى الأولى سنة تسعين وأربع مئة.

وتوفي يوم الخميس حادي عشري جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وخمس مئة.

١١١٧ ـ برهان (٢) بن الحسين ، أبو عليّ.

من أهل حربى ، من أعمال دجيل.

شيخ صالح لقيته ببلده وبواسط ، وكتبت عنه أناشيد.

أنشدني برهان بن الحسين من حفظه لبعض المتقدمين :

إذا شئت أن تدعى كريما مهذّبا

أديبا لبيبا عاقلا فطنا حرّا

إذا ما بدا من صاحب لك زلّة

فكن أنت محتالا لزلّته عذرا

__________________

ابن الدبيثي من مسند أحمد ، من رواية ابن الحصين ، وهي أصح روايات المسند ، وقد نسبه أحمد على الوجه في موضع آخر ١ / ٦٩ عن شيخه إسماعيل بن علية ، والمحفوظ هو خالد الحذاء ، وخالد لا ينسب إلى عنزة ، فهو مولى قريش ، وقيل : مولى لبني مجاشع ، كما في ترجمته من تهذيب الكمال وغيره ، ومجاشع عشيرة من تميم وعنزة من ربيعة ، كما هو معلوم في كتب النسب.

(١) حديث صحيح.

أخرجه ابن أبي شيبة ٣ / ٢٣٨ ، وأحمد كما تقدم ، وعبد بن حميد (٥٥) ، ومسلم ١ / ٤١ (٢٦). والنسائي في عمل اليوم والليلة (١١١٤) و (١١١٥) و (١١١٦) ، وأبو عوانة ١ / ٧ ، وابن حبان (٢٠١) ، وابن مندة في الإيمان (٣٢) و (٣٣).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٨٨ وقيد برهان ، فقال : بفتح الموحدة وسكون الراء المهملة. كما قيّد حربى فقال : بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفتح الباء الموحدة.

٣٠

وسمعته ينشد :

لمن أطلب الدّنيا إذا لم أرد بها

سرور محبّ أو إساءة مجرم

توفّي برهان هذا ببلده في شوّال سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١١١٨ ـ بيان بن أحمد بن محمد بن خميس ، أبو المفاخر الواسطيّ.

من أهل قرية تعرف بالرّصافة من سواد واسط.

قدم بغداد للتفقه بعد سنة خمسين وخمس مئة ، وأقام بها بالمدرسة الثّقتيّة بباب الأزج ، ودرس الفقه على مدرّسها يوسف بن بندار الدّمشقي قبل أن يدرس بالنّظامية ، وسمع بها شيئا من الحديث من أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، ومن أبي العبّاس أحمد بن المبارك المرقّعاتي وغيرهما.

وعاد إلى بلده ، ثم قدمها علينا في سنة ست وست مئة ، ولقيناه بها ، وكتبنا عنه أناشيد ، وكان حفظه للحكايات والأشعار سهل الأخلاق.

أنشدني أبو المفاخر بيان بن أحمد الرّصافي الواسطي ببغداد من حفظه لبعضهم :

لي صديق ما مسّني عدم

مذ نظرت عينه إلى عدمي

قام بأمري لمّا قعدت به

ونمت عن حاجتي ولم ينم

وأنشدني أبو المفاخر بيان بن أحمد أيضا ، قال : أنشدنا الأجل أبو طالب ابن زبادة (١) الكاتب لنفسه :

كلّ ظلوم تزول دولته

وليس ما سنّ من أذى زائل

كحيّة خوف سمّها قتلت

وسمّها بعد قتلها قاتل

* * *

__________________

(١) بالباء الموحدة ، قيدته كتب المشتبه.

٣١

حرف التّاء

ذكر من اسمه تمّام

١١١٩ ـ تمّام بن مواهب بن عليّ بن الضّحّاك ، أبو الفرج بن أبي القاسم.

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم هبة الله بن الحصين ، وروى عنه.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو الفرج تمّام بن مواهب الحربيّ ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (١) : حدّثنا سفيان (٢) ، قال : حدّثنا الزّهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس أنّ سعد بن عبادة سأل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن نذر كان على أمّه توفّيت قبل أن تقضيه ، فقال : اقضه عنها (٣).

__________________

(١) المسند ١ / ٢١٩.

(٢) هو ابن عيينة.

(٣) حديث سفيان بن عيينة في صحيح مسلم ٥ / ٧٦ (١٦٣٨) وهو في الوصايا من البخاري ٤ / ١٠ (٢٧٦١) من طريق مالك ، وفي الإيمان والنذور ٨ / ١٧٧ (٦٦٩٨) من طريق شعيب ، وفي الحيل ٩ / ٣٠ (٦٩٥٩) من طريق الليث بن سعد ، ثلاثتهم عن الزهري ، به. وهو عند مسلم أيضا من طريق مالك ، والليث ، ويونس ، ومعمر ، وبكر بن وائل ، كلهم عن الزهري. وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على موطأ مالك (١٣٥١ برواية الليثي) وجامع الترمذي (١٥٤٦).

٣٢

قال القرشيّ : سألت تمّام هذا عن مولده فذكر ما يدلّ أنّه في سنة خمس وخمس مئة تقريبا.

١١٢٠ ـ تمّام (١) بن عمر بن محمد ، أبو الحسن يعرف بابن الشّنّا (٢).

من أهل الحربية أيضا.

سمع القاضي أبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وغيره. كتبنا عنه.

قرى على أبي الحسن تمّام بن عمر الحربي بها وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم القاضي أبو الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء قراءة عليه في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا والدي القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين أملاء بجامع المنصور ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد ابن عبد الله ابن أخي ميمي ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدّثنا أبو روح محمد بن زياد بن فروة البلدي ، قال : حدثنا أبو شهاب (٣) ، عن إسماعيل ابن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله ، قال : كنّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر ، فقال : إنّكم سترون ربّكم عزوجل عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب ، وقرأ (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها) [طه : ١٣٠] ، أخرجه البخاريّ (٤) عن يوسف (٥) ، عن عاصم بن يوسف

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٤٥٣ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٤٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠١٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه.

(٢) قيده المنذري فقال : «الشنا : بفتح الشين المعجمة وتشديد النون وفتحها ، مقصورة».

(٣) أبو شهاب هو عبد ربه بن نافع.

(٤) في التوحيد من صحيحه ٩ / ١٥٦ (٧٤٣٥).

(٥) هو يوسف بن موسى.

٣٣

اليربوعي ، عن أبي شهاب (١).

توفي تمّام بن عمر هذا يوم الأحد العشرين من شعبان سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١١٢١ ـ تمّام (٢) بن أبي تغلب بن تمّام ، أبو الخير.

من أهل واسط.

أحد الزّهاد المنقطعين أصحاب الزّوايا. قدم بغداد وسكن بالجانب الغربي على دجلة بمسجد مجاور لجامع فخر الدّولة ابن المطّلب ، وعنده جماعة من الفقراء ، يغشاه النّاس ويزورونه على طريقة حميدة.

توفي ببغداد في ليلة الجمعة سابع عشري شعبان سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.

* * *

__________________

(١) وأخرجه البخاري من طرق أخرى في صحيحه ، فانظرها فيه : في الصلاة ١ / ١٤٥ (٥٥٤) و ١ / ١٥٠ (٥٧٣) ، وفي التفسير ٦ / ١٧٣ (٤٨٥١) ، وفي التوحيد ٩ / ١٥٦ (٧٤٣٤) و (٧٤٣٦) ، وهو عند مسلم أيضا ٢ / ١١٣ حديث رقم (٦٣٣). وتقدم في الترجمة ٧٨٢.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٣٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٠.

٣٤

ذكر من اسمه تميم

١١٢٢ ـ تميم (١) بن الحسين بن أبي نصر ، أبو نصر البزّاز ، يعرف بالقراح (٢).

سمع منه أبو العباس أحمد وأبو القاسم تميم ابنا أبي بكر البزّاز ، وعبد الله ابن أبي طالب المقرئ ويثني عليه خيرا. أدركته ولم ألقه ، ولعله قد أجاز لنا ، والله أعلم.

١١٢٣ ـ تميم (٣) بن سلمان بن معالي بن سالم بن سويد العباديّ (٤) ، أبو كامل الرّبعيّ ، من ربيعة الفرس.

هكذا أملى نسبه عليّ (٥) بعض أهل الحديث من أهل باب الأزج.

سمع أبا الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري المقرئ ، وغيره.

سمع منه أبو الرّضا أحمد بن طارق ، وأبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، وإبراهيم بن محاسن بن شاذي. وأجاز لنا.

أخبرنا أبو كامل تميم بن سلمان العبادي إجازة ، قال : أخبرنا أبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن عليّ بن عبيد الله ابن المهتدي بالله إجازة ، قال : أخبرنا أبو

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٩٨.

(٢) قيده المنذري فقال : بفتح القاف وراء مهملة مخففة وبعد الألف حاء مهملة.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٢٣٨ ، والمنذري في التكملة ١ / ٢٣٥ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٤٤ نقلا من المؤلف ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٠٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٧ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٦ / ٨٢.

(٤) قيده المنذري فقال : بضم العين المهملة وتخفيف الباء الموحدة.

(٥) التقييد من النسخ الخطيّة.

٣٥

حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ. وأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن الحسن ابن المظفّر بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن عليّ بن الفتح العشاري ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ، قال : حدثنا محمد بن صالح بن زغيل التّمّار ، قال : حدثنا عبد الواحد بن غياث المزيدي وطالوت بن عبّاد ، قالا : حدثنا فضّال بن جبير ، قال : سمعت أبا أمامة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنّة : إذا حدّث أحدكم فلا يكذب ، وإذا وعد فلا يخلف ، وإذا أتمن فلا يخن ، غضّوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وصلوا أرحامكم» (١).

توفّي تميم بن سلمان في يوم الأحد منتصف جمادى الأولى سنة تسعين وخمس مئة.

قال عبد الله بن أبي طالب المقرىء : ودفن بباب حرب.

١١٢٤ ـ تميم (٢) بن أحمد بن أحمد بن كرم بن غالب البندنيجيّ الأصل

__________________

(١) إسناده تالف ، وآفته فضّال بن جبير أبو المهند الغداني ، قال ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به بحال ، يروي أحاديث لا أصل لها (المجروحين ٢ / ٢٠٤) ، وذكره ابن عدي في الكامل ٦ / ٢٠٤٧ وذكر أن أحاديثه غير محفوظة ، وهي نحو عشرة أحاديث وذكر منها هذا الحديث. وذكره الذهبي في الميزان ٣ / ٣٤٧.

أخرجه الطبراني في الكبير (١٠١٨) والأوسط (٢٥٦٠) ، وابن عدي في الكامل كما أشرنا. وينظر مجمع الزوائد ١٠ / ٣٩٣ حديث رقم (١٨١٧٠).

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٢٢ ، وإكمال الإكمال ١ / ٣١٤ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٩٢ ، وابن الساعي في الجامع ٩ / ٥٧ ـ ٥٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٦٥ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٥٩ ، والعبر ٤ / ٢٩٧ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٦٧ ، والصفدي في الوافي ١٠ / ٤١٠ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٩٩ ، وابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٧١ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٨٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٢٩.

٣٦

البغداديّ المولد والدار ،أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي السعادات.

من أهل باب الأزج ، أخو أحمد بن أحمد الذي قدّمنا ذكره (١).

سمع أبو القاسم الكثير ، وكتب بخطّه لنفسه ولغيره ، وأفاد الطّلبة بكتبه وسعيه. وكان يحفظ أسماء الشّيوخ ويعرف مسموعاتهم ، وما يروونه ، ومواليدهم ووفاتهم ، ويعنى يجمع ذلك وضبطه.

سمع أبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزيّ ، وأبا حكيم إبراهيم بن دينار النّهروانيّ ، وأبا محمد محمد بن أحمد ابن المادح ، وأبا المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبا القاسم هبة الله بن الفضل الشّاعر ، والوزير أبا المظفّر يحيى بن محمد بن هبيرة ، والقاضي أبا يعلى محمد بن محمد ابن الفرّاء ، والشّيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، وأبا طالب المبارك بن عليّ بن خضير ، وأبا بكر أحمد بن المقرّب ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطّي ، وخلقا يطول ذكرهم من طبقة هؤلاء ومن بعدهم ، وحدّث باليسير. سمعنا بإفادته ومنه ، وكان لنا صديقا.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أحمد بقراءتي عليه وكتبه لنا بخطّه ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن سعيد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدّثنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري إملاء بهراة ، قال : أخبرنا أبو عاصم محمد بن محمد الباشانيّ ، قال : أخبرنا محمد بن حامد المالينيّ ، قال : حدثنا يحيى بن منصور الزّاهد ، قال : حدثنا عمرو بن عليّ الصّيرفي ، قال : حدثنا بشر بن المفضّل ، قال : حدّثنا خالد الحذّاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنّه لا يدري أين

__________________

(١) الترجمة ٦٦٦.

٣٧

باتت يده» (١).

سألت تميم ابن البندنيجي عن مولده ، فقال : في سنة أربع أو سنة خمس وأربعين وخمس مئة.

وتوفي صبيحة يوم السّبت ثالث جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، وصلّينا عليه ضحى يوم الأحد رابعه ، ودفن بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١١٢٥ ـ تميم بن معالي بن محمد ، أبو القاسم الغرّاد ، يعرف بابن شدّقيني.

من أهل الجانب الغربي ، من موضع يعرف بدرب الشّعير.

هكذا سمّاه إلياس بن جامع الإربلي فيما روى عنه ، وغيره سمّاه «فرح» بالحاء المهملة.

وقد سمعنا من هذا الشيخ ، وكان بكنيته مشهورا ، فسمّاه كلّ واحد من أصحاب الحديث اسما اختيارا ، وسنذكره في غير هذا الحرف على ما كتبنا عنه إن شاء الله (٢).

* * *

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه مسلم في الطهارة من صحيحه ١ / ١٦٠ (٢٧٨) ، وابن خزيمة (١٤٥) ، وأبو عوانة ١ / ٢٦٣ ، والبيهقي ١ / ٤٦ من طريق بشر بن المفضل به.

وأخرجه أحمد ٢ / ٤٥٥ ، وابن خزيمة (١٠٠) ، وابن حبان (١٠٦٤) و (١٠٦٥) ، والدارقطني ١ / ٤٩ ، والبيهقي ١ / ٤٦ من طرق عن خالد الحذاء ، به.

(٢) تقدم ذكر أخيه أبي محمد محمد بن معالي بن محمد البغدادي المتوفى سنة ٥٩٢ (الترجمة ٥٤٤).

٣٨

الأسماء المفردة في حرف التّاء

١١٢٦ ـ تغلب بن مفرّج ، أبو الحسن الحصريّ.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا محمد عليّ بن الخضر بن آساء الفرضي ، وروى عنه. سمع منه جماعة من الطّلبة ، منهم أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر الواعظ ، وغيره.

١١٢٧ ـ ترك (١) بن محمد بن بركة بن عمر العطّار ، أبو بكر ، يعرف والده بسوادا ، وقد ذكرناه فيما تقدم (٢).

من أهل شارع دار الرّقيق.

سمع أبا الفتح مفلح بن أحمد الدّومي الورّاق ، وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي الفقيه ، وأبا بكر أحمد بن عليّ بن الأشقر الدّلّال ، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الورّاق ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وجماعة آخرين. سمعنا منه.

قرأت على أبي بكر ترك بن محمد بن بركة ، قلت له : أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب ، قال : أخبرنا القاضي أبو عمر

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٥٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٢٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بعفيف الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٦٨٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٠٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٧ ، والصفدي في الوافي ١٠ / ٣٨١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤٦٨ ، وقيد المنذري اسمه بالحروف فقال : بضم التاء ثالث الحروف وبعدها راء مهملة ساكنة وكاف.

(٢) الترجمة ٩١.

٣٩

القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن أحمد ابن عمرو اللؤلؤي ، قال : حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني ، قال (١) : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي المليح ، عن أبيه (٢) ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «لا يقبل الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور» (٣).

سألت ترك بن محمد هذا عن مولده ، فقال : ولدت في رابع عشر صفر سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي ليلة السبت عاشر ربيع الأوّل سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن يوم السبت.

* * *

__________________

(١) سنن أبي داود (٥٩).

(٢) والد أبي المليح هو أسامة بن عمير بن عامر الهذلي الصحابي.

(٣) حديث صحيح ، تقدم تخريجه في الترجمة ١٤٥.

٤٠